بيروت- لا توحي الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان بأي التزام من طرف تل أبيب بوقف إطلاق النار، وذلك عشية انتهاء المهلة المحددة لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، فقد صعّدت إسرائيل عملياتها العسكرية وواصل جيشها توغله داخل الأحياء السكنية وجرف المنازل، في تصعيد واضح للأعمال العدائية.

وفي تطور لافت، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارة عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا، مما أدى إلى اشتعال المركبة فورا، وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة في بيان رسمي أن "الغارة الإسرائيلية على السيارة في صيدا أسفرت عن سقوط شهيد".

وتبين لاحقا أن المستهدف في هذا الهجوم هو محمد شاهين المسؤول العسكري في حركة حماس والمقيم في لبنان منذ فترة، ويُعرف بقربه من صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والذي اغتيل في قصف إسرائيلي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت في يناير/كانون الثاني 2024.

وفي بيان عسكري، نعت كتائب القسام القائد محمد إبراهيم شاهين (أبو البراء)، مشيدة بدوره في مسيرة الجهاد والمقاومة منذ انتفاضة الأقصى حتى معركة طوفان الأقصى، حيث شغل مواقع متقدمة، وأكدت الكتائب استمرارها في طريق الجهاد وصون عهد الشهداء حتى التحرير والعودة.

إعلان اعتراف إسرائيلي

وفي هذا السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين أنه استهدف المسؤول العسكري لحركة حماس في لبنان محمد شاهين في غارة على مركبته، وأن شاهين كان متورطا في إطلاق الصواريخ باتجاه الجانب الإسرائيلي.

ويعد هذا الاعتداء الإسرائيلي في صيدا الأول من نوعه منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 27 يناير/كانون الثاني الماضي، وحتى خلال فترة التمديد.

وكانت إسرائيل قد استهدفت أيضا مساء أول أمس السبت سيارة على طريق جرجوع في منطقة إقليم التفاح، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 4 آخرين ضمن سلسلة من الهجمات التي تواصل استهداف الأراضي اللبنانية.

وفي ظل هذه التطورات، تبدو إسرائيل عازمة على توجيه رسائل متعددة من خلال عمليات الاغتيال والتصعيد العسكري، سواء للفصائل الفلسطينية أو لحزب الله، أو حتى للحكومة اللبنانية.

القيادي بكتائب القسام محمد شاهين (وسط) عُرف بقربه من القيادي في حركة حماس صالح العاروري (مواقع التواصل) خلط الأوراق

من جانبه، قال المسؤول الإعلامي في حركة حماس بلبنان وليد كيلاني في تصريح للجزيرة نت إن "العدو الصهيوني من خلال هذه الاغتيالات يريد كسر إرادة المقاومة وثنيها عن مواصلة الجهاد والتصدي له، لكن على العكس، هذه الاستهدافات والاغتيالات تزيدنا قوة وصلابة في مواجهتها".

وأوضح كيلاني أن "العدو جرّب الكثير ونجح في محطات عدة في اغتيال القيادات، سواء السياسية أو العسكرية، بدءا من الشيخ أحمد ياسين مرورا بالدكتور عبد العزيز الرنتيسي، ثم إسماعيل هنية، ويحيى السنوار، ومحمد الضيف، ورغم ذلك لم تتوقف المسيرة ولم تتراجع العزيمة في مواجهة هذا الاحتلال".

وأضاف أن هذا الاغتيال جاء في توقيت حساس قبل 18 فبراير/شباط، وهو الموعد الذي أعلن فيه الاحتلال الإسرائيلي أنه سينسحب من المناطق التي احتلها في جنوب لبنان، معتبرا أن ذلك "يعد اعتداء سافرا على السيادة اللبنانية، خاصة أن المنطقة التي استُهدف فيها الشهيد محمد شاهين تقع خارج نطاق القرار 1701".

إعلان

وأكد كيلاني أن "العدو الصهيوني يسعى لخلط الأوراق، سواء في الساحة اللبنانية أو الفلسطينية، كما أن نتنياهو يحاول التملص من كل الاتفاقيات التي تم التفاهم عليها عبر الوسطاء".

كيلاني: اغتيال شاهين يعد اعتداء سافرا على السيادة اللبنانية (الجزيرة)

 

وأضاف "رأينا كيف يصعّد الاحتلال عملياته اليوم في لبنان وكذلك في قطاع غزة، حيث ينفذ استهدافات تهدف إلى عرقلة الاتفاقية التي وقّع عليها نتنياهو والتي يحاول إفشالها من خلال المماطلة والمراوغة، إذ لم ينفذ سوى 10% إلى 20% من الاتفاق فيما يتهرب من البنود المتعلقة بالبروتوكول الإنساني، ورغم حشده كل ألوية جيشه فإنه فشل في تحقيق الأهداف الإستراتيجية التي وضعها نتنياهو مع بداية الحرب".

وأشار كيلاني إلى أن هذه الاغتيالات تحمل أبعادا داخلية وخارجية، فعلى الصعيد الداخلي يحاول نتنياهو استعادة اعتباره النفسي والمعنوي، في ظل مواجهته أكثر من 500 قضية أمام المحاكم الإسرائيلية، وهو يسعى للهروب من هذه الاستحقاقات، أما على الصعيد الخارجي فهو يريد إيصال رسالة إلى لبنان والمنطقة بأن "اليد الطولى لا تزال للعدو الصهيوني".

وختم بالتأكيد على أن المقاومة جاهزة لكل السيناريوهات المحتملة، وما زالت في الميدان، وتملك أوراق قوة ستستخدمها في الوقت والمكان المناسبين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات محمد شاهین

إقرأ أيضاً:

لجان المقاومة تِهنئ حماس بذكرى انطلاقتها الـ38

غزة - صفا هنأت لجان المقاومة في فلسطين وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين، حركة المقاومة الإسلامية "حماس"وذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام" وأعضاء المكتب السياسي، وعموم قادة الحركة وكوادرها ومجاهديها بذكرى انطلاقتها الثامنة والثلاثين. وقالت لجان المقاومة في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم الأحد: إن انطلاقة حماس شكّلت إضافة نوعية للحركة الوطنية الفلسطينية، وإسهامًا كبيرًا في تعزيز نهج وفكر المقاومة.  وأضافت "في هذه الذكرى المباركة نستذكر بكلّ فخر واعتزاز مسيرة قادتها الشهداء الأبطال، المؤسّس الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وإبراهيم المقادمة وإسماعيل أبو شنب، وإسماعيل هنية والقادة الشهداء أبو إبراهيم السنوار وصالح العاروري وأحمد الجعبري ومحمد الضيف ومروان عيسى، وقافلة الشهداء والجرحى والأسرى من كافة أبناء شعبنا الفلسطيني". وأكدت أن حركة حماس أثبتت عبر تاريخها الطويل في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي انها عصية على الإنكسار، وأنها جزء مهم وثابت وراسخ ومتجذر من الحركة الوطنية الفلسطينية. وأشارت إلى أن حماس كانت وما زالت تمثل رأس الحربة في مواجهة مخططات الاحتلال وأطماعه ومؤامراته التوسعية. وعبرت عن خالص اعتزازها بالصورة المشرقة التي جمعت كتائب القسَّام والوية الناصر صلاح الدين وكلّ أذرع المقاومة في مواجهة الاحتلال في "انتفاضة الأقصى"، ومعركة "طوفان الأقصى"، والتي رسخت مبدأ المواجهة والتصدي للعدو المجرم في قطاع غزة. وأكدت لجان المقاومة على وحدة الموقف والتنسيق المشترك بيها وبين حركة حماس وكافة فصائل المقاومة. وشددت على أن هذه الوحدة ستظل ثابتة وراسخة ومستمرّة حتّى تطهير أرضنا ومقدساتنا من دنس الاحتلال. 

مقالات مشابهة

  • "حماس" تنعى الشهيد القائد رائد سعد
  • عن اغتيال "سعد".. خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تحاول "جز العشب" لمنع تعافي المقاومة في غزة
  • عن اغتيال "سعد".. خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تحاول تطبيق نظرية "جز العشب" بغزة لمنع نمو المقاومة
  • عن اغتيال "سعد".."خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تُطبق نظرية "جز العشب" بغزة لمنع نمو المقاومة
  • اغتيال ضابط بجهاز الأمن الداخلي وسط قطاع غزة
  • لجان المقاومة تِهنئ حماس بذكرى انطلاقتها الـ38
  • جيش الاحتلال يعلن اغتيال رائد سعد القيادي في حركة حماس
  • غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
  • عاجل | وزير خارجية لبنان للجزيرة: وصلتنا تحذيرات من جهات عربية ودولية أن إسرائيل تحضر لعملية عسكرية واسعة ضد لبنان
  • اجتماع في الرابطة المارونية بحث ملف التفرّغ في الجامعة اللبنانية