نهاية أسطورة خط الصعيد.. معركة حاسمة أنهت سنوات الرعب في أسيوط
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
لم يكن أحد في أسيوط يعتقد أن اللحظة الحاسمة لـ خط الصعيد “محمد محسوب إبراهيم أحمد” ستأتي بهذه السرعة، لكن رجال الشرطة كانوا على موعد مع إنهاء أسطورة أرعبت الأهالي لسنوات طويلة.
تصفية خط الصعيدفي عملية أمنية أقل مال يقال عناه أنها واحدة من أعنف المواجهات مع الخارجين عن القانون، نجحت قوات الأمن في تصفية خط الصعيد محمد محسوب، المعروف إعلاميًا بـ"خط الصعيد الجديد"، ومعه 7 من أخطر عناصر الإجرام، بعد تبادل كثيف لإطلاق النار في قرية العفادرة بمركز ساحل سليم.
على طريقة فيلم الجزيرة .. من هو خط الصعيد الجديد؟
البلاك كوبرا .. كيف أنهت وزارة الداخلية أسطورة محسوب خط الصعيد؟
القضاء على خط الصعيد.. مصرع 8 عناصر شديدة الخطورة في تبادل إطلاق النار مع الشرطة بأسيوط
كانت هذه النهاية الحتمية لرجل وصفه البعض بأنه "الظل الأسود" للصعيد، بعدما زرع الخوف في قلوب الأهالي، وأصبح اسمه مرتبطا بالعنف والدماء والجرائم التي لا تنتهي.
اليوم، وبعد سنوات من الملاحقة الأمنية، انتهت الحكاية، واستعادت أسيوط أنفاسها بعد سقوط أحد أخطر المجرمين في تاريخها الحديث.
من هو خط الصعيد.. رحلة الدم والخوفعرف محمد محسوب إبراهيم أحمد، أو كما أطلق على نفسه "خط الصعيد الجديد"، كواحد من أخطر العناصر الإجرامية في صعيد مصر.
بدأ خط الصعيد نشاطه بعمليات صغيرة لسرقة الماشية وتجارة المخدرات، لكنه سرعان ما تحول إلى زعيم عصابة اتسعت رقعة نفوذه حتى أصبح مطلوبًا في 44 قضية متنوعة، شملت القتل، الشروع في القتل، السلاح، المخدرات، والسرقة بالإكراه، وصدر بحقه أحكام بالسجن المؤبد بلغ مجموعها 191 عامًا.
كان خط الصعيد محمد محسوب يعلم أن سقوطه مجرد مسألة وقت، لذا لجأ إلى المناطق الجبلية، حيث أقام منزلاً محصنًا بالخنادق والدشم، ليصبح حصنه الأخير، ومن هناك، استمر في تنفيذ عملياته الإجرامية، فارضًا سطوته على الأهالي ومستخدماً ترسانته الضخمة من الأسلحة لمواجهة أي محاولة لملاحقته.
معلومات سريةوصلت إلى قطاع الأمن العام معلومات مؤكدة حول تحركات محسوب ومجموعته المسلحة، وهو ما دفع أجهزة الأمن إلى وضع خطة لاستهدافه.
كانت المعلومة الأهم أن محسوب ورجاله يترددون على مبنى محصن في قرية العفادرة، وهو مبنى تم بناؤه خصيصًا ليكون ملاذًا آمنًا للعصابة، تحيط به خنادق ودشم مُعدة لصد أي هجوم أمني.
وبعد استكمال التحريات، تم وضع خطة اقتحام تشارك فيها فرق متخصصة من قطاع الأمن المركزي، مدعومة بفرق القناصة وقوات الاقتحام السريع.
وفي إطار الحرص على سلامة المواطنين تم الاستعانة بمجموعة وزارة الداخلية “ البلاك كوبرا ” وهي قوات من صفوة قوات الامن تم إعدادها بالشكل الكافي للدخول لتلك البؤرة مع الحفاظ على حياة البشر مع تدريبهم التدريب الاحترافي الكافي ليمكنهم من أداء مهاهم باحترافية شديدة وتتم محاسبتهم بعد المأموريات إيجابيات وسلبيات وتعرض المجهودات يومياً على وزير الداخلية.
كانت المهمة خطيرة، فمحسوب لم يكن مجرد مجرم عادي، بل كان مسلحًا بترسانة حربية تضمنت بنادق آلية، قنابل يدوية من طراز F1، ومدافع "جرينوف"، بالإضافة إلى قاذف "أر بي جي"، مما جعل المواجهة المحتملة أشبه بحرب مفتوحة.
ليلة الرصاص والنارمع بزوغ فجر يوم العملية، تحركت القوات بهدوء نحو قرية العفادرة، وتم فرض حصار محكم على المبنى المستهدف، لكن المفاجأة كانت في انتظارهم، إذ ما إن اقتربت القوات حتى بادر أفراد العصابة بإطلاق نار كثيف مستخدمين الأسلحة الثقيلة.
أطلق رجال محسوب قذيفة "أر بي جي" في محاولة لتدمير إحدى عربات الشرطة، فيما قاموا بإشعال أسطوانات الغاز لتشكيل حائط ناري يعوق تقدم القوات، إلا أن رجال الأمن كانوا مستعدين لمثل هذا السيناريو، فردوا بإطلاق نار دقيق، بينما تقدم فريق الاقتحام بسرعة محاولًا الوصول إلى داخل المبنى.
استمرت الاشتباكات لساعات، حاول خلالها محسوب ورجاله الصمود خلف التحصينات، لكن الكثافة النارية للقوات الأمنية أجبرتهم على التراجع.،ومع تضييق الخناق، أيقن "خط الصعيد الجديد" أن النهاية باتت وشيكة.
سقوط إمبراطورية الإجراممع اشتداد المواجهات، أصيب محسوب بطلقات نارية أثناء محاولته الفرار من أحد المخارج السرية للمبنى، لكنه سقط أرضًا وسط أتباعه، لم تمضِ دقائق حتى تمكنت القوات من تصفية جميع العناصر الإجرامية، معلنةً نهاية المعركة التي أرعبت سكان المنطقة.
أسفرت العملية عن مصرع خط الصعيد محمد محسوب وسبعة من مساعديه، فيما اصيب ضابط من قوات الأمن المركزي، بينما تمت مصادرة ترسانة ضخمة من الأسلحة، شملت 73 بندقية آلية، رشاشات ثقيلة، قاذفات قنابل، وكمية كبيرة من الذخيرة والمواد المخدرة.
عودة الأمنمع إعلان وزارة الداخلية عن نجاح العملية، سادت حالة من الارتياح بين أهالي أسيوط، الذين عانوا طويلًا من سطوة العصابة.
من جانبه، أشاد اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية الأسبق للأمن العام، بالعملية، مؤكدًا أن "هذه المواجهة أثبتت أن الدولة لن تتهاون مع أي بؤرة إجرامية، وأنه لن يكون هناك مكان للمجرمين بعد اليوم".
وأشار إلى أن القضاء على محسوب يمثل ضربة قاصمة للجريمة المنظمة في الصعيد، مشددًا على أن قوات الأمن مستمرة في ملاحقة أي عناصر إجرامية تحاول إعادة إحياء نشاط العصابات المسلحة.
مع سقوط محسوب، يتساءل البعض: هل يمكن أن يظهر مجرم آخر يسير على خطاه؟ الإجابة من خبراء الأمن واضحة: الأجهزة الأمنية لن تسمح بعودة هذا النموذج مرة أخرى.
يتم الآن تنفيذ حملات أمنية موسعة لضبط أي عناصر متبقية من الشبكات الإجرامية، كما تم وضع خطة أمنية لتأمين المناطق التي كانت تخضع لنفوذ العصابة، لضمان عدم ظهور أي تهديد جديد.
وهكذا، طوت أجهزة الامن صفحة محسوب إلى الأبد، ومعها انتهت أسطورة "خط الصعيد الجديد". قد يستمر الحديث عنه لفترة، لكن الحقيقة الأهم هي أن الصعيد لم يعد كما كان، وأن الدولة المصرية أثبتت أن لا أحد فوق القانون.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خط الصعيد المزيد خط الصعید الجدید قوات الأمن
إقرأ أيضاً:
اليوم.. عرض أيام أخناتون وشلباية في افتتاح عروض مسرح إقليم جنوب الصعيد الثقافي
تنطلق في الخامسة مساء اليوم على مسرح قصر ثقافة قنا عروض الفرق المسرحية بإقليم جنوب الصعيد الثقافي، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار الموسم المسرحي الحالي.
ويقدم 12 عرضا مسرحيا حتى منتصف الشهر، بواقع عرضين يوميا، الأول في الخامسة مساء والثاني في التاسعة، وتعرض مجانا للجمهور.
ويستهل اليوم الافتتاحي بعرض "أيام إخناتون" لفرقة الطود المسرحية، تأليف إبراهيم الحسيني، وإخراج أشرف النوبي، وتدور أحداثه في إطار درامي يجمع بين التراث والمعاصرة، حول الصراع الديني والسياسي الذي شهدته مصر في عهد إخناتون.
كما يشهد اليوم نفسه عرضا بعنوان "شلباية" لفرقة نجع حمادي، تأليف بكرى عبد الحميد، وإخراج محمد موسى.
وتقدم فرقة كوم أمبو، غدا الأربعاء، العرض المسرحي "رصد خان"، تأليف محمد علي، وإخراج إيهاب زكريا، وتدور أحداثه في إطار فانتازي، حول رحلة بحث الجد "ابن غانم" عن كنز قارون وما يعقبها من خسائر.
يعقب عرض "القطة العامية" لفرقة مكتبة الطفل والشباب بالمعنى، تأليف سامح عثمان، وإخراج هاني فهمي، ويناقش العديد من المشكلات المجتمعية بشكل عبثي.
ويستقبل المسرح بعد غد الخميس عرض "بير السقايا"، لفرقة قوص المسرحية تأليف حسام عبد العزيز، وإخراج محمود النجار، ويناقش قضية الصراع القائم نتيجة العادات القبلية، يليه عرض "أسطورة الغريب" لفرقة قصر ثقافة حوض الرمال، تأليف محمد إبراهيم، وإخراج أحمد الجمل، ويعتبر مرآة تعكس التناقضات الإنسانية في المجتمعات التي تتشبث بالخرافة، وذلك من خلال قصة الغريب الذي يعود إلى بلدته بعد غياب طويل، ما يثير الذعر والتساؤلات بين السكان.
وتتواصل العروض المنفذة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، يوم الجمعة 13 يونيو يعرض "نوباتيا" لفرقة قومية أسوان، تأليف أحمد عبد الناصر، وإخراج أحمد الغول، ويقدم معالجة إنسانية لقضايا اجتماعية معاصرة من خلال رؤية إبداعية جديدة مستلهمة من الحضارة المصرية القديمة دون أن تغفل عن تفاصيل الواقع ومفارقاته.
أما العرض الثاني لفرقة فرشوط المسرحية، ويحمل عنوان "أطفال المتاريس"، تأليف سعيد حجاج، وإخراج أحمد الدالي، ويناقش أيضا عدد من القضايا الإنسانية.
ويوم السبت 14 يونيو، تقدم فرقة قومية الأقصر العرض المسرحي "صورة كوكب" تأليف فريدريش دورينمات، وإخراج كرم نبيه، وتدور أحداثه حول ما يتعرض إليه كوكب الأرض من كوارث نتيجة سلوكيات البشر، فيما تقدم فرقة الطارف عرض "الطينة"، تأليف كريم الشاوري، وإخراج جاسر حسين.
وتختتم العروض يوم الأحد 15 يونيو، مع عرضين مسرحيين الأول بعنوان "غنوة الليل والسكين"، لفرقة سفاجا، تأليف متولي حامد وإخراج محمد محمد ربيع ، ويناقش عدد من قضايا المرأة وخاصة في محافظات الصعيد، أما العرض الأخير بعنوان "المدسوس"، لفرقة الغردقة المسرحية، تأليف يس الضوي، وإخراج شاذلي صالح، وتدور أحداثه في إطار درامي حول صراع القبائل في عرب البادية ضد الاحتلال.
العروض تنفذ من خلال الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وإنتاج الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، وتقدم بالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي، بإدارة محمود عبد الوهاب، والفروع الثقافية التابعة.