محلل سياسي سعودي: “تريليون ترامب” مبالغ فيه والرياض لن تشهر سلاح النفط
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
السعودية – أكد الكاتب والمحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي إن مطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من السعودية باستثمارات تصل إلى تريليون دولار أمر مبالغ فيه، وتبدو أرقاما شبه خيالية.
وقال آل عاتي، إن “ترامب، قبل وصوله إلى البيت الأبيض للمرة الثانية، صرح بأنه عرض على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان استثمارات بقيمة 600 مليار دولار، وطلب زيادتها إلى تريليون”.
وتابع: “أعتقد أن هذا الرقم مبالغ فيه من الجانب السعودي، بالطبع هناك مبادرات واستعدادات قائمة على أساس المنفعة المتبادلة، ولكن في الغالب، تبدو أرقام ترامب أحياناً شبه خيالية فيما يتعلق بدقة إعلاناته الأخيرة”.
وأضاف عاتي “على الأقل في المرحلة الأولى من إدارة ترامب، تم الحديث عن استثمارات بقيمة 450 مليار دولار. بالطبع لم تذهب المالية السعودية لتقديمها كشيك مفتوح على بياض، على العكس تماما، كان هناك استثمارات سعودية مسبقة الدفع قبل وصول الرئيس ترامب، كما كانت هناك برامج للابتعاث التعليمي في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى صفقات الدفاع المعترف بها بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، وصفقات أخرى متعلقة بالنفط”.
وذكر أن “كل هذه الأمور مجتمعة تقريباً قاربت قيمتها الـ450 مليار دولار، ولهذا تم تدوينها على الورق”.
السعودية ترفض استخدام النفط كسلاح سياسي
من جانب آخر أكد آل عاتي أن المملكة العربية السعودية تجنح بالنفط بعيدًا عن سوق النخاسة السياسية دوما وتؤمن أن النفط سلعة اقتصادية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار مصالح المستفيد ومصالح المستهلك في الوقت نفسه.
وحول عن مدى إمكانية تكرار الطلب الأمريكي من السعودية خفض أسعار النفط، قال: “في عام 2019، عندما وقعت الهجمات الإرهابية على معمل بقيق وخريص، اللذين يُعَدّان من أكبر وأضخم معامل النفط في العالم، حدث اهتزاز في الأسعار. كان هناك حرص كبير جداً على سرعة تعويض الأسواق حتى لا تتأثر الأسعار بشكل سلبي”.
وأضاف: ” وجاء بعد طلب أمريكي من الرئيس ترامب للسيطرة على أسعار الطاقة، إلا أن المملكة كانت تؤمن بأن النفط سلعة استراتيجية مهمة جدًا للاقتصاد، وأنه يجب إبعاد هذه السلعة عن أي مقايضات أو ضغوط أو ابتزاز سياسي. وأجزم أن الرئيس دونالد ترامب يعلم حساسية القرار السيادي السعودي، خصوصًا تجاه النفط وسوق الطاقة العالمية بكافة أنواعها”.
وتابع المحلل السياسي “أعتقد أيضًا أن المحادثات الثنائية مع سمو الأمير مفتوحة على جميع الملفات، لكنه يدرك أن الرياض تسعى لصالح اقتصاد العالم. وإذا آمنا بخيار النفط كسلاح، فمن باب أولى كان يمكن استخدامه في نزاع الشرق الأوسط حتى لا يكون هناك اختلال في المعايير. وهنا أستذكر عدم خضوع السعودية، في بداية أزمة أوكرانيا، لضغوط الرئيس بايدن عندما حضر إلى جدة، بل رفضت تلك المطالب وأعلنت أنهاتعتبر النفط سلعة هامة، ولن تسمح بأن يكون سلعة تُستخدم في الابتزاز، وهو ما أشاد به الرئيس بوتين”.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
يتبنى مبدأ الإزاحة الجغرافية..محلل سياسي: تحول في فكر الاحتلال بعد 7 أكتوبر
قال الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، إن مصر تجدد دائمًا رفضها لأي محاولات للالتفاف أو التحايل على إقامة الدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن آخر هذه المواقف كان رفض القيادة السياسية المصرية للتصريحات الصادرة عن وزير العدل الإسرائيلي المتطرف، والتي دعا فيها إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
وأكد العزبي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن مصر رفضت هذه التصريحات شكلاً وموضوعًا، ووصفتها بأنها تمثل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي، مشددًا على أن تلك التصريحات تكشف نوايا حقيقية لتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما لن تسمح به مصر بأي حال من الأحوال.
وأوضح أن ما جرى بعد السابع من أكتوبر 2023، شكّل تحولًا في فكر الاحتلال الإسرائيلي، حيث بدأ يتبنى مبدأ "الإزاحة الجغرافية"، عبر محاولات التوسع والضم في كل من قطاع غزة والضفة الغربية، لافتًا إلى تصاعد الاقتحامات في مخيمات جنين وبلاطة، وهدم منازل الفلسطينيين في الضفة، إلى جانب المجازر المستمرة التي تُرتكب في غزة بشكل يومي.
وأضاف العزبي أن التحركات الإسرائيلية لا تتم بمعزل عن توجهات اليمين المتطرف، ممثلًا في شخصيات مثل سموتريتش وبن غفير ولايفين وزير العدل، الذي أطلق التصريحات الأخيرة، مشيرًا إلى أن المخطط الأعمق يتمثل في محاولة هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، ضمن ما يسمى بمشروع "إسرائيل الكبرى"، كما ورد في أدبياتهم الأيديولوجية.
وأكد أن الهدف الاستراتيجي للاحتلال الإسرائيلي هو توسيع نطاقه الجغرافي على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية، وتقويض أي جهود لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وفق حدود الرابع من يونيو عام 1967، وهو ما تصر عليه مصر وعدد من الدول التي أصدرت بيانات رسمية ترفض تلك السياسات الاستفزازية.
وختم العزبي بالتشديد على أن السبيل الوحيد لحل هذا الصراع التاريخي يكمن في إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود 1967، وأنه لا بديل عن هذا الحل لإنهاء دوامة العنف والدمار في المنطقة.