دعا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يوم الخميس، قادة دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للاجتماع في الرياض يوم الجمعة.

اعلان

وفقا لوكالة الأنباء السعودية (واس)، أكد مصدر مسؤول أن الاجتماع سيكون "غير رسمي" في إطار "اللقاءات الودية الخاصة" التي يعقدها القادة بشكل دوري منذ سنوات.

كما يأتي هذا اللقاء في سياق المشاورات بين القادة العرب بهدف مناقشة خطة بديلة لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مستقبل الفلسطينيين في قطاع غزة.

فلسطينيون يسيرون وسط الدمار الذي خلفه الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي في جباليا، قطاع غزة، الثلاثاء 11 فبراير/شباط 2025AP

في وقت سابق من اليوم، أفادت الرئاسة المصرية في بيان لها عبر منصة "إكس" أن الرئيس عبد الفتاح السيسي توجه إلى السعودية بعد ختام زيارته الرسمية إلى إسبانيا.

كان من المقرر عقد الاجتماع الخميس في الرياض بين قادة السعودية، مصر والإمارات وقطر والأردن، إضافة إلى السلطة الفلسطينية. لكن تم تأجيله ليوم واحد وتوسيعه ليشمل جميع دول مجلس التعاون الخليجي الستة.

Relatedقمة عربية طارئة في مصر لبحث التحديات التي تواجه مستقبل الفلسطينيين في غزة بسبب خطة ترامب مصر تضع اللمسات الأخيرة على مقترح مضاد لخطة ترامب بشأن غزة.. ما تفاصيله؟ "صحراء النقب أولى بالفلسطينيين من مصر والأردن" هكذا رد عرب أمريكا على خطة ترامب بشأن غزةترامب: تحدثت مع الرئيس المصري وسيوافق كما سيوافق ملك الأردن على استقبال الفلسطينيين.. والسيسي ينفي

سيتم خلال الاجتماع مناقشة خطة بديلة لإعادة إعمار غزة، ومن المتوقع أن تكون الخطة المصرية جزءًا رئيسيًا من النقاشات. بحسب وكالة "أسوشيتد برس"، تستند الخطة إلى إنشاء ثلاث "مناطق آمنة" داخل غزة يسكن فيها الفلسطينيون مؤقتًا، ريثما تبدأ شركات البناء المصرية والدولية في إزالة الأنقاض وإعادة تأهيل البنية التحتية.

وتضم الخطة مشاركة أكثر من 20 شركة مصرية ودولية، مما سيخلق عشرات الآلاف من فرص العمل، مع توقعات بأن تستغرق عملية الإعمار نحو خمس سنوات.

من ناحية أخرى، يشترط تنفيذ الخطة التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والتي تشمل تحديد من سيتولى حكم غزة.

وينص المقترح المصري على تشكيل إدارة فلسطينية مستقلة للإشراف على عملية الإعمار، بالإضافة إلى إنشاء قوة شرطة فلسطينية تتكون من ضباط من غزة، مدعومة بتدريبات مصرية وغربية.

فلسطينيون يسيرون في الدمار الذي خلفه الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي في جباليا، قطاع غزة، الثلاثاء 11 فبراير/شباط 2025AP

وفي هذا السياق، تعد مسألة تمويل إعادة الإعمار تحديًا كبيرًا، خاصةً أن ترامب يرى أن الدمار الواسع الذي لحق بغزة يجعل العملية معقدة للغاية، مشترطًا إجلاء السكان عن القطاع خلال فترة إعادة تأهيله.

يُشار إلى أنه تم تأكيد مشاركة قادة الدول في الاجتماع، بينما سيقوم بعضهم بإرسال ممثلين نيابة عنهم. إلى جانب الرئيس المصري وملك الأردن، سيحضر القمة، أميرُ الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نتنياهو: إسرائيل أمام فرصة تاريخية لـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" مع تعيين قائد جديد للجيش وسط شكوك حول قدرة صمود الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يستدعي جنود الاحتياط صفقة التبادل بين التململ الإسرائيلي وخطة ترامب وتصعيد حماس.. فهل تندلع الحرب مجددا في غزة؟ دونالد ترامبمصر- سياسةقطاع غزةإسرائيلالسعوديةالأردن اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext نتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي كما تقول حماس؟ يعرض الآنNext واشنطن وبكين.. صفقات من هنا وانتقادات من هناك يعرض الآنNext الكرملين: شعبية زيلينسكي تتراجع وكييف تفضّل التبعية واستخدام أموال الغرب دون رقابة يعرض الآنNext إسرائيل تتسلم جثث أربعة من الأسرى كانوا لدى حماس يعرض الآنNext مقتل امرأتين بعملية طعن في جمهورية التشيك اعلانالاكثر قراءة ثوران مذهل لبركان إتنا في صقلية وتحويل مسار الرحلات في مطار كاتانيا قطر بسمائها ورمالها وبحرها: السياحة الشتوية في أفضل صورها بالمشاركة مع Media City اكتشفوا متنزه كاي تاك الرياضي الجديد في هونغ كونغ بالمشاركة مع Hong Kong حب وجنس في فيلم" لوف" ترامب يحمل أوكرانيا مسؤولية الحرب التي دمرت أراضيها ويدعو لإجراء انتخابات اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبقطاع غزةأسرىحركة حماسالصحةالصينأزمة إنسانيةفولوديمير زيلينسكيضحاياإسبانياألمانياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب قطاع غزة أسرى حركة حماس الصحة دونالد ترامب قطاع غزة أسرى حركة حماس الصحة دونالد ترامب مصر سياسة قطاع غزة إسرائيل السعودية الأردن دونالد ترامب قطاع غزة أسرى حركة حماس الصحة الصين أزمة إنسانية فولوديمير زيلينسكي ضحايا إسبانيا ألمانيا یعرض الآنNext ترامب بشأن خطة ترامب

إقرأ أيضاً:

نحو سردية ديمقراطية بديلة

"إن أول معركة يخسرها المهزوم هي معركة تسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة". جورج أورويل.

في زمن الانسداد السياسي الذي يشهده العالم العربي، حيث تضيق مساحات الفعل الحر وتشتد قبضة الأنظمة، لم يعد الصراع محصورا في مؤسسات الدولة، أو في التنافس على المناصب. جوهر المعركة اليوم يتمثل في القدرة على إنتاج المعنى وصياغة الرواية التي تمنح الأحداث دلالتها وتحدد أفق المستقبل.

فكما نبه أنطونيو غرامشي، الهيمنة لا تمارَس بالقوة العارية فقط، وإنما بقدرة النظام على إقناع الناس بأن وضعه هو الطبيعي والوحيد الممكن.

لقد استوعب الاستبداد الحديث قواعد اللعبة الجديدة. لم يكتفِ بتوظيف القوة الأمنية أو البيروقراطية فحسب، بل تحول إلى مهندس ماهر للسردية، يصوغ روايته الخاصة ويغمر بها الفضاء العام.

يقدم نفسه على أنه الضامن الأوحد للاستقرار والحامي الحقيقي للسيادة الوطنية، فيما يحرص على تشويه البدائل الديمقراطية، واتهامها بالفوضى والعجز وتعطيل الدولة، وضرب الوحدة الوطنية، والخيانة والتآمر الخارجي.

هنا، يصبح تحليل الخطاب- كما أشار بيير بورديو- خطوة ضرورية لفهم الكيفية التي يتحول بها العنف الرمزي إلى أداة ترسخ الشرعية، وكيف تبنى الهيمنة أولا على مستوى المعنى قبل أن تتجذر في مؤسسات الدولة. وهذا التحليل هو الوسيلة الحاسمة لشق طريق مختلف، ومواجهة هذه الهيمنة بفاعلية.

الاستبداد كسردية مهيمنة

في السنوات التي تلت موجة الثورات العربية في 2011، شهد العالم العربي، والمثال التونسي على وجه الخصوص، انقلابا سرديا عميقا. فبعد أن مثلت الديمقراطية أفقا للتحرر والكرامة، تحولت في نظرة جزء كبير من الشعب إلى مصدر للفوضى والتدهور الاقتصادي والاجتماعي.

وتحول العقد الأول من الانتقال إلى ما سُمي بـ"العشرية السوداء"، في خطاب يختزل كل تعقيدات المرحلة في اتهام الديمقراطية ذاتها، ويقدم العودة إلى الحكم الفردي المركزي كخيار وحيد لضمان الاستقرار، متجاهلا ما رسخته الثورة من مكاسب رمزية وحقوقية ومؤسساتية.

إعلان

لقد صيغت هذه الرواية عبر ماكينة إعلامية وخطاب سياسي وديني متكرر، جعل من الانقلاب على الثورة يبدو نتيجة طبيعية لا تحتمل النقاش. هكذا تحول تعطيل المؤسسات المنتخبة يوم 25 يوليو/تموز 2021 إلى لحظة تتويج لهذا الانقلاب السردي، حيث جرى تبرير تركيز السلطة في يد واحدة كحل نهائي لا بديل عنه.

غير أن هذا المسار، في عمقه، لم يكن سوى عملية هندسة ممنهجة لاستثمار الإحباط الشعبي، وتوظيف مشاعر الخيبة الجماعية من أجل شرعنة الاستبداد الجديد.

فغدا الحلم الديمقراطي نفسه موضوعا للتبخيس والازدراء، حتى مات في عقول وقلوب الكثيرين. وتحولت الحرية إلى عبء صوروه وكأنه فوق طاقة البلاد. والنتيجة كانت إنتاج زعيم شعبوي في صورة المخلص من "الفوضى الديمقراطية".

أساطير الردة الديمقراطية

الاستبداد لا يكتفي بالسيطرة الأمنية، بل يبني شرعيته على أساطير مؤسسة تجد صدى واسعا في المخيال الشعبي: أن الحريات السياسية لا تطعم خبزا، وأن تعدد الأصوات يشل الدولة ويهدد وحدتها، وأن المطالب الديمقراطية ليست سوى امتداد لتدخلات أجنبية.

هذه الأساطير تشكل جدارا نفسيا يحاصر الأفق العام، وتحول الاستقرار السلطوي إلى الخيار الوحيد الممكن. نجاحها لا يقوم على منطق متماسك بقدر ما يقوم على قدرتها على استثمار الخوف واليأس والحنين الزائف إلى "زمن الاستقرار".

وهنا تتجسد ما وصفته حنة أرندت بأزمة السياسة الحديثة: حين ينقلب الفضاء العمومي من ساحة للنقاش الحر إلى فضاء للتلقين والتكرار.

قوة السرديات المعادية للديمقراطية لا تقوم على صلابة حججها أو تماسك منطقها، وإنما على قدرتها على إعادة تدوير الخوف الجماعي واليأس الشعبي في قوالب رمزية مألوفة.

فهي تستدعي المخزون الوطني والديني لتغطية فراغها السياسي، وتحول شعاراتها إلى بديهيات يومية يسهل ترديدها. عبارات مثل: "الديمقراطية فوضى"، "الوطن قبل الحرية"، "الديمقراطية لا تطعم خبزا"، "التعددية تفتت الوحدة الوطنية"، "كل السياسيين فاسدون"، "المؤامرة الخارجية وراء أزمتنا"…، تتكرر في خطابات القادة وبرامج الإعلام الموجه وتدوينات بعض المؤثرين، حتى تغدو أساطير مؤسسة ترسم حدود الممكن السياسي وتغلق أبواب النقد والمساءلة.

ويتم كل ذلك عبر لغة مشحونة بالرموز والحنين المزيف للماضي، مستندة إلى مظلومية جماهيرية تراكمت بفعل عقود من التهميش الاقتصادي، والتفاوت الجهوي والطبقي.

تتحول الكلمات هنا من أدوات للتعبير إلى أسلحة للهيمنة، تسيطر على المجال العام. ويتم اختزال السياسة في شعارات جاهزة. فينتفي الحوار العمومي ويستبدل بمسرحيات إعلامية تلبس الجمهور حلولا فردية وهمية بدل إصلاحات حقيقية. وهكذا تتم إعادة تشكيل الوعي الجمعي ليقبل الاستبداد كأمر مسلم به بدل أن يتم التعامل معه كخيار يمكن الطعن فيه ومقاومته.

هشاشة الخطاب الديمقراطي

لا يمكن فهم هيمنة السرديات السلطوية دون التوقف عند هشاشة الخطاب الديمقراطي ذاته. ففي تونس، كما في بلدان عربية أخرى، انشغلت القوى الديمقراطية بصراعات أيديولوجية وبنقاشات تقنية حول الدستور والنظام السياسي والمشروع المجتمعي والهيئات والانتخابات، أو بخطابات مثالية عن الحرية والحقوق، دون ربطها بالخبز والعمل والكرامة.

إعلان

هكذا ظلت الديمقراطية تبدو مشروعا نخبويا، محصورا في الصالونات السياسية والأروقة الحزبية، بعيدا عن هموم العاطلين والمهمشين وسكان الأطراف.

ظل الخطاب الاقتصادي والاجتماعي فضفاضا، عاجزا عن تقديم رؤية تنموية جريئة تربط الحرية بالعدالة والإصلاح الفعلي. ومع تآكل فكرة التوافق بتحولها إلى محاصصة حزبية، تراجعت الثقة الجماعية بالمسار الديمقراطي برمته.

هذا الفراغ الفكري والعملي استغلته الشعبوية لتقدم نفسها كصوت "الشعب الحقيقي"، بلغة بسيطة مشحونة بالعاطفة، وبوعود غامضة بالانتقام من النخب. ورغم عدم قابليتها للتحقق، نجحت في اختطاف لغة المعاناة اليومية، حتى صارت الديمقراطية في وعي كثيرين جزءا من الأزمة نفسها بدل أن تكون أفقا حقيقيا للخلاص.

نحو سردية ديمقراطية بديلة: ربط الخبز بالكرامة

إن الرد الفعال على هيمنة السرديات السلطوية لا يكون بالاستياء أو التنديد الأخلاقي فحسب. المطلوب إعادة بناء خطاب ديمقراطي بديل قادر على النفاذ إلى وجدان الناس.

الخطاب المنشود يجب أن يكون مقنعا ومعاشا، يقدم الديمقراطية كأفق للتنمية والعدالة الاجتماعية وتجربة حياتية ترتبط بالخبز والعمل والكرامة اليومية، بعيدا عن الشعارات النخبوية.

التجارب العالمية المضيئة، مثل إسبانيا والبرتغال بعد عقود الدكتاتورية، وكوريا الجنوبية بعد الحكم العسكري، تثبت أن التحول السياسي والحرية والشفافية والمساءلة تمثل مدخلا لتحقيق نمو اقتصادي واجتماعي مستدام، وأن الديمقراطية تشكل المانع الأقوى للفساد، وأهم مصدر للشرعية التنموية.

هذه النماذج تؤكد أطروحة الاقتصادي الهندي أمارتيا سِن، الحائز جائزة نوبل للاقتصاد عام 1998، بأن الديمقراطية شرط لإطلاق التنمية، إذ تتحقق القدرة الحقيقية للأفراد على الفعل والاختيار في بيئة حرة، وهو ما يربط مباشرة بين الحرية والنمو الاقتصادي والاجتماعي.

المطلوب في السياق العربي هو تحويل الديمقراطية من خطاب نخبوي ضبابي إلى معجم يومي ملموس، يربط بشكل لا يقبل الانفصال بين الخبز والحرية، وبين الكرامة والعدالة الاجتماعية.

يجب أن تحل هذه السردية محل الثنائية السلطوية؛ "الأمن مقابل الفوضى"، لتقترح بدلا منها: "المشاركة والعدل مقابل الفساد والتدهور". سردية تضع المواطن في قلب المشروع كفاعل أساسي، وتقدم السياسة لا كإدارة للممكن العقيم، بل كفعل تغييري قادر على فتح أبواب المستقبل.

الخطاب كسلاح إستراتيجي: معركة العقول والقلوب

على القوى الديمقراطية والمدنية في تونس والعالم العربي أن تدرك أن المعركة اليوم تجاوزت صراع الوصول إلى السلطة والحكم، لتصبح صراعا على الرواية الكبرى التي تحكم العقول وتأسر القلوب.

الديمقراطية لا تحافظ على شرعيتها فقط بالقوانين أو الانتخابات، بل أساسا من خلال القدرة على صناعة معنى يحس به الناس ويعيشونه يوميا.

المطلوب هو هندسة خطاب جديد، لا يقتصر على المضمون، بل يشمل اللغة والتوصيل، خطاب يربط بين المطالب اليومية والحقوق الأساسية، يواكب مخاوف الشباب والمهمشين، ويعيد بث الأمل المشروع.

استخدام الرموز الوطنية والدينية والاجتماعية بشكل خلاق يمكن أن يحول السياسة من إدارة تقنية إلى فضاء للمشاركة الجماعية، حيث تبنى الحقيقة عبر النقاش العمومي، كما تذكرنا حنة أرندت.

هذه المعركة السردية حاسمة: من يربح معركة الرواية، يربح معركة الشرعية، ومن يسيطر على المعنى يحدد أفق المستقبل. من دونها، ستظل الديمقراطية مشروعا هشا، معلقا في الهواء، وعرضة للانهيار مع كل أزمة اقتصادية أو أمنية، عاجزة عن أن تكون أداة حقيقية للتغيير وصيانة الكرامة الإنسانية.

من الخطاب إلى العمل

التجربة التونسية تكشف بوضوح أن الانتقال الديمقراطي ينهار حين تتم إعادة تعريف الحرية نفسها كتهديد، وحين يترك المجال الرمزي فارغا لتملأه سرديات الخوف واليأس. فمن لا يمتلك روايته، تبتلعه رواية خصمه. ومن يتهاون في معركة الوعي، يخسر معركة السياسة. فالحكاية هي أول المعركة، ومن يمتلكها يمتلك المستقبل.

إعلان

إن معركة الديمقراطية في زمن الاستبداد هي أولا وقبل كل شيء صراع على الرواية الكبرى. لذلك، من الواجب عدم الاكتفاء برفع شعارات الحرية والكرامة كعناوين مجردة؛ بل يجب أن نترجمها إلى سردية حية وملموسة تقنع الجماهير أن الاستبداد والفساد هما سبب معاناتهم الحقيقي، وأن الديمقراطية والمشاركة هما الطريق الوحيد لتجاوزها.

ولكي تتحول هذه السردية إلى قوة عملية قادرة على صياغة المستقبل، هناك خطوات إستراتيجية عاجلة تتطلبها المرحلة: تبدأ ببناء حملات خطابية تربط بين المطالب الاقتصادية المباشرة (كالتشغيل، والعدالة الجبائية، ومكافحة الفساد) وبين جوهر الديمقراطية، مقدمة إياها كشرط مصيري للتنمية والعدالة.

ويجب أن يتبع ذلك خوض معركة الفضاء الرقمي عبر إطلاق مبادرات شبابية مدنية تنتج محتوى بصريا ورقميا بلغة قريبة من الناس، تواجه سرديات الاستبداد في معقله ذاته.

من ينجح في إقناع الناس بأن الديمقراطية ليست مصدر معاناتهم، بل طريقهم لتجاوزها، يمتلك المفاتيح الحقيقية للانبعاث السياسي العربي.

هنا فقط، يتحول الخطاب إلى سلاح سياسي وإستراتيجي، وتصبح السردية الديمقراطية البديلة بداية حاسمة لمعركة الانبعاث العربي الحقيقي.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • أكسيوس: ترامب اجتمع مع فريقه للأمن القومي لمناقشة تقدم مفاوضات اتفاق غزة
  • وزير المواصلات يترأس اجتماعاً لمناقشة جاهزية المطارات وتحسين الخدمات
  • النائب العام يتوجه فى زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية
  • النائب العام يتوجه في زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية
  • الخارجية: الرئيس السيسي وجه بتوفير كافة الدعم مع المرشح المصري خالد العناني
  • نحو سردية ديمقراطية بديلة
  • اجتماع في عمران لمناقشة مستوى الأداء والارتقاء بالخدمات الطبية بمستشفى الامومة والطفولة
  • محمد هنيدي المصري الوحيد في موسم الرياض 2026 (تفاصيل)
  • غزة: تحذير للنازحين من التوجه إلى مناطق تواجد الاحتلال الإسرائيلي
  • القائد الأعلى لقوات حماية حضرموت يجتمع بقيادة الألوية العسكرية لمناقشة التطورات وتعزيز الجاهزية