"إن أول معركة يخسرها المهزوم هي معركة تسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة". جورج أورويل.
في زمن الانسداد السياسي الذي يشهده العالم العربي، حيث تضيق مساحات الفعل الحر وتشتد قبضة الأنظمة، لم يعد الصراع محصورا في مؤسسات الدولة، أو في التنافس على المناصب. جوهر المعركة اليوم يتمثل في القدرة على إنتاج المعنى وصياغة الرواية التي تمنح الأحداث دلالتها وتحدد أفق المستقبل.
فكما نبه أنطونيو غرامشي، الهيمنة لا تمارَس بالقوة العارية فقط، وإنما بقدرة النظام على إقناع الناس بأن وضعه هو الطبيعي والوحيد الممكن.
لقد استوعب الاستبداد الحديث قواعد اللعبة الجديدة. لم يكتفِ بتوظيف القوة الأمنية أو البيروقراطية فحسب، بل تحول إلى مهندس ماهر للسردية، يصوغ روايته الخاصة ويغمر بها الفضاء العام.
يقدم نفسه على أنه الضامن الأوحد للاستقرار والحامي الحقيقي للسيادة الوطنية، فيما يحرص على تشويه البدائل الديمقراطية، واتهامها بالفوضى والعجز وتعطيل الدولة، وضرب الوحدة الوطنية، والخيانة والتآمر الخارجي.
هنا، يصبح تحليل الخطاب- كما أشار بيير بورديو- خطوة ضرورية لفهم الكيفية التي يتحول بها العنف الرمزي إلى أداة ترسخ الشرعية، وكيف تبنى الهيمنة أولا على مستوى المعنى قبل أن تتجذر في مؤسسات الدولة. وهذا التحليل هو الوسيلة الحاسمة لشق طريق مختلف، ومواجهة هذه الهيمنة بفاعلية.
الاستبداد كسردية مهيمنةفي السنوات التي تلت موجة الثورات العربية في 2011، شهد العالم العربي، والمثال التونسي على وجه الخصوص، انقلابا سرديا عميقا. فبعد أن مثلت الديمقراطية أفقا للتحرر والكرامة، تحولت في نظرة جزء كبير من الشعب إلى مصدر للفوضى والتدهور الاقتصادي والاجتماعي.
وتحول العقد الأول من الانتقال إلى ما سُمي بـ"العشرية السوداء"، في خطاب يختزل كل تعقيدات المرحلة في اتهام الديمقراطية ذاتها، ويقدم العودة إلى الحكم الفردي المركزي كخيار وحيد لضمان الاستقرار، متجاهلا ما رسخته الثورة من مكاسب رمزية وحقوقية ومؤسساتية.
إعلانلقد صيغت هذه الرواية عبر ماكينة إعلامية وخطاب سياسي وديني متكرر، جعل من الانقلاب على الثورة يبدو نتيجة طبيعية لا تحتمل النقاش. هكذا تحول تعطيل المؤسسات المنتخبة يوم 25 يوليو/تموز 2021 إلى لحظة تتويج لهذا الانقلاب السردي، حيث جرى تبرير تركيز السلطة في يد واحدة كحل نهائي لا بديل عنه.
غير أن هذا المسار، في عمقه، لم يكن سوى عملية هندسة ممنهجة لاستثمار الإحباط الشعبي، وتوظيف مشاعر الخيبة الجماعية من أجل شرعنة الاستبداد الجديد.
فغدا الحلم الديمقراطي نفسه موضوعا للتبخيس والازدراء، حتى مات في عقول وقلوب الكثيرين. وتحولت الحرية إلى عبء صوروه وكأنه فوق طاقة البلاد. والنتيجة كانت إنتاج زعيم شعبوي في صورة المخلص من "الفوضى الديمقراطية".
أساطير الردة الديمقراطيةالاستبداد لا يكتفي بالسيطرة الأمنية، بل يبني شرعيته على أساطير مؤسسة تجد صدى واسعا في المخيال الشعبي: أن الحريات السياسية لا تطعم خبزا، وأن تعدد الأصوات يشل الدولة ويهدد وحدتها، وأن المطالب الديمقراطية ليست سوى امتداد لتدخلات أجنبية.
هذه الأساطير تشكل جدارا نفسيا يحاصر الأفق العام، وتحول الاستقرار السلطوي إلى الخيار الوحيد الممكن. نجاحها لا يقوم على منطق متماسك بقدر ما يقوم على قدرتها على استثمار الخوف واليأس والحنين الزائف إلى "زمن الاستقرار".
وهنا تتجسد ما وصفته حنة أرندت بأزمة السياسة الحديثة: حين ينقلب الفضاء العمومي من ساحة للنقاش الحر إلى فضاء للتلقين والتكرار.
قوة السرديات المعادية للديمقراطية لا تقوم على صلابة حججها أو تماسك منطقها، وإنما على قدرتها على إعادة تدوير الخوف الجماعي واليأس الشعبي في قوالب رمزية مألوفة.
فهي تستدعي المخزون الوطني والديني لتغطية فراغها السياسي، وتحول شعاراتها إلى بديهيات يومية يسهل ترديدها. عبارات مثل: "الديمقراطية فوضى"، "الوطن قبل الحرية"، "الديمقراطية لا تطعم خبزا"، "التعددية تفتت الوحدة الوطنية"، "كل السياسيين فاسدون"، "المؤامرة الخارجية وراء أزمتنا"…، تتكرر في خطابات القادة وبرامج الإعلام الموجه وتدوينات بعض المؤثرين، حتى تغدو أساطير مؤسسة ترسم حدود الممكن السياسي وتغلق أبواب النقد والمساءلة.
ويتم كل ذلك عبر لغة مشحونة بالرموز والحنين المزيف للماضي، مستندة إلى مظلومية جماهيرية تراكمت بفعل عقود من التهميش الاقتصادي، والتفاوت الجهوي والطبقي.
تتحول الكلمات هنا من أدوات للتعبير إلى أسلحة للهيمنة، تسيطر على المجال العام. ويتم اختزال السياسة في شعارات جاهزة. فينتفي الحوار العمومي ويستبدل بمسرحيات إعلامية تلبس الجمهور حلولا فردية وهمية بدل إصلاحات حقيقية. وهكذا تتم إعادة تشكيل الوعي الجمعي ليقبل الاستبداد كأمر مسلم به بدل أن يتم التعامل معه كخيار يمكن الطعن فيه ومقاومته.
هشاشة الخطاب الديمقراطيلا يمكن فهم هيمنة السرديات السلطوية دون التوقف عند هشاشة الخطاب الديمقراطي ذاته. ففي تونس، كما في بلدان عربية أخرى، انشغلت القوى الديمقراطية بصراعات أيديولوجية وبنقاشات تقنية حول الدستور والنظام السياسي والمشروع المجتمعي والهيئات والانتخابات، أو بخطابات مثالية عن الحرية والحقوق، دون ربطها بالخبز والعمل والكرامة.
إعلانهكذا ظلت الديمقراطية تبدو مشروعا نخبويا، محصورا في الصالونات السياسية والأروقة الحزبية، بعيدا عن هموم العاطلين والمهمشين وسكان الأطراف.
ظل الخطاب الاقتصادي والاجتماعي فضفاضا، عاجزا عن تقديم رؤية تنموية جريئة تربط الحرية بالعدالة والإصلاح الفعلي. ومع تآكل فكرة التوافق بتحولها إلى محاصصة حزبية، تراجعت الثقة الجماعية بالمسار الديمقراطي برمته.
هذا الفراغ الفكري والعملي استغلته الشعبوية لتقدم نفسها كصوت "الشعب الحقيقي"، بلغة بسيطة مشحونة بالعاطفة، وبوعود غامضة بالانتقام من النخب. ورغم عدم قابليتها للتحقق، نجحت في اختطاف لغة المعاناة اليومية، حتى صارت الديمقراطية في وعي كثيرين جزءا من الأزمة نفسها بدل أن تكون أفقا حقيقيا للخلاص.
نحو سردية ديمقراطية بديلة: ربط الخبز بالكرامةإن الرد الفعال على هيمنة السرديات السلطوية لا يكون بالاستياء أو التنديد الأخلاقي فحسب. المطلوب إعادة بناء خطاب ديمقراطي بديل قادر على النفاذ إلى وجدان الناس.
الخطاب المنشود يجب أن يكون مقنعا ومعاشا، يقدم الديمقراطية كأفق للتنمية والعدالة الاجتماعية وتجربة حياتية ترتبط بالخبز والعمل والكرامة اليومية، بعيدا عن الشعارات النخبوية.
التجارب العالمية المضيئة، مثل إسبانيا والبرتغال بعد عقود الدكتاتورية، وكوريا الجنوبية بعد الحكم العسكري، تثبت أن التحول السياسي والحرية والشفافية والمساءلة تمثل مدخلا لتحقيق نمو اقتصادي واجتماعي مستدام، وأن الديمقراطية تشكل المانع الأقوى للفساد، وأهم مصدر للشرعية التنموية.
هذه النماذج تؤكد أطروحة الاقتصادي الهندي أمارتيا سِن، الحائز جائزة نوبل للاقتصاد عام 1998، بأن الديمقراطية شرط لإطلاق التنمية، إذ تتحقق القدرة الحقيقية للأفراد على الفعل والاختيار في بيئة حرة، وهو ما يربط مباشرة بين الحرية والنمو الاقتصادي والاجتماعي.
المطلوب في السياق العربي هو تحويل الديمقراطية من خطاب نخبوي ضبابي إلى معجم يومي ملموس، يربط بشكل لا يقبل الانفصال بين الخبز والحرية، وبين الكرامة والعدالة الاجتماعية.
يجب أن تحل هذه السردية محل الثنائية السلطوية؛ "الأمن مقابل الفوضى"، لتقترح بدلا منها: "المشاركة والعدل مقابل الفساد والتدهور". سردية تضع المواطن في قلب المشروع كفاعل أساسي، وتقدم السياسة لا كإدارة للممكن العقيم، بل كفعل تغييري قادر على فتح أبواب المستقبل.
الخطاب كسلاح إستراتيجي: معركة العقول والقلوبعلى القوى الديمقراطية والمدنية في تونس والعالم العربي أن تدرك أن المعركة اليوم تجاوزت صراع الوصول إلى السلطة والحكم، لتصبح صراعا على الرواية الكبرى التي تحكم العقول وتأسر القلوب.
الديمقراطية لا تحافظ على شرعيتها فقط بالقوانين أو الانتخابات، بل أساسا من خلال القدرة على صناعة معنى يحس به الناس ويعيشونه يوميا.
المطلوب هو هندسة خطاب جديد، لا يقتصر على المضمون، بل يشمل اللغة والتوصيل، خطاب يربط بين المطالب اليومية والحقوق الأساسية، يواكب مخاوف الشباب والمهمشين، ويعيد بث الأمل المشروع.
استخدام الرموز الوطنية والدينية والاجتماعية بشكل خلاق يمكن أن يحول السياسة من إدارة تقنية إلى فضاء للمشاركة الجماعية، حيث تبنى الحقيقة عبر النقاش العمومي، كما تذكرنا حنة أرندت.
هذه المعركة السردية حاسمة: من يربح معركة الرواية، يربح معركة الشرعية، ومن يسيطر على المعنى يحدد أفق المستقبل. من دونها، ستظل الديمقراطية مشروعا هشا، معلقا في الهواء، وعرضة للانهيار مع كل أزمة اقتصادية أو أمنية، عاجزة عن أن تكون أداة حقيقية للتغيير وصيانة الكرامة الإنسانية.
من الخطاب إلى العملالتجربة التونسية تكشف بوضوح أن الانتقال الديمقراطي ينهار حين تتم إعادة تعريف الحرية نفسها كتهديد، وحين يترك المجال الرمزي فارغا لتملأه سرديات الخوف واليأس. فمن لا يمتلك روايته، تبتلعه رواية خصمه. ومن يتهاون في معركة الوعي، يخسر معركة السياسة. فالحكاية هي أول المعركة، ومن يمتلكها يمتلك المستقبل.
إعلانإن معركة الديمقراطية في زمن الاستبداد هي أولا وقبل كل شيء صراع على الرواية الكبرى. لذلك، من الواجب عدم الاكتفاء برفع شعارات الحرية والكرامة كعناوين مجردة؛ بل يجب أن نترجمها إلى سردية حية وملموسة تقنع الجماهير أن الاستبداد والفساد هما سبب معاناتهم الحقيقي، وأن الديمقراطية والمشاركة هما الطريق الوحيد لتجاوزها.
ولكي تتحول هذه السردية إلى قوة عملية قادرة على صياغة المستقبل، هناك خطوات إستراتيجية عاجلة تتطلبها المرحلة: تبدأ ببناء حملات خطابية تربط بين المطالب الاقتصادية المباشرة (كالتشغيل، والعدالة الجبائية، ومكافحة الفساد) وبين جوهر الديمقراطية، مقدمة إياها كشرط مصيري للتنمية والعدالة.
ويجب أن يتبع ذلك خوض معركة الفضاء الرقمي عبر إطلاق مبادرات شبابية مدنية تنتج محتوى بصريا ورقميا بلغة قريبة من الناس، تواجه سرديات الاستبداد في معقله ذاته.
من ينجح في إقناع الناس بأن الديمقراطية ليست مصدر معاناتهم، بل طريقهم لتجاوزها، يمتلك المفاتيح الحقيقية للانبعاث السياسي العربي.
هنا فقط، يتحول الخطاب إلى سلاح سياسي وإستراتيجي، وتصبح السردية الديمقراطية البديلة بداية حاسمة لمعركة الانبعاث العربي الحقيقي.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
جعجع لبرّي: هل تخشى الديمقراطية وآراء النواب؟
أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنه "ليس لرئيس مجلس النواب نبيه بري الحق في أن يعطل عمل المجلس أو أن يمنع النواب من ممارسة دورهم الدستوري، وقال متوجها إليه: "لماذا لا تدعو إلى جلسة تشريعية فورية وتضع مشروع القانون المعجل واقتراح القانون المعجل المكرر على جدول الأعمال؟ أم أنك تخشى الديمقراطية وآراء النواب؟".
كلام جعجع جاء خلال لقائه وفد مصلحة المهن القانونية في الحزب، وتوجه إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول: "ليت الرئيس بري، وهو محام أيضا، يأخذ عبرة مما حصل في انتخابات نقابة المحامين. ففي تلك الانتخابات، كنا مختلفين، وكان هناك خلاف حول من يجب أن يكون النقيب: الأستاذ إيلي بازرلي أم الأستاذ عماد مرتينوس. فكيف واجهنا هذا الخلاف؟ لم نغلق العدلية، ولم نمنع الجلسات، ولم نرفض إدراج الاستحقاق على جدول الأعمال. ليست هكذا تحل الأمور. وضعنا المسألة على جدول الأعمال كما يجب، واحترمنا المهل الانتخابية كاملة، وذهبنا إلى الانتخابات بروح طيبة وديمقراطية عالية". وأضاف: "حين دخلنا القاعة الكبرى في قصر العدل، هل كنا متيقنين من الفوز؟ أبدا. لا أحد يدخل معركة انتخابية وهو ضامن النتيجة سلفا. لكن الديمقراطية تفرض نفسها، وهي وحدها الكفيلة بحل مشاكلنا".
ولفت إلى أن "فريق الممانعة يقول اليوم — والآن فهمت لماذا خسروا الحرب، لأنهم يقضون أوقاتهم في الكلام والجدالات العقيمة، وفي فبركة المعادلات النظرية التي لا ترتكز إلى واقع، بل تقوم على الأضاليل والأكاذيب— هذا الفريق يقول لنا اليوم إننا وافقنا على قانون الانتخابات في الأساس، فلماذا لم نعد راضين عنه الآن؟ الجواب بسيط: نعم، وافقنا عليه، لكننا نريد تعديله اليوم. أليس هذا جائزا في أي قانون أو دستور أو شرعة في العالم؟ أليس طبيعيا أن يعدل قانون قائم لتصحيح بعض مواده؟ هذا أمر مألوف في العمل التشريعي". وتابع: "يقولون: أليس هذا القانون معروفا باسم "قانون عدوان"؟ فكيف لم تعودوا تريدونه؟ والجواب: نريده بكل تأكيد، ولكن نريد تعديل نقطة صغيرة فيه، وهذا حقنا الدستوري. فلماذا لا تعرض المسألة على الهيئة العامة لمجلس النواب لتقرر هي ما تراه مناسبا؟".
ولفت الى أن "هناك اقتراح قانون معجلًا مكررًا مقدمًا منذ أيار الماضي ولم يطرح حتى اللحظة على الهيئة العامة، ولنسلم جدلا بأن لديك سلطة، يا دولة الرئيس، لعدم إدراجه في الجلسة الأولى، مع أن العرف جرى في لبنان على أن أول جلسة تشريعية بعد تقديم اقتراح معجل مكرر يدرج فيها تلقائيا على جدول الأعمال، فلعل ظرفا ما حال دون ذلك في الجلسة الأولى، وربما في الثانية، لكن أن تبقيه خارج جدول الأعمال كليا وتحيله على اللجان، فهذا تجاوز للدستور والعرف والنظام الداخلي للمجلس، باعتبار أن الجهة الوحيدة التي تملك الحق في تقرير ما إذا كان الاقتراح معجلا مكررا أو عاديا، وما إذا كان يجب أن يحال على اللجان أو يبت فورا، هي الهيئة العامة. فاطرحه، يا دولة الرئيس، على الهيئة العامة، ودعها تقرر: إن رأت أن يحال على اللجان، فليكن، وإن رأت أنه يبت مباشرة، فلتبته . لكن أن تمنع المجلس من ممارسة دوره، فذلك تعطيل غير مقبول".
وتابع جعجع: "يا ليت دولة الرئيس بري، وهو رجل قانون ومحام، يستخلص العبرة مما جرى في نقابة المحامين؛ فقد كان هناك خلاف كبير، لكنه عولج بطريقة سلمية وديمقراطية. أما في المجلس النيابي، فخلافنا أصغر بكثير، وهو يتمحور حول مادة واحدة في قانون الانتخابات تتعلق باقتراع المغتربين في الخارج. هناك رأيان داخل المجلس: فليطرح الموضوع على الهيئة العامة، ولنسر جميعا بما تقرره الأكثرية. إذا رأت الأكثرية أنها تريد ستة مقاعد للاغتراب ودائرة سادسة عشرة، ف"لا حول ولا قوة إلا بالله"، أما إذا رأت العكس، فليكن العكس. المهم أن تحترم الديمقراطية".
وتمنى جعجع على الرئيس بري أن يكون قد استخلص العبر مما حصل في نقابة المحامين، وأن يدعو سريعا إلى جلسة تشريعية يدرج فيها اقتراح القانون المقدم أصلا من النواب لتعديل مادة واحدة في قانون الانتخاب النافذ. وقال: "فوق ذلك، هناك جديد آخر: الحكومة أحالت أيضا مشروع قانون معجلًا يتناول تعديلات مشابهة لاقتراح القانون المقدم، كما على مواد أخرى في قانون الانتخاب. يا دولة الرئيس، هذا المشروع أصبح الآن في عهدة المجلس النيابي، والانتخابات على الأبواب، وأول مهلة ستنقضي يوم الخميس في العشرين من تشرين الثاني. فلماذا لا تدعو إلى جلسة تشريعية فورية وتضع المشروع على جدول الأعمال؟ أم أنك تخشى الديمقراطية وآراء النواب؟ ليس لك الحق أن تعطل عمل المجلس أو أن تمنع النواب من ممارسة دورهم الدستوري. الهيئة العامة هي وحدها المخولة تقرير ما إذا كان القانون يحال على اللجان أو يبت فيه مباشرة".
وسأل: "ما الفرق، في الممارسة التي نشهدها اليوم إذا، بين اقتراح قانون عادي واقتراح قانون معجل مكرر، أو مشروع قانون عادي ومشروع قانون معجل؟ الفرق أن المشروع المعجل، كما يدل اسمه، يجب أن يبت بسرعة، لأن الجهة التي أحالته قدرت أن هناك ضرورة قصوى لذلك. فإذا رأت الهيئة العامة غير ذلك، "لا حول ولا قوة إلا بالله"، أما إذا وافقت، فعليك، يا دولة الرئيس، أن تقبل بما تقرره الأكثرية وتدعه يطرح ويصوت عليه ويبت كما يقتضي الدستور. وهذه هي العبرة الكبرى من انتخابات النقابة التي أثبتت كم أن الديمقراطية الصافية تنتج منافع ومحاسن من الجوانب كلها".
واعتبر جعجع أن "الحقيقة أن الرئيس بري ومحور الممانعة لا يريدون الصوت الاغترابي في الداخل، لأن هذا الصوت يرى المشهد من بعد وبمنظار وطني واسع، لا تحكمه المصالح العائلية أو القبلية أو العشائرية أو المحلية الضيقة، ولا يخضع لأي ابتزاز أو حاجة أو خدمة من أحد. إنه صوت حر مستقل، تماما كما هناك لبنانيون كثيرون أحرار في الداخل، لكن المغتربين يتمتعون بهامش حرية أكبر. ولهذا لا يريدون أن يصوتوا في الداخل، بينما نحن نريدهم أن يصوتوا لل128".
وأوضح أنه "في قانون الانتخاب وفي العملية الانتخابية، المسألة واضحة: إما أن نتمكن من السماح للمغتربين بالتصويت بسهولة من الخارج، وإما سيضطرون للعودة إلى لبنان للاقتراع، وفي الحالتين صوتهم سيكون حاضرا وفاعلا. وبرأيي، لن يترددوا في المجيء إلى لبنان للإدلاء بأصواتهم، ما يجعل كل الجهود التي يبذلها الرئيس بري ومحور الممانعة لعرقلة مشاركتهم عقيمة وغير ذات جدوى، لأن صوت الاغتراب في نهاية المطاف، سيكون الصوت الأقوى في الانتخابات المقبلة".
مواضيع ذات صلة جعجع لبري: قولك غير صحيح إطلاقاًَ Lebanon 24 جعجع لبري: قولك غير صحيح إطلاقاًَ 20/11/2025 12:09:40 20/11/2025 12:09:40 Lebanon 24 Lebanon 24 جعجع لبري: من يقرر في المجلس النيابي هو الأكثرية النيابية لا أنت Lebanon 24 جعجع لبري: من يقرر في المجلس النيابي هو الأكثرية النيابية لا أنت 20/11/2025 12:09:40 20/11/2025 12:09:40 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد إنتقاد جعجع لبرّي... هل أصبح هدف "السياديين" موقع الرئاسة الثانية؟ Lebanon 24 بعد إنتقاد جعجع لبرّي... هل أصبح هدف "السياديين" موقع الرئاسة الثانية؟ 20/11/2025 12:09:40 20/11/2025 12:09:40 Lebanon 24 Lebanon 24 الجميّل لبري بشأن اقتراع المغتربين: رأيُك لا يمنحك الحق في منع المجلس من حسم هذا النقاش Lebanon 24 الجميّل لبري بشأن اقتراع المغتربين: رأيُك لا يمنحك الحق في منع المجلس من حسم هذا النقاش 20/11/2025 12:09:40 20/11/2025 12:09:40 Lebanon 24 Lebanon 24 رئيس مجلس النواب نبيه بري القوات اللبنانية قانون الانتخابات الانتخابية اللبنانية نبيه بري رئيس حزب بات على قد يعجبك أيضاً سلام يرعى حفل توقيع 5 اتفاقيات بين لبنان ومؤسسة التمويل الدولية Lebanon 24 سلام يرعى حفل توقيع 5 اتفاقيات بين لبنان ومؤسسة التمويل الدولية 12:00 | 2025-11-20 20/11/2025 12:00:44 Lebanon 24 Lebanon 24 هكذا يُكشف عناصر "حزب الله".. القصة في "صورة" Lebanon 24 هكذا يُكشف عناصر "حزب الله".. القصة في "صورة" 12:00 | 2025-11-20 20/11/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 عن ارتفاع اسعار المواد الغذائية.. بحصلي يطمئن Lebanon 24 عن ارتفاع اسعار المواد الغذائية.. بحصلي يطمئن 11:59 | 2025-11-20 20/11/2025 11:59:53 Lebanon 24 Lebanon 24 كركي يدعي على مؤسّسة وثلاثة أجراء وهميين Lebanon 24 كركي يدعي على مؤسّسة وثلاثة أجراء وهميين 11:57 | 2025-11-20 20/11/2025 11:57:25 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو: إشكال كبير في المستشفى الحكومي في طرابلس Lebanon 24 بالفيديو: إشكال كبير في المستشفى الحكومي في طرابلس 11:53 | 2025-11-20 20/11/2025 11:53:36 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة هذه آخر خطوة لـ"تنورين" Lebanon 24 هذه آخر خطوة لـ"تنورين" 22:19 | 2025-11-19 19/11/2025 10:19:38 Lebanon 24 Lebanon 24 فجر اليوم... سرقة 300 ألف دولار من داخل منزل Lebanon 24 فجر اليوم... سرقة 300 ألف دولار من داخل منزل 12:40 | 2025-11-19 19/11/2025 12:40:52 Lebanon 24 Lebanon 24 مجلس الوزراء يدرس إلغاء 2600 وظيفة من القطاع العام Lebanon 24 مجلس الوزراء يدرس إلغاء 2600 وظيفة من القطاع العام 06:02 | 2025-11-20 20/11/2025 06:02:14 Lebanon 24 Lebanon 24 خبر عن "الكهرباء".. ماذا سيحصل؟ Lebanon 24 خبر عن "الكهرباء".. ماذا سيحصل؟ 22:40 | 2025-11-19 19/11/2025 10:40:30 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير إسرائيليّ عن "حزب الله": هكذا ينقل المسيّرات من أوروبا إلى لبنان Lebanon 24 تقرير إسرائيليّ عن "حزب الله": هكذا ينقل المسيّرات من أوروبا إلى لبنان 16:12 | 2025-11-19 19/11/2025 04:12:29 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 12:00 | 2025-11-20 سلام يرعى حفل توقيع 5 اتفاقيات بين لبنان ومؤسسة التمويل الدولية 12:00 | 2025-11-20 هكذا يُكشف عناصر "حزب الله".. القصة في "صورة" 11:59 | 2025-11-20 عن ارتفاع اسعار المواد الغذائية.. بحصلي يطمئن 11:57 | 2025-11-20 كركي يدعي على مؤسّسة وثلاثة أجراء وهميين 11:53 | 2025-11-20 بالفيديو: إشكال كبير في المستشفى الحكومي في طرابلس 11:45 | 2025-11-20 إحياء لمحور "المقاومة".. حماس تنسق بشكل وثيق مع حزب الله وإيران! فيديو هربت من المدرسة وعاشت تجارب مؤلمة.. مايا دياب تكشف عن معاناة ابنتها "كاي" من هذه التروما (فيديو) Lebanon 24 هربت من المدرسة وعاشت تجارب مؤلمة.. مايا دياب تكشف عن معاناة ابنتها "كاي" من هذه التروما (فيديو) 09:38 | 2025-11-19 20/11/2025 12:09:40 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو: بعروض جوية.. ترامب يستقبل الامير محمد بن سلمان في البيت الابيض Lebanon 24 بالفيديو: بعروض جوية.. ترامب يستقبل الامير محمد بن سلمان في البيت الابيض 18:23 | 2025-11-18 20/11/2025 12:09:40 Lebanon 24 Lebanon 24 قائدة على المنصة.. أوّل امرأة تقود أوركسترا إيرانية فمن هي؟ (فيديو) Lebanon 24 قائدة على المنصة.. أوّل امرأة تقود أوركسترا إيرانية فمن هي؟ (فيديو) 19:17 | 2025-11-15 20/11/2025 12:09:40 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24