تحقيق سري يكشف دور شركة أدوية هندية في إغراق غرب إفريقيا بالعقاقير المخدرة
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
كشف تحقيق أجرته "بي بي سي" عن تصنيع شركة أدوية هندية مواد أفيونية غير مرخصة لتصديرها بشكل غير قانوني إلى دول غرب أفريقيا، ما تسبب في أزمة صحية عامة كبيرة، خاصة في غانا ونيجيريا وكوت ديفوار.
وبحسب التحقيق، تقوم شركة "أفيو" التي تتخذ من مومباي مقرا لها، بإنتاج أقراص تحتوي على مزيج خطير من "تابنتادول" وهو مركب أفيوني قوي، و"كاريزوبرودول" الذي يعمل كمرخٍ للعضلات ومسكن للآلام، لكنه يسبب الإدمان.
ويعد هذا المزيج غير مرخص في أي دولة حول العالم، حيث يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في التنفس ونوبات صرع وقد يكون مميتا عند تناوله بجرعات زائدة.
عثرت "بي بي سي" على عبوات من هذه الأدوية تحمل شعار "أفيو" معروضة للبيع في شوارع العديد من المدن الأفريقية. وبعد تتبع مصدر هذه المخدرات، أرسل فريق التحقيق عميلا سريا إلى مصنع الشركة في الهند، حيث سجل بكاميرا خفية لقاء مع فينود شارما أحد مديري المصنع، الذي أكد تصدير المنتجات إلى نيجيريا.
وفي اللقطات المسجلة، أشار شارما إلى أن تناول حبتين أو ثلاث من هذه الأقراص يؤدي إلى "الاسترخاء" والشعور "بالنشوة"، رغم إقراره بأن "هذا ضار للغاية بالصحة"، لكنه برر الأمر قائلا "هذا هو العمل المطلوب حاليا".
في مدينة تامالي الغانية، تزايدت المخاوف من التأثير المدمر لهذه الأدوية على الشباب، حيث يقول الزعيم المحلي الحسن ماهام إن "المخدرات تستنزف عقل الأشخاص بسرعة كبيرة مثل النار التي تشتعل بعد سكب الكيروسين عليها"، فيما أكد أحد المدمنين أن "هذه المخدرات دمرت حياتنا".
وخلال مداهمة قامت بها قوة مهام محلية لمكافحة المخدرات، تمكنت السلطات من ضبط تاجر كان يحمل كيسا بلاستيكيا مليئا بأقراص "تافرودول" المختومة بشعار "أفيو"، كما ضبطت الشرطة الغانية منتجات مماثلة في مدن أخرى.
وأظهرت أدلة أخرى جمعتها "بي بي سي" أن هذه الأدوية منتشرة في نيجيريا وكوت ديفوار، حيث يقوم المراهقون بمزجها مع مشروبات طاقة كحولية لتعزيز تأثيرها المخدر.
وتكشف بيانات التصدير أن "أفيو" وشركة شقيقة لها تدعى "ويستفين إنترناشونال" تشحنان ملايين الأقراص إلى غرب أفريقيا، حيث تعد نيجيريا، التي يبلغ عدد سكانها 225 مليون نسمة، أكبر سوق لهذه المواد، إذ يقدر عدد متعاطيها بنحو أربعة ملايين شخص.
وأوضح رئيس وكالة مكافحة المخدرات النيجيرية، العميد محمد بوبا ماروا، أن هذه المواد "تدمر شبابنا وأسرنا، وهي موجودة في كل مجتمع في نيجيريا".
في عام 2018، فرضت السلطات النيجيرية قيودا صارمة على عقار "ترامادول"، بعد تحقيق سابق لـ"بي بي سي"، ما دفع "أفيو" إلى إنتاج خليط جديد أكثر خطورة يعتمد على "تابنتادول" و"كاريزوبرودول".
وأظهرت لقطات من داخل مصنع الشركة في الهند وجود صناديق ضخمة مكدّسة من أقراص "تافرودول"، حيث كشف شارما أن "علماء المصنع" قادرون على مزج أدوية مختلفة "لصنع منتج جديد".
ويحذر الدكتور ليخانش شوكلا، الأستاذ في المعهد الوطني للصحة العقلية بالهند، من أن "تابنتادول يعطي نفس تأثيرات المواد الأفيونية".
ويضيف "قد يكون النوم عميقا لدرجة أن الناس لا يتنفسون، مما يعني جرعة زائدة قاتلة"، مشيرا إلى أن المزج مع "كاريزوبرودول" يجعل الدواء أكثر خطورة، حيث يؤدي إلى أعراض انسحاب مؤلمة.
وبحسب القوانين الهندية، لا يمكن تصدير الأدوية غير المرخصة إلا إذا كانت مستوفية لمعايير الدولة المستوردة، لكن التحقيق كشف أن "أفيو" تقوم بشحن "تافرودول" إلى غانا، حيث يعتبر هذا المزيج غير مرخص وغير قانوني، وفقا لوكالة مكافحة المخدرات الغانية.
وعند عرض هذه النتائج على "أفيو"، لم تصدر الشركة أي تعليق رسمي. من جانبها، أوضحت الهيئة التنظيمية للأدوية في الهند أن الحكومة "تدرك مسؤوليتها تجاه الصحة العامة العالمية"، مشددة على أن القوانين التنظيمية تطبق بصرامة، وأكدت أنها ستتخذ "إجراءات فورية" ضد أي شركة تنتهك المعايير.
وتكشف بيانات التصدير عن أن شركات هندية أخرى تنتج أدوية مماثلة، مما يلحق الضرر بسمعة صناعة الأدوية الهندية، التي تحقق صادرات سنوية بقيمة 28 مليار دولار.
وأوضح عميل "بي بي سي" السري، الذي اخترق مصنع "أفيو"، أنه وجد نفسه "وجها لوجه مع أحد الأشخاص الذين يصنعون هذه الأزمة في أفريقيا"، مشيرا إلى أن المسؤولين عن هذه التجارة "كانوا يعلمون حجم الضرر الذي يسببونه، لكنهم لم يهتموا، بل وصفوا الأمر بأنه مجرد عمل تجاري".
في غانا، واصلت فرق مكافحة المخدرات عمليات المداهمة وأحرقت المئات من عبوات "تافرودول"، إلا أن البائعين والموردين في الهند يواصلون إنتاج ملايين الأقراص وتحقيق أرباح ضخمة على حساب معاناة الملايين في أفريقيا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية أفريقيا المخدرات الهند الهند أفريقيا مخدرات المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الهند بی بی سی
إقرأ أيضاً:
حوار| مدير المحاصيل الحقلية يكشف تفاصيل بدء إنتاج الأرز البسمتي والأسود.. وأسباب تحقيق أعلى إنتاجية من القمح
مدير معهد المحاصيل الحقلية لـ "صدى البلد " :
استنباط أصناف جديدة من القمح والأرز والذرة لزيادة الإنتاجية
لدينا أصناف متميزة من البصل الأبيض المُخصص للتصدير والتجفيف
خطة شاملة لاستقبال الموسم الصيفي لتفادي الموجة الحارة
تسعى الدولة جاهدة متمثلة فى مركز البحوث الزراعية إلي زيادة إنتاجية المحاصيل خاصة المحاصيل الاستراتيجية ، من خلال استنباط أصناف جديدة تناسب التغيرات المناخية الطارئة على مصر وفى نفس الوقت تحتاج مياه وأسمدة أقل مما يحقق ربح أعلى للمزارعين .
لذا التقت عدسة "صدى البلد " بالدكتور خالد جاد مدير معهد المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة لرصد أهم الاستعدادات للموسم الصيفي ، وأهم المحاصيل والانواع المستنبطة حديثا وأهميتها .
وإليكم نص الحوار...
فى البداية ، ما هو دور معهد المحاصيل الحقلية فى القطاع الزراعي؟
يعمل المعهد على تطوير أصناف جديدة تتميز بإنتاجية مرتفعة، وتحملها للتغيرات المناخية، ومقاومتها للأمراض والآفات، مع تحسين الجودة، وقد نجحنا بشكل ملحوظ في استنباط أصناف متميزة .
أولا القمح باعتباره أهم المحاصيل الاستراتيجية.. كيف استطاعت مصر زيادة انتاجيته هذا الموسم كما صرح وزير الزراعة؟
الأصناف الجديدة المرنة مناخيا والتي تتوائم مع التغيرات المناخية سبب زيادة الإنتاج، إضافة إلى أن المزارع أصبح لديه وعي وأصبح يزرع أصناف قمح جديدة ولثقافة المزارع بسبب الحملة القومية للقمح ، كما أن تشجيع المزارعين على توريد القمح المحلى بعد رفع سعره ل 2000 جنيهًا للأردب سبب أساسي أيضا .
ما حجم الأراضي المزروعة بالقمح هذا الموسم؟ وماهى الكميات الموردة حنى الآن؟
المساحات المنزرعة هذا الموسم 3.1 مليون فدان قمح، وبلغ التوريد حتى الآن 3.5 مليون طن، ومن المتوقع أن تصل الإنتاجية إلى 10 ملايين طن في هذا الموسم، وهي أعلى إنتاجية في تاريخ زراعة القمح بمصر ، حيث تحتل مصر المركز الرابع عالميًا في إنتاج القمح .
ماهى الأصناف الجديدة المستنبطة من القمح؟ ومتى يتم استخدامها ؟
المعهد استنبط 5 أصناف جديدة من قمح الخبز منها “مصر 5، ومصر 6، ومصر7، وسخا 97، وسوهاج 6”، والتي ستعمل على زيادة الإنتاج خاصة أنه مقاوم للأمراض ولا تحتاج للمياه بكثرة ، وسيتم طرحها الموسم المقبل .
ماذا عن الأرز .. هل تم استنباط أصناف منه مؤخرا؟
بالفعل تم استنباط أصناف جديدة منه تتحمل الجفاف وتحتاج إلي مياه أقل مع زيادة الانتاجية حتى وصل إلي انتاج 4 طن من الفدان الواحد وهى انتاجية عالية حيث تحتل مصر المركز الأول فى إنتاج الأرز عالميا ، كما أنه تم زراعة الأرز البسمتى لأول مرة فى مصر ، كذلك تم تجربة زراعة الأرز الأسود ولكن تحت ظروف خاصة حتى لايختلط خواصه مع الأرز الأبيض .
عن المحاصيل الزيتية وخاصة محصول الذرة.. ما هي أهم الأنواع المستنبطة حديثا؟
بالفعل تم تسجيل 10 هجن جديدة من الذرة الشامية البيضاء والصفراء، وهجين أحمر مخصص للأعلاف يُعادل الذرة الصفراء في الإنتاج ويوفر جودة عالية في إنتاج البيض والدواجن، مما يفتح آفاقًا لصناعة الأعلاف الحيوانية المحلية ، إضافة إلى صنف الذرة “ريانة”، وهو محصول علف أخضر صيفي يُعطي أكثر من 4 حشّات ويصل طول النبات فيه لأكثر من 2.5 متر.
ما أهم المحاصيل الحقلية الأخرى التى تم استنباط أصناف حديثة منها؟
لدينا أصناف متميزة من البصل الأبيض المُخصص للتصدير والتجفيف، والبصل السبعيني المبكر، والبصل الأحمر عالي الجودة والمطلوب عالميًا ، بالإضافة إلى أصناف من الشعير تتحمل الملوحة وتجيد في الأراضي الجديدة ، كما أن هناك صنفين جديدين من الفول البلدي مقاوم للتغيرات المناخية.
كيف استعد معهد المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة للموسم الصيفي؟
الوزارة جاهزة للموسم الصيفي بأصناف أكثر تحملًا للحرارة، وتوصيات فنية للزراعة بعروتين لتفادي الموجات الحارة، بالإضافة إلى الاستعداد الكامل لمواجهة دودة الحشد الخريفية من خلال المبيدات الموصى بها وحملات التوعية القومية.
ما أبرز التحديات التي تواجه معهد المحاصيل الحقلية ؟
التغيرات المناخية الطارئة على مصر من أهم التحديات التى تواجه القطاع الزراعي بشكل عام ويتم التعامل معها من خلال استنباط أصناف جديدة تناسب التغيرات المناخية، وقلة الموارد المائية تحدي كبير أيضا ويتم استنباط أصناف تتحمل الجفاف أيضا .
ما هى أهم النصائح التي يجب على المزارعين اتباعها خلال الفترة المقبلة؟
لابد من الالتزام بالسياسة الصنفية للمحصول الخاص به، والاهتمام بالتقاوي الجديدة الخاصة بكل صنف ومحصول خاصة أن وزارة الزراعة توفر تقاوى كل موسم بأسعار مناسبة للمزارعين والتي تتوائم مع التغيرات المناخية ولزيادة الإنتاجية.