نصر الله حيٌّ فينا ما دامت المقاومة قائمة
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
عبدالحكيم عامر
في تاريخ الأمم، تمر شخصيات استثنائية تترك بصمات لا تُمحى، وتصنع التحولات الكبرى في مسار الشعوب، فكان الشهيد السيد حسن نصر الله، كقائد إيماني عظيم، حمل راية المقاومة بثبات وعزم، وسخّر حياته للدفاع عن الأُمَّــة الإسلامية والإنسانية جمعاء، كان رمزًا متجذرًا في وجدان أمته، نادرًا في عطائه، متقدمًا في رؤيته، حاضرًا في كُـلّ ميادين المواجهة.
قاد السيد حسن نصر الله، مسيرة حزب الله الجهادية لنحو ثلاثة عقود، وخاض معاركه ضد الكيان الصهيوني والمستكبرين بصلابةٍ وإيمانٍ لا يلين، كان قائدًا استراتيجيًّا، قائدًا ملهمًا، محنكًا، أدرك أهميّة كُـلّ خطوة على طريق المقاومة، مما جعل من حزب الله قوة لا يستهان بها، فرضت معادلات جديدة في الصراع العربي-الإسرائيلي، فبفضل قيادته الحكيمة، تكبد العدوّ الإسرائيلي هزائم متتالية، وعاش العدوّ في حالة رعب دائم من ضربات المقاومة.
كان رمزًا للكرامة، لم يتراجع يومًا عن المواجهة، لم يخف يومًا من المواجهة، ولم تهزمه التهديدات، ولم يساوم على قضيته، وقف في وجه المشاريع الأمريكية والصهيونية بصلابة، وأطلق مواقف إيمانية وقرآنية وجهاديه عزّزت من مكانته كقائدٍ لا يساوم على حقوق الأُمَّــة، ظلت مواقفه خالدة يشهد لها الميدان، ولا يُمكن أن يطويها النسيان.
جاهد في الله حق الجهاد، ظل ثابتًا على نهجه، لم ينكسر أمام الحصار أَو الضغوط، ولم يتخلّ عن مبادئه، وظل شعبه يلتف حوله بإيمانٍ راسخ.
إن رحيل القادة العظماء يشكّل لحظة فارقة في تاريخ الأمم، لكنه لا يعني النهاية، بل بداية عهد جديدٍ من الصمود والتحدي، لقد ترك السيد حسن نصر الله، خلفه آلاف القادة والمجاهدين، الذين حملوا الراية من بعده، وترك لهم إرثًا جهاديًّا وروحيًّا عظيمًا، تجلّى في جيلٍ من المقاومين الذين شبّوا على نهجه، وتربوا في مدرسته، واستمروا في الدرب الذي خطّه بدمائه الزكية، ليكونوا هم الامتداد الجهادي له، يحملون رايته بإصرار، ويتقدمون نحو الأهداف التي خطّها بدمائه.
اليوم، يقف محبّو شهيد الإسلام السيد حسن نصر الله، أمام مسؤولية تاريخية، لا تقتصر على استذكار مآثره، بل تستلزم الاستمرار في درب المقاومة، العهد باقٍ، والراية لن تسقط، ستظل مسيرتك متواصلة بنار غضبنا الجهادي، ونور إيمان قلوبنا، وحرارة عشقنا ووفائنا، ستظل ذاكرتك حية في قلوب الأحرار، وسنحمل رايتك وأهدافك بثباتٍ وعزمٍ لا يلين، وسنحوّل أمطار السماء إلى شلالات دمعٍ وآهاتٍ تخفق مع نبضات قلوب الوالهين.
وداعًا يا حصن الأُمَّــة، يا قائدها وصمام أمانها، يا من صنعت النصر بدمائك وبصمودك، ستبقى ذكراك محفورة في قلوبنا، وستبقى رايتك خفاقة، يحملها من آمنوا بنهجك وساروا على دربك.
إن استشهادك يا قائد المقاومة ويا شهيد الإسلام هو إيذان ببدء معركة مصيرية تتعلق بكل المستضعفين والمسلمين والأحرار في العالم.
سلامٌ على روحك الطاهرة، يوم ولدت قائدًا، ويوم استشهدت مجاهدًا، ويوم تبعث حيًّا في وجدان الأُمَّــة، ستظل كلماتك نبراسًا يضيء درب المقاومة حتى تحرير الأرض والمقدسات.
فأنت يا نصر الله حيٌّ فينا ما دامت المقاومة قائمة، وعهدًا منا أن نكمل المسير، وأن نبقى أوفياء لخطك الجهادي حتى النصر والتحرير بإذن الله.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السید حسن نصر الله قائد ا
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة : نسعى للتصعيد ونناشد 5 دول بوقف امداداتها عبر المتوسط
وكشف السيد القائد أن عملياتنا العسكرية المساندة لغزة نفذت هذا الأسبوع بـ14 صاروخاً فرط صوتي وباليستيا وطائرة مسيرة إلى عمق فلسطين المحتلة، موضحا أن عملياتنا هذا الأسبوع استهدفت أهدافا للعدو الإسرائيلي في يافا وحيفا وعسقلان وأم الرشاش في فلسطين المحتلة.
وأوضح السيد أن البحر الأحمر لا يزال مغلقاً، ولا تزال الملاحة ممنوعة على العدو الإسرائيلي ولا توجد أي حركة للسفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي في مسرح العمليات بالبحر الأحمر عبر باب المندب إلى خليج عدن والبحر العربي.
وتوجه السيد القائد من جديد بالمطالبة والمناشدة لـ5 أنظمة عربية وإسلامية لإيقاف التعاون مع العدو الإسرائيلي فنسبة كبيرة من حركة السفن في البحر المتوسط التي تحمل البضائع إلى العدو الإسرائيلي تعود لـ5 أنظمة عربية وإسلامية. مؤكدا أن ما تفعله الأنظمة العربية والإسلامية مؤسفا جداً ومحزنا للغاية وخيانة للإسلام وإسهاما في الجرائم الإسرائيلية بقطاع غزة، كما أن ما تقوم به الأنظمة العربية والإسلامية محاولة للالتفاف على الإجراءات التي يقوم بها بلدنا نصرة للشعب الفلسطيني.
لن يثنينا العدوان الإسرائيليوأكد السيد القائد أن العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء لن يوقف العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني وظروف الحرب في بلدنا لا يمكن أن تخضع اليمن لا رسمياً ولا شعبياً عن أداء مهامه المقدسة فأي تضحيات نقدمها في سبيل الله هي تضحيات مشرفة ونحن في إطار موقف عملي وجهادي نضرب العدو الإسرائيلي
وكشف أننا نسعى إلى التصعيد لنصرة الشعب الفلسطيني والعمليات في المرحلة المقبلة ستكون أكثر فاعلية وتأثيرا على العدو الإسرائيلي، لافتا إلى أننا حينما نتأمل في واقع الحال كسوريا، فالعدو الإسرائيلي يستهدف المطارات والمنشآت والمعسكرات لكن دون أي موقف عملي ضده، لكن نحن بتوفيق الله تعالى في الموقف المشرف الذي نستهدف فيه العدو وموقف بلدنا هو فاعل ومؤثر.
وأكد أن موقفنا لو كان لا فاعلية له ولا تأثير، لتجاهله العدو الإسرائيلي مع انشغاله ومحاولة أن يستفرد بالشعب الفلسطيني، لكن العدو الإسرائيلي يرى ويعيش تحت وطأة وتأثير الموقف الفاعل في بلدنا وهذه نعمة كبيرة.
وفيما يتعلق بالأنشطة الشعبية فأوضح السيد أن أنه وعلى مدى 20 شهرا بلغت أنشطة شعبنا 2112701 من مظاهرات ومسيرات ووقفات متنوعة، لافتا إلى أن هناك زخما كبيرا في اليمن بمستوى لا مثيل له تجاه أي قضية أخرى ففي الأسبوع الماضي خرج شعبنا يوم الجمعة في 1060 مسيرة ومظاهرة في المدن والأرياف في خروج شعبي واسع جداً.
وأشار إلى أن من الأنشطة في هذا الأسبوع اختتام الدورات الصيفية وهي دورات مهمة ومفيدة ولها إسهامها الملموس والمؤثر في بناء هذا النشأ، فالدورات الصيفية تساهم في بناء جيل المستقبل ثقافياً ومعرفياً وتربوياً وجهادياً ولها أثرها العظيم. مؤكدا أن الانزعاج الرهيب من جهة الأعداء تجاه الدورات الصيفية يسرنا كثيرا.
تأثير وفاعلية الموقف اليمنيوأوضح السيد أن فاعلية وتأثير الموقف اليمني المتكامل وتناميه من أهم الشواهد على فشل العدوان الأمريكي في تصعيده في جولته الثانية، مؤكدا أن فشل العدوان الأمريكي ضد بلدنا يعتبر نجاحاً كبيراً بتوفيق الله ونصراً عظيما من الله لشعبنا العزيز. مشيرا إلى أن الاستجابة لله والانطلاقة في سبيله تبني الأمة لتكون أمة قوية وفعالة وعزيزة، وحرة، وثابتة وصامدة وقوية في مواجهة التحديات، كما أن الاستجابة لله حياة للأمة والانطلاقة في سبيله هي حياة وقوة وعزة وكرامة.
وأكد أن هناك إجماعا في الغرب على فشل العدوان الأمريكي في الجولة الثانية من التصعيد ضد بلدنا إسناداً لإسرائيل، وتصريح نائب الرئيس الأمريكي يدل على نصر عظيم لبلدنا في مواجهة العدوان الأمريكي فتصريح نائب الرئيس الأمريكي يؤكد أن على الولايات المتحدة أن تتقبل هذا الواقع بحيث لم يعد بإمكانهم أن يهيمنوا بمثل ما كانوا عليه سابقاً، مشددا على أن الأمريكي وصل إلى قناعة أنه غير قادر على حسم المعركة لصالحه في اليمن وإنما يتورط لزمن طويل يستنزفه ذلك، كما أن الأمريكي أدرك أن تورطه يستنزفه ويعرضه للمخاطر وللفضائح في الهزائم العسكرية والفشل وغير ذلك.
لا خيار أمام اليهود سوى الجهادوأوضح السيد أن موقف شعبنا العزيز هو جهادا في سبيل الله تعالى وإحياء لهذه الفريضة العظيمة المقدسة التي هي شرف وفضل كبير، مضيفا أن جهاد شعبنا هو أداء لواجب اكتمال الدين وسلامة من الخزي، وعزتنا كشعب مجاهد هي جزء من إيماننا، بل هي ثمرة لإيماننا، مؤكدا أن الموقف ضد العدو الإسرائيلي وفي نصرة الشعب الفلسطيني يعني أننا نقف مع القرآن والرسول صلوات الله عليه وآله.
وقال السيد: "من لديهم خيارات أخرى غير التصدي للعدو، هل يراهنون على القرارات الدولية التي لا يلتزم بها الصهاينة؟ في ذكرى احتلال القدس، من يدعمون الصهاينة لا يلتزمون بالقرارات الدولية المتعلقة بالقدس ولم ينفذ منها شيء؟، أي اتفاقيات يحترمها الأعداء اليهود؟ والقرآن الكريم نطق بأنهم أهل الخيانة والواقع يشهد أن اليهود لم يفوا بأي شي من الاتفاقيات معهم؟.
وأوضح أن العرب يتحدثون ليل نهار عن مبادرتهم للسلام، دون أن يكون لها أي قيمة أو احترام من الإسرائيلي. مؤكدا أن الاتجاه الذي له أفقا واضحا في وعد الله الحق، هو الجهاد والتحرك الذي فيه استجابة لله وأداء للمسؤولية وبناء للأمة.
دعوة لخروج مليونيودعا السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي جماهير الشعب اليمني إلى الخروج في مسيرات مليونية يوم غد الجمعة نصرة لرسول الله ووفاء له ونصرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية ونصرة للشعب الفلسطيني، موضحا أن الخروج المليوني غدا هو وفاء ونصرة لرسول الله ونصرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، كما أن الخروج المليوني غدا له أهمية كبيرة جدا، وهو جهاد في سبيل الله يستحق النفير الواسع والخروج العظيم. وأضاف: "يوم الغد هو يوم نفير ووفاء، آمل أن يكون الخروج واسعا وعظيماً وكبيراً".