القاهرة والخرطوم تؤكدان رفض أي خطوات من شأنها المساس بسيادة السودان
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
مصر – أكد اجتماع مصري سوداني رفض أي خطوات من شأنها المساس بسيادة السودان ، مشيرا إلى أن حل الأزمة حق أصيل مملوك للشعب السوداني دون املاءات خارجية.
وانعقدت اجتماعات آلية التشاور السياسي بين وزارتي خارجيتي مصر والسودان بالقاهرة وذلك برئاسة وزيري خارجية البلدين .
واستعرض الجانبان مختلف أوجه العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في كافة المجالات، وأكدا على أهمية تعزيز التنسيق في مختلف المحافل الدولية بما يحقق المصلحة المشتركة.
وأكد الجانبان على ضرورة العمل المشترك لتعزيز وتجديد الشراكة الاستراتيجية بين القطاعات في البلدين والعمل على مراجعة وتحديث الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات والبرامج التنفيذية المبرمة بين الحكومتين بما يعزز مساعي تحديث وثيقة الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين البلدين وضمان إنزالها في برامج عمل واضحة.
وناقش الوفدان كذلك تطورات الأوضاع في السودان وأكدا على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه واستقلاله واحترام سيادته وكافة مؤسساته الوطنية، بما في ذلك القوات المسلحة وعدم التدخل في الشأن الداخلي السوداني تحت إي ذريعة ، كما أكد الجانبان على ضرورة إنهاء الحرب في السودان.
وأعرب وزير خارجية السودان عن بالغ التقدير للجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية لدعم السودان على كافة المستويات، وكذلك استضافة مصر للسودانيين الفارين من ويلات الحرب وتوفير الرعاية اللازمة لهم. كما أعرب الجانب المصري عن تقديره لجهود حكومة السودان في حماية المدنيين وانخراطها الفاعل في المنظومة الأممية.
وأعرب الجانب المصري عن تقديره للخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية لتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية ومن بينها إنشاء مستودعات إنسانية، وتيسير عدد من رحلات الطيران التي تحمل معونات إنسانية وفتح المعابر الحدودية، مجددا التزام مصر بالعمل المشترك ودعم مساعي مؤسسات الدولة السودانية في هذا الصدد، وذلك بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة والشركاء الدوليين.
وجدد الجانب المصري استعداد مصر الكامل للمساهمة في عملية اعادة الإعمار في السودان، والترحيب بجهود الحكومة السودانية في حشد الدعم الإقليمي والدولي اللازمين لإعادة تهيئة قطاعات الدولة السودانية.
ورحب الجانبان بإنشاء فريق مشترك من البلدين يعنى بدراسة التجارب الدولية في عملية اعادة الإعمار بما يعزز فرص تحقيق الهدف المنشود.
واتفق الجانبان على تعزيز العمل المشترك لحماية حقوق البلدين المائية كاملة وفقًا للاتفاقيات المُبرمة بينهما وقواعد القانون الدولي واجبة التطبيق، كما شدد الجانبان على ارتباط الأمن المائي المصري والسوداني كجزء واحد لا يتجزأ، والدعوة لامتناع كافة الأطراف عن القيام بأية تحركات أحادية من شأنها إيقاع الضرر بمصالحهما المائية.
كما أكدا على استمرار سعيهما المشترك للعمل مع دول مبادرة حوض النيل لاستعادة التوافق وإعادة مُبادرة حوض النيل إلى قواعدها التوافقية التي قامت عليها، والحفاظ عليها باعتبارها آلية التعاون الشاملة الوحيدة التي تضم جميع دول الحوض، وتُمثل ركيزة التعاون المائي الذي يُحقق المنفعة لجميع الدول الأعضاء.
وتناول الجانبان كذلك مجمل الأوضاع في المنطقة العربية حيث اتفقا على الرفض القاطع لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من أرضهم، وضرورة الحفاظ على حقوق هذا الشعب الأبي وعدم تصفية القضية الفلسطينية، وقد ثمن الجانب السوداني الجهود التي تقوم بها مصر في هذا الشأن.
كذلك تناول الجانبان الأوضاع في سوريا ولبنان،حيث اتفقا على ضرورة تبني عملية سياسية شاملة تضم جميع أطياف الشعب السوري في إطار الحرص على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها.
كما رحب الجانبان بانتخاب جوزف عون رئيسا للبنان، وتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وأعربا عن دعمهما لاستقرار لبنان وسلامته الاقليمية.
المصدر : وكالة الأنباء الألمانية
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الجانبان على
إقرأ أيضاً:
الدبلوماسية الإنسانية والشعبية !
الإنسانية تلك المفردة العميقة والمليئة بالمعاني النبيلة والصافية والملاصقة للإنسان والخير والعطاء، والعمل الصالح، والحب والوفاء.
وتُمثل الإِنسانية مجموع خصائص الجنس البشري التي تُميزه عن غيره من الكائنات الحية!
والإنسانية صفة أخلاقية تَتمثل بالتعاطف والتراحم، والعمل على تقليل مآسي الآخرين ومساعدتهم لتجاوز ظروفهم القاهرة، وبما يحفظ حياتهم وسلامتهم وكرامتهم وكافة حقوقهم الإنسانية، دون النظر لدينهم وقوميتهم وبقية الهويات الفرعية!
والإنسانية تَبرز في كافة الأوقات والمواقف، ولكنها تُتَرجم بوضوح في المواقف الحرجة المليئة بالرعب والخوف والموت ومنها الحروب والكوارث الطبيعية والحوادث المتنوعة!
ومنذ بداية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحتى اللحظة تتوالى المواقف الإنسانية العربية والعالمية الداعمة لحياة الإنسان والسلام والأمن والرافضة لموت الأبرياء والحرب والرعب في غزة!
ويمكن تقسيم عموم المواقف الإنسانية الداعمة لغزة إلى جانبين رئيسيين وهما:
- الجانب الإنساني الدبلوماسي:
وهذا الجانب مثلته بشكل واضح وأصيل الدبلوماسية القطرية بالدرجة الأولى، ورافقتها الدبلوماسية المصرية وأخيرا رافقتهما التركية والأمريكية.
وسعت هذه الدبلوماسية الإنسانية لوقف شلال الدم الذي سحق حتى اليوم ما يقرب من 70 ألف إنسان فلسطيني، وأكثر من 179 ألف جريح، وما يقرب من مليوني نازح، وأكثر من 19 ألف معتقل، وأكثر من 200 ألف منزل متضرر، وفقا للجهاز الفلسطيني المركزي للإحصاء.
وقد ذكر «بشارة بحبح»، الوسيط الفلسطيني بين واشنطن وحماس، في لقاء مع «الجزيرة مباشر» بالخامس من تشرين الأول/ أكتوبر 2025 أن المفاوضين القطريين والمصريين عملوا بجدية كبيرة للحفاظ على حقوق الفلسطينيين خلال المفاوضات الطويلة والمرهقة مع «إسرائيل».
وآخر ثمار تلك الجهود الدبلوماسية الإنسانية هو اتفاق وقف إطلاق النار في غزة فجر الخميس الماضي، وهذه قمة الإنسانية الدبلوماسية الناشرة للسلام والأمن والخير والمحبة.
- الجانب الإنساني الشعبي:
وهذا الجانب لم يقتصر على بقعة معينة من الأرض، وبرز في غالبية المدن، وجميع تلك الأصوات الإنسانية كانت تُنادي بضرورة وقف الحرب والمجاعة في غزة.
وتَمثل هذا الجانب بوضوح في الفعاليات العربية والأجنبية الهادفة للتقليل من حجم كارثة غزة.
ويمكن عَد أساطيل «الحرية والصمود» الساعية لكسر حصار غزة والتي واجهتها «إسرائيل» بالقوة من أبرز صور الدعم الإنساني الشعبي بعد المساعدات الإنسانية «الرسمية» الجوية من عدة دول عربية.
وقد أعلن أسطول الصمود، يوم 3/10/2025 أن البحرية «الإسرائيلية» سيطرت على جميع سفنه، 42 سفينة، وبهذا فإن «إسرائيل» أثبتت للمجتمع الدولي بأنها تُريد سحق أهالي غزة وقتلهم بكافة الطرق المتاحة، ومنها منع الغذاء والدواء!
وتمثل هذا الجانب الإنساني كذلك بالمظاهرات العملاقة بالمدن الإسلامية والأجنبية، حيث تظاهر، الأحد الماضي، مئات آلاف الأوروبيين والأمريكيين وغيرهم للمطالبة بوقف حرب غزة، والإفراج عن ناشطين كانوا على متن «أسطول الصمود» للمساعدات الإنسانية، الذي اعترضته «إسرائيل» خلال إبحاره باتجاه غزة.
وشملت المظاهرات مدن وارسو وروما، التي تظاهر فيها ربع مليون شخص، وبرشلونة ومدريد وباريس ودبلن ولندن وأمستردام، وإسطنبول وواشنطن ونيويورك وغيرها. وفي ملف الغضب الشعبي العالمي ذكر تقرير «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)»، والمنشور في أغسطس/ آب الماضي، أن حرب «إسرائيل» التي استمرت قرابة عامين دفعت أجزاء من غزة لمجاعة «من صنع الإنسان»، مما زاد من «معاناة الفلسطينيين للبقاء في ظل القصف المتواصل والنزوح الجماعي وانتشار الأمراض»، وهذا التقرير ساهم في نشر الغضب الشعبي العالمي تجاه «إسرائيل»!
وبعد أكثر من 700 يوم من الحرب، توفي 455 فلسطينيًا نتيجة الجوع وسوء التغذية، بينهم 151 طفلًا، وفقًا لبيان صحة غزة بالأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2025. المجازر والمذابح والمآسي التي شهدتها غزة استنهضت المشاعر الإنسانية بعموم الأرض لأن ما يحدث في القطاع يفوق الخيال، ولا يمكن تبريره.
وهكذا ستبقى غزة عنوانا للإنسانية، كما قال الدكتور «فايز أبو شمالة»، الناشط السياسي الفلسطيني المقيم في غزة: «هذه هي غزة، التي ظَلت بعد كل هذا الدمار عنواناً للإنسانية، وعنوانًا للفصاحة والحصافة والمنعة والعزة»!
الشرق القطرية