تمنع دخول كرفانات وخيام.. وآلاف العائلات بلا مأوى في البرد القارس

نقص الأكسجين والمعدات الطبية بالمستشفيات وسط تحذيرات دولية

مطالب دولية بفتح المعابر وإنهاء الابتزاز الإسرائيلي

تواجه غزة كارثة إنسانية حادة وسط الدمار الواسع وانعدام الأمن الغذائي، حيث تمنع إسرائيل دخول الكرفانات والخيام، مما يترك آلاف العائلات بلا مأوى في البرد القارس، ورغم الحاجة الملحة لأكثر من 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة، لم يُسمح إلا بدخول 12 كرفانًا مخصصة لمؤسسات دولية.

وفي ظل الحصار الإسرائيلي المستمر، تعاني المستشفيات من نقص الأكسجين والمعدات الطبية، بينما تزداد القيود على دخول المساعدات، مما يعمّق الأزمة الإنسانية، فيما تطالب الجهات الدولية بضغط أكبر على إسرائيل لفتح المعابر وإدخال الإغاثة، في وقت تواجه الأونروا نقصًا حادًا في التمويل يهدد عملياتها الإغاثية في القطاع.

سمحت قوات الاحتلال بدخول عدد محدود من البيوت المتنقلة، 12 كرفانًا فقط، وهي ليست للإيواء، بل مخصصة لاستخدام مؤسسات دولية، بينما القطاع يحتاج إلى ما لا يقل عن 60 ألف بيت متنقل و200 ألف خيمة، لتوفير مأوى مؤقت لمئات آلاف الأسر التي فقدت منازلها، بحسب بيان صادر عن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف.

ويضيف سلامة في البيان: لا يزال سلوك الاحتلال يتسم بالمماطلة والتلكؤ، ويسعى للتنصل من تعهداته في الشق الإنساني من الاتفاق. نطالب المجتمع الدولي والوسطاء بالضغط لتوفير حاجات قطاع غزة العاجلة من مستلزمات الإيواء والإغاثة والرعاية الصحية، كما نطالب بتسريع عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة.

وينص البروتوكول الإغاثي على دخول المساعدات بمعدل 600 شاحنة يوميًا، إضافةً إلى إدخال معدات الدفاع المدني وصيانة البنية التحتية، و60 ألف كرفان، و200 ألف خيمة، لاستيعاب النازحين في غزة، على أن تتضمن المساعدات مواد إغاثية وطبية ومعدات إنسانية.

ووصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن جريفيث، عملية إدخال الشاحنات والمعدات والمساعدات بأنها "مستحيلة من جميع النواحي العملية. الشاحنات التي تحمل المساعدات يجب أن تمر عبر ثلاث مراحل من التفتيش قبل أن تتمكن من دخول القطاع، قائمة العناصر المرفوضة آخذة في التزايد".

وبحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، دخل ما معدله 95 شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة بين 10 أكتوبر و1 فبراير. ويعتمد نحو مليوني شخص من سكان غزة الآن على مساعدات الأمم المتحدة. وقالت جولييت توما، مديرة التواصل في وكالة الأونروا، لشبكة "سي إن إن": إن العملية الإنسانية وتسليم الشاحنات لا تزال مرهقة ومعقدة بشكل غير ضروري.

ويقدّر مسئول في السلطة الفلسطينية احتياجات الفلسطينيين الفورية العاجلة بنحو 6.5 مليار دولار، لتوفير المساكن المؤقتة لأكثر من مليوني شخص في غزة. ويؤكد الكاتب والمحلل الإسرائيلي، نعوم أمير، في تصريحات صحفية، أن هناك نحو 60 ألف كرفان تنتظر السماح بالدخول إلى غزة، فيما تمنع إسرائيل دخول الكرفانات والآليات الهندسية في إطار سياسة الابتزاز التي تمارسها ضد القطاع.

ذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن الطوابير الطويلة للتفتيش أدت إلى اختناقات عند معبر رفح، مشيرًا إلى أن من بين المواد التي تعتبرها إسرائيل "ذات استخدام مزدوج" مولدات الطاقة، والعكازات، ومستلزمات المستشفيات الميدانية، وخزانات المياه القابلة للنفخ، وصناديق خشبية لألعاب الأطفال، وربما الأمر الأكثر إحباطًا، 600 خزان أكسجين.

كانت هيئة البث الإسرائيلية قد نقلت عن الحكومة الإسرائيلية قرارها بعدم السماح بإدخال المنازل المتنقلة والآليات الهندسية إلى غزة، وذلك بعد مشاورات مكثفة داخل حكومة بنيامين نتنياهو، رغم أن السماح بإدخال تلك المعدات يأتي ضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع حركة حماس عبر وسطاء، وذلك ضمن سياسة التصعيد التي تمارسها إسرائيل ضد قطاع غزة.

ومن المتوقع أن تتعرض عمليات الإغاثة لمزيد من العراقيل، بعد أن أوقفت الولايات المتحدة وغيرها من كبار المانحين تمويل الأونروا، الوكالة الرئيسية المسؤولة عن توزيع المساعدات في غزة. وجاء قرار سحب التمويل استنادًا إلى مزاعم إسرائيلية بأن بعض موظفيها متورطون في هجمات حماس.

وتفرض إسرائيل حصارًا على قطاع غزة منذ 17 عامًا، وبعد بدء الحرب الأخيرة أغلقت معبري إيريز وكرم أبو سالم لعدة أسابيع. وفي 21 أكتوبر الماضي، بدأ معبر رفح بالسماح بتدفق المساعدات، وفي منتصف ديسمبر، بدأت إسرائيل عمليات تفتيش أمنية على المساعدات المقدمة لغزة.

وانتقدت مصر هذا الإجراء، ووصفته بأنه يعيق وصول المساعدات، بينما تحجّجت إسرائيل بأن هذه المعدات ذات استخدام مزدوج، وقد تخدم الاحتياجات العسكرية لحماس.

ومنذ العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، دمّرت قوات الاحتلال 34 مستشفى من أصل 38، ولم يتبقَّ سوى مستشفيات تعمل بقدرات محدودة للغاية وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، كما أخرجت 80 مركزًا صحيًا من الخدمة بشكل كامل، ودمّرت نحو 162 مؤسسة طبية أخرى.

وحذّر مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سليمة، من استمرار تعطيل إسرائيل للبروتوكول الإنساني، مؤكدًا أن الاحتلال أوقف القتل المباشر، لكنه لا يزال يمارس القتل غير المباشر، من خلال منع إدخال محطات الأكسجين إلى مستشفيات قطاع غزة وشمالها، رغم أنها مشمولة بالبروتوكول الإنساني.

وأضاف أن كثيرًا من المرضى في العناية المركزة، والأطفال الخُدّج، يموتون بسبب نقص أسطوانات الأكسجين، مشيرًا إلى أن هناك محطة واحدة فقط لتعبئة أسطوانات الأكسجين بالكاد تعمل. كما أوضح أن شمال القطاع يضم فقط 3 أسرّة للعناية المركزة و20 جهاز غسيل كلوي، رغم عودة مئات الآلاف من النازحين من محافظات الجنوب إلى الشمال.

وأضاف أن المستشفيات فقدت نحو 40% من مرضى الكلى بسبب نقص المستلزمات الطبية، وتعاني من نقص حاد في الأكسجين، إذ تم تدمير 10 محطات تعبئة بالكامل، كانت تلبي احتياجات الأكسجين في العمليات الجراحية، والعناية المركزة، والطوارئ، وحضانات الأطفال.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: اسرائيل انعدام الأمن الغذائي الكارثة الإنسانية 600 شاحنة مساعدات منع المساعدات الدمار الواسع الا سرائیلی الا نسانیة قطاع غزة ا سرائیل ا نسانیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ليبرمان يكشف تسليح حكومة نتنياهو لـميليشيات إجرامية في غزة تنهب المساعدات

كشف وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، أن تل أبيب زودت "ميليشيات إجرامية" في قطاع غزة بأسلحة، وسط حديث تقارير إعلامية إسرائيلية عن ظهور "مجموعات إجرامية مسلحة" بغزة تعمل بحماية جيش الاحتلال وتهاجم الفلسطينيين.

وقال ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض، لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن "إسرائيل نقلت بنادق هجومية وأسلحة خفيفة إلى مليشيات إجرامية في غزة"، مضيفا أن أن هذه الخطوة تمت "بأوامر من نتنياهو".

وتابع: "في رأيي، لم يُوافق مجلس الوزراء على نقل الأسلحة، لكن رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) كان يعلم.. لكنني لست متأكدًا من أن رئيس أركان الجيش كان يعلم، نحن نتحدث عن ما يُعادل (تنظيم) داعش (الإرهابي) في غزة"، على حد قوله.


وحذر ليبرمان حذر من أنه "لا أحد يضمن عدم توجيه هذه الأسلحة إلى إسرائيل. ليس لدينا أي وسيلة للمراقبة أو التتبع".

ورفض "الشاباك" التعقيب على تصريحات ليبرمان، وفق هيئة البث، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
وفي أكثر من مناسبة، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن "عصابات مسلحة" مدعومة من "إسرائيل" تنهب المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تدخل غزة، في ظل حصار إسرائيلي خانق.

ومنذ 22 أيار/ مايو، سمحت "إسرائيل" فقط بإدخال عشرات من شاحنات محملة بمساعدات، بينما تحتاج عزة يوميا لـ500 شاحنة مساعدات إغاثية وطبية وغذائية عاجلة، و50 شاحنة وقود كحد أدنى منقذ للحياة، وفق المكتب الإعلامي.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة، بدأت "إسرائيل" في 27 أيار/ مايو تنفيذ مخطط لتوزيع "مساعدات إنسانية" عبر "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أمريكيا وإسرائيليا، ويقول فلسطينيون إن المخطط يستهدف تهجيرهم من شمال القطاع إلى جنوبه.


والثلاثاء، أعلن المكتب الإعلامي بغزة ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين استهدفهم الجيش الإسرائيلي قرب مراكز توزيع ما تُسمى "مساعدات" بالجنوب إلى 102 شهيد و490 مصابا خلال 8 أيام.

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ترتكب "إسرائيل" إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 180 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

ومنذ 18 عاما تحاصر "إسرائيل" غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

مقالات مشابهة

  • 11 شهيدا وعشرات المصابين في قصف إسرائيلي وإطلاق نار قرب مركز مساعدات في غزة
  • قتلى وجرحى بين فلسطينيين حاولوا الحصول على مساعدات بغزة
  • الأمم المتحدة: عمليات القتل بمراكز مساعدات غزة ليست عرضاً
  • مؤسسة غزة الإنسانية أوقفت توزيع أي مساعدات بزعم تهديدات من حماس والحركة ترد
  • في وداع الأحبّة.. شاب جريح يودّع والدته التي قتلها رصاص إسرائيلي قرب نقطة مساعدات
  •  بين الرصاص والجوع.. غزة تنزف قتلى وسط حصار خانق وتصعيد عسكري
  • ليبرمان يكشف تسليح حكومة نتنياهو لـميليشيات إجرامية في غزة تنهب المساعدات
  • بالصور: دخول قافلة مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة ضمن "الفارس الشهم 3"
  • دخول قافلة مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة محملة بـ 1039 طناً ضمن «الفارس الشهم 3»
  • دخول قافلة مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة محملة بـ 1039 طناً