الذكاء الاصطناعي يكتشف تشوهات الدماغ غير المرئية
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
طور العلماء أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تكتشف 64% من تشوهات الدماغ المرتبطة بالصرع والتي لا يكتشفها الأطباء أخصائيو الأشعة.
يقول الباحثون إن أداة "MELD Graph" للذكاء الاصطناعي يمكن أن تغير، بشكل جذري، الرعاية المقدمة لنحو 4 ملايين مريض مصابين بهذا المرض في جميع أنحاء العالم، وفقا لموقع "ميدكال إكسبرس".
أظهرت الدراسة، التي أجراها فريق من بريطانيا، كيف تحسِّن الأداة بشكل كبير اكتشاف خلل التنسج القشري البؤري، وهو السبب الرئيسي للصرع.
يقول الباحثون إن الأداة ستسرِّع مدة تشخيص المرض، وتزود المرضى بالعلاج الجراحي الذي يحتاجونه بشكل أسرع، وتقلل التكاليف التي تتحملها هيئات الرعاية الصحية.
تعد اضطرابات خلل التنسج القشري البؤري سببًا بنيويًا شائعًا للصرع. ولدى الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الصرع، لا يمكن عادةً السيطرة على النوبات باستخدام الأدوية. ويمكن أن تكون الجراحة لإزالة الآفة وسيلة فعالة وآمنة.
إلا أن التحدي يكمن في أن التنسج القشري البؤري يمكن أن يكون خفيا ويصعب رؤيته بالعين البشرية، وما يصل إلى نصف هذه الآفات لا يلاحظها أطباء الأشعة. ويعني تأخر التشخيص والجراحة المزيد من النوبات، والمزيد من الزيارات إلى قسم الطوارئ والمزيد من التعطيل في المدرسة والعمل والحياة المنزلية.
قام الباحثون، لأغراض الدراسة، بتجميع بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي من 1185 مشاركا، بما في ذلك 703 أشخاص يعانون من التنسج القشري البؤري و482 شخصًا من مجموعة التحكم، من 23 مركزا للصرع حول العالم في مشروع اكتشاف آفات الصرع متعدد المراكز. وكان نصف مجموعة البيانات من الأطفال. ثم درب الباحثون أداة الذكاء الاصطناعي، MELD Graph، لاكتشاف هذه التشوهات الدماغية الدقيقة التي قد لا يكتشفها أطباء الأشعة المتخصصين.
قال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور كونراد واجستيل، من جامعة كينجز كوليدج في لندن "أخصائيو الأشعة حاليًا غارقون في الصور التي يتعين عليهم مراجعتها. إن استخدام أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل MELD Graph يمكن أن يدعمهم في قراراتهم، مما يجعل الخدمات الصحية أكثر كفاءة، ويسرع وقت علاج المرضى ويريحهم من الاختبارات والإجراءات غير الضرورية والمكلفة".
وقال المؤلف المشارك الدكتور لوكا بالما، من مستشفى "بامبينو جيسو" للأطفال في إيطاليا: "لقد حدد MELD Graph آفة خفية لم يلاحظها العديد من أطباء الأشعة لدى صبي يبلغ من العمر 12 عامًا كان يعاني من نوبات صرع يومية وقد جرب تسعة أدوية مضادة للنوبات دون أي تحسن لحالته".
وأضاف "يمكن لهذه الأداة تحديد المرضى الذين يعانون من الصرع القابل للجراحة والمساعدة في التخطيط للعملية الجراحية مما يقلل المخاطر، ويوفر المال، ويحسن النتائج".
ولا تزال الأداة غير متاحة سريريًا. ورغم ذلك، بدأ الباحثون يدربون الأطباء والباحثين في جميع أنحاء العالم، على كيفية استخدام هذه الأداة.
وقالت المؤلفة الأولى للدراسة، الدكتورة ماتيلد ريبارت من كلية لندن الجامعية "أحد أبرز الأمور بالنسبة لي هو الاستماع إلى الأطباء في جميع أنحاء العالم الذين تمكنوا من استخدام أدواتنا لمساعدة مرضاهم".
وقالت البروفيسورة هيلين كروس، المؤلفة المشاركة في الدراسة، ورئيسة الرابطة الدولية لمكافحة الصرع "مر العديد من الأطفال الذين أراهم بسنوات من النوبات والفحوصات قبل أن نكتشف السبب"، مضيفة "يبحث مجتمع الصرع عن طرق لتسريع التشخيص والعلاج. إن المبادرات مثل هذه الأداة لديها القدرة على التعرف بسرعة على التشوهات التي يمكن إزالتها وربما علاج الصرع".
مصطفى أوفى (أبوظبي) أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الدماغ الصرع یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يحوّل أوامر صوتية إلى أشياء واقعية
طوّر باحثون نظامًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي والروبوتات، لتحويل الكلام إلى أشياء واقعية مثل الأثاث.
باستخدام نظام تحويل الكلام إلى واقع، يُمكن لذراع روبوتية مُثبتة على طاولة استقبال طلبات صوتية من شخص، مثل "أريد كرسيًا بسيطًا"، ثم بناء هذه الأشياء من مكونات معيارية.
حتى الآن، استخدم الباحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا هذا النظام لإنشاء كراسي، ورفوف، وطاولة صغيرة، وحتى قطع ديكورية مثل تمثال كلب.
يقول ألكسندر هتيت كياو، طالب دراسات عليا في المعهد وزميل أكاديمية مورنينغسايد للتصميم "نربط معالجة اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد، والتجميع الروبوتي". ويضيف "هذه مجالات بحثية تتطور بسرعة لم يسبق أن جُمعت بطريقة تتيح صنع أشياء مادية بمجرد توجيه صوتي بسيط".
بدأت الفكرة عندما التحق كياو، طالب دراسات عليا في أقسام الهندسة المعمارية والهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب، بدورة بعنوان "كيفية صنع أي شيء تقريبًا".
في تلك الدورة، بنى كياو نظام تحويل الكلام إلى واقع. واصل العمل على المشروع في مركز تابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالتعاون مع طالبي دراسات عليا.
يبدأ نظام تحويل الكلام إلى واقع بميزة التعرف على الكلام التي تُعالج طلب المستخدم باستخدام نموذج لغوي كبير، يليه الذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد الذي يُنشئ تمثيلًا شبكيًا رقميًا للجسم، وخوارزمية تُحلل هذه الشبكة ثلاثية الأبعاد إلى مكونات تجميع.
بعد ذلك، تُعدّل المعالجة الهندسية التجميع المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي، ويتبع ذلك إنشاء تسلسل تجميع مُجدٍ وتخطيط مسار آلي للذراع الروبوتية لتجميع الأجسام المادية بناءً على توجيهات المستخدم.
من خلال الاستفادة من اللغة الطبيعية، يُسهّل النظام عملية التصميم والتصنيع للأشخاص الذين لا يمتلكون خبرة في النمذجة ثلاثية الأبعاد أو برمجة الروبوتات. وعلى عكس الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي قد تستغرق ساعات أو أيامًا، يُبنى هذا النظام في دقائق.
أخبار ذات صلةيقول كياو "يُمثّل هذا المشروع واجهة بين البشر والذكاء الاصطناعي والروبوتات للتعاون في إنتاج أشياء من حولنا. تخيل أنك تقول: أريد كرسيًا. وفي غضون خمس دقائق، يظهر أمامك كرسي حقيقي".
يخطط الفريق فورًا لتحسين قدرة الأثاث على تحمل الوزن من خلال تغيير طريقة ربط المكعبات من المغناطيس إلى وصلات أكثر متانة.
تقول ميانا سميث، التي شاركت في المشروع "طورنا أيضًا خطوط أنابيب لتحويل هياكل فوكسل إلى تسلسلات تجميع عملية للروبوتات المتنقلة الصغيرة الموزعة، مما قد يساعد في تطبيق هذا العمل على هياكل بأي حجم".
الغرض من استخدام المكونات المعيارية هو تقليل الهدر الناتج عن صنع الأشياء المادية عن طريق تفكيكها ثم إعادة تجميعها إلى شيء مختلف، على سبيل المثال تحويل أريكة إلى سرير عندما لا تعود بحاجة إليها.
بما أن كياو يتمتع أيضًا بخبرة في استخدام تقنية التعرف على الإيماءات والواقع المعزز للتفاعل مع الروبوتات في عملية التصنيع، فإنه يعمل حاليًا على دمج كل من التحكم الصوتي والإيمائي في نظام تحويل الكلام إلى واقع.
يقول كياو "أريد أن أزيد من فرص الناس في صنع الأشياء المادية بطريقة سريعة وميسرة ومستدامة. أعمل نحو مستقبل يكون فيه جوهر المادة تحت سيطرتك تمامًا، حيث يمكن توليد الواقع عند الطلب".
قدّم الفريق بحثه بعنوان "تحويل الكلام إلى واقع: إنتاج عند الطلب باستخدام اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد، والتجميع الروبوتي المنفصل" في ندوة جمعية آلات الحوسبة حول التصنيع الحاسوبي التي عُقدت في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في نوفمبر الماضي.
مصطفى أوفى (أبوظبي)