كتاب يوثق الفنون العمانية التقليدية في جزئين
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
أصدر المجلس الأدبي للشعر والموروث الشعبي كتاب بعنوان "مسيرة المجلس" مكون من جزئين منفصلين توثيقاً للفنون العمانية التقليدية، وذلك في إطار الجهود المبذولة من قبل المجلس للحفاظ على التراث الثقافي العماني ونقله للأجيال القادمة بأسلوب يعكس أصالتها وعمقها التاريخي، كما يهدف هذا المشروع إلى تسليط الضوء على الفنون الشعبية العمانية، بما في ذلك فن الرزحة والمحاورات الشعرية، وتوثيق خصائصها وأنماطها وأصولها، مع التركيز على المساجلات الشعرية التي كانت تجري بين الشعراء.
حيث تضمن الإصدار الأول نبذة تعريفية عن فكرة إنشاء المجلس، إضافة إلى شرح للبرامج التي سبقت الإشهار ومرحلة التدشين، كما يحتوي على مجموعة من المساجلات الشعرية والموروثات الشعبية التي سجلها أعضاء المجلس والمشاركون في مختلف الفنون العمانية المغناة، والتي تعكس المناسبات والأحداث الوطنية والاجتماعية.
أما الإصدار الثاني، جاء لتوثيق خصائص وأنماط بعض الفنون الشعبية، مثل الرزحة والعازي والزفين بشقيه "الزفين بالسيف" و"زفين الهيوس"، إضافة إلى فنون الميدان والتنجيلية والنيروز والحيلوه والغفان والتشحشح وأبو زلف وأمبم والحمبورة والطمبورة والشاروت والروغ، كما تناول هذا الإصدار شرحًا لمفردات المحاورات التي تدور بين الشعراء على ساحة الميدان، سواء الارتجالية منها أو تلك التي تتم بالمراسلة.
وتأتي هذه الإصدارات لتكون مرجع شامل للهواة والمهتمين بالفنون العمانية، خاصة أولئك الذين يفتقدون إلى الفهم العميق لصياغة الشعر الشعبي ومقاصد الشعراء الشعبيين، وفهم المفردات المستخدمة في مختلف البيئات العمانية، سواء الحضرية أو البدوية أو الجبلية أو البحرية، ويعد توثيق المساجلات والمحاورات الشعرية إضافة نوعية لهذه الإصدارات، إذ يسعى المجلس من خلالها إلى شرح وتحليل الكلمات والتراكيب الشعرية، مما يسهم في تسهيل فهم الشعر وتحليل أبعاده الفنية والثقافية، وتشجيع المواهب الناشئة على المشاركة في هذا الفن العريق من خلال فهم أصوله وقواعده.
كما تتناول الإصدارات جانبًا جديدًا من تطور المساجلات الشعرية، حيث تم توثيق تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تطبيق "واتساب"، على هذا الفن، حيث أصبح بالإمكان إقامة محاورات شعرية بين الشعراء عن بُعد، مما يساهم في توثيق المناسبات الوطنية والاجتماعية بشكل فوري.
وأعرب خميس بن جمعة المويتي رئيس المجلس الأدبي للشعر والموروث الشعبي، ، عن سعادته الكبيرة بصدور إصدارات المجلس، مؤكداً أن رؤية الجهد المبذول يتحول إلى كتاب ملموس بين الأيدي يعد لحظة فخر واعتزاز، خاصة أنه ثمرة عمل مشترك بين أعضاء المجلس وزملائه الذين ساهموا في إنجازه.
وأوضح المويتي أن المجلس حصل على التصريح الرسمي من وزارة الثقافة والرياضة والشباب بتاريخ 11 ديسمبر 2022، ومنذ تلك اللحظة بدأ العمل المكثف كخلية نحل لجمع المعلومات والالتقاء بالرواة والباحثين والممارسين للفنون الشعبية العمانية، مؤكداً إلى أن هناك خطة طموحة لإصدار كتاب جديد كل عام.
و اوضح ربيع بن ملاح الهديفي نائب رئيس المجلس أن موضوع شرح الأشعار أياً كان نوعها ليس بالأمر الهين أو البسيط أبداً بل هو أمر محتاج إلى صبر و مثابرة وعزيمة وشيء من المعرفة المسبقة وشيء من اللغة والدراية بالكتابة وبالطباعة وسعة البال وتنوع المصادر والوقت الكاف والتمهل والمعارف المتنوّعة ، كل ذلك حتى يتمكن الشارح من تنفيذ مهمته، كما ان عليه أن يراعي مستويات القراء صعوداً ونزولاً من حيث مستويات مداركهم وعلمهم وثقافتهم وأن يُطعم شرحه بمفردات عمانية دارجة تتماشى مع سياق أبيات شعر الفن الذي يقوم بشرحه و ذلك من أجل أن يقترب من حقيقة ما كان الشاعر يضمره في قلبه و ترجمه أو كتبه في شعره حتى يقترب الشارح من توصيل المعلومات الكاملة ولو بشيء تقريبي للقارئ.
وأكد عبدالله بن محمد النعماني، عضو المجلس الأدبي للشعر والموروث الشعبي، أن إصدار المجلس للكتابين يأتي في إطار توثيق الفنون الشعبية الغنية التي تزخر بها سلطنة عمان، والحفاظ على هذا الإرث الثقافي وتعريف الأجيال القادمة به، وأوضح أن الكتابين يتضمنان شروحات تفصيلية حول هذه الفنون، وأساليب أدائها، وأصولها التاريخية، مما يجعلهما مصدراً قيّماً للباحثين والمهتمين بالفنون الشعبية، ومرجعاً موثوقاً يتيح للقارئ التعرف على مختلف الفنون التي تُمارس في مختلف محافظات السلطنة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الفنون الشعبیة
إقرأ أيضاً:
بيت الحرفيين في جازان يُعيد الحِرف التقليدية إلى الواجهة
أعاد بيت الحرفيين بمنطقة جازان، الوهج لعددٍ من الحرف اليدوية التقليدية التي كادت أن تتوارى خلف تقنيات الحياة محافظًا، على ثروة ثقافية تمتلكها المنطقة، وذلك ضمن سعي هيئة التراث لتطوير قدرات الحرفيين والحرفيات السعوديين، عن طريق تدريبهم بكيفية إبراز جمال الحرف اليدوية السعودية مع المحافظة على أصالة الحِرف نفسها.
والتحق 30 حرفيًّا وحرفية، بالبرنامج الذي يستمر عامًا، في بيئة مثالية صُممت خصيصًا لتعيدهم إلى الحرف اليدوية المرتبطة بتراث المنطقة وبيئتها الثقافية عبر ثلاث حِرف هي "صناعة القعايد، وحياكة الطواقي، ومشغولات الصدف البحرية".
ويسعى البرنامج لإعادة حِرفة صناعة "القعايد" إلى الواجهة، والمحافظة على أهميتها حين كانت ركنًا أساسيًّا من البيت القديم في جازان كسرير أو كرسي، حيث يشارك مُدربون متخصصون في تدريب الشباب والفتيات للمحافظة على المهنة باستخدام سعف النخيل أو الدوم للربط بطرق فنية، تُحاكي الحرفيين الأوائل، ومساعدتهم لابتكار تصاميم احترافية تتعدى الشكل التقليدي إلى أشكال خشبية وهندسية ترتقي إلى المواصفات التجارية الحديثة التي تواكب متطلبات السوق، والمنتجات التراثية النوعية، وتكون جديرة بالاقتناء.
وتبرز حياكة الطواقي الرجالية في أحد أركان بيت الحرفيين، حيث ظلّت واحدة من أشهر الحرف اليدوية النسائية بمنطقة جازان، وتجد المتدربات فرصة لتعلّم فن الصنعة من أيادي مدربات بارعات، وذلك بالتدريب على استخدام الإبرة والخيط الأبيض بمهارة وزخرفتها بنقوش متنوعة، والعمل كذلك على ابتكار منتجات جديدة توائم الاحتياجات وتحافظ على هوية المهنة من الاندثار.
وتُشارك عدد من المتدربات في حِرفة المشغولات الصدفية، حيث يتدربن على أيدي متخصصات على استخدام القواقع والأصداف البحرية لتحويلها إلى أعمال فنية مميزة من أساور وأطواق وأدوات للزينة، وكذلك حقائب وأشكال فنية ومجسمات تبرز الهوية البحرية، فيما يقدمن أيضًا منتجات مبتكرة تحافظ على الجمال الطبيعي للقواقع والأصداف البحرية وتمنحها لمسات عصرية.
ويقدم بيت الحرفيين بجازان منظومة متكاملة من الورش التدريبة والتعليمية المكثفة تساعد المتدربين والمتدربات على إتقان الحرف اليدوية بتقاليدها المجتمعية الأصيلة، ومن ثم الوصول إلى التصاميم الحرفية عبر الورش المساندة في ريادة الأعمال والابتكار وحلول التغليف والتسويق، بالإضافة إلى توفير ورش إنتاج ومنصة لعرض وبيع المنتجات الحرفية التي ينتجها الحرفيون والحرفيات.
ويهدف البيت إلى تمكين شباب وشابات المنطقة من تطوير مهاراتهم في مجال الحرف اليدوية التقليدية ضمن القطاع التراثي، حيث يُعد نموذجًا متكاملًا لتعليم وتدريب الحرف اليدوية التي تشتهر بها المنطقة، مما يسهم في نقل المعرفة للأجيال القادمة، فيما تواكب تلك الجهود "عام الحرف اليدوية 2025"، حيث يشهد قطاع الحرف اليدوية حراكًا ثقافيًا، سعيًا لترسيخ مكانة الحرف اليدوية محليًا وعالميًا بوصفها تراثًا ثقافيًا، وركيزة من ركائز الهوية السعودية.
جازانالحرف اليدويةبيت الحرفيينقد يعجبك أيضاًNo stories found.