يحمل شهر رمضان المبارك في اليمن روحا مميزة لا تكاد توجد في أي بلد آخر، ورغم قسوة ظروف حصار العدوان للعام العاشر فإن أهل اليمن ما زالوا قادرين على الاحتفال ونشر طقوس البهجة وأهازيج الخير والبركة في ليالي رمضان وأمسياته، حيث تتنوع مظاهر استقبال شهر رمضان في أيام شهر شعبان والتي تدل على تمسك اليمنيين بالهوية الإيمانية وتقديس هذا الشهر الكريم، وفي الوقت ذاته تبرز بعض الظواهر والسلوكيات التي تزعج المواطنين وتقلل الفرحة بهذا الشهر الكريم.


من خلال هذا التقرير نرصد أهم العادات والتقاليد اليمنية المتوارثة في استقبال الشهر الكريم كما ننقل أراء مواطنين عن الطواهر المزعجة عند استقبال شهر رمضان المبارك

الثورة / أحمد السعيدي

تبدأ الاحتفالات والاستعدادات لشهر رمضان المبارك في اليمن منذ وقت مبكر، فمع بدايات شهر شعبان تحرص الأسر اليمنية على شراء مستلزمات الشهر الكريم، ويحرص أصحاب الأعمال الشاقة على الانتهاء منها قدر الإمكان قبل الشهر، كي لا يُرهقوا أثناء الصيام، ومع منتصف شعبان تُقام ليالي الشعبانية، حيث يحرص أغلب أهل اليمن على الصيام، والتجمع بعد الإفطار في حلقات لقراءة آيات القرآن الكريم، واستقبال شهر رمضان بالإنشاد: “الصلاة والسلام عليك يا سيد المرسلين، مرحبا بك مرحبا يا شهر رمضان، مرحبا بك يا شهر القرآن، مرحبا بك يا شهر المصابيح، مرحبا بك يا شهر الرحمات، مرحبا بك يا شهر التراويح، مرحبا بك يا شهر البركات”.
تراث ديني
تتميز اليمن بتراث ديني عريق، وتتعمق طقوس العبادة والتقرب إلى الله بروحانية عالية عند استقبال شهر رمضان المبارك كل عام, وبصورة عامة فإن المسلمين يتقربون إلى الله بالطاعات والعبادات خلال أيام الشهر الفضيل، في رمضان يقوم القائمون على المساجد بإعداد برنامجا لتلاوة وحفظ ومراجعة وتدبر القرآن أو أحد فروع تعلم أو تعليم القرآن، كما أن هناك بعض التجار والجمعيات من يعد قائمة بالأعمال لخدمة المجتمع وإفطار الصائم والتكافل الاجتماعي وغير ذلك لنيل الأجر العظيم، وأئمة المساجد يحثون الناس ويعظونهم لكيفية استغلال واستقبال الشهر، وهناك بعض الطقوس والعادات والتقاليد ربما اندثرت عند كثير من أئمة المساجد ولكنها حاضرة لدى الكثير وهي الترحيب برمضان بشكل أناشيد وأهازيج.
مبادرات الإحسان
كثيرة هي البرامج والمبادرات الرسمية والشعبية التي تساهم في التخفيف على المواطنين في هذا الشهر الكريم وعلى رأس هذه المبادرات هي مشاريع الهيئة العامة للزكاة لاستيفاء استحقاقات ركن من أركان الدين الإسلامي و تسخيره لفائدة السواد الأعظم من فقراء شعبنا اليمني والتي تتجاوز كل عام العشرة مليارات ريال ويستفيد منها 700 ألف مستفيد حسب إحصائيات العام الماضي وتتنوع المشاريع بين صرف زكاة الفطر ومساعدات “علاج ، غارمين ، زواج ، أخرى” ، ودعم المطابخ والأفران والوجبات الخيرية والسلات الغذائية والصرف للأسر العاجزة عن العمل ومعرض كسوة العيد ومشروع الزكاة العينية من المحاصيل النقدية، ومن هذه البرامج التي تقام في العاصمة صنعاء هي برنامج “إطعام” الذي يتكون من ثلاثة مشاريع رئيسية هي الأفران الخيرية، والسلة الغذائية الرمضانية، واللحوم العيدية والأضاحي، يستهدف البرنامج تخفيف معاناة حوالي 43 ألف أسرة/ 278 ألف مستفيد.
ظواهر سلبية
وهناك من يستقبل شهر رمضان الكريم بالكثير من الجشع كما يقول الحاج محمد سيق من مديرية معين حيث قال:” من الظواهر السلبية التي تأتي مع شهر رمضان المبارك هي ارتفاع الأسعار الجنوني فبعض التجار لا تردعه حرمة هذا الشهر الكريم فيقوم بالاحتكار ورفع الأسعار والتحكم بسعر السلع الغذائية التي تتضاعف مرتين لبعض السلع وتحاول وزارة الاقتصاد فرض رقابة على الأسواق والتجار لكنها للأسف لا تستطيع الوصول إلى كل تلك المخالفات التي ترهق كاهل المواطن في رمضان في ظل وضع اقتصادي صعب تعيشه البلاد منذ سنوات وهذا يستلزم انخفاض الأسعار وليس ارتفاعها، والبعض للأسف من أصحاب المحلات والسوبر ماركات يشتري السلعة في شعبان بسعرها الطبيعي ويبيعها في رمضان بسعر مضاعف كاذباً انه اشتراها في رمضان”
إحراق الإطارات
أما الأخت سما الشميري-مدرسة في مدرسة حكومية فتعتبر ظاهرة إحراق الإطارات من أسوأ السلوكيات التي يمارسها المجتمع في استقبال شهر رمضان المبارك والتي تدل على غياب الوعي بخطورة هذه الأعمال على القائمين عليه وعلى الأسر التي تحيط بتلك المناطق، الأخت الشميري ارجعت سبب خطورة هذه الظاهرة إلى الدخان الكثيف الذي يقتحم المنازل ويؤثر على الأطفال وكبار السن والمرضى بالتهابات رؤية بشكل خاص وعلى جميع المواطنين بشكل عام، وفي ذات السياق حذرت أمانة العاصمة صنعاء جميع المواطنين بمختلف شرائحهم، من مخاطر إحراق الإطارات في الأحياء والشوارع العامة، والتي عادةً ما تأتي ضمن طقوس طفولية لاستقبال شهر رمضان المبارك، وأكد المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين بالأمانة، محمد شرف الدين، أن إحراق الإطارات ظاهرة سلبية تتسبب في تلوث البيئة، والإضرار بصحة المجتمع وأهاب بالمواطنين التعاون مع الجهات المعنية لمنع هذه الظاهرة، ونشر التوعية المجتمعية بمخاطر إحراق الإطارات، وضرورة الحفاظ على بيئة العاصمة، حسب الوكالة.
الألعاب النارية
وبدوره قال الأخ سليم صالح- ناشط ثقافي -عن الظواهر السلبية التي يمارسها المجتمع في استقبال شهر رمضان المبارك: “كثيرة هي الظواهر السلبية التي يتوارثها المجتمع خلال استقبال شهر رمضان المبارك والتي تدل على جهل القائمين عليها حيث تقتحم حرية الآخرين وتصادر راحة بالهم مثل ظاهرة الألعاب النارية التي تستمر حتى مطلع الفجر وأيضاً “القريح” الذي يستمر الأطفال في اللعب فيه طيلة شهر رمضان ويقومون بإزعاج الناس وممارسة القراح تحت النوافذ في الأماكن التي تعمل صدى بل ان البعض يشجع أطفاله على ممارسة هذه الظاهرة الدخيلة ويقوم بنفسه بشراء القريح لهم ليلعبوا وهذا مفهوم سلبي عند البعض”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إعلان أسماء الفائزين في المسابقة السنوية لحفظ القرآن الكريم بمنطقة الجيزة الأزهرية

أعلنت إدارة شؤون القرآن الكريم بمنطقة الجيزة الأزهرية عن أسماء الفائزين في اختبارات التصفية المؤهلة للمسابقة السنوية لحفظ القرآن الكريم للعام الدراسي 2024/2025م، والتي تشمل جميع المسارات: المعاهد الأزهرية، مكاتب التحفيظ، والأروقة الأزهرية.

شاهد.. أحمد سعد يتلو القرآن من المسجد النبويرئيس جامعة الأزهر يهنئ حمادة خطاب لفوزه بمسابقة القرآن لحجاج بيت الله

وتقدم الشيخ أيمن عبود، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الجيزة الأزهرية، وأيمن جاويش، مدير عام الإدارة المركزية للمواد الثقافية ورعاية الطلاب، والشيخ مجدي الشريف، مدير إدارة شؤون القرآن الكريم بالمنطقة، بخالص التهنئة لجميع الفائزين، مشيدين بالإقبال الكبير على المسابقة هذا العام، وداعين لهم بمزيدٍ من التوفيق والسداد في رحاب القرآن الكريم.

وتهيب إدارة شؤون القرآن الكريم بأولياء الأمور بضرورة التوجه إلى مقر الإدارة التعليمية التابعة للطالب الناجح بعد إجازة العيد مباشرة لتقديم المستندات المطلوبة لصرف المكافآت المستحقة، والتي تشمل:
1. صورة واضحة من بطاقة الرقم القومي لولي الأمر، مدوّن عليها اسم المتسابق والمعهد التابع له.
2. في حالة كون الطالب من أحد مكاتب التحفيظ، يجب تدوين اسم الطالب واسم صاحب المكتب على بطاقة ولي الأمر، مع إرفاق صورة من بطاقة الرقم القومي لصاحب المكتب أيضًا.

وأكدت إدارة المنطقة، أنه لن يتم صرف أي مكافآت دون تقديم هذه المستندات، لذا يُرجى الإسراع في استكمال الإجراءات لضمان تكريم الفائزين بالشكل اللائق.

لمعرفة الأسماء كاملة من هنا

طباعة شارك القرآن الكريم منطقة الجيزة الأزهرية حفظ القرآن المعاهد الأزهرية مكاتب التحفيظ إجازة العيد

مقالات مشابهة

  • إعلان أسماء الفائزين في المسابقة السنوية لحفظ القرآن الكريم بمنطقة الجيزة الأزهرية
  • في رابع أيام عيد الأضحى المبارك.. «الشهر العقاري» تواصل تقديم خدماتها لـ المواطنين
  • طلبة يعودون إلى مسقط رأسهم في العيد..يكرّمون شيخهم الذي علمهم القرآن الكريم
  • مظاهر العيد في الثمانينيات.. إرث الماضي وامتداد للحاضر وتمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة
  • حكام الإمارات وأولياء العهود يواصلون استقبال المهنئين بعيد الأضحى المبارك
  • ماذا بعد العيد ونفحاته الإيمانية..؟
  • حمد الشرقي يواصل استقبال المهنئين بعيد الأضحى المبارك
  • تشكيل الهوية في العمل الأدبي
  • حاكم الشارقة يواصل استقبال المهنئين بعيد الأضحى المبارك
  • سلطان يواصل استقبال المهنئين بعيد الأضحى المبارك في قصر البديع العامر