سودانايل:
2025-07-01@15:13:50 GMT

نهاية حزب عظيم

تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT

حزب الأمة في نسخته الأخيرة صار شركة خاصة بالصادق المهدي وعائلته، ومن لم ترضى عنه العائلة من عضوية الحزب خرج طائعاً أو أخرج عنوةً، ومن يطمح للمزيد حسب جهده التنظيمي، يكون من المغضوبين عليهم ويضطر للمغادرة غير مأسوف عليه، والحديث عن التجديد جريمة لا تتسامح معها العائلة، ولا تتورع في استخدام أبشع الوسائل لعقاب من يجرؤ على ذلك، مثلما جرى للدكتور الوليد آدم مادبو ابن قطب الحزب المهندس آدم مادبو – وزير الدفاع الأسبق، كان من المتوقع أن يصل الحزب لما وصل إليه من نهاية محتومة، بحسبان أنه حزب الصادق المهدي، وحتى ليس بحزب لآل المهدي، لأن الصادق جرّد أعمامه وأبناء عمومته من أي زخم يدنيهم من إرث جدهم الأكبر – الإمام محمد احمد المهدي، لم تنتبه العائلة لعلامات قيام ساعة دنيا ملكهم، ألا وهي حقيقة انهيار الحزب ليصبح شتات تذروه الرياح، لقد رصدنا بيانات شجب وإدانة صادرة من أمانات وحواضن الحزب الاجتماعية بكردفان ودارفور، بعد الحماقة التي ارتكبها أبناء الصادق بحق رئيس الحزب، الذي يجب عليه أن لا يتجاوز الخطوط الحمراء المرسومة، وهي أن يكون مجرد دمية تأتمر بأمرهم، الأمر الذي لم يلتزم به ومارس صلاحياته كما ينبغي، ما أثار غضب أصحاب الملك الحر، الورثة، من أمراء وأميرات ورثوا وورثن أمجاد الثورة المهدية الجامعة بأركانها الثلاثة – محمد وعبد الله وعثمان، ولم ينتبه أحد منهم لأن هنالك ورثة آخرون خرجوا من صلبي عبد الله تورشين وعثمان دقنه، يستحقون الإمارة إذا كان شرف الملك يوجب الانتساب لمن أشعل الثورة وأسس الدولة، ولولا القطبان (تورشين ودقنه) لما انطلق الحراك الذي حرر الأوطان، وما كان لابن صانع المراكب أن يصنع السودان.


من لا يتعلم من صروف الدهر سيلقنه الزمان درساً بليغاً، لم يكن حزب الأمة الوحيد الذاهب إلى زوال، إنّ سيرورة التاريخ عصفت بكل قديم – الكيزان والاتحاديين والشيوعيين والبعثيين، فكل ديناصور قديم متقوقع متحجر لا يرجى منه، وإلّا لكسبنا من زماننا الذي راح هباءً منثورا دولة المؤسسات والأحزاب الديمقراطية، وما كان لأعمارنا أن تضيع بين غدو ورواح، من وإلى بيوتات الكهنوت الطائفي والهوس الديني والعطب الماركسي، إنّ تسونامي التغيير الذي اجتاح البلاد ليس خاصاَ بكنس حكومة الحركة الإسلامية وحدها، بل كنس رصفاء الإسلام السياسي والطائفية واليسار المتواطئ، وصدق قرنق في ثمانينيات القرن الفائت وهو يبث حديثه الثوري الساخر، عبر أثير إذاعة الجيش الشعبي لتحرير السودان، وهو يقول (أن حكومات السودان المتعاقبة مثلها كمثل القميص البالي والقديم المهترئ الذي تناوب على ارتدائه أكثر من شخص)، وكذلك هو الحال بالنسبة للأحزاب العائلية من اتحادي وامة، وحتى اليسار ضربت مركزيات أحزابه ظاهرة الاستحواذ العائلي، مثل سطوة آل سيد احمد وآل سوار الدهب وآل السنهوري، على حزبي البعث والشيوعي، فنرجسية الصادق قزّمت الكيان، ومركزية الطرح جعلته رئيساً مدى الحياة، إذ لم يتعرض دستور الحزب لما يجب فعله بعد وفاة الرئيس، لذلك عندما رحل ذهب معه الحزب، فكل مراقب حصيف لمراحل الصراع الذي بدأ في ستينيات القرن الماضي، بين الصادق وعمه، يعلم أن اختطاف الحزب تم منذ ذلك الحين، أمام بصر العضوية التي صمتت وبصمت بالعشرة، ويكفي تعريفاً بالصادق المهدي رئيس "الحزب الأمة"، شهادة الأديب المحامي رئيس وزراء السودان الأسبق المحجوب، في سفره المعلوم "الديمقراطية في الميزان".
كتب المحجوب: (برزت خلافاتي مع الصادق المهدي في الاشهر الأولى لعام 1966م. فذات مساء جاء بعض افراد عائلة المهدي الى منزلي طالبين مني الاستقالة من منصب رئيس الوزراء حتى يصبح الصادق المهدي الذي بلغ ثلاثين عاماً حينها رئيسا للوزراء.. وكان جوابي هو أن هذا الطلب غريب.! فالصادق لا يزال فتياً، والمستقبل أمامه.. وفي وسعه ان ينتظر، وليس من مصلحته او مصلحة الحزب والوطن ان يصبح رئيسا للوزراء الآن.!! بيد انهم أصروا فتصلبت وساندني الحزب، ثم طلبت مقابلة السيد الصادق من اجل اصلاح الضرر، واجتمعنا وابلغته انني مستعد للاستقالة ومنحه الفرصة ليصبح رئيساً للحكومة لو لم يكن السودان في خطر.. وذكّرته بأنه سيتعامل مع السياسي الحاذق رئيس مجلس السيادة الزعيم اسماعيل الازهري الذي يستطيع ان يلوي ذراع اي شخص.. وليت الصادق رد عليَّ قائلا: انني مخطئ.. بل قال: «انني اعرف ذلك ولكنني اتخذت موقفاً ولن اتزحزح عنه».! وكان تعليقي هو «إنني مقتنع الآن أكثر من اي وقت مضى بأنك لا تصلح لرئاسة الوزارة). ها قد شهد شاهد وعَلَمٌ بارز على الخلل البنيوي الذي عصف بالحزب منذ ستة عقود، وبيّن الخطأ الاستراتيجي من تولي الصادق المهدي زمام الأمر، الذي بعد أن رحل عن الفانية، خلفه ورثة يتطابقون معه في الحمض النووي المكرس للنرجسية والأحادية والسيطرة، فقطّعوا أوصال الحزب، أحدهم ذهب مع جيش الحركة الإسلامية، والآخر انخرط مع الحراك المدني "تقدم" – "صمود"، والأميرات تفرغن للهجوم على كل من تسول له نفسه المساس بالإرث العائلي، كما جرى أخيراً من هجوم كاسح على العم فضل الله برمة ناصر.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الصادق المهدی

إقرأ أيضاً:

رئيس المصريين الأحرار: الاستعداد للانتخابات البرلمانية جزء من إستراتيجية الحزب

أكد الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، أن استعداد الحزب للانتخابات البرلمانية المقبلة لم يكن مجرد تحرك طارئ أو استجابة للحظة، بل يأتي في إطار استراتيجية تنظيمية وسياسية بدأ الحزب تنفيذها منذ فترة، تقوم على التنظيم الجيد وقراءة الواقع السياسي بدقة، وليس الاكتفاء بالشعارات أو الحضور الموسمي.

وأوضح "خليل" في حوار لـ صدي البلد أن الحزب أجرى خلال الأشهر الماضية مراجعة شاملة لهياكله التنظيمية في المحافظات، وبدأ في إعداد كوادره وتقييم من ينوي الترشح وفقًا لمعايير الكفاءة والقدرة على تمثيل المواطنين والدفاع عن قضاياهم تحت قبة البرلمان.

وأضاف أن الحزب وضع برنامجًا تشريعيًا ورقابيًا يعكس التحديات الفعلية التي تواجه المواطن، ويتسق مع توجهات الدولة نحو بناء جمهورية جديدة.

رئيس المصريين الأحرار لـ صدى البلد: 30 يونيو أعظم ثورة في التاريخ الحديث.. ونتأهب للانتخابات بتحالفات غير سياسيةحزب المصريين الأحرار: نرفض قانون الإيجار القديم المُعدل حفاظًا على السلم الاجتماعيالمصريين الأحرار: تسلم مصر رئاسة البرلمان الأورومتوسطي يبرز مكانتها الإقليمية والعالميةحزب المصريين الأحرار ينظم ندوة حول حقوق المرأة السياسية بمطروح

وأشار رئيس الحزب إلى أن "المصريين الأحرار" يخوض الانتخابات المقبلة سواء على المقاعد الفردية أو ضمن القوائم، مؤكدًا أن الحزب مستعد لكلا النظامين، ومنفتح على أي تحالفات انتخابية تحقق المصلحة الوطنية دون الدخول في اندماجات سياسية أو التخلي عن هوية الحزب.

في سياق متصل، شدد "خليل" على أهمية تمثيل المصريين في الخارج، مشيرًا إلى أن الحزب لديه عدد من المرشحين الذين يتمتعون بالكفاءة والخبرة اللازمة لإيصال صوت الجاليات والدفاع عن حقوقهم داخل المجلس النيابي.

وأكد أن الحزب يتعامل مع المرحلة الراهنة بمنظور وطني، حيث يضع أمن مصر القومي واستقرارها الاقتصادي في مقدمة أولوياته، مشددًا على دعم الحزب الكامل لثوابت الدولة، ورفضه لأي محاولات للنيل من سيادتها أو استهداف استقرارها الداخلي.

وفي ختام تصريحاته، قال الدكتور عصام خليل: "نحن لا ننتظر موعد الانتخابات لنظهر، بل نؤمن أن السياسة الحقيقية تبدأ من الشارع وتُختَبر في البرلمان، لا العكس".

طباعة شارك حزب المصريين الأحرار الدكتور عصام خليل لانتخابات البرلمانية المقبلة قراءة الواقع السياسي المصريين الأحرار

مقالات مشابهة

  • معالم الردّ على ورقة برّاك تتبلور: لا عودة عن إنهاء سلاح الحزب
  • دعاء يوم عاشوراء.. فضله عظيم ومستجاب عند الإفطار
  • حسابات منعت حزب الله من دعم إيران
  • موقف حزب الله ليس ليّناً
  • سيكون هناك 1000 جنيه حزمة للعاملين بالصحف القومية.. رئيس الهيئة الوطنية للصحافة يوضح
  • رئيس المصريين الأحرار: الاستعداد للانتخابات البرلمانية جزء من إستراتيجية الحزب
  • رئيس الأساقفة مهنئًا الرئيس السيسي: 30 يونيو ثورة شعب عظيم نحو الاستقرار والتنمية
  • خطوة مقابل خطوة... لبنان يردّ على باراك وبري يتولى التواصل مع الحزب
  • خطة زمنية لإنهاء الملف قبل نهاية العام.. نزع سلاح «حزب الله» على طاولة الحكومة اللبنانية
  • «الشعب الجمهوري» يُكرّم أسر الشهداء في احتفالية كبرى بالقليوبية