سودانايل:
2025-12-10@05:05:20 GMT

نزع التنازع داخل الأمة

تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT

الحرص على تعافي حزب الأمة القومي من التشظي نداءُ كل الحالمين باسترداد نظام ديمقراطي . فبغض النظر عن تباين الرؤى تجاه سيرته ومواقفه فإن في تركيبة الحزب وملامحه العديد من مكونات (الأمة ) وقسماتِها. أبعدُ من ذلك هو أحد أكبر رؤوس مالنا السياسي وأحد أوتاد الحراك الاستقلالي طوال دأبنا الحزبي. لعل حالة التنازع الأخيرةِ داخل الحزب على صدى توقيع ميثاق نيروبي يعكس حالةَ التماهي بين الحزب والمشهد السياسي السوداني.

فالتنازع الآخذُ مجرى الإنقسام موبؤٌ بكل سلبيات أداء القيادات والقواعد الحزبية المزمنة. حزب الأمة ليس استثناءاً. هو أداء ظل يغلّب طابعا استبدادياً على الممارسة الديمقراطية، والنزعات الفردية على المؤسسية والعائلية أو الشللية على الجماعية. المحزنُ أكثرَ من هذا المشهد المتخثر عجز ُالقيادات المتعاقبة عن استيعاب حقيقة شاخصة مؤلمة محورها أن الرابح الوحيدَ دوما، من تشظي الأطر السياسية هم أعداء الديمقراطية.
*****
في التماهي بين المشهد السياسي والانقسام الحزبي تبني شرعيةً ليست دستورية بغية فرض واقع غير دستوري. فكما تمارس (حكومة الأمر الواقع ) سلطات دون سند دستوري ، يسعى تجمع نيروبي لفرض سلطة تفتقد إلى الشرعية . كلاهما يتنازعان شرعية وهميةً بنهج غير ديمقراطي في غياب نظام دستوري. وسط هذا التلاطم من اللاشرعي برز شرخٌ على سطح حزب الأمة خارج النُظم الديمقراطية . الأطراف المعنيةُ انتهجت سلوكا خاج المنظومة الدستورية للحزب . التوقيت يزيد وقع ذلك النهج حزنا حتى لو اتسق مع التجارب المتعاقبة داخل الحزب على مستوى القيادة والعائلة. فالحركة السياسية برُمّتها أحوج ماهي عليه للتعافي من أعراض الانقسامات الذاتية على درب الاصطفاف الجماعي في وجه أباطرة الحرب وأعداء الديمقراطية وتجار تجزئة الشعب والوطن.
*****
بغض النظر عن التباين تجاه تحالف نيروبي وميثاقه والذهاب إلى تنصيب حكومة موازية فإن اتهام رئيس الحزب بالانفراد في المشاركة خارج مؤسسات الحزب يستوجب الجدل والمساءلة. لكن ذلك ينبغي انجازه داخل المنظومة الدستورية للحزب . فالخطأ لا يتم تقويمه بخطأ مقابل. فالإطار التنظيمي حيث تم تبني إعفاء الرئيس غيرُ مفوضٍ دستورياً باتخاذ مثل ذلك القرار .في المقابل فإن الرئيس ليس مخولا دستوريا بإعفاء من أعفى معاونيه. هذه حربٌ تتناسل من تداعيات حربنا اللعينة مهدرة الطاقات مدمرة الامكانات مجهضة الفرص. فأطراف حزب الأمة تتبادل حربَ الإعفاءات خارج الشرعية.إنهم يمارسون التدمير الحزبي .إنهم يمارسون ضربا من الهاريكيري السياسي.
*****
ما لأحد ٍ من الجرأة على الاقتداء بما فعل الإمام الراحل - غمر الله مرقده بالنور-إذ ليس هناك من يملك كاريزماته ، براعته في التكتيك ، المناورة، و قدرته على المحاججة والتبرير والاقناع. حتى في المنعرجات المثيرة للحيرة أو الجدل ظل للإمام - على قبره لرحمة والمغفرة- القدرة على استثمار الهياكل التنظيمية بغية إكساب غاياته شرعيةً. مع الأخذ في الاعتبار الظروف الموضوعية غير المواتية لالتئام الهياكل التنظيمية للحزب ففي قدرة الاطراف المعنية الركون إلى لجنة الانضباط داخل الحزب. فهي مفوضةٌ حسب علمي بحسم أو معالجة مثل هذه المسائل .إذاً لالتزمت الأطراف المتنازعة يالمؤسسية والشرعية ولحافظت على منهج درء مهددات الانقسام..ربما يتيح النقاش داخل لجنة الاتضباط فرص نزع ألغام التنازع بين القيادات.
*****
من غير المستبعد تعميق هذا الشرخ على المستوى القيادي على نحو رأسي فيضرب كوادره الوسيطة بل قاعدة الحزب .فرئيس الحزب ليس فقط ضابط استخبارات مخضرم .هو كذلك ينحدر من حاضنة حزبية خصبة تتعرض للتجريف بعوامل تعرية حكومية متباينة .السودان كله يعايش مواسم تنازع بلي وجهوي عاصفة طوال عهد الانقاذ ،تتصاعد حدتها تحت غبار الحرب. مناطق قواعد حزب الأمة تتعرض إلى موجات ضغط عالية .ربما من منطلق التفاؤل أو التحريض عليه فليخرج أحد القادة من حزب الأمة ليمارس علنا شيئا من النقد الذاتي. الشعب السوداني بأسره يرغب في رؤية قيادي من هذا الطراز. مثل عذا الطقس مؤشر ٌمبشِّرٌ بالقدرة على مغادرة هذا الخراب العام.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: حزب الأمة

إقرأ أيضاً:

زامير يهاجم المستوى السياسي الإسرائيلي على خلفية 7 أكتوبر

القدس المحتلة-ترجمة صفا

هاجم قائد أركان جيش الاحتلال إيال زامير المستوى السياسي الإسرائيلي وذلك على خلفية الهجوم الذي يشنه وزير الجيش يسرائيل كاتس على شخص زامير والجيش في الفترة الأخيرة.

وقال زامير خلال جلسة تقييم داخلي للجيش في أعقاب تحقيقات 7 أكتوبر مُهاجمًا المستوى السياسي: " تحمّل الجيش المسؤولية عن دوره في الفشل وقام بتحقيقات داخلية لكن الحدث ليس حكرًا عليه فقط وليس هو الوحيد الذي يجب أن تُوجّه له أصابع الاتهام. يجب فحص النظرية الأمنية المتعلقة بقطاع غزة في السنوات التي سبقت الكارثة. خلال السنوات التي سبقت كارثة 7 أكتوبر تبلورت نظرية تركز على احتواء حماس لمنح "إسرائيل" فترة هدوء على الجبهة الجنوبية للتفرغ لبقية الجبهات".

واتهم زامير المستوى السياسي بالفشل في السياسة التي انتهجها إزاء حركة حماس في الفترة التي سبقت الحرب قائلاً " نظرية الاحتواء الخاطئة مكّنت حماس من بناء قوة عسكرية كبيرة وفشلت في تقييم نوايا الحركة، نظرية الاحتواء كانت تعتمد على أن حماس "مرتدعة ومتآكلة ومُسيطر عليها استخباريًا" لكن جاء 7 أكتوبر ليثبت العكس".

بدورهم هاجم ضباط كبار في الجيش أفعال وتصرفات كاتس الأخيرة قائلين بأنها تدفع الجيش للغوص في الوحل من جديد وأن هذا يفكك الجيش وأنه يتوجب بدلا من ذلك الدفع بالجيش الى الامام والا فسيغرق في تحقيقات لا تنتهي وفقاً للضباط.

وجاء على لسان الضباط في حديث مع إذاعة الجيش أن " هنالك احباط كبير لدى الجيش من خطوات وزير الجيش الذي أعلن رفضه تعيين 30 ضابط رفيع الى حين استكمال التحقيقات في 7 اكتوبر ، وزير الجيش يربط مسائل غير متصلة ببعضها والضباط الذين رفض اقرار ترقيتهم وتعييناتهم لم يتورطوا في اخفاق 7 اكتوبر"

ووفقاً للإذاعة تخشى دوائر عسكرية من ان تؤدي خطوات كاتس في النهاية الى حالة من الاحباط في صفوف ضباط نوعيين في الجيش والذي سيفضلوا انهاء الخدمة على ضوء عدم رغبتهم بالانخراط بجيش غارق في الإعتبارات السياسية للوزير

ونقلت الإذاعة على لسان محافل عسكرية تحذيرها من تسبب تصرفات كاتس بموجة تسريح طوعي كبيرة من الجيش قائلة " من الاساس هنالك موجة عزوف من المئات من ضباط وجنود الخدمة النظامية عن استمرار الخدمة والذين طلبوا التسريح على ضوء انهاكهم في الحرب والخشية من ان يتسبب كاتس بتعاظم هذه الظاهرة وخاصة في صفوف كبار الضباط ".

مقالات مشابهة

  • الشهابي: لا صوت يعلو فوق صوت القضاء والمشاركة السلاح الوحيد لإسقاط المال السياسي
  • مفاجأة زلزلتني: من «العالم العربي» إلى «الملفات».. (1- 3)
  • المملكة وإيران والصين تؤكد دعم الحل السياسي الشامل في اليمن
  • تجدد الاشتباكات في الكونغو الديمقراطية
  • صحيفة الجاردين: اليمن دخل مرحلة غير مسبوقة من التغير السياسي والعسكري
  • منطق الصراع داخل الشرعية.. كيف أنهى التناحر السياسي فرص مواجهة الحوثي؟
  • أميركا أولًا… لا الديمقراطية
  • زامير يهاجم المستوى السياسي الإسرائيلي على خلفية 7 أكتوبر
  • أخطاء خصوم حزب الله تعزز موقعه شيعياً
  • "كاتس" يهاجم "زامير" مجددًا.. عليك الخضوع للمستوى السياسي