وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أوامر تنفيذية تستهدف أجانب قيل إنهم تبنوا أيديولوجية الكراهية ومعاداة السامية، وخاصة الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاجات الجامعية المناصرة للفلسطينيين.

وبالنسبة لجماعات ناشطة منها (أمهات ضد معاداة السامية في الجامعات)، و(تحالف شيكاجو اليهودي)، إلى الأجنحة الأمريكية لمنظمة (بيتار)، وشبكة (شيريون للمراقبة الجماعية)، قدمت الأوامر ما قالوا إنه أداة طال انتظارها للمساعدة في كبح معاداة السامية في الجامعات.

وقالت إليزابيث راند، مؤسسة (أمهات ضد معاداة السامية في الجامعات)، على فيس بوك في 7 فبراير (شباط) الجاري: "إذا كان هنا طلاب بتأشيرات ويقومون بمضايقة أولادنا، فيجب ترحيلهم بالتأكيد".

???????????? Trump's Executive Orders Target Foreign Students in Pro-Palestinian Campus Protests

Full Story → https://t.co/Ugh3N9mWE1 pic.twitter.com/d19AOC2ABn

— PiQ (@PiQSuite) February 28, 2025

وذهبت منظمة بيتار التي صنفتها رابطة مكافحة التشهير اليهودية، على أنها منظمة متطرفة إلى أبعد من ذلك، إذ قالت إنها قدمت أسماء طلاب وأعضاء هيئة تدريس أجانب إلى إدارة ترامب لترحيلهم. ولم تقدم منظمة بيتار أي دليل على وجود مثل هذه القائمة، لكن المتحدث باسمها دانيال ليفي قال عن عمليات الترحيل الموعودة "نحن سعداء لأن هذه العملية بدأت الآن".

ولم ترد وزارات العدل والخارجية والأمن الداخلي الأمريكية على طلبات للتعليق. ولم يكن للأوامر حتى الآن تأثير حظر السفر الذي فرضه ترامب في ولايته الأولى، حين منع مواطني 7 دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة، مما أثار حالة من الفوضى في المطارات قبل أن تقضي محكمة اتحادية بعدم دستوريته.

ولكن محامين متخصصين في الحقوق المدنية، قالوا إن الأوامر ربما تنتهك الحقوق الدستورية في حرية التعبير، في حين قالت جماعات الأمريكيين العرب إنها مستعدة لتحدي هذه السياسة أمام القضاء.

وأظهرت الأوامر التنفيذية والاستجابة لها، استعداد بعض الناشطين اليهود للعمل مع إدارة ترامب. لكن عدداً قليلاً من أعضاء منظمة أمهات ضد معاداة السامية في الجامعات، قالوا إنهم تركوا المنظمة لأن الإبلاغ عن الأجانب يعيد إلى الأذهان الإبلاغ عن اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية، وفقاً لمنشورات على فيس بوك.

ورحبت جماعات بارزة مدافعة عن الأمريكيين اليهود، مثل رابطة مكافحة التشهير واللجنة اليهودية الأمريكية بأوامر ترامب، لكنها امتنعت عن مطالبة الناس بالإبلاغ عن الطلاب الأجانب للحكومة.

وأدى هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والهجوم الإسرائيلي اللاحق على غزة، إلى أشهر من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.

ووثقت جماعات للحقوق المدنية، ارتفاعاً حاداً في جرائم الكراهية والحوادث الموجهة ضد اليهود والمسلمين والعرب، وغيرهم من الأشخاص الذين تعود أصولهم لدول بالشرق الأوسط. وعلى شبكة الإنترنت، شهّرت جماعات من الأمريكيين اليهود وجماعات مؤيدة لإسرائيل، بطلاب وأعضاء هيئة تدريس أمريكيين وأجانب اتهمتهم بدعم حماس، ونشرت صورهم ومعلوماتهم الشخصية. كما استخدمت جماعات مؤيدة للفلسطينيين وسائل مماثلة لانتقاد المدافعين عن إسرائيل.

حرية التعبير في الحرم الجامعي

ومنذ تولي ترامب منصبه، أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن خطط لتشكيل فريق عمل لمحاربة معاداة السامية في المدارس والجامعات، في حين قالت وزارة التعليم إنها تحقق مع 5 جامعات في اتهامات بمضايقات على خلفية معاداة السامية.

وفي الوقت نفسه، حددت الأوامر التنفيذية الطلاب والموظفين الذين يحتمل ترحيلهم. ودعا الأمر الصادر في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى تشديد عمليات فحص الطلاب الأجانب من المناطق أو الدول التي تشكل "مخاطر أمنية"، لضمان عدم السماح للذين "يتبنون أيديولوجية الكراهية" بدخول البلاد، أو إلغاء تأشيراتهم.

ودعا الأمر الصادر في 29 يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى إجراء تجميع لانتهاكات الحقوق المدنية المزعومة المرتبطة بالاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات، وهو ما قد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات للتخلص من "طلاب وأعضاء هيئة تدريس أجانب".

وقالت بعض جماعات الحقوق المدنية، إن هذه الأوامر ستواجه على الأرجح طعوناً قضائية إذا تم اتخاذ إجراءات بناء عليها. وقال بن ويزنر المتخصص في حرية التعبير والخصوصية في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية "يجب ألا يتورط الرئيس في مراقبة حرية التعبير في الحرم الجامعي".

وقالت لجنة مكافحة التمييز الأمريكية العربية، إن عدداً من الطلاب الفلسطينيين تم إلغاء تأشيراتهم منذ تولي ترامب منصبه. وقدمت اللجنة لوكالة رويترز لقطات شاشة من رسالتها الإلكترونية إلى وزارة الخارجية، بشأن طالبة من غزة تم إلغاء تأشيرتها هذا الشهر، وصورة للوثيقة الملغاة.

وقال مدير اللجنة عابد أيوب، إن "الطالبة القادمة من غزة لم تشارك في الاحتجاجات الجامعية، وكانت مستهدفة فيما يبدو بسبب أصلها".

وكانت لجنة مكافحة التمييز من بين الجماعات التي حذرت من أن أمر ترامب الصادر في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، وضع الأساس لإعادة فرض حظر دخول المسلمين، وقال متحدث باسم اللجنة إن المجموعة تخطط لمقاضاة الإدارة بمجرد تنفيذ القرار بالكامل، وقال أيوب "هذا يحدث، طلابنا وطلابنا الدوليون مستهدفون".

ونفى كثير من المحتجين المناصرين للفلسطينيين دعم حماس أو الانخراط في أعمال معادية للسامية، وقالوا إنهم إنما كانوا يحتجون على الهجوم الإسرائيلي على غزة حيث تقول السلطات الصحية إن أكثر من 47 ألف شخص قتلوا.

وقال أليكس موري نائب رئيس مؤسسة الحقوق الفردية وحرية التعبير، إنه لكي تدين الحكومة شخصاً ما بمساعدة منظمة إرهابية أجنبية فعلياً، فإنه يتعين عليها إثبات ارتكابه أفعالاً مثل تحويل الأموال، وليس مجرد الدعم اللفظي.

وقال زعماء الاحتجاجات في جامعة كولومبيا في نيويورك، إن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين والمعادية لإسرائيل نظمها ونفذها أمريكيون بشكل أساسي، وأضافوا أن الطلاب الأجانب الذين يدرسون هناك بتأشيرات لا يتحمسون غالباً للمشاركة في أي عمل، قد يغامر بمصير تسجيلهم في الجامعة أو يؤدي إلى اعتقالهم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب الأمريكيين حركة حماس على إسرائيل غزة وإسرائيل أمريكا ترامب معاداة السامیة فی الجامعات الطلاب الأجانب کانون الثانی حریة التعبیر

إقرأ أيضاً:

ترامب يلمح مجدداً لتهجير سكان غزة.. ونتنياهو عبر عن رفضه لإنشاء أي دولة مستقلة للفلسطينيين مشيرا إلى أنها “ستكون منصة لتدمير إسرائيل”

المناطق_متابعات

مجدداً ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الاثنين، إلى مخططات تهجير سكان غزة إلى دول مجاورة أثناء لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت

والتقى نتنياهو، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في البيت الأبيض، مساء الاثنين، وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن رفضه لإنشاء أي دولة مستقلة للفلسطينيين، مشيرا إلى أنها “ستكون منصة لتدمير إسرائيل”.

أخبار قد تهمك “يتعرضون لضربات عنيفة”.. ترامب يعلن دعم أوكرانيا بالسلاح 8 يوليو 2025 - 9:15 صباحًا أكسيوس: إسرائيل تستعد لاحتمال شن عمليات عسكرية جديدة ضد إيران 8 يوليو 2025 - 7:39 صباحًا

ووصف الهجوم الذي شنته حركة “حماس” على إسرائيل من قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، بأنه “دليل على ما سيفعله الفلسطينيون في حال قيام دولة لهم”.

وفقا للعربية : عندما سأل الصحافيون ترامب عما إذا كان حل الدولتين ممكناً، قال: “لا أعرف”، وأحال السؤال إلى نتنياهو الذي رد بالقول: “أعتقد أن الفلسطينيين يجب أن يحصلوا على جميع الصلاحيات لحكم أنفسهم، لكن ليس على أي صلاحيات من شأنها تهديدنا.. وهذا يعني أن السلطة السيادية، مثل الأمن الشامل، ستبقى دائماً في أيدينا”.
“حرية المغادرة”

كما قال نتنياهو للصحافيين، أثناء مأدبة عشاء مع ترامب، إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان مع دول أخرى من شأنها أن تمنح الفلسطينيين “مستقبلاً أفضل”، مشيراً إلى إمكان انتقال سكان غزة إلى دول مجاورة.

وأضاف نتنياهو: “إذا أراد الناس البقاء، فبإمكانهم ذلك، لكن إذا أرادوا المغادرة، فيجب أن يمنحوا حرية المغادرة”.

وأردف: “نعمل مع الولايات المتحدة عن كثب لإيجاد دول تسعى لتحقيق ما تقوله دائماً، وهي أنها تريد منح الفلسطينيين مستقبلاً أفضل.. أعتقد أننا نقترب من إيجاد دول عدة”.

في حين، عندما سئل ترامب عن تهجير الفلسطينيين، قال إن الدول المحيطة بإسرائيل تقدم المساعدة. وأضاف “نحظى بتعاون كبير من الدول المحيطة.. لذا سيحدث أمر جيد”.

وجدد الرئيس الأمريكي، في مايو، اقتراحه بتهجير سكان غزة مع إمكانية بقائهم في الشرق الأوسط، معتبراً أن القطاع كان “مكاناً سيئاً” طيلة سنوات، ويجب أن يصبح “منطقة حرية”.

وكان الرئيس الأمريكية اقترح ترحيل الفلسطينيين في 25 يناير 2025 أي بعد خمسة أيام من توليه الرئاسة، قال ترامب إنه يتعين على الأردن ومصر أن تستقبلا الفلسطينيين من غزة، وأشار إلى انفتاح على أن تكون هذه خطة طويلة الأجل.

وقوبلت الخطة بتنديد عالمي، وقال الفلسطينيون والدول العربية وخبراء حقوق الإنسان إنها تصل إلى حد “التطهير العرقي”.

وكرر ترامب الخطة ذاتها في 27 و30 و31 يناير/كانون الثاني، وأضاف أنه يتوقع موافقة مصر والأردن عليها، رغم أنهما رفضتاها.

ولاقت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن تولي الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وإعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة، انتقادات في الشرق الأوسط وخارجه.

كما أعلنت دول عربية عدة، علاوة على وزراء خارجية المجموعة العربية الإسلامية، رفض تهجير الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم، ودعوا إلى تأسيس دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، ودعم جهود السلام على هذا الأساس.

وفي مارس الماضي، اعتمد القادة العرب خطة مصرية لإعادة الإعمار كلفتها 53 مليار دولار، والتي من شأنها تجنب تهجير الفلسطينيين من غزة، ورفضها ترامب وإسرائيل آنذاك.

وتدعم واشنطن منذ فترة طويلة حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين لإنشاء دولة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جانب دولة إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • مذكرة بريطانية رسمية: "BBC" متهمة بـ"معاداة السامية"
  • ترامب يلمح مجدداً لتهجير سكان غزة.. ونتنياهو عبر عن رفضه لإنشاء أي دولة مستقلة للفلسطينيين مشيرا إلى أنها “ستكون منصة لتدمير إسرائيل”
  • قاض يحقق بدعوى لوقف خطط ترامب لترحيل طلبة أجانب داعمين لفلسطين
  • تقدم بمفاوضات الدوحة – ترامب يريد التوصل لاتفاق نهاية الأسبوع
  • حين تُستخدم معاداة السامية لتجريم الحقيقة وحماية الاحتلال
  • ضوء أخضر أم مرحلة ثانية من الحرب.. ماذا يريد نتنياهو من ترامب؟
  • ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزة
  • مسؤولون أمريكيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزة
  • ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات تكساس الأمريكية إلى 50
  • “ترحيل الأجانب المقيمين بطريقة غير شرعية”.. وزير الداخلية: سأظل موجوداً بالخرطوم