البوابة نيوز:
2025-05-24@00:37:22 GMT

"رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس"

تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

"رأفت الهجان".. حينما تحوّل الجاسوس إلى أسطورة رمضانية

المسلسلات كانت جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم وليست مجرد عروض تملأ الفراغ

 

قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ.

كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التليفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.

من "ليالي الحلمية" إلى "بوابة الحلواني"، ومن "هند والدكتور نعمان" إلى "رحلة السيد أبو العلا البشري"، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة. لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.

رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث اجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية.

واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.

في زمن كانت الدراما المصرية تعكس وجدان المشاهد، جاء مسلسل "رأفت الهجان" ليكتب فصلاً جديدًا في تاريخ التليفزيون، ليس فقط كعمل درامي، بل كملحمة وطنية زرعت الفخر في قلوب المصريين.

المسلسل كان مستوحى من القصة الحقيقية للجاسوس المصري رفعت الجمال، الذي زرعته المخابرات المصرية داخل إسرائيل تحت اسم رأفت الهجان، حيث استطاع اختراق المجتمع الإسرائيلي ونقل معلومات شديدة الخطورة لمصر على مدار سنوات.

جسّد العمل تفاصيل العمليات السرية، العلاقات المعقدة، والمخاطر التي خاضها الهجان في سبيل الوطن، وقدم حبكة مشوّقة تجمع بين الدراما والتاريخ.

عندما عُرض "رأفت الهجان" لأول مرة في رمضان 1988، تحوّل إلى ظاهرة فريدة، حيث اجتمعت الأسر أمام التليفزيون بشغف لمتابعة تفاصيل القصة. نجح المسلسل في تقديم شخصية وطنية أصبحت أيقونة، وارتبط المشاهدون بالبطل حتى شعروا أنه واحد منهم، وليس مجرد شخصية درامية.

حقق المسلسل نجاحًا ساحقًا، واستمر صداه حتى اليوم، حيث أصبح مرجعًا في دراما الجاسوسية، ورسّخ مكانة محمود عبد العزيز كنجم استثنائي.

في تلك الأيام، كان رمضان يحمل طابعًا مختلفًا، حيث لم تكن هناك عشرات القنوات أو منصات البث، بل كانت العائلة تجتمع أمام الشاشة، تتابع عملًا واحدًا بتركيز وشغف.

لم تكن المسلسلات مجرد تسلية، بل كانت تنقل رسائل وتترك أثرًا عميقًا في النفوس، وهو ما فعله "رأفت الهجان"، حينما جعل المشاهدين يشعرون أنهم جزء من معركة مخابراتية حقيقية.

واليوم، رغم تطور الدراما، يبقى "رأفت الهجان" خالدًا في الذاكرة، عملًا لا يُنسى، يعيدنا إلى زمن كانت فيه المسلسلات تصنع التاريخ، لا مجرد حلقات تُعرض ثم تُنسى.

والعمل كان تأليف صالح مرسي (المتخصص في أدب الجاسوسية والمخابرات). وإخراج يحيى العلمي، الذي قدّم العمل بإيقاع مشوّق وأسلوب سينمائي مميز. وبطولة الفنان الراحل محمود عبد العزيز (في دور رأفت الهجان)، يوسف شعبان، يسرا، نبيل الحلفاوي، محمد وفيق وغيرهم من كبار النجوم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: رأفت الهجان ليالي الحلمية هند والدكتور نعمان رأفت الهجان بل کان

إقرأ أيضاً:

الزواج ليس مجرد حبر على ورق

 

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

الأسرة الصالحة مرتكزٌ مُهمٌ في بناء النشء والأجيال القادمة، ويتعين عليها أن تكون أنموذجًا مشرفًا يُحتذى به في السلوك والتعامل الطيب الراقي والتربية الصحيحة، ويُعول على قُطبي هذه الأسرة، الأب والأم، الشيء الكثير، منه أن يكونا عند مستوى الاختيار والتكليف الإلهي بأن جعلهما جل جلاله أبوين.

وتنعم الكثير من الأسر باستقرار دائم نتيجة الوفاق والانسجام والتفاهم بينهم، الذي تعيشه بحرفية وإتقان وفن، بينما أُسر أخرى تعيش تشتتًا وظلامًا أسود وجهلًا مستمرًّا، يُلقي بظلاله على أفراد الأسرة جميعهم، ويُنغص حياتهم ووجودهم، ويكون الضحية الأطفال.

نعلم أنه لا شيء أهم من أن يكون الإنسان ذو خلق، فدرجة صاحب الخلق مع النبيين وفي الفردوس الأعلى من الجنة، وبالتالي أن يكون المرء خلوقًا وطيبًا ومتواضعًا أياً كان، ذكرًا أم أنثى، فإن ذلك مدعاة إلى استقرار الأسر ونمائها ودوام حياتها وبقائها، بما يكفل لها استقرارًا دائمًا، ويضمن لها الوئام والتلاحم والتعاضد والرحمة.

وتبدأ أولى مسؤوليات الوالدين من الزواج والارتباط الوثيق الشرعي، الذي ينطلق من العهد والميثاق الغليظ الذي يكون من العروسين، فالبدايات السليمة تترتب عليها أمور كثيرة، والانطلاقة الحقيقية والصحيحة تبني حياة زوجية كريمة ومستقرة.

لذا ينبغي على المقبلين على الزواج مراعاة الكثير وفهم الكثير، حتى تمر السفينة بسلام في هذه الأمواج المتلاطمة التي يكتنفها الصعاب، وتملؤها التحديات والعراقيل، ويلفها الجهل ببواطن الأمور وظواهرها.

يُعتبر الزواج مشروعًا مهمًّا ومريحًا في تأسيس حياة وإعمار هذا الكون بالخُلفة والبشرية، والحديث يقول: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم يوم القيامة". والزواج سعادة وحياة وراحة وتجدد ونشاط، وعلى الطرفين أن يستشعرا هذه النعمة ويحافظا عليها مهما كان، ويتجنبا أن يكونا معول هدم لها، ومصدر خراب وضياع لما أتت به من خير.

الزواج إن كان مليئًا بالحب والتفاهم والتواضع وفهم كل واحد لمسؤولياته، يكون زواجًا ناجحًا ومشروعًا موفقًا، وإن كان أحد الطرفين جاهلًا ومتغطرسًا وبعيدًا عن فهم دوره وإتقان واجبه والقيام به على كل حال، فإن المشاكل وعدم الاستقرار سيطالهما، وسيحدث ما لا يُحمد عقباه. لذا، التجمُّل بالأخلاق الطيبة والتواضع والاحترام يجعل الزواج مستقرًّا وماضيًا في طريق السعادة والخير والرضا.

مما لا شك فيه أن بعض الأهالي والأقارب يفسدون العلاقات الزوجية، ويُخربون حياة أبنائهم مع أزواجهم، وذلك بالتحريض والقيل والقال، وللأسف ينجر البعض إلى الاستماع إلى تلك الفتن والدوافع والأقاويل التي تُعكر صفو الحياة، وتُعجل بانتهاء العلاقات الزوجية.

لهذا ينبغي على الإنسان أن يكون محضر خير، مُغلاقًا للشر، وأن يكون مُربيًا فاضلًا لابنته أو لولده، حتى عندما يُقدم أحدهم على الزواج وأثناء زواجه، يكون أمرًا صالحًا مُقدرًا لما هو فيه من علاقة ومسؤولية. والحكومة بمؤسساتها تبذل جهودًا كبيرة في احتواء وحل المشاكل العالقة بين الزوجين، والمحاكم بشكل مستمر تنظر في قضايا الخلاف بين الزوجين، وتُسهم في حل كثير منها وإعادة الود والحياة لها، سواء عن طريق لجان التوفيق والمصالحة، أو عن طريق قاعات المحاكم التي تعج بهكذا مواضيع وقضايا مهمة وحساسة.

حقيقةً ما نرجوه من الرجل والمرأة، فهم طبيعة ودور كل منهما بأنه لا غنى لهما عن بعض؛ فالمرأة لا يسترها إلّا بيتها وزوجها، وقبل ذلك البيت الذي تربت فيه، لكن مع مرور الوقت لا بد لها من مفارقته إلى بيت الزوجية.

وكذا الحال للشاب الذي ستكون عليه مسؤوليات كبيرة في جعل زوجته سيدة وأميرة وفاعلة وناجحة وأمًّا فاضلة، شريطة أن تكون هي إنسانة محترمة له، وتعامله بنصائح الأوليات في أن تكون مرآة صالحة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، ولديها قابلية ورغبة صحيحة لتكون زوجة ناجحة وصالحة.

 

مقالات مشابهة

  • رئيس مهرجان السينما الأسبق: الدراما يجب أن تعكس الواقع الوطني والعربي بدقة
  • أروى رأفت تكتب: غرور الإنسان.. من وهم المركزية إلى سلب الحرية
  • الناصري "يتهم" لطيفة رأفت بتضليل العدالة.."هناك لطيفة عند الشرطة وقاضي التحقيق وفي الصحافة شكون نتيقو!!"
  • ناقد فني: التوازن بين حرية الإبداع والإشراف ضرورة لإنقاذ الدراما
  • محمد موسى: الدولة عاشت شريكًا في صناعة دراما هادفة .. واليوم تعود للمشهد
  • محمد زمان أسطورة التعليق الكروي بالمغرب يمر بأزمة صحية
  • حكايات من مآسي الجوع والنزوح في خان يونس جنوب قطاع غزة
  • الزواج ليس مجرد حبر على ورق
  • نادية عزت في ذكرى رحيلها.. مسيرة فنية حافلة وأدوار لا تُنسى في ذاكرة الدراما المصرية
  • التفاصيل الكاملة لانطلاق بث إذاعة دراما إف إم