نداء السلام.. فرصة ومسؤولية مشتركة
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
بقلم: محمد شيخ عثمان
بعد نداء الزعيم الكردي اوجلان واستجابة الحزب له وسط الترحيب التركي والإقليمي والدولي به باعتباره فرصة تاريخية للحل، لاتزال قضية حل حزب العمال الكردستاني وإلقاء السلاح تشكل مسألة معقدة ومتعددة الأبعاد، وهي تتعلق بالعوامل السياسية والتاريخية والعسكرية لكل من الحزب والدولة التركية، فالحل الشامل يتطلب معالجة الجذور العميقة للنزاع، والتي تتعلق بالحقوق الكردية ديمقراطيا وقانونيا، والسياسات القومية التركية، والاعتبارات الإقليمية والدولية، وبالتالي فان أي محاولة لحل حزب العمال الكردستاني وإلقاء سلاحه لا يمكن أن تنجح دون خطوات جادة من الدولة التركية تجاه معالجة القضية الكردية، فالمسؤولية حقا مشتركة ولا تقع فقط على عاتق الحزب، بل على أنقرة أيضاً، التي يجب أن تدرك أن السلام الحقيقي لا يتحقق بالانكار وبالقوة العسكرية وحدها، بل عبر حلول سياسية عادلة وديمقراطية.
المسؤوليات الأساسية التي تقع على عاتق الدولة التركية تشتمل على إيجاد حل سياسي شامل يستند إلى الاعتراف بالحقوق السياسية والثقافية للكرد ضمن إطار الدولة، بدلاً من التعامل مع القضية من منظور أمني بحت. وكذلك مراجعة الدستور والقوانين التي تقيّد الحقوق الثقافية والسياسية للكرد، مثل قوانين حظر اللغات غير التركية في المجال العام، وقيود تأسيس الأحزاب السياسية ذات الهوية الكردية.
اما النهج العسكري المستمر، سواء داخل تركيا أو في العراق وسوريا، فانه يعزز بيئة العداء ويقلل من فرص الحل السلمي وان تجميده أو إعلان هدنة متبادلة يمكن أن يفتح المجال لمفاوضات جادة ونتائج مرجوة وان نداء اوجلان بالقاء السلاح واعلان الحزب بإيقاف القتال ستدفع دفة تلك المفاوضات الى الامام .
اما ما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والاستثمار فان المناطق ذات الغالبية الكردية في جنوب شرق تركيا التي تعاني من التهميش الاقتصادي بحاجة الى تحسين البنية التحتية، ودعم الاستثمارات، وخلق فرص عمل.
تحسين مستوى الديمقراطية وحقوق المواطنة في تركيا بشكل عام سينعكس إيجاباً على حل القضية الكردية و يساعد في دمج الكرد في النظام السياسي بفعالية اكثر لذلك فالتعامل مع الملف الكردي في سياق إقليمي يجب ان لا ينحصر على الرؤية التي يقضي بان هذا الوجود في سوريا والعراق تهديد بل يستوجب تبني سياسات أكثر مرونة تجاه القوى الكردية الإقليمية، والتفاعل معها عبر الحوار والتبادل التجاري والاستثماري بدلاً من الشك او المواجهة.
الطريق إلى السلام الدائم محفوف بالتحديات والمخاطر، لكنه ليس مستحيلاً، فبالشجاعة والإرادة الحقيقية، يمكن تجاوز العقبات، وقيادة سفينة الحل نحو بر الأمان، حيث الاستقرار والازدهار وتحقيق حلم الانضمام الى الاتحاد الأوروبي .
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
بشأن الجيش والحزب.. رسائل إسرائيلية وصلت إلى لبنان!
قال مسؤول أمني للقناة 12 الإسرائيلية إن إسرائيل وجّهت إلى الحكومة اللبنانية، عبر وسطاء أميركيين، رسالة مفادها أن "التعاون بين حزب الله والجيش في لبنانغير مقبول"، وذلك بعد تلقيها ما وصفه بـ"أدلة" على تنسيق بين الطرفين.وبحسب المسؤول، ورغم هذه الأدلة، أرجأت إسرائيل ضربة كانت تستهدف بلدة يانوح جنوب لبنان ضد بنية تحتية لحزب الله، بعدما أصدرت تحذيرات للسكان.
وفي السياق، أفادت مصادر مطلعة بأنها رصدت خلال الساعات الماضية تحركات للجيش شملت رفع حالة التأهّب في مناطق الجنوب والبقاع، عقب تقارير استخبارية تحدثت عن أن الجيش الإسرائيلي أنهى إعداد خطط لضربات مكثفة تستهدف لبنان وتهدف إلى إخلاء شامل لسكان مناطق الجنوب.
وأضافت المصادر أن حزب الله عزّز خلال الأيام القليلة الماضية قوات ردّ سريع إضافية على ضفاف نهر الليطاني، وفعّل شبكة الرادارات والمراقبة الإلكترونية على طول الحدود، مع تعليمات لقواته بالتصدي لأي طائرات مسيّرة إسرائيلية تحلّق فوق مناطق سيطرته. (ارم نيوز)
مواضيع ذات صلة الرسالة وصلت الى لبنان عبر "الضاحية"…فهل ينقلب المشهد؟!" Lebanon 24 الرسالة وصلت الى لبنان عبر "الضاحية"…فهل ينقلب المشهد؟!"