لجريدة عمان:
2025-06-28@03:51:04 GMT

تعاسة المال

تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT

مع كل الثراء الذي حققه مايكل جاكسون، لم يكن يستطيع النوم إلا باستخدام المهدئات، التي تسببت في وفاته في النهاية، كما انتحرت كريستينا أوناسيس عن عمر يناهز السابعة والثلاثين، رغم الثروة الهائلة التي ورثتها عن والدها، إذ كانت أصغر مليارديرة طفلة عند وفاته.

أما مارلين مونرو، فقد أنهت حياتها في السادسة والثلاثين.

والقائمة تطول بالأثرياء التعساء، الذين ارتبط المال في أذهان البعض بتعاستهم، بل وبموتهم.

هكذا يُسوِّق لنا الفقر ليبقينا في الحضيض، عبر هذه القصص المؤلمة التي توحي أن المال قد يدمر الحياة. لكنني هنا لأقول لك: المال يحيي ولا يقتل. ما قتل هؤلاء لم يكن المال، بل الفراغ الروحي الذي عاشوه، وغياب المعنى، وأسلوب الحياة اللاهي. هؤلاء مجرد استثناءات يُسلَّط عليها الضوء، بينما يتم تجاهل بلايين الأثرياء عبر التاريخ الذين تركوا إرثًا عظيمًا، ولا يزال الملايين منهم اليوم يسهمون في تطوير الحياة من خلال الابتكارات والاختراعات التي تسهّل حياتنا، من الذكاء الاصطناعي إلى الهواتف الذكية وغيرها.

كل ما حولنا يقف خلفه مالٌ وُظِّف في النجاح، مما أدى إلى البناء والإعمار، فاستحق أصحابه المكافأة بالمزيد من الثروة، ليستمر التطور والإنجاز.

أما من يروّج لفكرة أن «المال وسخ دنيا» وأنه سبب التعاسة، فإنه بذلك يقنع الفقراء أن لا فرصة لديهم للخروج من دائرة الفقر، حتى يبقى الفقير أداة في يد صُنّاع الثروات. وما مصطلحات مثل «الأيدي العاملة الرخيصة» و«العمال غير المهرة» إلا وسائل لإبقائهم حيث هم، بسدّ أبواب الطموح أمامهم.

إن الترويج للفقر في زمن أصبح فيه الثراء متاحًا بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية أمر مؤلم، لأنه يكسر الطموحات ويزرع مشاعر العجز والاستسلام، وهي نغمة تتردد كثيرًا في حواراتنا وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

أنا هنا لأقول لك: المال قوة للبناء، وهو وسيلة للسعادة والرفاهية عندما يُستخدم بحكمة، وعندما لا يصبح غاية في حد ذاته. المال نعمة عظيمة، فلا تصدق من ينكر ذلك، ولا تستسلم للفقر إذا كنت تريد تغيير واقعك ومؤمنًا أنك تستطيع، فما حققه غيرك تستطيع حتمًا تحقيقه. وأنا لا أتحدث بالضرورة عن ثراء بيل جيتس أو وارن بافيت.

هذا لا يعني بالضرورة أيضًا أن عليك أن تصبح ثريًّا إن لم يكن هذا طموحك، لكنه يعني أن ترفض القناعة الزائفة التي تساوي بين الفقر والفضيلة، وأن تدرك أن المال أداة، وطريقة استخدامه هي التي تحدد قيمته في حياتك.

حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

نائب:سرقة المال العام محمي حكوميا وسياسيا

آخر تحديث: 26 يونيو 2025 - 11:04 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف عضو مجلس النواب أمير المعموري عن أسباب وتفاصيل الانهيار سايلو الشطرة يوم أمس في تدوينة عبر حسابه على منصة “فيسبوك”، أنه “انهارت حتى الآن ثلاث بنزات للحنطة في سايلو الشطرة، والبقية تتجه نحو الانهيار أيضا، علما أن كلفة إنشاء هذه المخازن بلغت 27 مليار دينار”.وتابع أن “المخازن شُيدت حديثا في عام 2022، فما نوع المعادن التي تم استخدامها لتنهار بهذه الطريقة؟”، مؤكدا أن “استمرار عدم محاسبة المقصرين والفاسدين في الوزارة سيتسبب في خسارة المليارات”.وأضاف أنه “لا نعلم أين دور وزارة التجارة وإدارة المخازن فيما يخص الطاقة القصوى لهذه المخازن”.

مقالات مشابهة

  • بين المال الإماراتي والتسهيلات المصرية.. الاحتلال يطلق أبو شباب في غزة
  • عبر منزل مؤثث.. روانگە تنتشل شابا مريضا وعائلته من الفقر
  • هبة جمال الدين: تقارير إسرائيلية تقول إن الدول العربية لا تستطيع حماية نفسها
  • مصر تستطيع يطلق مسابقة في الأحياء لطلاب الثانوية بين القاهرة والجيزة
  • «سباق مسافة ميل في أقل من 4 دقائق».. هل تستطيع كيبيجون؟
  • نائب:سرقة المال العام محمي حكوميا وسياسيا
  • ميندي يرد على اتهامه بالانتقال إلى الأهلي من أجل المال
  • فاجعة.. أم تقتل أطفالها الثلاثة بسبب الفقر
  • صعوبة الحياة وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة
  • ترامب: الصين تستطيع استيراد النفط الإيراني