أنورا يظفر بجوائز الأوسكار.. ومحتجون على إبادة غزة يغلقون الطريق المؤدي للحفل
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
حصد الفيلم التراجيدي الكوميدي "أنورا" الأحد أبرز مكافآت الأوسكار، إذ نال خمس جوائز بينها أفضل فيلم، فيما اقتصرت حصة "إميليا بيريز"، صاحب العدد الأكبر من الترشيحات، على جائزتين بعدما تراجعت حظوظه أخيرا جراء جدل بشأنه.
في ذات الوقت أغلق متظاهرون مؤيدون لفلسطين، الطريق المؤدي إلى حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ97 في مسرح "دولبي" بمدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا بشكل مؤقت، ما تسبب في تأخير وصول العديد من الضيوف إلى الحدث، للمطالبة بـ "إنهاء الابادة الجماعية" بحق الشعب الفلسطيني.
ورفع المحتجون خلال تظاهرهم شعارات تطالب بوقف الاعتداءات على الشعب الفلسطيني، في خطوة لافتة تعكس تضامنهم مع القضية الفلسطينية، حيث تجمّع عدد منهم بالقرب من السجادة الحمراء، لكن الشرطة المحلية حالت دون وصولهم إلى مكان إقامة الحفل السنوي الأشهر على مستوى العالم.
وعبر النشطاء خلال تظاهرهم عن أهمية إيصال رسالتهم إلى "نجوم هوليوود" بأنه لا يمكن تجاهل القضية الفلسطينية، ومن أجل لفت انتباههم إلى ما يحدث في فلسطين.
وفيما يتعلق بجوائز الأوسكار، قال مخرج "أنورا" شون بيكر لدى توجهه بالشكر لأكاديمية الأوسكار على تكريمها "فيلما مستقلا حقا" لم تتخط ميزانية إنتاجه ستة ملايين دولار "أخبروا عن القصص التي تحرّككم، وأعدكم بأنكم لن تندموا على ذلك أبدا".
بعد حصوله على السعفة الذهبية في مهرجان كان العام الماضي، لم يكتف هذا الفيلم الذي وُصف بأنه أشبه بقصة سندريلا معاصرة، بالحصول على الجائزة الكبرى فحسب، بل فاز أيضا بجوائز أفضل ممثلة لمايكي ماديسون، وأفضل سيناريو، وأفضل مونتاج، وأفضل مخرج لبيكر، أحد الأسماء البارزة في سينما المؤلف الأمريكية.
يشكل هذا الفيلم الذي تدور أحداثه حول راقصة تعرٍ من نيويورك تتزوج من ابن أحد الأثرياء الروس قبل أن تواجه ازدراء طبقيا من أقارب زوجها الأثرياء، علامة فارقة في سلسلة أفلامه المخصصة إلى حد كبير للمهمشين والعاملين في مجال الجنس في أمريكا.
في المقابل، لم يتمكن "إميليا بيريز" من إعادة إنتاج الحماس ذاته الذي حظي به في مهرجان كان حيث نال جائزة لجنة التحكيم.
فقد انتهت مسيرة الفيلم الاستعراضي للمخرج الفرنسي جاك أوديار حول التحول الجنسي لتاجر مخدرات مكسيكي، في الأوسكار بصورة مخيبة لطاقمه بعد فضيحة أثارها نبش تغريدات عنصرية ومعادية للإسلام نشرتها سابقا الممثلة الرئيسية في العمل كارلا صوفيا غاسكون.
وعلى الرغم من ترشيحه لـ13 جائزة، وهو رقم قياسي بالنسبة لعمل غير ناطق بالإنجليزية، لم يحصل الفيلم الذي صُوّرت أكثرية مشاهده بالإسبانية إلا على جائزتي أوسكار: أفضل ممثلة في دور ثانوي لزوي سالدانيا، وأفضل أغنية أصلية عن "إل مال".
وأخفق "إميليا بيريز" في نيل جائزة أفضل فيلم دولي التي حصدها الفيلم البرازيلي "آيم ستيل هير"، وهو عمل من نوع الميلودراما حول مقاومة أم شجاعة ضد النظام الديكتاتوري البرازيلي السابق.
فيلم فلسطيني
وشقت القضية الفلسطينية طريقها إلى حفلة الأوسكار مع فوز "نو آذر لاند" حول الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي.
وذهبت بقية الجوائز إلى كيران كالكن في فئة أفضل ممثل في دور ثانوي عن تجسيده شخصية رجل يهودي في الثلاثينيات من عمره يتمتع بكاريزما وشخصية قوية في فيلم "إيه ريل باين".
كما فاز فيلم "فلو" اللاتفي بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة.
وبعدما اعتُبر منافسا قويا لـ"أنورا"، اقتصرت حصة فيلم "كونكلايف" وقصته المفعمة بالألغاز المتمحورة حول انتخاب بابا جديد في الفاتيكان، على جائزة أوسكار واحدة في فئة أفضل سيناريو مقتبس.
أما فيلم "ذي سبستنس" للمخرجة الفرنسية كورالي فارجا فقد نال جائزة أوسكار أفضل ماكياج وتصفيف شعر، عن التحول الجسدي المذهل لديمي مور التي أدت شخصية امرأة مدمنة على مصل لتجديد الشباب له آثار مدمرة.
تلميحات سياسية
لا بد أن أولئك الذين توقعوا تهجّمات مباشرة ضد دونالد ترامب وصيحات مقاومة بوجه سياساته قد أصيبوا بخيبة أمل. فقد اعتمدت النخبة في هوليوود مقاربة حذرة، ولم تدخل السياسة المشهد في حفلة الأوسكار إلا بلمسات صغيرة.
ومن بين اللفتات السياسية، استهلال الممثلة داريل هانا كلامها بعبارة "سلافا أوكرانيا" ("المجد لأوكرانيا").
وبعد دقائق قليلة، ذكّرت زوي سالدانيا، المولودة في الولايات المتحدة لوالدين من جزيرة الدومينيكان، بجدتها "التي جاءت إلى هذا البلد في عام 1961". وقالت: "أنا فخورة بكوني ابنة والدين مهاجرين أتيا مع أحلامهما وكرامتهما وحبّهما للعمل"، في حين يتوعّد دونالد ترامب بطرد ملايين المهاجرين غير الشرعيين الذين يشبّههم بـ"المجرمين"، ويسعى لإسقاط حق الجنسية بالولادة في الولايات المتحدة.
لكنّ أكثر الإيحاءات السياسية في الأمسية وردت على لسان عريف الحفلة، الممثل الكوميدي كونان أوبراين الذي قال في أحد تعليقاته "إنها ليلة رائعة بالنسبة لـ"أنورا". فقد فاز بجائزتي أوسكار حتى الساعة. أعتقد أن الأمريكيين سعداء برؤية أحدهم يقف أخيرا في وجهِ روسي قوي".
وفي هذا الكلام إشارة إلى قصة فيلم المخرج شون بيكر، ولكن أيضا إلى دونالد ترامب وتقاربه من فلاديمير بوتين، ما يثير مخاوف من التخلي عن أوكرانيا بعد ثلاث سنوات من بدء الغزو الروسي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه غزة اوسكار انورا سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أفضل فیلم
إقرأ أيضاً:
العفو الدولية: محو إسرائيل بلدة خزاعة دليل على ارتكابها إبادة جماعية في غزة
اعتبرت منظمة العفو الدولية أن محو بلدة خزاعة بالكامل شاهد صارخ على الحملة الإسرائيلية المتواصلة للتدمير الممنهج لقطاع غزة، وتحويل بلدات بأكملها إلى أراضٍ جرداء من الغبار والركام.
وكشف تحليل أجرته منظمة العفو الدولية لصور الأقمار الصناعية إلى جانب مقاطع فيديو تحققت المنظمة من صحتها، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي "سوّت بالأرض ما تبقى من بلدة خزاعة جنوب قطاع غزة المحتل في غضون أسبوعين خلال مايو/أيار 2025".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لماذا اندلعت أعمال شغب مناهضة للهجرة في أيرلندا الشمالية؟list 2 of 2المنظمة الدولية للهجرة: 100 ألف مهاجر عادوا طوعا إلى بلدانهم من ليبياend of listوأكدت المنظمة، أمس الجمعة، الحاجة الملحة إلى التحقيق في ارتكاب الجيش الإسرائيلي "جريمتي الحرب المتمثلتين في التدمير غير المبرر والعقاب الجماعي"، واعتبرت أن التحليل يقدم "دليلا جديدا على ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة المحتل".
كما سجّلت المنظمة أن نتائج البحث تظهر نمطا من التدمير المتعمَّد للبنى التحتية الضرورية لاستمرار الحياة يرتكبها الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك بعض أكثر الأراضي الزراعية خصوبةً في قطاع غزة.
وأفادت المنظمة الحقوقية بأن الجرائم الإسرائيلية تدخل في إطار خطتها المدبرة لإخضاع الفلسطينيين في قطاع غزة لظروف معيشية "يُراد بها تدميرهم المادي كليا أو جزئيا".
إعلانوقالت إريكا غيفارا روساس -مديرة البحوث وأنشطة كسب التأييد والسياسات والحملات بمنظمة العفو الدولية- إن مسح بلدة خزاعة بالكامل يعد "شاهدا صارخا على الحملة الإسرائيلية المتواصلة للتدمير الممنهج لقطاع غزة".
وأضافت روساس أن حجم الدمار "يفوق أي ضرورة عسكرية يمكن تصورها، ويشير إلى حملة متعمدة تشنها القوات الإسرائيلية لجعل المنطقة غير صالحة للسكن".
كما اعتبرت أن المحو الفعلي لبلدة خزاعة في غزة يستوجب "فتح تحقيق مستقل ومحايد"، موضحة أن هذا العمل الصارخ من التدمير غير المبرر "لا يمثل ازدراء إسرائيل السافر للقانون الدولي ولحقوق الفلسطينيين الأساسية فحسب، بل يكشف أيضا عن خطة مدبرة لتحويل غزة إلى أرضٍ قاحلة".
واتهمت مسؤولة أمنيستي إسرائيل بالسعي وراء تمزيق النسيج الاجتماعي في غزة، والاستمرار في إخضاع الفلسطينيين لظروف معيشية يراد بها تدميرهم المادي، قبل أن تضيف "هذه إبادة جماعية ويجب وقفها الآن".
وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 182 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.