لجريدة عمان:
2025-06-27@08:14:20 GMT

وصية مريم بنت محمد الساكنة محلة الشجب من نزوى

تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT

كان للمرأة في عمان حضورها في نصوص التراث بين عالمة وسائلة، وفي تقييدات المخطوطات بين ناسخة ومتملكة وواقفة وغير ذلك من الصُّوَر. ولما كانت وثائق القرون الأولى لا يكاد وصل إلينا منه شيء إلا بعض ما كُتِب على غير الورق نحو الكتابات الصخرية، فإن ما بقي في نصوص كتب التراث من وثائق جدير بالبحث والدرس. ومما نُقِل في كتاب بيان الشرع وصية جاء أنها مكتوبة بخط أبي عليّ الحسن بن أحمد بن محمّد بن عثمان العقري النزوي، وهو فقيه من أهل القرن الخامس الهجري، وكانت وفاته على الأرجح سنة 506هـ، وهو فيما يروى شيخ أبي عبدالله محمد بن إبراهيم الكندي (ت:508هـ) صاحب كتاب بيان الشرع.

ونص الوصية: «هذا ما أقرّت به وأوصت مريم بنت محمّد بن سعيد، الساكنة بمحلّة الشّجب من قرية نزوى، وأشهدتنا به على نفسها في صحّة من عقلها وجواز وصيّتها، وهي تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأنّ جميع ما جاء به محمّد من عند الله فهو الحقّ المبين، كما جاء به مجملًا ومفسّرا، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور، أشهدتنا مريم بنت محمّد بن سعيد المقدّم ذكرها في هذا الكتاب أنّها قد أوصت بحجّة إلى بيت الله الحرام الذي بمكّة، وقد فرضتها على نفسها في مالها سبعمائة درهم طريّة، وأوصت أن يؤتجر عنها بها من يحجّ عنها هذه الحجّة بجميع ما يلزم فيها من فريضة وسنّة من لدن إحرامها إلى تمام مناسكها ووداعها، وأشهدتنا أنّها قد أوصت بأربع كفّارات صلوات، كلّ كفّارة إطعام ستّين مسكينًا، وأوصت أن يكفّر ذلك عنها من مالها بعد موتها، وأوصت للفقراء ولأقربائها الذين لا يرثون منها شيئًا بثلاثين درهمًا معاملة، وأوصت بإنفاذها من مالها بعد موتها، وأشهدتنا أنّ عليها للفقراء أربعين درهما معاملة وأوصت بإنفاذها من مالها بعد موتها، وأشهدتنا مريم هذه أنّها جعلت النخلة البلعق التي لها في العثمانية بجميع حدودها وحقوقها وجميع أرضها وقفًا على الفقراء، وصيّة منها بذلك بعد موتها، وأوصت بالنخلة المستبّ التي لها في أجيل الغرفة الشرقية التي على الأجايل وقفًا على المسجد الذي بمحلة العقر الأعلى من نزوى بجميع ما يحتاج إليه من مصالح عِماره ومصالح عُمّاره، على أن ليس لها من الأرض التي حولها إلا ما قام عليه جذعها، وأشهدتنا أنّها قد جعلت محمّد بن سعيد وعبد الله بن سعيد وصييها بعد موتها في قضاء وصيّتها جائزي الأمر يقومان مقامها، وقد جعلت لهما أن ينفذا وصيّتها من أجيل النخل الذي لها المعروف بذات عرفة، وجعلت لهما أن يبيعاه على من أراد من النّاس بما شاءا من الثمن بغير حكم حاكم، ولا مشورة على وارث، بنداء أو مساومة، وقد أثبتت على نفسها جميع ما في هذا الكتاب، كان ثابتًا أو غير ثابت، وأوصت بإنفاذه من مالها بعد موتها، وقد جعلت لكلّ واحد منهما من الانفراد ما جعلته لجميعهما، وبذلك أشهدت الله تعالى على نفسها، والشهود المسمَّين في هذا الكتاب بعد أن قرئ عليها، فأقرّت بفهمه ومعرفته، وكانت هذه الشهادة في ربيع الأوّل من سنة ثمان وستّين وأربعمائة سنة، شهد عليها الحسن بن أحمد بن محمّد بن عثمان وكتب بيده، وشهد عليها محمّد بن إبراهيم وكتب عنه بأمره، والحمد لله وصلّى الله على رسوله محمّد وآله وسلم».

والملاحظ في نص الوصية أن اسم المرأة الموصية جاء بغير نسبة إلى عشيرة أو بلد، لكن عُيِّنت بسكنى محلة الشَّجّب أو شَجَب من نزوى، وهي محلة معروفة نُسِب إليها بعض من سكنها من الفقهاء والعلماء، وفي نزوى مسجد يُعرَف بمسجد الشجبي. كما نقرأ أن المستعمل من النقود الدراهم، وهي لا شك ضروب فضية مختلفة جرى تداولها طوال العصور الإسلامية. ومن الألفاظ الواردة في النص: نخلة البلعق، والعثمانية (اسم بستان)، ونخلة المَسْتَبّ، والأجيل وجمعه أجايل، وللأجايل وأحكامها مسائل كثيرة في فقه الأفلاج في الكتاب نفسه. ولعل الشاهد في آخر الوصية عَقِب اسم كاتبها هو تلميذه محمد بن إبراهيم بن سليمان الكندي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: على نفسها بن سعید

إقرأ أيضاً:

محافظ الغربية: محور محلة منوف خطوة نحو تنمية متكاملة وتطوير شامل للبنية التحتية

 

 

أكد اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، خلال متابعته للأعمال الجارية بمشروع محور “محلة منوف” بمركز طنطا، أن المشروع يعد أحد أهم المشروعات التنموية بالمحافظة، حيث يسهم في تقليل معدلات الحوادث، وتحسين انسيابية المرور، وتحقيق نقلة نوعية في شبكة النقل، مشيرًا إلى أنه سيحد من الاختناقات المرورية التي تعاني منها مدينة طنطا، خاصة في أوقات الذروة، كما سيوفر طريقًا بديلًا يسهل حركة النقل بين القرى والمدن المجاورة، مما يسهم في رفع كفاءة شبكة الطرق وتحقيق سيولة مرورية ملحوظة.

وأوضح المحافظ أن المحور الجديد سيقلل من معاناة قائدي المركبات والمواطنين الذين يتنقلون يوميًا بين طنطا والمناطق المحيطة، حيث تم تصميمه وفقًا لأحدث المعايير الهندسية ليكون شريانًا جديدًا يدعم حركة النقل، ويرفع مستوى الأمان المروري، مما يسهم في تقليل الحوادث بشكل كبير. كما أشار إلى أن المشروع يمثل جزءًا من خطة تنموية أشمل تستهدف تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتوفير بنية تحتية حديثة تسهم في دعم التنمية الاقتصادية والاستثمارية بالمحافظة.

وأضاف الجندي أن المشروع يمثل إضافة جمالية للمنطقة، وسيوفر متنفسًا طبيعيًا للأهالي، إلى جانب تحسين البيئة العمرانية وتطوير الخدمات المحيطة به. كما سيسهم المشروع في تعزيز الترابط بين المناطق الحيوية بمدينة طنطا، مثل منطقة التلفزيون ومجمع الكليات، مما ينعكس إيجابيًا على الحركة التجارية والسياحية بالمدينة، ويدعم رؤية المحافظة في تحقيق تنمية مستدامة تلبي احتياجات المواطنين.

وشدد المحافظ على ضرورة تكثيف الأعمال والالتزام بالجداول الزمنية المحددة لإنجاز المشروع في أسرع وقت ممكن، مؤكدًا أن المحافظة تتابع عن كثب مراحل التنفيذ، وتعمل على إزالة أي عقبات قد تعوق استكمال المشروع، وذلك في إطار حرصها على تنفيذ مشروعات تسهم في تحسين مستوى الخدمات، ودعم التنمية المستدامة، وتحقيق رؤية مصر 2030. كما أكد أن الغربية تسير بخطى ثابتة نحو تطوير بنيتها التحتية، بما يحقق طموحات المواطنين، ويواكب متطلبات التنمية الحديثة، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدًا من المشروعات التي تستهدف تعزيز شبكة الطرق، وتطوير المرافق العامة، ورفع كفاءة البنية التحتية في جميع أنحاء المحافظة. لو

مقالات مشابهة

  • بداية جديدة.. كنزي مدبولي تثير الجدل بالقفز في البسين بعد كتب الكتاب
  • رئيس مياه الغربية يتفقد محطة مياه الشرب بقرية محلة أبو على ويشدد على الانضباط
  • مريم البحر ترد على عبدالله بوشهري: سأتخذ إجراءً قانونيًا بعد اتهاماتك لي .. فيديو
  • لاغا: البعثة الأممية ليست ممثلة للشعب الليبي وليست وصية عليه
  • مريم الكعبي: من القلب شكرا مصر.. ما تمتلكينه نادر وعظيم
  • أمين الإفتاء: وعاشروهن بالمعروف ليست مجرد وصية بل أمر رباني
  • محافظ الغربية: محور محلة منوف خطوة نحو تنمية متكاملة وتطوير شامل للبنية التحتية
  • 5 مكاسب لمن ينفذ وصية النبي بإطعام الطعام.. البحوث الإسلامية يوضحها
  • محور محلة منوف.. شريان مروري جديد يحد من الحوادث ويُعيد رسم خريطة الحركة
  • هيئة الكتاب تصدر رواية «جبل الشوع» لـ زهران القاسمي