ما حجم مشاركة المرأة العربية بالأدب؟ وماذا تعرف عن صاحب كتاب قل ولا تقل؟
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
ووفقا لحلقة 2025/3/4 من برنامج "تأملات"، فقد أورد القرآن الكريم أقوالا لبعض النسوة منهن امرأة فرعون التي قالت "ربِّ ابن لي عندك بيتا في الجنة"، فقدمت الجار على الدار، بقولها عندك بيتا، ولم تقل بيتا عندك.
وفي الأدب العربي أو غيره، قليلا ما نجد امرأة شاعرة كالخنساء، لكن هذا لا يمس المرأة في شيء، فإن سبق الرجل بخياله، فهو في حاجة إلى امرأة تذكره بالواقع، وتحد من إمعانه في الوهم، وإسرافه في الخيال.
ونجد في أدب النساء من الجمال ما لا يقع، تحت حصر منه، ما يدل على سرعة البديهة والجواب الحاضر. فقد سأل عبد الملك بن مروان، بثينة: ماذا رأى فيك جميل (المعروف بجميل بثينة) حين قال ما قال؟ فقالت على البديهة: "ما رأى فيك المسلمون حين ولوك أمرهم".
ونجد في أدب النساء ما يدل أيضا على الرقة والسهولة، فيروى أن جارية كان في يدها خاتم من ذهب، وعود من سواك، فطلب منها رجل خاتمها ليتذكرها به، فقالت، هذا ذهب وأخاف أن تذهب، ولكن خذ هذا العود فلعلك تعود.
صاحب كتاب "قل ولا تقل"
كان مصطفى جواد مؤرخا لغويا من أعلام نهضة العراق في العصر الحديث، وقد عرف بحمايته للعربية التي كان يقول إنها صارت صناعة، وإن الصناعة تحتاج إلى دقة وإتقان، وإنها تكتسب بالتمرن والبراعة.
إعلانعاش جواد مع المعاجم العربية زمنا طويلا فدرس قديمها وعلق على حديثها ولاحظ على المعاجم القديمة قلة تبويبها ونقص تنسيقها وقصورها في تناول الألفاظ المولدة والمعربة.
وكان جواد موسوعة معارف وعضوا في المجامع العلمية العربية، وقد قال في كتابه "المباحث اللغوية في العراق" إن اللغة العربية عراها الفتور وأصابها ذلك العجز، مع أنها منطوية على عناصر النماء والثراء والانتشار والازدهار.
ومن الطريف أنه كان يضع الألفاظ الخطأ في قفص الاتهام ويحاكمها، ثم يقرر إعدام روحها، كما يقول، لأنها غير صالحة وغير فصيحة.
وجواد هو صاحب كتاب "قل ولا تقل"، ويذكر أنه سئل في ندوة حول قيام الدولة العباسية عن عدد الخلفاء العباسيين ومن هم، فسرد أسماءهم جميعا، وذكر تاريخ مولد كل واحد منهم وتاريخ خلافته ومدتها وسنة قتله أو وفاته.
وتوفي جواد في 17 ديسمبر/كانون الأول 1969 تاركا ثروة علمية يحق لكل غيور على العربية أن يعتز بها.
4/3/2025المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أعمال يوم عرفة .. متى تبدأ وماذا نقول فيها؟
تبدأ أعمال يوم عرفة ، بالمبيت في منى ليلة عرفة، ثم التفويج إلى مشعر عرفات ، بعد طلوع شمس اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، سيرا من منى إلى جبل عرفات مرددين تلبية الحج وهي "لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك".
وعندما يقف الحجيج ليؤدوا ركن الحج الأكبر على صعيد عرفة يظهر أمامهم مسجد (نمرة)، ونمرة: جبل نزل به النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة في خيمة، ثم خطب في وادي عرنة بعد زوال الشمس، وصلى الظهر والعصر قصرًا جمع تقديم، وانصرف منها إلى مزدلفة بعد غروب الشمس.
وبعد وصول حجاج بيت الله الحرام، إلى جبل عرفات فإنه يستحب لهم النزول بنمرة إلى زوال الشمس إن تيسر له ذلك، وإن لم يتيسر نزل بأي مكان داخل حدود جبل عرفات.
فإذا زالت الشمس ودخل وقت صلاة الظهر ، سن لحجاج بيت الله الحرام أن يستعموا إلى خطبة عرفة في مسجد نمرة ، ويصلون الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين قصرا وجمعا في وقت الظهر، فيصلون الظهر ركعتين، والعصر ركعتين.
وبعد أداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا ، يقضي الحاج وقته كله في الذكر، والدعاء، والتسبيح، والتحميد والتهليل، والتوبة ، والاستغفار، إلى غروب الشمس.
الوقوف على جبل عرفةوقالت دار الإفتاء المصرية، متحدثة عن آخر وقت للوقوف بعرفة، إن الوقوف بعرفة يكون في اليوم التاسع من ذي الحجة، ويبدأ بعد الزوال -الظهر- هو وقتٌ صحيحٌ للوقوف بعرفة.
وأضافت دار الإفتاء، في فتوى لها، أن آخر وقت للوقوف بعرفة ينتهي بطلوع فجر يوم النحر أول أيام عيد الأضحي، وأن مَن جمع في وقوفه بعرفة بين الليل والنهار من بعد الزوال فوقوفه تام ولا شيء عليه، وأن من وقف بعرفة ليلة النحر فحجه صحيح.
وذكرت أن جمهور العلماء ذهب إلى أن الوقوف بعرفة يبتدئ من الزوال -بعد الظهر-، وأن الوقوف قبل الزوال غير مُجزئ، ومَن لم يقف بعد الزوال فقد فاته الحج، والحنابلة يرون أن مَن وقف ونفر بعد الفجر وقبل الزوال فحجُّه صحيحٌ وعليه دمٌ».
فضل يوم عرفةيوم عرفات هو يوم عظيم شريف يجتمع فيه الحجيج من كل أرجاء الدنيا في التاسع من ذي الحجة كل عام، رافعين أيديهم بالتضرع والدعاء لله عز وجل، على جبل عرفات المسمى (جبل الرحمة).
ويوم عرفة يوم عظيم، أقسم الله تعالي به، فقال الله تَعَالَى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3] حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَالْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ» أخرجه البيهقي في فضائل الأوقات.
ويوم عرفة أكمل الله لنا فيه ديننا، فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ قَالَ لِعُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا قَالَ: أَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ وَالْمَكَانَ الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَرَفَاتٍ يَوْمَ جُمُعَةٍ. أخرجه البيهقي في فضائل الأوقات.
كما أنه يوم المغفرة والعتق من النيران، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ ». أخرجه مُسلم.