ووفقا لحلقة 2025/3/4 من برنامج "تأملات"، فقد أورد القرآن الكريم أقوالا لبعض النسوة منهن امرأة فرعون التي قالت "ربِّ ابن لي عندك بيتا في الجنة"، فقدمت الجار على الدار، بقولها عندك بيتا، ولم تقل بيتا عندك.

وفي الأدب العربي أو غيره، قليلا ما نجد امرأة شاعرة كالخنساء، لكن هذا لا يمس المرأة في شيء، فإن سبق الرجل بخياله، فهو في حاجة إلى امرأة تذكره بالواقع، وتحد من إمعانه في الوهم، وإسرافه في الخيال.

ونجد في أدب النساء من الجمال ما لا يقع، تحت حصر منه، ما يدل على سرعة البديهة والجواب الحاضر. فقد سأل عبد الملك بن مروان، بثينة: ماذا رأى فيك جميل (المعروف بجميل بثينة) حين قال ما قال؟ فقالت على البديهة: "ما رأى فيك المسلمون حين ولوك أمرهم".

ونجد في أدب النساء ما يدل أيضا على الرقة والسهولة، فيروى أن جارية كان في يدها خاتم من ذهب، وعود من سواك، فطلب منها رجل خاتمها ليتذكرها به، فقالت، هذا ذهب وأخاف أن تذهب، ولكن خذ هذا العود فلعلك تعود.

صاحب كتاب "قل ولا تقل"

كان مصطفى جواد مؤرخا لغويا من أعلام نهضة العراق في العصر الحديث، وقد عرف بحمايته للعربية التي كان يقول إنها صارت صناعة، وإن الصناعة تحتاج إلى دقة وإتقان، وإنها تكتسب بالتمرن والبراعة.

إعلان

عاش جواد مع المعاجم العربية زمنا طويلا فدرس قديمها وعلق على حديثها ولاحظ على المعاجم القديمة قلة تبويبها ونقص تنسيقها وقصورها في تناول الألفاظ المولدة والمعربة.

وكان جواد موسوعة معارف وعضوا في المجامع العلمية العربية، وقد قال في كتابه "المباحث اللغوية في العراق" إن اللغة العربية عراها الفتور وأصابها ذلك العجز، مع أنها منطوية على عناصر النماء والثراء والانتشار والازدهار.

ومن الطريف أنه كان يضع الألفاظ الخطأ في قفص الاتهام ويحاكمها، ثم يقرر إعدام روحها، كما يقول، لأنها غير صالحة وغير فصيحة.

وجواد هو صاحب كتاب "قل ولا تقل"، ويذكر أنه سئل في ندوة حول قيام الدولة العباسية عن عدد الخلفاء العباسيين ومن هم، فسرد أسماءهم جميعا، وذكر تاريخ مولد كل واحد منهم وتاريخ خلافته ومدتها وسنة قتله أو وفاته.

وتوفي جواد في 17 ديسمبر/كانون الأول 1969 تاركا ثروة علمية يحق لكل غيور على العربية أن يعتز بها.

4/3/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان

إقرأ أيضاً:

العشرية السوداء”.. كتاب جديد  يوثق عقدًا من الانهيار الاقتصادي

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / متابعات /عبدالله العطار

أصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مؤخرًا، كتابًا جديدًا للباحث والاقتصادي اليمني دبوان عبد القوي الصوفي بعنوان: “العشرية السوداء للاقتصاد اليمني: دراسة تحليلية لآثار الحرب على الاقتصاد خلال الفترة 2011–2021”

يوثّق الكتاب بالأرقام والتحليل العلمي عقدًا كاملًا من الانهيار الاقتصادي الذي شهدته اليمن تحت وطأة الحرب والانقسام المؤسسي ويمثل محاولة جادة لفهم طبيعة التحولات الاقتصادية العميقة التي طالت مختلف قطاعات الدولة، ويدخل في تفاصيل الانهيار الذي طال الاقتصاد الوطني منذ ما قبل اندلاع الحرب وحتى ذروتها

ويقع الكتاب في 211 صفحة من القطع المتوسط، ويتوزع على أربعة فصول رئيسية، تبدأ بتشخيص البيئة السياسية والمؤسسية الهشة التي سبقت الحرب، وتتبع بدايات تفكك الدولة وتصاعد الأزمات التي ساهمت في تفجير النزاع.

ثم ينتقل في الفصل الثاني إلى مراجعة المؤشرات الاقتصادية خلال الفترة 2001–2010، ويعرض كيف كان الاقتصاد هشًا وقائمًا على الريع النفطي دون تنويع حقيقي.

أما الفصل الثالث – وهو الأهم والأكثر تفصيلًا – فيحلل آثار الحرب المستمرة منذ عام 2011 وحتى 2021، مسلطًا الضوء على الانكماش الكبير في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تجاوزت 50%، وتراجع نصيب الفرد من الدخل القومي إلى أقل من النصف، وتدهور سعر صرف العملة بأكثر من 500%، وارتفاع معدلات الفقر إلى 82.7%، والبطالة إلى أكثر من 35%، مع توقف أكثر من 60% من المنشآت الصناعية عن العمل، وتراجع الإنتاج الزراعي بنسبة قاربت 45%.

 ويرصد الكتاب في هذا الفصل أيضا الآثار الاجتماعية والإنسانية المترتبة على الأزمة الاقتصادية، وفي مقدمتها موجات النزوح الداخلي التي بلغت أكثر من 4.3 ملايين نازح، غالبيتهم دون دخل ثابت، إلى جانب اتساع فجوة الدخل، وضعف شبكات الأمان الاجتماعي، وتآكل الطبقة الوسطى.

ويُختتم الكتاب بفصل رابع يطرح مجموعة من التوصيات والسياسات المقترحة للخروج من الوضع القائم، مع التمييز بين الإجراءات العاجلة التي تستجيب للاحتياجات الإنسانية والاقتصادية الفورية، والحلول الاستراتيجية التي تستهدف إعادة بناء المؤسسات الاقتصادية والمالية

مستعرضا أبرز تلك الحلول ويأت في مقدمتها توحيد البنك المركزي، وإعادة الثقة بالنظام المصرفي، وتوجيه الإنفاق العام نحو الخدمات والبنى التحتية، وتفعيل برامج الحماية الاجتماعية على أساس شفاف، وتعافي القطاعات الإنتاجية عبر دعم دولي فني وتمويلي ممنهج.

من جانبه أكد مؤلف الكتاب أن المشكلة الاقتصادية في اليمن ليست وليدة الحرب فقط، بل ناتجة عن تراكمات طويلة من غياب التخطيط، وانعدام الرؤية، وضعف مؤسسات الدولة، وتضارب المصالح السياسية والاقتصادية، وهو ما يجعل المعالجة تتطلب تفكيكًا علميًا دقيقًا، ورؤية إصلاحية متماسكة وشاملة.

مقالات مشابهة

  • العشرية السوداء”.. كتاب جديد  يوثق عقدًا من الانهيار الاقتصادي
  • القومي للمرأة يطلق عددًا من الأنشطة والفعاليات لدعم مشاركة المرأة في العملية الانتخابية
  • القومي للمرأة يطلق فاعليات لدعم مشاركة المرأة في الانتخابات المقبلة
  • امرأة تنتحر بطريقة شنيعة في ديالى
  • الأحمد لـ سانا: من المتوقع أن تُجرى العملية الانتخابية لاختيار أعضاء مجلس الشعب بين 15 و20 أيلول القادم، ونسبة مشاركة المرأة في الهيئات الناخبة تصل إلى 20 بالمئة على الأقل
  • عصام شيحة: مشاركة المصريين في انتخابات مجلس الشيوخ خطوة في صناعة القرار
  • ماذا طلب وزير الماليّة من كتاب العدل؟
  • مقتل امرأة وانتحار منتسب أمني في بغداد وذي قار
  • القدس في وجدان المغاربة.. من حارة التاريخ إلى ضمير الأمة.. كتاب جديد
  • أعراض انسحاب.. أخصائي يكشف أضرار تناول السكر وماذا يحدث عند منع تناوله