أكد الرئيس السوري أحمد الشرع في كلمته أمام القمة العربية الطارئة في القاهرة اليوم الثلاثاء أن الشعب السوري سيكون إلى جانب أشقائه الفلسطينيين في كل خطوة نحو التحرير والعدالة.

وفي أول مشاركة لسوريا بقمة عربية بعد سقوط نظام بشار الأسد، قال الشرع إن "عودتنا إلى الجامعة العربية تأكيد على أن سوريا ستسعى لتعزيز أمن واستقرار المنطقة".

وأشار إلى أن هناك اليوم "محاولات جديدة لفرض حلول تسعى لإعادة رسم خرائط المنطقة على حساب دم الفلسطينيين"، ورأى أن الدعوة لتهجير الفلسطينيين تهديد للأمة العربية بأسرها، وأنها نواة مشروع أوسع لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وفق تعبيره.

وأكد الشرع استعداد بلاده للعمل على إغاثة غزة ووضع حد للعدوان عليها، داعيا الدول العربية إلى توحيد مواقفها وتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني، معتبرا ما يحدث اليوم في غزة "جرس إنذار لنا جميعا".

وتبنت القمة العربية الطارئة خطة مصرية لإعادة إعمار غزة بعد حرب الإبادة الإسرائيلية، مؤكدة رفضها تهجير الفلسطينيين، وداعية مجلس الأمن إلى نشر قوات حفظ سلام في القطاع والضفة الغربية.

الرئيس السوري أحمد الشرع: نرى اليوم محاولات جديدة لفرض حلول تسعى لإعادة رسم خرائط المنطقة على حساب دم الفلسطينيين، وما يحدث اليوم في #غزة جرس إنذار لنا جميعا، و إسرائيل لم تتوقف عن انتهاك حقوق الشعب السوري وهو ما يتطلب منا الوقوف صفا واحدا في مواجهة تهديداتها#الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/TFSeVAaJKZ

— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 4, 2025

إعلان

وفيما يتعلق بالهجمات والتوغلات الإسرائيلية في بلاده، قال الشرع إن إسرائيل لم تتوقف عن انتهاك حقوق الشعب السوري، مشددا على أن هذه الانتهاكات تهديد للسلام في المنطقة برمتها.

وأضاف الرئيس السوري أن على الدول العربية تحمل مسؤولياتها في مساعدة سوريا على وقف انتهاكات إسرائيل.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، كثفت إسرائيل هجماتها الجوية مستهدفة مواقع عسكرية بأنحاء سوريا، وتوغلت قواتها في مناطق بالجنوب السوري.

كما أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974، وانتشار جيشها في المنطقة العازلة المنزوعة السلاح بهضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ عام 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في فبراير/شباط الماضي إن إسرائيل لن تسمح لقوات الإدارة السورية الجديدة بالانتشار جنوب العاصمة دمشق، كما زعم أن الطائفة الدرزية بجنوب سوريا تتعرض لتهديدات وأن إسرائيل لن تتسامح مع ذلك، حسب تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

فجر التحرير إرادة المقاومة

إلهام الأبيض

في زمن تتلاطم فيه الأمواج، وتتصاعد فيه نيران التحديات، تتجلى حقائقُ عميقة، تعيد رسم خارطة المواجهة بين إرادة الشعوب الصامدة ومخططات القتل والتفتيت التي يشنها الأعداء. فالعدوان الصهيوني المستمر يتجاوز حدود الاحتمال، ويفضح هشاشة المؤسسات الدولية، ويكشف في الوقت ذاته عمق تحالف القوى الاستعمارية مع أدواتها في المنطقة. هنا تبدأ شرارة مرحلة جديدة من الصراع، تظهر فيها معانٍ أسمى من مجرد ردود الفعل، لتحول المواجهة إلى معركة إرادة، ووقفات بطولية تصوغ مستقبل أمة تتوق إلى النصر والكرامة، مدعومة بعزائم أبطالها، ومعززة وعيها، رافعةً من شأن قضيتها.

وفي ظل تصاعد العدوان الصهيوني المستمر، تتجلى علامات واضحة على مرحلة جديدة من المواجهة، حيث يتحول المشهد إلى ساحة معركة إرادة وصمود. بدايةً، يمكن ملاحظة أن الكيان المحتل بدأ يعوي ويتذمر، مظهرًا احتقاره للعجز المتواصل أمام صواريخ المقاومة التي تتجاوز دفاعاته، وتكشف عن خطوط حمره المزعومة، وتدمر تحصيناته المنهكة التي كان يظن أنها لا تُمس أو تُعرف.

هذه الموجات من الردع تشكل صفعة قوية للعدو، وتعيد رسم موازين القوى. في الوقت ذاته، يستمر في محاولة استدراج مواجهة أوسع، مستخدمًا الترسانة الإعلامية والدبلوماسية، مهددًا بحروبات لم يقترب منها بعد، وهو يتلقى ضربة تلو أخرى من مقاومة أبية تتصدى للأرض، وتختبر قدراتها، وتكرس مفاهيم جديدة للردع والتحدي.

وفي هذا السياق، تظهر قوة وثبات الجمهورية الإسلامية، التي ترد على التهديدات بثقة، وتُبرهن على قدراتها في صناعة الإنجازات، وإبهار العدو والمراقبين من خلال المناورة والابتكار في عملياتها، مع استمرار دعمها للمقاومة في فلسطين واليمن، اللتين تعتبران خطًا أحمر في مواجهة مشروع التفتيت والتقسيم.
أما الغرب، الذي يتخذ من دعم الكيان الإسرائيلي غطاءً استراتيجيًا، فإن حديثه عن تصاعد الدعم وتحميله مسؤولية استمرار العدوان يكتسي طابع الوقاحة، خاصة بعد أن انكشفت خيوط مؤامراته، وأصبح واضحًا أنه يشارك بشكل مباشر في صناعة الكارثة، من خلال توفير الغطاء السياسي والعسكري. وهناك حديث علني عن شراكته في تأسيس الكيان، واستمراره في العمل لصالحه، كما أشار أمس الأول مستشار ألماني، وهو تصعيد يعكس مدى الخبث والتآمر الذي يستهدف الأمة الإسلامية، ويهدف إلى إذكاء الفتنة وتأجيج الصراعات الداخلية.

على الجبهة الأخرى، يقف المقاومون في غزة واليمن، شامخين بموقفهم الثابت، ومصممين على الصمود والتصدي، رغم كل التحديات المريرة. ومعهم يقف قائد الأمة، الذي رسم خطوطًا واضحة، وحدد الرؤى الإستراتيجية، مُعبّرًا عن أن معركة الوعي والنهوض يجب أن تكون محورًا رئيسيًا للأمة، من أجل تحرير إرادتها من قبضة المحتل.

دعوتُه إلى كلمة السواء تتجاوز مجرد الخطاب؛ فهي دعوة لإعادة ترتيب الأولويات، والاستفادة من الحقائق الميدانية، والحقائق الواقعية التي تتجلى في أفعال المقاومة وانتصاراتها الصغيرة والمتنوعة. فالميدان لم يعد مجرد ساحة حرب، بل هو مدرسة للجهاد، وفلتر يميز بين من يعمل لرفعة الأمة، وبين من ينهش في جسدها.

وفي النهاية، يتهيأ الجميع لتحول نوعي، قد يغير موازين القوى، ويؤسس لنقطة فاصلة في المسيرة، حيث يُصبح التحرر من قيود الاستسلام، والتوحد خلف مشروع المقاومة، هو المخرج الوحيد من هذا النفق المظلم، الذي بدأت أرجاؤه تتلاشى. ليصبح العامُ القادم أمة على أعتاب معركة مصيرية، يقودها وعي الصحوة، ويقويها الإيمان بعدالة القضية، لتكتب أجيالٌ جديدةٌ تاريخًا يعبر عن عظمة إرادة الشعوب

مقالات مشابهة

  • تجارة وصناعة عُمان تشارك في القمة الاقتصادية العربية البريطانية بلندن
  • عون أبرق إلى الشرع معزيا: لبنان متضامن مع سوريا في هذا المصاب الأليم
  • أول تعليق من الرئيس السوري على تفجير كنيسة مار إلياس
  • مدينا التفجير في سوريا.. الرئيس عون: وحدة الشعب السوري تبقى الأساس لمنع الفتنة ووأدها في مهدها
  • سوريا.. زيادة بنسبة 200% على الرواتب والأجور المقطوعة للعاملين
  • الرئيس السوري يرفع رواتب الموظفين وأصحاب المعاشات 200%
  • سوريا.. الشرع يقرّ زيادة بنسبة 200% على رواتب العاملين والمتقاعدين
  • فجر التحرير إرادة المقاومة
  • سوريا.. خلاف حول مطار القامشلي الدولي بين الشرع والإدارة الذاتية
  • تركيا: هجمات إسرائيل قد تجر المنطقة إلى "كارثة"