البوابة نيوز:
2025-06-22@01:57:24 GMT

سيناريوهات الصراع الروسي الأوكراني

تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت الساحة الدبلوماسية توترا واضحًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، انعكس ذلك في اللقاء الذي انتهى مبكرًا في البيت الأبيض.. تصريحات ترامب الحادة، التي تضمنت تحذيرًا من إشعال حرب عالمية ثالثة، تعكس تغيرا جذريا في موقف واشنطن تجاه كييف، خاصة مع عدم توقيع اتفاق المعادن وإلغاء المؤتمر الصحفي المشترك.

يبدو أن إدارة ترامب تسعى لإجبار زيلينسكي على تقديم تنازلات للروس، سواء فيما يتعلق بالحد من المطالب الأوكرانية أو القبول بتسوية جغرافية تشمل انسحابًا جزئيًا من بعض المناطق المتنازع عليها، كما أن نهج ترامب يختلف عن سياسة إدارة بايدن، حيث يميل إلى خفض الدعم العسكري لكييف والتركيز على "صفقة" مع موسكو بدلًا من التصعيد المستمر.

في المقابل، موسكو قد تكون أكثر انفتاحًا على التفاوض مع إدارة ترامب مقارنة بإدارة بايدن، خاصة إذا تضمنت التسوية ضمانات أمنية تلزم أوكرانيا بعدم الانضمام إلى الناتو.

على الرغم من إشارات ترامب إلى وجود "تقدم" في محادثات السلام، فإن التحديات التي تواجه أي اتفاق تظل كبيرة، فمن جهة، تبدو أوكرانيا غير مستعدة لتقديم تنازلات كبرى، خاصة في ظل موقف زيلينسكي الرافض لأي تسوية تعني خسارة أراضٍ لصالح روسيا، ومن جهة أخرى، يواجه ترامب معارضة داخلية من الكونجرس، الذي يضم أصواتًا قوية تؤيد استمرار الدعم لكييف.

إضافة إلى ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي قد يعارض أي اتفاق يرى أنه يأتي على حساب المصالح الأوكرانية ويؤدي إلى ترسيخ النفوذ الروسي في المنطقة، وبذلك، تصبح فرص نجاح وساطة ترامب مرهونة بمدى قدرة واشنطن على إقناع كييف وحلفائها الأوروبيين بقبول حل وسط.

وفي ظل التحالف الأمريكي-الروسي الحالي المفترض، سيكون للدور الأوكراني تأثير محدود على المسار النهائي للصراع، لكنه لن يكون غائبًا تمامًا، يمكن تصور عدة سيناريوهات لموقف أوكرانيا ضمن التوازنات الجديدة، وذلك بناء على كيفية تعامل القيادة الأوكرانية مع التحولات الدولية.

في حال تحقق السيناريو الأول، الذي يقوم على تسوية سياسية برعاية أمريكية-روسية، ستجد أوكرانيا نفسها أمام ضغوط هائلة للقبول بالواقع الجديد، قد يتم استبعادها من الانضمام إلى الناتو كجزء من الاتفاق، لكنها قد تحصل على ضمانات أمنية من القوى الكبرى لحمايتها من أي هجوم مستقبلي، كذلك، قد تمنح المناطق المتنازع عليها حكمًا ذاتيًا، وهو ما قد ترفضه أوكرانيا في البداية، لكنها قد تضطر إلى القبول به إذا فقدت الدعم العسكري والمالي الأوروبي، بعد أن فقدت الدعم الأمريكي، في المقابل، يمكن أن تلعب كييف دورا جديدًا كدولة محايدة تحافظ على علاقات متوازنة بين الشرق والغرب، دون الانحياز الكامل لأي طرف.

أما في السيناريو الثاني، الذي يقوم على تقسيم أوكرانيا وتحويلها إلى منطقة عازلة، فستكون كييف الطرف الأكثر تضررًا، ستفقد الحكومة الأوكرانية السيطرة على شرق البلاد، مما يعني تغييرًا دائمًا في خريطة الدولة، ورغم احتمال مقاومة كييف لهذا السيناريو دبلوماسيًا وعسكريًا، إلا أن فقدان الدعم الأمريكي بسبب التفاهم مع روسيا قد يجبرها على قبوله، في هذه الحالة، يمكن أن تتحول أوكرانيا الغربية إلى دولة تابعة للاتحاد الأوروبي، لكن دون انضمام رسمي إلى الناتو، بهدف الحفاظ على توازن القوى في المنطقة.

أما في السيناريو الثالث، الذي يقوم على انسحاب تدريجي وتجميد الصراع، فستحافظ أوكرانيا على سيادتها، لكنها لن تستعيد الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، قد يؤدي ذلك إلى استياء داخلي ومعارضة شعبية ضد أي حكومة توافق على هذا الوضع، لكن في المقابل، قد تحصل كييف على حوافز اقتصادية ودعم لإعادة الإعمار مقابل القبول بالأمر الواقع، في هذه الحالة، قد تتغير القيادة الأوكرانية إذا رفضت الحكومة الحالية هذا الاتفاق، حيث قد يتم دفع قوى سياسية جديدة إلى السلطة تكون أكثر استعدادًا للتفاوض مع روسيا.

بشكل عام، تجد أوكرانيا نفسها أمام خيارين رئيسيين: إما القبول بالواقع الجديد وتقديم تنازلات لضمان بقائها كدولة مستقرة، أو الاستمرار في المقاومة، مما قد يؤدي إلى فقدان الدعم الدولي وعزلها سياسيًا واقتصاديًا. ومع تغير أولويات الولايات المتحدة وحلفائها، قد تجد كييف نفسها مضطرة للتكيف مع معطيات جديدة، حيث لن تكون قادرة على فرض إرادتها بشكل منفرد، بل ستظل رهينة للتفاهمات الدولية بين القوى الكبرى.

وساطة ترامب تمثل تحولا حاسما في مسار الحرب الأوكرانية، لكنها تواجه عراقيل كبيرة، التصعيد مع زيلينسكي يوحي بأن أوكرانيا قد تجد نفسها في موقف صعب مع قرار واشنطن بوقف الدعم العسكري والمالي، ما قد يجبرها على تقديم تنازلات لموسكو، في المقابل، قد تستغل روسيا هذا الوضع لصالحها، فيما يظل موقف أوروبا عاملًا حاسمًا في تحديد مستقبل الصراع.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي روسيا فی المقابل

إقرأ أيضاً:

4 سيناريوهات تحدد مستقبل الصراع الإيراني الإسرائيلي | بين التهدئة والانفجار النووي .. خبير يوضح

في خضم التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، تتجه الأنظار إلى مستقبل غامض يعج بالاحتمالات، وسط تصاعد الضربات العسكرية وتبادل التهديدات. وبينما يعيش الشرق الأوسط على صفيح ساخن، يطفو على السطح سؤال جوهري.. هل يمكن أن تهدأ العاصفة ويُفتح باب التفاوض مجددًا، أم أن المنطقة تقف على أعتاب مواجهة كارثية قد تصل إلى استخدام القوة النووية؟

سيناريو التفاوض.. الأمل لا يزال قائمًا

الخبير الاستراتيجي اللواء نبيل السيد يرى أن السيناريو الأول المتمثل في العودة إلى طاولة المفاوضات لا يزال قائمًا، رغم التصعيد. ويعزو ذلك إلى احتمال تدخل دولي قوي، سواء من الولايات المتحدة أو من قبل الاتحاد الأوروبي، للضغط على الطرفين. ويشير السيد إلى أن إسرائيل، رغم حدة خطابها العسكري، لا تسعى لحرب شاملة قد تفتح عليها جبهات في أكثر من مكان، خصوصًا في ظل التوازنات الدولية المعقدة.

ويرى أن هذا السيناريو مرهون بوجود وساطة دولية فعالة، وتقديم تنازلات متبادلة، مثل تعليق إيران لأنشطتها النووية الأكثر حساسية، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية والحد من التصعيد على الجبهات.

سيناريو الضربات المحدودة.. الأكثر ترجيحًا

فيما يرى اللواء السيد أن السيناريو الأقرب إلى الواقع حاليًا هو استمرار الضربات الجوية والصاروخية المحدودة، سواء من قبل إسرائيل أو عبر أذرع إيران الإقليمية، وذلك بهدف تحقيق مكاسب ميدانية أو سياسية دون الانزلاق إلى حرب مفتوحة. هذه الاستراتيجية، كما يصفها، تعتمد على التحرك تحت سقف الخطوط الحمراء المتعارف عليها.

سيناريو التدخلات الخارجية

ويضيف السيد أن السيناريو الثالث ينطوي على تدخلات خارجية أوسع، في حال تعذر احتواء التصعيد أو إذا قامت إسرائيل بتوجيه ضربة كبيرة إلى منشأة نووية إيرانية. في مثل هذه الحالة، من المرجح أن ترد إيران بشكل أوسع، مما قد يستدعي تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر، أو تفتح جبهات إقليمية عبر حزب الله في لبنان والميليشيات الموالية لإيران في العراق واليمن، مما يعقد المشهد ويجعله أقرب إلى مواجهة إقليمية شاملة.

السيناريو النووي.. الكارثة الكبرى

أما السيناريو الأخطر، بحسب اللواء السيد، فهو استخدام السلاح النووي أو التهديد به. ويؤكد أن هذا الاحتمال لا يزال بعيدًا نسبيًا، لكنه قد يصبح واقعًا إذا انهارت كل المسارات التفاوضية، أو في حال تأكد امتلاك إيران لسلاح نووي، أو قيام إسرائيل بمحاولة استهداف منشآت نووية مدفونة تحت الأرض بأسلحة خارقة أو نووية تكتيكية.

ويحذر من أن حدوث ضربة نووية، إن حصلت، سيكون بمثابة زلزال جيوسياسي، لن يقتصر أثره على المنطقة فحسب، بل سيدفع قوى كبرى كروسيا والصين للتدخل، ويعيد تشكيل خريطة التحالفات والنظام العالمي.
 

بين الحرب والسلام.. المنطقة على المحك

في ظل تشابك هذه السيناريوهات وتعقيداتها، تبقى المنطقة معلقة بين احتمالات التهدئة والتصعيد، فيما يراقب العالم بحذر تطورات قد تحمل معها تحولات تاريخية. وعلى الرغم من قتامة الموقف، إلا أن نافذة الحلول السلمية لا تزال مفتوحة، وإن كانت تحتاج إلى قرارات شجاعة وضغوط دولية فاعلة لتغليب صوت العقل على دوي السلاح.

طباعة شارك إيران إسرائيل الولايات المتحدة النووي نووي لبنان

مقالات مشابهة

  • بوتين: على أوكرانيا الاعتراف بنتائج الاستفتاء في دونباس
  • بوتين: أوكرانيا كلها لنا وأينما وطأت أقدام جيش روسيا فهي لملك لها
  • بوتين: روسيا لا تسعى إلى استسلام أوكرانيا وتريد الاعتراف بالواقع الذي نشأ على الأرض
  • روسيا تعلن إنجاز عملية تبادل جديدة للأسرى مع أوكرانيا
  • 4 سيناريوهات تحدد مستقبل الصراع الإيراني الإسرائيلي | بين التهدئة والانفجار النووي .. خبير يوضح
  • الحرب بين إيران والكيان الصهيوني.. سيناريوهات التدخل الأمريكي
  • خبير عسكري: التدخل الأمريكي في الحرب قد يُحول الشرق الأوسط إلى أوكرانيا جديدة
  • الكرملين: التدخل الأمريكي في “الصراع الإيراني الإسرائيلي” سيكون تصعيدًا خطيرًا
  • «الكرملين»: التدخل الأمريكي في الصراع الإيراني الإسرائيلي سيكون تصعيدًا كبيرًا
  • روسيا تعلن تقدما جديدا في تبادل الأسرى مع أوكرانيا