قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، إن الخطوة الأمريكية ذات الصلة بتعليق المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا ربما تسهل عملية السلام.

وأضاف بيسكوف في تصريحات نقلتها وكالة أنباء تاس الروسية أن الولايات المتحدة إذا قررت حقا تعليق المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، قد تجبر نظام كييف على الانخراط في عملية السلام.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية لا شك في أننا لم نتوصل بعد إلى التفاصيل، ولكن إذا كان الأمر صحيحا، فهذا قرار يمكن أن يدفع نظام كييف حقا نحو عملية السلام.

وكان مسؤول في البيت الأبيض قد أعلن في وقت سابق أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر تعليمات بتعليق كل المساعدات العسكرية إلى كييف، ودخل الأمر حيز التنفيذ في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء.

وقال مسؤول في البنتاجون لوكالة تاس إن القوات المسلحة الأمريكية علقت إمدادات المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، مؤكدين أن هذه الخطوة تتعلق بكل المعدات العسكرية الأمريكية التي لم تصل إلى أوكرانيا بعد، بما في ذلك الأسلحة التي تنقلها الطائرات والسفن أو تنتظر شحنها من مناطق العبور في بولندا.

اقرأ أيضاًالكرملين: زيادة التمويل الأوروبي لأوكرانيا هدفه إطالة أمد الصراع وليس إرساء السلام

الكرملين: حظر «فيسبوك» و «إنستجرام» في روسيا لا علاقة له بالثقة بين موسكو وواشنطن

الجارديان: الكرملين يفضح ادعاء ترامب بقبول روسيا نشر قوات أوروبية في أوكرانيا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الكرملين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوكرانيا عملية السلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا المساعدات العسکریة إلى عملیة السلام إلى أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

د. أمل منصور تكتب: هي هكذا .. من يكتفي يختفي

في بدايات العلاقات، كل شيء يلمع. الكلمات تلمع، والاهتمام يلمع، وحتى الصمت يكون له بريق خاص. يفتح الرجل باب الحديث كما لو كان يفتح نافذة على ربيع جديد، وترد المرأة بابتسامة تفيض بدفء الاكتشاف. الرسائل تتسابق، والمواعيد تُحاك على عجل، وكأن الزمن يخشى أن يفوته هذا العرس الصغير للحضور المتبادل. إنها حلاوة البدايات التي تخدعنا جميعًا، حيث يظن القلب أن هذا الاندفاع هو القاعدة، وأن هذا الحضور الكثيف سيبقى إلى ما لا نهاية.

لكن ما إن تمضي الأيام حتى تبدأ الملامح في التغيّر. الرسائل تقلّ، الأصوات تخفت، والمواعيد تُؤجَّل بلا سبب. فجأة يتسلل الغياب كظلٍ طويل، لا يترك مبررًا ولا يطلب إذنًا. نتساءل: ماذا حدث؟ أكان كل ذلك الاندفاع مجرّد مرحلة؟ أكان الحضور مجرد عطش لحظي لا أكثر؟

الحقيقة القاسية أن كثيرين يدخلون العلاقات بشغف الاكتشاف لا بشغف الاستمرار. ينجذبون إلى ومضة البدايات أكثر مما ينجذبون إلى جوهر العلاقة. يحبون فكرة "الوصل" لا عبء "البقاء". وفي اللحظة التي يشعرون فيها أنهم أخذوا ما يكفي من دفء الطرف الآخر—كلمة، نظرة، اعتراف—يتراجعون بلا ضجيج. فمن اكتفى، يختفي.

نحاول أن نبرر لهم: ربما مشغول، ربما مرهق، ربما غاضب. لكن لو كان صادقًا لبقي. ولو كان مشتاقًا لأتى. ولو كان غاضبًا لاشتكى. الغياب بلا تفسير ليس انشغالًا ولا كبرياء؛ إنه اكتفاء. إنه إعلان صامت بأن ما كان يثيره فيك لم يعد يثيره، وأن ما كان يبحث عنه قد وجده، أو ربما لم يعد يريده أصلًا.

الأصعب من الغياب نفسه هو ارتباك الأسئلة التي يتركها وراءه. المرأة—وأحيانًا الرجل—تظل تبحث في التفاصيل: هل قلت كلمة أزعجته؟ هل بالغت في إظهار مشاعري؟ هل كان ينتظر شيئًا ولم أمنحه إياه؟ لكن كل هذه الأسئلة ليست سوى فخاخ تلتهم طاقتنا. الحقيقة أبسط وأقسى: لم يختفِ لأنك قصّرت، بل لأنه اكتفى.

هؤلاء الذين ينسحبون بصمت يظنون أنهم ينجون من المواجهة، لكنهم في الواقع يتركون خلفهم جرحًا من نوع مختلف. جرح لا يصرخ لكنه يصدأ ببطء. جرح يجعل الطرف الباقي يراجع ذاته بلا نهاية، ويتعلم الدرس الأهم: أن الحضور الحقيقي لا يحتاج إلى تذكير، وأن من يريد البقاء يجد دائمًا طريقًا للبقاء.

ومن الإنصاف أن نعترف أن هذه الظاهرة ليست حكرًا على الرجال. هناك نساء يملن إلى لعبة الظهور والاختفاء، نساء يفتنهن وهج البداية أكثر مما يغريهن عمق الاستمرار. أحيانًا يكون الأمر مجرد إثبات للذات: أن بإمكانها أن تُعجب أحدهم، أن تُحدث في قلبه ارتباكًا، ثم تمضي. إنها لعبة أنانية يرتدي فيها كل طرف قناع "العفوية" بينما يخفي داخله خوفًا من الالتزام، أو هروبًا من مواجهة حقيقية مع ذاته.

لكن ماذا عن الطرف الذي يبقى؟ كيف ينجو من مرارة الغياب؟ النجاة تبدأ بالوعي. أن تفهم أن الصدق لا يرحل، وأن الاشتياق لا يختبئ، وأن الحب الحقيقي لا يذوب عند أول ارتباك. أن تدرك أن الآخر ليس مرآة لقيمتك، وأن اختفاءه لا يعني أنك أقل جمالًا أو استحقاقًا. أحيانًا يكون الاختفاء هدية متخفية: يريحك من علاقة كانت ستتآكل ببطء، ويكشف لك مبكرًا أن من أمامك لا يملك شجاعة الاستمرار.

قد نتألم، نعم. قد نسهر ليلًا نعيد قراءة الرسائل القديمة ونفتش عن إشارات صغيرة لما سيأتي. لكن مع الوقت نكتشف أن ما ظنناه خسارة كان في الحقيقة مساحة جديدة لنكبر. نكتشف أن القلب الذي تعلم كيف يحتمل غياب الآخرين يصبح أكثر قدرة على اختيار من يستحق حضوره.

في النهاية، ليست كل البدايات وعدًا بالبقاء. بعضهم يمرّ كزائر عابر ليوقظ فينا شيئًا نائمًا ثم يرحل. وبعضهم يختفي لأن حضوره كان مجرد صدفة جميلة لا أكثر. وما يهمنا حقًا ليس من بقي لأيام، بل من يملك شجاعة أن يبقى لسنوات، رغم التعب، رغم الخلافات، رغم كل ما يجعل الاستمرار أصعب من الاكتفاء.

لذلك، حين يختفي أحدهم بعد حلاوة البدايات، لا تلهث خلف ظله. لا تتساءل عما فعلت أو لم تفعل. تذكّر فقط أن من يريدك لا يتوارى، ومن يحبك لا يختفي، ومن يكتفي… يختفي.

طباعة شارك بدايات العلاقات المرأة الرجل

مقالات مشابهة

  • د. أمل منصور تكتب: هي هكذا .. من يكتفي يختفي
  • ترامب حقق ما عجز عنه الآخرون.. عائلات الرهائن تطالب لجنة نوبل بمنح الرئيس الأمريكي جائزة السلام
  • الكرملين: تسليم صواريخ توماهوك تصعيد خطير لكنه لن يغير وضع نظام كييف
  • الكرملين: تسليم أوكرانيا صواريخ توماهوك سيُمثل تصعيداً خطيراً
  • تفاصيل المفاوضات بين حماس وإسرائيل بالتزامن مع الضغط الأمريكي لإنهاء الحرب
  • النادي الثقافي المصري الأمريكي والهيئة القبطية الأمريكية يهنئان السيسي والقوات المسلحة بذكرى نصر أكتوبر
  • المبعوث الأمريكي السابق إلى أوكرانيا: بوتين خدع ترامب وأظهره ضعيفًا
  • رئيسة وزراء أوكرانيا: ليتوانيا ساهمت بـ 1.8 مليار يورو لدعم احتياجات كييف
  • الرئيس السيسي: بصيرة السادات وحكمة القيادات الإسرائيلية والوساطة الأمريكية مهدت طريق السلام العادل
  • الكرملين مؤيدا ترامب: أوكرانيا خسرت القرم منذ سنوات