جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-12@21:55:23 GMT

جوهر التسامح

تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT

جوهر التسامح

 

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

يذكرنا صوت المطر بأيام الطفولة التي كانت من الأيام الجميلة غير المصطنعة ويذكرنا صوت أذان العشاء والنفحات الإيمانية المحاطون بها في شهر رمضان بالسفرة الجميلة التي كانت تعدها لنا أمي عندما كنَّا صغارا، وبمشاركة جدتي رحمها الله وبعض من عماتي لنتجمع كلنا حول مائدة الإفطار ولسان حالنا يقول (يا رب رمضان ما يخلص)، هكذا كان التفكير وقتها أطعمة متنوعة ما لذَّ وطاب ندخل المطبخ متسللين ونشاهد القدر ونأخذ أصابعنا الصغيرة لنلعق بها ما تبقى في القدر من كاسترد أو محلبية، كما يُسميها البعض كانت قلوبنا مليئة بالحب والسعادة والسكينة والهدوء وكانت أيامنا جميلة نستمتع كثيرا بانتظار المسلسل الكرتوني في المساء سلاحف النينجا أو سالي والكابتن ماجد، وكنَّا نتحلق حول التلفاز جميعا في جو تسوده الألفة والمحبة.

كبرنا وكبرت أفكارنا وتغيرت وتفرقنا؛ فكل منَّا أصبحت له حياته الخاصة وبيته الخاص وعائلته الخاصة وأصبح لتلك العائلة فروع أخرى، لكننا لم نعد كما كنَّا تماما وقد بحثنا كثيرا عن نسختنا القديمة إلا أننا لم نجدها ولربما هي نفسها موجودة في ملامحنا إلا أن الآخرين لم يبقوا كما كانوا، فالمال والعمل والسعادة الصغيرة والحياة المختلفة غيرتهم كثيرا لدرجة أنك أصبحت تتمنى أن تلتقي بهم لتحاول أن تعيش بعضًا من ذكرياتك السابقة إلا أنهم يرفضون بحجة انشغالهم في الحياة العملية والأسرية الأخرى وكأنك لم تكن يومًا ترافقهم في بيت واحد وكان بيتكم الأول مختلفاً وأنتم الذين كبرتم سويا وكبرت أحلامكم معًا.

التسامح والتصالح الحقيقي هو صفاء الذهن وراحة البال والبعد عن المنغصات وعن من لا يُطيقني ومن لا يريدني أن أكون بحياته وللعلم إنك لست وحدك فالمعركة فمعركتهم الدنيوية فاشلة وهم يبحثون عن مُغريات الحياة ومكملاتها الزائفة متناسين تلك السفرة التي جلستم بها سويا يوما ما أو ذلك الحضن الذي كنتم في كنفه وذلك البيت القديم.

قليلون هم من يبقون على طبيعتهم وكثيرون من يغيرهم المال والمنصب والحياة كيف لا وكنت أنت وابنة عمتك في نفس الحي ولا تدعوك لزيارتها أو حتى لا تهتم لأمرك أو حتى أخوك وربما أختك وعمك وأخوالك، وهكذا. المال والاقتصاد والسياسة والحياة الاجتماعية لن تتعطل بتغير هؤلاء البشر ولكن المبادئ الأخلاقية التي تربينا عليها ليست سوى جزء أساسي من حياتنا اليومية وعليه يجب علينا التحلي بها، أن أكون قائدا أو معلما أو إداريا أو دكتورا أو مهندسا أو موظفا هذا أمر وأن أكون أخا وأبا وابنا وأختا أمر آخر ويجب عليَّ ألا أجعل متغيرات الحياة تُغيرني على أهلي وناسي وجماعتي، ويجب ألا اغتر واتكبر مهما بلغت من درجات عُليا فمن تَواضع لله رفعه ومن بقي كما عهدناه فهذا ينم عن طيب أصله وصدق مَعدنِه وصفاء روحه وعذب مشاعره.

إنَّ جوهر التسامح والعفو والغفران ليس مقتصرًا على الرب فقط لكننا نحن بشر نصر ونعاند ولا نسامح وقد نكون كلنا أخطاء فكيف لنا أن نطلب الغفران من رب السماء ونحن غير قادرين على العفو عن الآخرين والصفح عنهم.

الحياة أصبحت مُخيفة في ظل وجود هكذا عينات أخذتها الشهرة وحب المال والصيت وجمع الأموال والبعد كل البعد عن الله فمن كان قريباً من الله لن يستطيع أن يفعل ذلك أو حتى يتكبر فالكبر بطر الحق وغمط النَّاس وحاشا لله أن نكون من هذه الفئة أو أن نتكبر على ذوينا مهما وصلنا من مراتب علمية وعملية ومالية.

فلنتسامح ولنكن طيبين؛ فالله يحب الطيبين، ونحن أيضا تلاحقنا الأخطاء، ولن نعيَّ جوهر التسامح ما دامت القلوب سوداء.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي يزور جامعة الجزائر 2

قام وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، اليوم السبت، بزيارة عمل وتفقد زيارة لجامعة أبو القاسم سعد الله الجزائر 2.

أين زار الوزير، المؤسسة الإقتصادية المنبثقة من نتائج البحث لمركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية.

وقدمت له 8 مشاريع إبتكارية قابلة للتسويق أهمها الكتاب الإلكتروني المدعم بالصوت لتلاميذ السنة الأولى إبتدائي.

وتطبيق يستعمل الذكاء الإصطناعي للكشف المبكر عن أصحاب التوحد. وتطبيقات إلكترونية لمرافقة تلاميذ المدارس من أجل تحصيلا علمي ناجح.

كما كانت الفرصة لزيارة معرض للطلبة حاملي المشاريع الابتكارية والمؤسسات الإقتصادية المصغرة.

وأكد الوزير أن الجامعة الجزائرية أصبحت قطب إنتاجي للمعرفة وتسويق الابتكار، وريادة الأعمال. وتأهيل الكفاءات لسوق العمل المعاصر.

وأضاف الوزير، أن جامعة الجزائر 2 التي تكون في ميادين العلوم الإنسانية والاجتماعية واللغات، أصبحت فاعلا اقتصاديا في تكوين الطلبة في مهارات ريادة الأعمال الاجتماعية. ودعم المشاريع الناشئة وتكوين جيل جديد من الفاعليين الاقتصادين المتخرجين من ميدان العلوم الإنسانية والاجتماعية

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • "لن أكون غبياً!".. ترامب يعلّق على هدية قطر "الذهبية": قصر طائر بـ400 مليون دولار
  • مطالب برلمانية بقانون شامل للصيدلة: تأخر كثيرا
  • وسط المفاوضات التجارية بين أمريكا والصين.. كيف أصبحت أسعار النفط؟
  • وزير خارجية السودان السابق للجزيرة نت: الحرب أصبحت إقليمية وتقسيم البلد غير وارد
  • الهدهد يحذر الطلاب من دعاوى الكراهية على وسائل التواصل الإجتماعي
  • ما عندي بيت وشنو المشكلة أكون زوجة ثانية... كادي القيسي بأقوى التصريحات في بودكاست مايك السومرية 
  • وزير التعليم العالي يزور جامعة الجزائر 2
  • «بوسي» بين السوشيال ميديا و الحمار بالمقلوب!
  • وزير التعليم السابق يحكي عن معلمة شرحت لطلابها التسامح بكيس بطاطا
  • قافلة دعوية كبرى تجوب شلاتين وحلايب لتعزيز الوعي الديني وقيم التسامح