أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن التوسل بالأولياء والصالحين الأصل فيه الجواز، معلقا: ما دام القلب ينظر إليهم نظرة محبة وتوقير، ويرى أنهم سبيل يوصل إلى مرضاة الله دون أن يملكوا نفعًا أو ضرًّا بذواتهم، مشيرًا إلى أن محاولة حمل الناس على رأي بعينه في هذه المسألة فيه نوع من التشدد.

وقال مفتي الجمهورية خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج «اسأل المفتي» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن القاعدة الفقهية تقول: «لا يُنكر المختلف فيه، وإنما يُنكر المتفق عليه»، وبالتالي فإن لكل شخص الحق في الأخذ بأيٍّ من الآراء الفقهية التي يراها مناسبة، ما دام التوسل يتم في إطار المشروع الذي شرعه الله تعالى.

وحول سؤال عن الفدية في رمضان، أوضح فضيلة المفتي أن من تلزمه النفقة هو المسؤول عن إخراج الفدية لمن يعولهم، مثل الأب تجاه أبنائه وزوجته، أما من يملك ذمَّة مالية مستقلة، فعليه إخراج الفدية بنفسه، مؤكدًا أن الفدية تختلف عن الكفارة في الأحكام الفقهية.

اقرأ أيضاًبالفيديو.. المفتي: لا تعارض بين العقل والنقل في القضايا الغيبية

المفتي: الإسلام لم يكتفِ بالدعوة إلى بر الوالدين فهو من أعظم القيم الأخلاقية «فيديو»

كيف نفرق بين الكذاب والصديق من الناس؟.. المفتي يوضح

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية مفتي الديار المصرية الفدية الفدية في رمضان

إقرأ أيضاً:

لا يتواضع إلا من كان واثقا بنفسه.. ولا يتكبر إلا من كان عالما بنقصه

امتدت صداقتنا لنحو نصف قرن من الزمن. تعارفنا منذ أن كنا صغارا. كبرنا في الحياة كغيرنا من البشر. كل منا شق طريقه نحو غايته وأهدافه في الدنيا. سنوات من القطيعة قطعتها وسائل التواصل الاجتماعي لتعيد المياه إلى مجراها القديم، شيئا فشيئا جعلتنا متواصلين أكثر مما نلتقي.

أصبح مشرفا في عمله له مكانته المرموقة في الشركة التي يعمل بها منذ زمن. كان يحدثني عن فتات الأعمال التي يقوم بها في مجال عمله. لفترة ما ظننت بأنه أفضل إنسان على وجه الأرض علما وخلقا وتقبلا للحياة وللآخرين.

لكن في رمضان الماضي صدمني كثيرا عندما حدثني بأنه يرفض رفضا قاطعا أن يفطر مع العمال في الإفطار الذي تقيمه الشركة في كل عام كنوع من التضامن الاجتماعي. أسر لي بأنه يريد أن يجعل بينه وبين الذي يعملون معه ساترا يحجب عنه الالتقاء بالموظفين؛ حتى لا يسمع شكواهم فيضيق صدره أو كما يقول: «يصدع رأسه». وأردف قائلا: إنه قد اعتاد على الجلوس مع المسؤولين الكبار من الشركات الأخرى في مثل هذه المناسبات السنوية، وليس لديه الوقت ليجامل من هم أقل منه في مراتب العمل!

كان لي رأي آخر لم يعجبه قط؛ حدثته عن أهمية الالتقاء بالعمال والقرب منهم، ومساندتهم معنويا على أقل تقدير والاستماع إليهم؛ لأنهم مصدر مهم في الإنتاج في الشركة، فمن خلالهم تستطيع الشركة أن تنافس بقية الشركات الأخرى في سوق العمل، ولعل هذه المناسبة هي فرصة لمعرفة ما يسرونه في ضمائرهم من مشاعر متفاوتة ما بين «السلب والإيجاب»، إضافة إلى أن هذا الإفطار يعد تضامنا إنسانيا بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى.

لم يعجبه ما قلت، بل عاد ليؤكد على أن البشر ليسوا متساوين في المستويات، وأغرق نفسه في الحديث عن الهيبة، والمنزلة الوظيفية وغيرها. في البدء كنت أعتقد أنه يمزح أو يتصنع في قوله، لكن ما أن دخل في مناطق محظور الحديث عنها حتى وجدت أنه شخص آخر غير الذي كنت أعرفه منذ سنين طويلة.

العامل الذي لا ترتضي الجلوس معه على الطاولة نفسه هو إنسان قبل أي اعتبار آخر، والماديات هي أرزاق من الله، وما تنفر منه الآن قد يصل إليك إذا ما غضب الله عليك، وسلط عليك من أعمالك التي لا تحمد عقباها؛ فالمناصب والمراتب مآلها إلى الزوال، ويبقى الأثر الطيب حاضرا في نفوس من كنت معهم وغادرت مكانك بلا عودة.

وهذا القول يقودنا نحو الحديث عن أهمية التواضع في حياة الإنسان؛ فهناك نماذج مشرفة سواء من البسطاء أو لأثرياء في العالم لم تمنعهم مكانتهم وما ملكت أيديهم من الخير عن خدمة غيرهم من هم أقل «شأنا ومنزلة وحالا»، وكان تواضعهم سببا في نجاحاتهم في أعمالهم. لن نسمي أسماء نعرفها ورحلت، ولكن أثرها الطيب في نفوس الذين يعرفونهم أو ممن كانوا يعملون معهم هو كلمة السر في ذلك النجاح الباهر، والدعاء الصادق لهم بالعفو والمغفرة.

الله سبحانه وتعالى جعل هناك تفاوتا في المستويات، فهذا أمر واقعي وملموس، ولكن الأمر كان له مغزى وهدف وهو أن يحس الغني بالفقير، وحتى يكون هناك توازن في بيئة العمل والحياة بشكل عام؛ فلولا الحاجة لما سعى الناس إلى إيجاد العمل، فالغني عليه أن يراعي الله -سبحانه وتعالى- فيما أعطاه من خير وفير، وألا تأخذه العزة بالإثم، فينال عقابا ربانيا شديدا، ويذهب ماله، ويقل نصيبه من الأجر والثواب، فقد يسلط الله عليه أحدا من أقرب الناس إليه يحول حياته إلى نكد وشقاء وعذاب.

ومما هو مثبت عن الإمام الشافعي -رحمة الله عليه- أنه يقول: «التواضع يعد من أخلاق الكرام، والتكبر من شيم اللئام. والتواضع يورث المحبة، والقناعة تورث الراحة. وأرفع الناس قدرا من لا يرى قدره، وأكثرهم فضلا من لا يرى فضله».

ومن المكانة العالية التي يصل إليها الشخص المتواضع نذكر ما ورد لدى السلف الصالح؛ فقد قال الإمام النووي: عن قوله- صلى الله عليه وسلم-: «ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله» فيه وجهان أحدهما: يرفعه في الدنيا، ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة، ويرفعه عند الناس ويُجلّ مكانه، أما الثاني: أن المراد ثوابه في الآخرة، ورفعه فيها بتواضعه في الدنيا.

فهناك مقولة رائعة تقول: «لا يتواضع إلا من كان واثقا بنفسه، ولا يتكبر إلا من كان عالما بنقصه».

وبحسب تفسيرها فإن هذه المقولة تعبر عن فكرة أن التواضع ليس علامة على الضعف، بل على الثقة بالنفس. فمن يعرف قيمته الحقيقية لا يحتاج إلى التكبر أو الإفراط في التواضع.

إذن الإنسانية هي مبدأ مهم في مراعاة الآخرين والتواضع لهم مهما وصلنا من درجات المجد والشهرة والثراء؛ فكلمة طيبة قد تزيح الكثير من كثبان المصاعب عن قلوب الناس، وتدخل السرور إلى حياتهم.

مقالات مشابهة

  • ياسر الحزيمي يروي تجربته الصادمة: 21 عامًا دون طعم أو رائحة! .. فيديو
  • تامر حسني يكشف سر تعاونه مع رضا البحراوي في فيلم ريستارت |فيديو
  • طبيب يوضح كيفية التخلص من التفكير الزائد نهائيًا .. فيديو
  • تامر حسني يكشف سر تعاونه مع رضا البحراوي بفيلم «ريستارت».. فيديو
  • لا يتواضع إلا من كان واثقا بنفسه.. ولا يتكبر إلا من كان عالما بنقصه
  • بعد القسوة .. ماذا يبقى في جوف الإنسان؟
  • خطيب السيدة زينب: من يمشي في فضيحة الناس يضعف الإيمان بقلبه.. فيديو
  • علي جمعة يوضح أبرز علامات الساعة الصغرى الواردة في الأحاديث النبوية
  • الزعاق يوضح مسار السحب الصيفية والشتوية ..فيديو
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان