الجنوب .. أضغاث أحلام ذبحها الارتزاق
تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT
ما يحصل اليوم في الجنوب اليمني المحتلّ هو كارثة إنسانية حقيقية، وفوضى عسكرية وأمنية وسياسية واجتماعية شاملة صنعتها دول تحالف العدوان وأيادي الارتزاق والعمالة، ونتيجة طبيعية للاحتلال وفقدان القيادة الوطنية والمنهجية الإيمانية، وانعدام المشروع القائم على الحرية والاستقلال؛ لأن التبعية للمستعمرين تخلق حالة من الفوضى والقتل والدمار والمعاناة والفقر والبطالة والتدهور في كُـلّ جوانب الحياة.
في الجنوب الواقع تحت سيطرة قوى الاحتلال والعدوان السعوديّ الصهيوني الإماراتي، مواطنون ساء حالُهم، وفسد مآلُهم، ولم تبقِ فصائلُ الارتزاق والخيانة لهم حقًّا ولا كرامة.. هتكوا أعراضَهم، وقتلوا أبناءهم، وسرقوا أموالهم، ونهبوا ثرواتهم، وسلبوهم حريتَهم وكرامتهم، وانتهكوا كُـلّ حرمات الله، ولم يرقبوا في أحد منهم إلًّا ولا ذمة.
يكذبون عليهم باسم الشرعية والانتقالي؛ فتارةً يعدونهم بالانفصال فيمكّنونهم من بعض المرافق، وتارة يعدونهم بالشرعية فيمكّنونها من بعض المناطق، ويستمر التناحر فيما بينهم، وكله صراع إماراتي سعوديّ؛ مِن أجلِ بسط النفوذ وتقاسمه والسيطرة على الثروات، والدم من رأس الجنوبيين، والمصلحة للسعوديّين الإماراتيين.
وهكذا يكذبون عليهم حتى صاروا -وللأسف الشديد-؛ بسَببِ كذبهم كالعملة المزوَّرة التي يتداولها اللصوص ليسرقوا جهدَ الناس ويسخروهم ويأكلوا عَرَقَهم ويبخسوهم وهم في غفلة من أمرهم.
ومن عجيب أمرهم أنهم يكذبون عليهم وعلى مدى عشرة أعوام من الاحتلال والقتل والتشريد، وهم مصدِّقون أنفسَهم أن قوى الاحتلال ستبني لهم دولةً وتحقّق لهم غاية، بل وموقنون بأنهم صادقون وصدوقون معهم، وهذه هي الكارثة.
وما ذلك إلا لأن الله طمس عينَ بصيرتهم؛ بسَببِ تقصيرهم وإعراضهم عن هدى الله بعد أن كان قد وصل إليهم، فأراهم الحقَّ باطلًا وأراهم الباطلَ حقًّا؛ فأصبح حالُهم كمثل الذي أُصيب بالعمى وهو يحسب أنه كامل الإبصار، ولكن الليل قد أرخى سدولَه وبسط خيمتَه.
وهذا ليس إلا نموذجًا بسيطًا مما يريد الغزاة تعميمه على كُـلّ مناطق اليمن في شمالها وجنوبها.
وفي المناطق الشمالية التابعة لصنعاء أمن وأمان، وحرية واطمئنان، وعزة وكرامة؛ لأن الله مَنَّ علينا بنعمةِ القيادة الربانية العظيمة ونعمة البصيرة والهدى؛ فعرفنا قيمة الحق وقيمة الحرية.
فانطلق رجالٌ صادقون يصرُخون في وجوه الغزاة وعملائهم صرخات مرعدة بالحق المبين، وقد سلَّموا للقائد الحكيم، فداسوا دبابات وعربات وآليات وطائرات ومجنزرات وأسلحة قوى الطاغوت والاستكبار والاحتلال بأقدامهم، وأسسوا أخلاقهم على مبادئ هدى القرآن ومبادئ الصدق والشرف والوفاء؛ فاعتدل في هذه المناطق ميزان العدل، ونمت في المنتمين لهدى الله من مجاهدينا في القوات المسلحة اليمنية وفي القبائل -دعامتها الأَسَاسية- قيمُ المروءة والحمية، وازدهرت أسسُ الوفاء، فتحولت هذه الأرض إلى رياض من الأمن والأمان، وأضحوا وهم في الأرض يتنسمون أنسام الحرية والكرامة ونعيمها بفضل من الله سبحانه وتعالى.
وهذا نموذج لمن اتبعوا هدى الله وعرفوا قيمة ومعنى وجودهم في هذه الحياة، وسلموا للقيادة تسليمًا مطلقًا.
وسيظل أبطالنا على عهدهم صادقين ما نبض فيهم قلبٌ أَو رفت لهم عين، حتى تحرير آخر شبر من تراب هذا الوطن.
ونأمل من أبناء الجنوب أن يأخذوا العبرة ويفهموا تلك الدروس، ويلتفوا حول رجال الله وأنصاره الصادقين ليتحرّروا من تلك القوى الظالمة، ويصدُقوا مع الله فيصدقهم، ويكتب لشعبنا شمالِه وجنوبِه الحرية والاستقلال والسبق في ميادين الجهاد والريادة، ويستقل بقراره وحريته، ويكون دعامة رئيسية للأمن القومي العربي والإسلامي.
وهذا ما نأمله، ويكفي عشرة أعوام من الدروس والعبر لمن كان له قلب أَو ألقى السمع وهو شهيد.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تصعيد استيطاني جديد.. قطع خطوط مياه في الأغوار وإحراق سيارات بـ رام الله
قطع مستوطنون إسرائيليون خطوط المياه في خربة الدير في الأغوار الشمالية بالضفة الغربية المحتلة، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
ونقلت الوكالة عن الناشط الحقوقي عارف دراغمة قوله إن المستوطنين قطعوا خطوط المياه القادمة من أحد الينابيع المنتشرة في المنطقة، والتي تعود للمواطن عمّار جهاد دراغمة.
وفي الوقت نفسه، أضرم مستوطنون غير قانونيين النار في مركبتين وكتبوا شعارات عنصرية خلال هجومهم على قرية الطيبة شرق رام الله.
تصاعد الهجمات منذ أكتوبر 2023ومنذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، شهدت الضفة الغربية المحتلة تصاعدًا واضحًا في هجمات المستوطنين، بدعم وحماية من قوات الاحتلال في كثير من الحالات.
وشملت الاعتداءات عمليات اقتحام للقرى، وحرق ممتلكات، وقطع طرق، والاستيلاء على الأراضي الزراعية، إلى جانب استهداف شبكات المياه ومصادر الرعي التي يعتمد عليها السكان الفلسطينيون في المناطق الريفية والمهمشة.
ويقول حقوقيون إن هذه الهجمات أصبحت أكثر تنظيمًا وعنفًا خلال العامين الماضيين، في محاولة لفرض مزيد من الضغط والتهجير على التجمعات الفلسطينية الصغيرة، خاصة في الأغوار التي تُعد من أكثر المناطق عرضة للتوسع الاستيطاني.