وزارة الكفاءة الحكومية أداة ترامب لمراقبة باقي الوزارات والوكالات
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
كيان استشاري خاص، تابع للمكتب التنفيذي للرئيس الأميركي، تأسس في 20 يناير/كانون الثاني 2025، بقيادة إيلون ماسك، بغرض خفض الإنفاق الفدرالي والدين الحكومي، من خلال إعادة هيكلة الوكالات الفدرالية، والنظر في اللوائح والنفقات الحكومية، والتخلص من الوظائف التي قد تعتبر هدرا مفرطا للمال العام.
وليست وزارة الكفاءة رسمية على مستوى مجلس الوزراء، بل أنشأها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأمر تنفيذي، عبر إعادة تنظيم وتسمية "مكتب الخدمة الرقمية الأميركي" الذي كان موجودا بالفعل منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وقد قلصت الوزارة، في غضون أقل من شهرين من بدء مهامها، ميزانيات وزارات مهمة، وفككت وكالات فدرالية، وألغت برامج حكومية حيوية، وطردت عشرات الآلاف من الموظفين الفدراليين.
وأثار تشكيل الوزارة والإجراءات التي نفذتها جدلا واسعا في الأوساط السياسية والقانونية وعامة الشعب الأميركي، ونجم عن ذلك رفع أكثر من 20 دعوى قضائية مختلفة، حتى مارس/آذار 2025، تشكك في مشروعية هيكلة الوزارة وإجراءاتها، وتتهمها بمخالفة الدستور، وإلحاق أضرار جسيمة بهيكلية الحكومة الفدرالية ومصالح المواطنين.
النشأةأُنشئت وزارة كفاءة الحكومة بمقتضى أمر تنفيذي أصدره ترامب أول يوم من تنصيبه بولايته الثانية في 20 يناير/كانون الثاني 2025، بهدف تحديث التكنولوجيا والبرمجيات الفدرالية لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة والإنتاجية الحكومية، وخفض الإنفاق الفدرالي والدين الحكومي وفق برنامج الرئيس.
وكان ترامب قد أعلن في أعقاب فوزه بالانتخابات الرئاسية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، عن رغبته في إنشاء مجلس استشاري، يقدم المشورة والتوجيه من خارج الحكومة، من أجل خفض الإنفاق الحكومي الذي يرى فيه هدرا كبيرا.
إعلانوليست وزارة الكفاءة رسمية على مستوى مجلس الوزراء، إذ يتطلب ذلك الحصول على موافقة الكونغرس بأغلبية الثلثين، ولم يتم بناء هيكلة مستقلة لها، بل أُنشئت عن طريق إعادة تنظيم "مكتب الخدمة الرقمية الأميركية" وتغيير اسمه إلى "وزارة الكفاءة الحكومية".
وقد أُنشئ "مكتب الخدمة الرقمية الأميركية" عام 2014، في عهد أوباما، بهدف تطوير الخدمات الرقمية للوكالات، والعمل على تعزيز الاستخدامات المتكاملة والفعالة والآمنة لتكنولوجيا المعلومات في الحكومة الفدرالية، وجاء ذلك إثر مشاكل رقمية متكررة واجهت إطلاق موقع الرعاية الصحية الحكومي.
الهيكل التنظيميتتبع وزارة الكفاءة مباشرة للمكتب التنفيذي للرئيس الأميركي، وقد جعل الأخير على رأسها رجل الأعمال والملياردير إيلون ماسك الذي يعمل موظفا حكوميا خاصا لا يتقاضى راتبا، وفق بيانات البيت الأبيض، وهذا يجعله ضمن التصنيف الحكومي للموظفين الذين يعملون لمدة 130 يوما أو أقل في السنة.
ورغم أن ماسك هو الذي يدير الوزارة فعليا، بحسب تصريحات ترامب، فقد عيّن البيت الأبيض إيمي غليسون، وهي مسؤولة تنفيذية سابقة في مجال الرعاية الصحية، لتكون القائمة بأعمال مدير الوزارة، لمواجهة أسئلة القضاة حول المسؤول عن جهاز خفض التكاليف.
وأفادت الصحافة الأميركية أن فريق العمل في الوكالة يتألف من نحو 40 شخصا، أغلبهم من متخصصي البرمجيات الشباب الذين عملوا في شركات ماسك، ولم يمارسوا العمل ضمن مناصب حكومية.
وتعمل وزارة الكفاءة الحكومية على تقديم المشورة والتوجيه للوكالات، بالتنسيق والتعاون مع البيت الأبيض ومكتب الإدارة والميزانية، ويتم العمل من خلال استحداث هيئتين جديدتين، نص على إنشائها الأمر التنفيذي، وهي:
لجنة خدمة وزارة كفاءة الحكومة المؤقتة: ويستمر عملها 18 شهرا ينتهي في 4 يوليو/تموز 2026، ووظيفتها تعزيز برنامج ترامب فيما يتعلق بكفاءة الأجهزة الفدرالية وتنظيم الإنفاق الحكومي. ويرأس اللجنة مدير وزارة كفاءة الحكومة، الذي يلتزم بتقديم تقاريره المتعلقة بعمل اللجنة إلى رئيس موظفي البيت الأبيض. فريق كفاءة لكل وكالة فدرالية: يتم إنشاؤه بالتشاور بين رئيس الوكالة ومدير خدمة كفاءة الحكومة، بحيث يتكون كل فريق من 4 موظفين على الأقل، يمكن أن يكونوا من موظفي الوكالة نفسها، أو يتم تعيينهم في غضون شهر من صدور الأمر، باعتبارهم موظفين حكوميين خاصين. إعلانويشمل الفريق قائدا ومهندسا ومتخصصا في الموارد البشرية ومحاميا، ويعمل كل فريق بالتعاون مع وزارة كفاءة الحكومة، ثم يقدمون المشورة لرؤساء وكالاتهم فيما يتعلق بالإجراءات التي يجب تنفيذها بخصوص كفاءة الحكومة وخفض الإنفاق.
يتركز عمل وزارة الكفاءة الحكومية في نطاق إدارة تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية في الوكالات، ووفق الأمر التنفيذي الصادر عن ترامب، يقع على عاتقها تأدية مهمتين رئيسيتين:
الأولى: تحديث التكنولوجيا والبرمجيات الفدرالية لزيادة كفاءة الحكومة وإنتاجيتها، وتشمل الأعمال التالية:
تحديث البرمجيات التي تساعد في رفع جودة وكفاءة أنظمة البرامج الفدرالية وتحسين البنية الأساسية للشبكات وأنظمة تكنولوجيا المعلومات. تعزيز التشغيل المتبادل بين شبكات وأنظمة الوكالات، وضمان سلامة البيانات، وتسهيل جمع البيانات ومزامنتها بشكل مسؤول. تمكين إدارة وزارة الكفاءة من الوصول إلى جميع السجلات غير السرية للوكالات الحكومية وبيانات أنظمة البرامج وأنظمة تكنولوجيا المعلومات، مع التزامها بالعمل في إطار معايير صارمة تضمن حماية البيانات.الثانية: تخفيض الإنفاق الفدرالي:
عن طريق تقديم توصيات تتعلق بتقليص حجم الوكالات الفدرالية، والتخلص من الوظائف التي تعتبر هدرا للمال العام، وتسريح الموظفين الذين يشكلون فائضا غير منتج، وتجميد التوظيف وخطط التوظيف في الوكالات.
مُنحت وزارة الكفاءة الحكومية سلطة واسعة، وشملت إجراءاتها نطاقا أوسع من إطار تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية، إذ تعاملت مع مجالات أخرى مثل المشتريات والعقارات والعمليات الجوهرية للوكالات، ويُعتقد أنها تمكنت من الوصول إلى سجلات سرية خاصة بالوكالات.
ووفق بيانات موقعها الرسمي، فقد وفرت وزارة الكفاءة الحكومية مبلغ 105 مليارات دولار من الإنفاق الحكومي حتى 7 مارس/آذار 2025، عبر تنفيذ مجموعة من الإجراءات، شملت مبيعات لأصول وإلغاء عقود أو إيجارات وإعادة التفاوض عليها، ومراجعة عمليات احتيال وحذف مدفوعات غير سليمة، وإلغاء منح، وتوفير فوائد، إضافة إلى تغييرات في البرمجة والمدخرات التنظيمية، وخفض القوى العاملة.
إعلانوقال ترامب، بخطاب أمام الكونغرس في 4 مارس/آذار 2025، إن وزارة الكفاءة الحكومية قدرت الهدر بميزانية الحكومة الفدرالية بـ500 مليار دولار سنويا.
واستطاعت الوزارة، خلال 6 أسابيع من مباشرة عملها رسميا، التفتيش والتدقيق ضمن حوالي 20 وزارة ووكالة حكومية، وتمكنت من الوصول إلى أنظمة الحاسوب التي تحتوي على بيانات شخصية للعاملين الفدراليين وملايين الأميركيين الآخرين.
وأرسلت الوزارة عروض "مغادرة طوعية" من الوظائف إلى أكثر من مليوني موظف فدرالي، بما في ذلك موظفون في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وطردت عشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين، لا سيما من هم تحت الاختبار، وألزمت الوزارة الموظفين الفدراليين بإرسال قائمة بإنجازاتهم الأسبوعية عبر البريد الإلكتروني.
كما عملت على تفكيك وكالات بأكملها واستهدفت وزارات وأجهزة حكومية مهمة، كانت أولاها وكالة التنمية الدولية، وهي الوكالة الرئيسية للمساعدات الإنسانية والتنموية الخارجية للحكومة الأميركية.
فقد فككتها الوزارة وطردت موظفيها، وهو ما أدى إلى توقف برامج تعليمية وصحية وتنموية حيوية في أكثر من 100 دولة حول العالم، لا سيما في البلاد التي تعاني من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة.
وأجرت وزارة الكفاءة تخفيضات كبيرة في ميزانية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ونفذت إجراءات أثرت على عمل مراكز التدريب والأبحاث العلمية، منها إلغاء 89 عقدا بحثيا في معهد العلوم التربوية التابع للوزارة بقيمة تقدر بنحو 900 مليون دولار، وإنهاء بعض عقود التقييم والإحصاءات التعليمية في معهد البحوث الأميركي الذي يعمل على زيادة كفاءة التعليم والتدريب المهني للقوى العاملة.
واتخذت الوزارة إجراءات ضد مراكز الرعاية الصحية والخدمات الطبية، منها فصل عُشر العاملين في مركز ألزهايمر والخرف، الذي يركز على أبحاث الخرف، وذلك في 21 فبراير/شباط 2025.
إعلانوأغلقت الوزارة مكتب حماية المستهلك، الذي أُنشئ لحماية المستهلكين بعد الأزمة المالية التي مرت بها البلاد بين عامي 2007 و2008، وتلقى العديد من موظفي المكتب إشعارات بإنهاء الخدمة.
وفصلت وزارة الكفاءة ألفا من موظفي الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، المسؤولة عن التنبؤ بالطقس، والبحث عن بيانات المناخ والطقس وتحليلها، ومراقبة وتتبع الأحداث الجوية المضطربة مثل الأعاصير.
وتم استهداف وزارات وأجهزة حكومية حيوية أخرى، منها الطاقة والموارد الطبيعية، الخزانة، الزراعة، إدارة الطيران الفدرالية، ودائرة الإيرادات الداخلية وخدمة المتنزهات الوطنية، وخدمة الغابات الأميركية، ووكالة إدارة الطوارئ الفدرالية، وإدارة الضمان الاجتماعي.
احتجاجات ودعاوى قضائيةواجهت وزارة الكفاءة الحكومية احتجاجات واسعة ومشاكل قانونية منذ بداية عملها، ورفعت ضدها نقابات ومؤسسات فدرالية وهيئات خاصة، حتى مطلع مارس/آذار 2025، أكثر من 20 دعوى قضائية.
وتتمحور الاحتجاجات والدعاوى القضائية حول 3 قضايا رئيسية:
الأولى: المطالبة بالكشف عن سجلات وزارة الكفاءةوتشمل ما يتعلق بأنشطة الوزارة وموظفيها، وتركزت موجة كبيرة من الانتقادات الموجهة للوزارة حول شرعية دمجها في الحكومة وشفافية نشاطاتها وعمليات التوظيف فيها، واتُهمت بأنها تعمل تحت ستار من السرية، وبذلك تنتهك قانون اللجنة الاستشارية الفدرالية لعام 1972 الذي يُلزم اللجان الاستشارية وغيرها من اللجان الخاصة في السلطة التنفيذية بالكشف عن أنشطتها وشؤون التوظيف.
وقد رفعت منظمة الرقابة الأميركية، في 11 فبراير/شباط 2025، دعوى تتضمن مطالب منها: الحصول على معلومات حول هيكلة الوزارة والتوظيف فيها، وتوضيح الالتزامات القانونية للوزارة بموجب قانون حرية المعلومات.
وفي الشهر نفسه، طالبت كل من "منظمة المواطنين من أجل المسؤولية والأخلاق" و"مركز التنوع البيولوجي" للحفاظ على البيئة، من خلال دعاوى قضائية، الوصول إلى سجلات وزارة كفاءة الحكومة.
إعلانوكذلك قدم "مشروع الرقابة الحكومية" تحديا لادعاء إدارة ترامب بأن سجلات وزارة الكفاءة تخضع لقانون السجلات الرئاسية، والذي يمنع من الوصول إلى المعلومات والبيانات لمدة تصل إلى 12 عاما بعد انتهاء ولاية الرئيس.
ورفعت مؤسسة "مستشاري الأمن القومي"، وهي هيئة قانونية للمصلحة العامة، دعوى قضائية تتهم فيها وزارة الكفاءة بانتهاك قانون اللجنة الاستشارية الفدرالية، إذ لا يوجد أي عضو بالوزارة من موظفي الحكومة أو يمثل وجهة نظر الموظفين الفدراليين، وجاء الاتهام كذلك بانتهاك التفويض المنصوص عليه في القانون، والذي يُلزم اللجان الاستشارية بالسماح للجمهور بالاطلاع على اجتماعاتها.
وفي مارس/آذار رفع "مركز الحملة القانونية"، الذي يعمل على تعزيز الديمقراطية من خلال القانون، دعوى قال فيها: إن تعيين ماسك في موقع حساس غير قانوني، إذ لم تتم الموافقة عليه من قبل الكونغرس، وهو مخالف للدستور الذي يلزم بموافقة الكونغرس على كبار المسؤولين العموميين.
وعلى صعيد آخر، أعرب كثيرون، من بينهم مشرعون، عن مخاوفهم بشأن تضارب المصالح المحتمل بين قرارات الوزارة، ومصالح ماسك التجارية، وقدم الديمقراطيون بلجنة الرقابة في مجلس النواب قرارا يطالب إدارة ترامب بالكشف عن المعلومات حول التضارب المحتمل للمصالح، نظرا للعقود التي أبرمتها شركات ماسك مع الحكومة، والتي تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات.
ونفى البيت الأبيض، دون ذكر تفاصيل، أي تضارب للمصالح، وقال إن وزارة الكفاءة مسؤولة أمام الرئيس، وسيتم الحيلولة دون وقوع أي تضارب.
الثانية: الاحتجاج على "الإجراءات التعسفية" لوزارة الكفاءةرفعت العديد من الجهات دعاوى قضائية ضد عمليات الفصل الجماعي للموظفين الحكوميين وغيرها من الإجراءات التي تؤثر على القوى العاملة الفدرالية، وضد التحركات الرامية إلى خفض الإنفاق، واتهمت الوزارة وترامب بـ"التلاعب بالتمويل الذي وافق عليه الكونغرس" والذي يقع خارج نطاق صلاحيات الرئيس والوزارة.
إعلانوقد رفعت جمعيات العمال الفدراليين دعوى قضائية في 6 فبراير/شباط 2025، تطلب من المحكمة الفدرالية منع إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وطرد الآلاف من موظفيها، وقالت إن هذه الإجراءات تستوجب موافقة الكونغرس.
وفي مارس/آذار من العام نفسه، رفع "مركز الحملة القانونية" دعوى تهدف إلى "وقف الاستيلاء غير القانوني على السلطة" من قبل وزارة الكفاءة الحكومية.
وجاء في الدعوى أن وزارة الكفاءة لا حق لها في اتخاذ قرارات مالية تؤثر على الوكالات الفدرالية أو قرارات تتعلق بالموظفين الفدراليين، ولا تتمتع بالسلطة التي تخولها اختيار الوكالات الفدرالية التي يمكنها الاستمرار في خدمة الشعب، كما أن الكونغرس هو الذي يتمتع بسلطة اتخاذ القرارات الخاصة بالإنفاق الفدرالي وتوزيعه.
ورفعت جهات أخرى، منها: "مجموعة الدفاع عن المستهلك" و"صندوق المدافعين عن الديمقراطية" و"الاتحاد الأميركي لموظفي الحكومة"، وهو اتحاد يمثل حوالي 800 ألف موظف حكومي، دعاوى قضائية مؤكدة الاتهامات نفسها.
وحققت الدعاوى بعض النجاحات، فقد تدخلت المحاكم عدة مرات لوقف بعض إجراءات خفض الإنفاق، وأعلن القاضي الفدرالي كارل جيه نيكولز أمرا تقييديا مؤقتا يمنع من وضع أكثر من ألفي موظف فدرالي في إجازة إدارية.
ومن جانب آخر، طالب الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب إدارة ترامب بتسليم الوثائق والمعلومات المتعلقة بطرد الموظفين الفدراليين، وجاء في ورقة حقائق مرفقة بالقرار أن هدف عمليات الطرد "تطهير الحكومة من الموظفين العموميين غير الحزبيين، وتنصيب موالين سياسيين على استعداد لغض الطرف عن الفساد والاحتيال".
ويتهم المعارضون السياسيون والمراقبون وزارة الكفاءة بالتصرف دون شفافية، ونشر معلومات مضللة حول الإنفاق الحكومي، ويتهمون ماسك بتجاوز سلطته بصفته مسؤولا غير منتخب من قبل الكونغرس.
إعلان الثالثة: منع وصول وزارة الكفاءة للسجلات السرية الخاصة بالوكالات الفدراليةرفعت جماعات مناصرة للمتقاعدين ونقابتان للموظفين العموميين عدة دعاوى قضائية لمنع تمكين وزارة الكفاءة من الوصول إلى قاعدة بيانات وزارة الخزانة، التي تضم نظام الدفع الفدرالي المسؤول عن التعامل مع تريليونات الدولارات من النفقات الحكومية، لأنه يُعد انتهاكا لقوانين الخصوصية الفدرالية.
وقد تمكنت وزارة الكفاءة من الوصول إلى نظام دفع وزارة الخزانة الذي تستخدمه الحكومة لقطع الشيكات لجميع المستفيدين من الضمان الاجتماعي والمتعاقدين الحكوميين.
وأواخر فبراير/شباط 2025، رفعت منظمة تمثل أكثر من 200 ألف طالب بالجامعات العامة في كاليفورنيا دعوى قضائية، لمنع وصول وزارة الكفاءة للسجلات التي تضم بيانات القروض الطلابية الفدرالية.
ورُفعت دعوى أخرى لمنع الوزارة من الوصول إلى المعلومات الشخصية داخل وزارة العمل، والتي يحميها قانون الخصوصية الفدرالي.
وحصلت بعض الدعاوى على نتائج إيجابية، حيث أصدر قاضٍ فدرالي في نيويورك في 8 فبراير/شباط أمرا مؤقتا للولايات التي تُقاضي وزارة الكفاءة، يمنع الوزارة من الوصول إلى سجلات دافعي الضرائب، بما في ذلك أرقام الضمان الاجتماعي ومعلومات الحسابات المصرفية لملايين الأميركيين.
وفي الشهر عينه، مددت القاضية الفدرالية جانيت فارغاس أمرا يقتضي استمرار منع وزارة الكفاءة الحكومية من الوصول إلى سجلات وزارة الخزانة وأنظمة الدفع الحساسة، كما صدر أمر قضائي لصالح مجموعة من النقابات العمالية، يمنع مؤقتا وزارة الكفاءة من الوصول إلى بيانات حساسة في وزارة التعليم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان وزارة الکفاءة الحکومیة الموظفین الفدرالیین تکنولوجیا المعلومات وزارة کفاءة الحکومة الوصول إلى سجلات الإنفاق الحکومی فبرایر شباط 2025 البیت الأبیض دعاوى قضائیة مارس آذار 2025 سجلات وزارة دعوى قضائیة خفض الإنفاق فی الحکومة من موظفی من خلال أکثر من
إقرأ أيضاً:
ترامب يلغي قرارات العفو التي أصدرها بايدن بالتوقيع الآلي
ذكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء أنه قرر إلغاء جميع الوثائق، بما في ذلك قرارات العفو، التي قال إن سلفه جو بايدن وقّعها باستخدام جهاز التوقيع الآلي.
ويُستخدم جهاز "أوتو بين" لاستنساخ توقيع الشخص بدقة وعادة ما يُستعان به في الوثائق ذات الكميات الكبيرة أو ذات الطابع البروتوكولي، وقد استخدمه رؤساء من الحزبين للتوقيع على الرسائل والإعلانات الرسمية.
وأطلق ترامب ومؤيدوه سلسلة من الاتهامات التي مفادها أن استخدام بايدن لهذا الجهاز في أثناء توليه الرئاسة يبطل إجراءاته أو يشير إلى أنه لم يكن على دراية كاملة بها.
ومن غير المعروف ما إذا كان بايدن استخدم الجهاز في قرارات العفو.
وكتب ترامب على منصة تروث سوشيال قائلا "أي شخص تلقى (عفوا) أو (تخفيفا للعقوبة) أو أي وثيقة قانونية أخرى وُقّعت بهذه الطريقة يجب أن يعلم أن هذه الوثيقة أُبطلت بالكامل ولا يترتب عليها أي أثر قانوني".
وقبل مغادرته منصبه في يناير، أصدر بايدن عددا من قرارات العفو، بعضها لأفراد أسرته الذين أراد حمايتهم من التحقيقات ذات الدوافع السياسية.
كما أمر بتخفيف بعض الأحكام، بما في ذلك لمرتكبي جرائم المخدرات التي لا تشوبها أعمال عنف.
ما هو جهاز القلم الآلي؟
القلم الآلي هو اسم لجهاز يقوم بتكرار التوقيعات باستخدام حبر حقيقي، مما يسهّل على الشخصيات العامة التوقيع على كل شيء بشكل جماعي وبكميات كبيرة.
ويحتوي الجهاز على ذراع يمكنه حمل قلم عادي أو رصاص، ويقوم باستخدامه لنسخ التوقيع المبرمج على الورقة الموضوعة أسفل الآلة.
وتقول شركة "أوتو بين" أو "القلم الآلي"، وهي شركة مقرّها ولاية ماريلاند الأميركية ومتخصصة في صناعة هذه الأجهزة، إن هذه التقنية "استُخدمت من قبل الجامعات والوكالات الحكومية ومؤسسات أخرى لأكثر من 60 عاما، حسبما نقل موقع "الإذاعة الوطنية العامة" في الولايات المتحدة.
ووفق الشركة فإن "القلم الآلي"، أداة "يستخدمها أكثر القادة تأثيرا في العالم، لأنها تتيح لهم استثمار وقتهم وجهدهم في القضايا المهمة دون التضحية بأثر المراسلات الشخصية".
من أين جاءت هذه التقنية؟
يُعتبر "بوليغراف" Polygraph في القرن التاسع عشر مقدمة مبكرة لـ"القلم الآلي"، فقد كان هذا الجهاز يسمح لشخص واحد بتحريك قلمين في الوقت نفسه.
وحصل الجهاز على براءة اختراع في الولايات المتحدة عام 1803، وبدأ إنتاجه في العام التالي، واستخدمه توماس جيفرسون خلال فترة رئاسته وبعدها.
وشهد القلم تطورات عديدة إلى أن قام شخص اسمه روبرت دي شازو جونيور بإنتاجه على نطاق تجاري بعد الحرب العالمية الثانية.
وكانت أول طلبية تلقّاها دي شازو من وزير البحرية الأميركي، وسرعان ما أصبحت هذه الأجهزة شائعة داخل الدوائر الحكومية.
وفي مقابلة مع مجلة The Washingtonian في عام 1983، قال دي شازو الذي كان يدير شركة "تقنية التوقيع الآلي" في فرجينيا، إن هناك نحو 500 جهاز توقيع آلي قيد الاستخدام في العاصمة واشنطن، تشمل الكونغرس والوزارات.
أي الرؤساء الأميركيين استخدموا "القلم الآلي"؟
اعتمد العديد من الرؤساء منذ عهد جيفرسون على أجهزة "القلم الآلي"، لكن بعضهم استخدمها بشكل علني أكثر من غيره.
ويعتقد أن هاري ترومان استخدم هذا الجهاز، وكذلك جيرالد فورد، بحسب مؤسسة Shappell Manuscript Foundation.
أما ليندون جونسون فيُنسب إليه الفضل في كشف انتشار التقنية، بعد أن سمح بالتقاط صور للجهاز خلال فترة رئاسته.
وقد تصدّر الخبر غلاف صحيفة National Enquirer عام 1968 بعنوان: "أحد أكثر أسرار واشنطن: الروبوت الذي ينوب عن الرئيس".
وتشير تقرير إلى أن الرؤساء الذين استخدموا "القلم الآلي" خلال النصف الثاني من القرن العشرين هم: جون كينيدي، جيمي كارتر، وريتشارد نيكسون، حيث استخدموه لتوقيع الرسائل والوثائق المختلفة.
وفي عام 2011، أصبح باراك أوباما أول رئيس معروف يوقع قانونا باستخدام "القلم الآلي"، وذلك عندما وقّع تمديد قانون Patriot Act بينما كان في فرنسا.