بعد الإعلان عن وفاة "طالبة طب" في مصر اليوم، والتي تدعى إيمان مصطفى دياب، الطالبة بالفرقة الخامسة، فقد سادت حالة من الحزن والذهول أوساط طلاب كلية الطب بجامعة المنوفية شمالي مصر، وذلك بعد وقت قصير من أدائها امتحان مادة الأنف والأذن والحنجرة، والتي اشتكت من صعوبته.

وأثار خبر وفاة "طالبة طب" في المنوفية حالة من الجدل الواسع بين طلاب كلية الطب عبر منصات التواصل الاجتماعي والأوساط الأكاديمية، وقد وصل الأمر أن زملاء الطالبة إيمان اتهموا أحد الأساتذة بممارسة ضغوط نفسية كبيرة عليهم، ما دفعهم إلى تقديم شكوى رسمية ضده، والتي لا تزال قيد التحقيق من قبل إدارة الجامعة.

بدأ زملاء الطالبة إيمان في روي القصة منذ البداية قائلين أن الطالبة إيمان دياب دخلت امتحان مادة "الأنف والأذن والحنجرة"، لكنها فوجئت بصعوبة الأسئلة التي وصفها زملاؤها بـ"الامتحان التعجيزي"، حيث اعتبر الطلاب أن الامتحان كان شديد الصعوبة وتجاوز مستوى الطالب المتوسط، والأسئلة كانت تتجاوز أيضا مستوى المنهج المقرر.

وبحسب شهادات زملائها، تفاقمت حالتها النفسية بعد الامتحان، حيث دخلت في حالة اكتئاب حاد، تدهورت على إثرها حالتها الصحية بشكل سريع، وأصيبت إيمان بنزيف في المخ، لتنقل على الفور إلى مستشفى بركة السبع العام، ثم إلى مستشفى شبين الكوم التعليمي، حيث أعلن الأطباء وفاتها بعد أيام من العلاج.

ووجه زملاء الطالبة اتهامات مباشرة لأستاذ المادة، مشيرين إلى أنه مارس ضغوط نفسية إضافية عليهم أثناء الامتحان، ونقلت إحدى صديقات إيمان في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل مؤلمة، حيث قالت إن الأستاذ دخل قاعة الامتحان وعلق ساخرًا: "عشان تبقوا تسمعوا تسجيلات الدكتور إياه"، مصحوبًا بضحكات امتزجت بالاستهزاء، ثم انصرف تاركًا الطلاب في حالة من الإحباط أمام ورقة أسئلة وصفوها بأنها "غامضة وخارج المنهج".

وأضافت الصديقة أن إيمان كانت دائمًا تتأثر نفسيًا بالامتحانات الصعبة، لكن هذه المرة كانت الصدمة أكبر، حيث أصيبت بثقل في اللسان والجسد، ورفضت تناول أي أدوية تزيد من سيولة الدم دون إجراء أشعة، خوفا من تدهور حالتها.

في سياق متصل، كشف شقيق الطالبة المتوفاة، إيمان دياب، عن تفاصيل مؤثرة عبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب متأثرًا بوفاتها، مشيرًا إلى أنه حملها مولودة، وتابع تفوقها، ثم اضطر لحملها جثة وزفها إلى قبرها، وفاجأ الشقيق الجميع بنشر مذكرات شقيقته، التي وثقت فيها تعرضها للقهر النفسي من بعض أساتذة الكلية، مستنكرة ما وصفته بـ"غطرستهم في التحكم بمصير الطلاب"، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه المذكرات على نطاق واسع، معتبرين أنها تمثل وثيقة جديدة تكشف أسباب تدهور حالتها النفسية ومن ثم وفاتها.

وعلق الدكتور أيمن على عبد الفتاح رئيس قسم الأنف والأذن بطب المنوفية، على واقعة وفاة الطالبة إيمان مصطفي التي توفيت بسبب صعوبة امتحان مادة أنف وأذن، مؤكدا أن الطالبة تم حجزها بالمستشفى بعد مرور 8 أيام من امتحان الأنف والأذن الذي وصفه الطلاب بالتعجيزي، معلقا: 'إننا كأساتذة جامعية بكلية طب المنوفية لا نستهزأ بأي طالب خاصة وأننا نتباهي جميعا ً بأبنائنا الطلاب وأنهم من طب المنوفية'.

وأضاف رئيس قسم الأنف والأذن بطب المنوفية، أن عدد طلاب قسم الأنف والأذن 1080 طالبا، مشيرا إلى أن المفاجأة تكمن في أن الطالبة رحمه الله عليها حاصلة على درجة 32 من أصل 33 درجة بالامتحان، أي أنها لم تنقص في الامتحان سوي درجه واحدة فقط، مؤكدا أن 40% من الطلاب حصلوا على درجة امتياز في الامتحان الذين وصفوه بالتعجيزي و45% حصلوا على جيد جدا و15% حصلوا على تقدير جيد ولم يرسب سوي 25 طالبا فقط من أصل 530 طالب أدوا الإمتحان معها.

وأشار رئيس قسم الأنف والأذن بطب المنوفية، أنه لا يوجد أي تتدخل في النتيجة نهائيا أو رفع الطلاب لعدم الرسوب أو غيره، مؤكدا أن النتيجة ظهرت قبل حدوث أي شيء، معلقا: 'أنا أقدر جدا التعاطف الذي حدث من الجميع مع الطالبة المتوفية ولكن الظلم ظلمات'.

وأكمل رئيس القسم حديثه: 'الطب ليس حكراً على أحد، اللي يسمع من أي مكان ومن أي طبيب كان سيحصل على الدرجة النهائية لأن الطب واحد وهو نفس المادة على مستوى 27 جامعة، لأن الأستاذ الجامعي ليس له كتاب من البداية لأن الطب في كل مكان هو نفسه'.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: محافظة المنوفية المنوفية طب المنوفية وفاة طالبة كلية طب المنوفية التواصل الاجتماعی الطالبة إیمان طب المنوفیة

إقرأ أيضاً:

عامان من الإبادة.. أطفال غزة بقبضة الموت تجويعا ومرضا

يوما بعد آخر، وعلى مدار عامين، تشتد وتيرة الحصار الإسرائيلي الجائر على الفلسطينيين في قطاع غزة، بمنع دخول الغذاء والدواء.

وتوالت قصص مأساوية لأطفال قضوا جوعا وآخرين يرقدون على أسرة النزوح والمستشفيات بأجساد هزيلة تصارع الموت.

فخلال عامين من حرب الإبادة الجماعية، التي ترتكبها إسرائيل لم تقتصر المأساة على ضحايا العدوان العسكري المباشر.

إذ حصدت سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة، وما سببته من سوء تغذية، أرواح 460 فلسطينيا، بينهم 154 طفلا.

وفي 22 أغسطس/ آب 2025 أعلنت المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي حالة المجاعة في مدينة غزة شمال القطاع.

وتوقعت المبادرة – دولية لتحليل أوضاع الأمن الغذائي والتغذية – امتداد المجاعة إلى محافظتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب).

وتضم المبادرة 21 منظمة بارزة، بينها منظمة الأغذية والزراعة فاو، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للأطفال يونيسف، والصحة العالمية، وأوكسفام، وأنقذوا الأطفال.

وخلال الشهور الماضية، حذر برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، من أن ثلث سكان غزة (من أصل نحو 2.4 مليون فلسطيني) لم يأكلوا منذ أيام عدة.

محمد.. جسد هزيل يستجدي الحليب

في يوليو/ تموز الماضي، ظهر الطفل محمد المطوق (عام ونصف) في خيمة نزوح غرب غزة بجسد لا يتجاوز وزنه 6 كيلوغرامات، بعد أن فقد 3 كيلوغرامات بسبب سوء التغذية.

أضلاعه البارزة وبكاؤه الواهن فضحا سياسة التجويع الإسرائيلية، فيما لم تجد والدته سوى ماء تُسكته به، بعدما نفد الغذاء والحليب.

ويعيش الطفل الذي انتشرت صوره في أنحاء العالم، ظروفا صحية ومعيشية متردية تهدد حياته، بعدما بدأ الجوع يفتك بجسده؛ جراء إغلاق المعابر.

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي تغلق إسرائيل المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مواد غذائية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.

إعلان

وأحيانا تسمح إسرائيل بدخول مساعدات قليلة جدا لا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.

كريم.. أنفاس معلقة بأنبوب أكسجين

كريم معمر (3 أعوام) لم يتجاوز وزنه 7 كيلوغرامات، ويتنفس بصعوبة خلف أنبوب أكسجين، بعدما أنهكه الجوع والمرض جراء الحصار الإسرائيلي.

يعاني كريم من متلازمة فانكوني الوراثية، لكن الحصار الإسرائيلي ونقص العلاج والمكملات الغذائية ضاعفا هشاشته، ليصبح جسده شاهدا حيا على جريمة التجويع.

وهذه المتلازمة حالة كلوية نادرة، إذ تفشل الأنابيب الكلوية القريبة في إعادة امتصاص المواد الأساسية، مثل الجلوكوز، والفوسفات، والأحماض الأمينية والبيكربونات، ما يؤدي لإفرازها في البول.

وتشمل الأعراض: كثرة التبول والعطش الشديد وآلام العظام وضعف العضلات.

أسامة.. هيكل عظمي على سرير مستشفى

أسامة الرقب (4 أعوام) تحول إلى ما يشبه الهيكل العظمي، بعدما تراجع وزنه إلى 9 كيلوغرامات فقط، في وقت يفترض أن لا يقل عن 16 كيلوغراما.

جسده الهزيل، الذي برزت فيه عظام الصدر والبطن، ظهر في مقطع مصور أثار صدمة واسعة، ليكشف حجم المأساة الإنسانية والعجز عن توفير الغذاء أو العلاج تحت وطأة الحصار الإسرائيلي.

مسك.. صمت موجع

مسك بلال المدهون (6 أعوام) تعيش بمدينة غزة صامتة بلا قدرة على النطق أو الجلوس، بعدما برزت عظامها الهشة جراء ضمور دماغي تفاقم مع سوء التغذية.

نماذج من وفيات التجويع الإسرائيلي:

30 أغسطس/ آب 2025:
– وفاة الرضيعة رانيا غبن في مستشفى الرنتيسي، متأثرة بسوء التغذية ونقص العلاج.

23 أغسطس 2025:
– وفاة راسيل أبو مسعود (شهران) في مستشفى ناصر، بعدما وثقت عدسات الكاميرا جسدها الهزيل داخل ثلاجة الموتى.

22 أغسطس 2025:
– الرضيعة غدير بريكة (5 أشهر) تفقد حياتها متأثرة بسوء التغذية، فيما قال والدها إن ابنته توفيت بسبب نقص الحليب، وإغلاق المعابر حال دون توفيره.

7 أغسطس 2025:
– وفاة رؤى ماشي (عامان) الحياة في مستشفى ناصر بخان يونس، وأفاد الأطباء بأنها ماتت بسبب الجوع.
– محمد زكريا عصفور (عام وأربعة شهور) يفارق الحياة في مستشفى ناصر بسوء تغذية، وتداول ناشطون صورا لجسده وقد برزت عظامه بشكل مخيف.

مايو/ أيار 2025:
– الشابة الفلسطينية آية السكافي تفقد رضيعتها جنان (4 شهور)، التي توفيت بين ذراعيها بسبب سوء التغذية ونقص الدواء.

وقالت الأم إنها تخشى أن يلقى طفلها الآخر المصير ذاته، في ظل استمرار الإبادة والحصار الإسرائيليين.

– وفاة الطفلة جنان صالح السكافي في مستشفى الرنتيسي؛ بسبب سوء التغذية والجفاف.
– محمد مصطفى ياسين (4 أعوام) يفارق الحياة بسبب الجوع، بحسب الدفاع المدني.

14 أغسطس 2024:
– لينا الشيخ خليل (4 سنوات) تفقد حياتها وسط قطاع غزة بسوء التغذية.

يوليو/ تموز 2024:
– وفاة الطفل حكمت بدير (6 أعوام) جراء سوء التغذية في دير البلح.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفا و139 شهيدا، و169 ألفا و583 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.

مقالات مشابهة

  • الطب الشرعي يكشف مفاجأة حول وفاة طالبة الأزهر بالفيوم
  • التعليم العالي تنشر نتائج امتحان الشامل 2025 في فلسطين
  • جامعة قناة السويس تُنظم مهرجان سباق الطريق بمشاركة 500 طالب وطالبة احتفالًا بذكرى انتصارات أكتوبر
  • وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم وتشييع الجنازة من الجامع الأزهر
  • 5 أطفال من أسرة واحدة يصابون بتسمم غذائي بسبب اللانشون في سوهاج
  • عامان من الإبادة.. أطفال غزة بقبضة الموت تجويعا ومرضا
  • جامعة دمنهور تطلق فعاليات بطولة الجامعة لألعاب القوى للطلاب ذوى الهمم
  • دراسة: نظام غذائي قد يمنع نحو 15 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم
  • جامعة المنوفية الأهلية تنظم حملة للتبرع بالدم لصالح مرضى الكبد
  • بطلان امتحان طالب الجامعة في هذه الحالة طبقا للقانون