أعلنت الرئاسة السورية عن “توقيع اتفاق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، يقضي بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال وشرق سوريا ضمن مؤسسات الدولة”، مع التأكيد على “وحدة الأراضي السورية ورفض أي محاولات للتقسيم”.

و‌يقضي ‏الاتفاق “بوقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية”، مشيرا إلى دمج كل المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر والمطار وحقول النفط والغاز.

وأكد الاتفاق، على “دعم الدولة السورية في مكافحة فلول النظام السابق وكافة التهديدات التي تهدد أمن سوريا، بالإضافة إلى “رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين كافة مكونات المجتمع السوري”.

وأوضح، أن “الاتفاق نص أيضا على أن المجتمع الكردي أصيل في الدولة التي تضمن حقوقه الدستورية”، مشيرا إلى أن اللجان التنفيذية ستعمل على تطبيق الاتفاق مع “قوات سوريا الديمقراطية” بما لا يتجاوز نهاية العام الجاري.

بدوره، أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي، “أن الاتفاق بشأن اندماج قواته في صفوف الحكومة السورية، هو فرصة حقيقية لبناء سوريا جديدة تحتضن جميع مكوناتها وتضمن حسن الجوار”.

وأضاف عبدي: “نعمل سويا لضمان مرحلة انتقالية تعكس تطلعات شعبنا في العدالة والاستقرار”، مشددا على أنه “ملتزمون ببناء مستقبل أفضل يضمن حقوق جميع السوريين ويحقق تطلعاتهم في السلام والكرامة”.

بدورها، كشفت مصادر خاصة لـ “تلفزيون سوريا” أن التوصل إلى اتفاق بين الدولة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) جاء بدفع مباشر من الولايات المتحدة.

وأشارت المصادر إلى أن ذلك جاء بعد مؤشرات أظهرتها قيادات عسكرية أمريكية في سوريا حول نية إدارة الرئيس دونالد ترامب سحب قواتها من البلاد في المستقبل القريب.

ووفق المصادر، “تم صياغة البنود النهائية للاتفاق في 20 فبراير الماضي، بعد وصول القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، إلى دمشق على متن طائرة أمريكية، حيث جرى استقباله بحفاوة”.

وخلال جلسات التفاوض، شدد الرئيس أحمد الشرع على “رفض أي صيغة تقوم على المحاصصة، مؤكدا انفتاح الدولة السورية على إدراج ضمانات للحقوق اللغوية والثقافية للكرد السوريين ضمن الدستور”.

وبعد الاتفاق الذي أعلن بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، عمت احتفالات تعم كل المدن السورية، وسقط العشرات بين قتيل وجريح جراء إطلاق الرصاص في عموم المدن السورية.

وقال الدكتور خالد حسين في مشفى منبج الوطني لوكالة الانباء الألمانية (د ب أ): “وصل إلى مشفى الوطني وعدد من المشافي الخاصة 5 أشخاص فقدوا حياتهم وأصيب أكثر من 27 خرين جراء اطلاق الرصاص احتفالا بالتوصل لاتفاق بين قوات الحكومة السورية وقوات قسد”.

وفي محافظة الرقة تم تسجيل إصابة أكثر من 13 شخصا جراء الرصاص الطائش.

وفي العاصمة دمشق وحمص وحلب وإدلب ودرعا خرج عشرات الآلاف من السوريين بمسيرات بالسيارات وتجمعوا في الساحات والميادين احتفالا بالاتفاق بين الحكومة وقسد “.

كما لقي الاتفاق ترحيبا عربيا، حيث رحّبت السعودية، فجر الثلاثاء، بإعلان السلطات السورية أنها وقّعت اتفاقا لدمج كل المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية، مشيدة بإجراءات دمشق لـ”صون السلم الأهلي” بالبلاد.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إنّ “المملكة ترحّب بتوقيع الاتفاق الذي يقضي باندماج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن مؤسسات الدولة السورية”.

الأمن السوري يجلي المدنيين من القرداحة إلى مناطق آمنة

وفي سياق متصل بالشأن السوري، أفادت وسائل إعلام سورية، بأن قوات الأمن الداخلي تقوم بإجلاء المدنيين في منطقة القرداحة لمناطق آمنة، بعد اشتباكات متقطعة مع فلول النظام السابق وتجار المخدرات في المنطقة.

ومساء يوم السبت الماضي، قالت وزارة الدفاع السورية إن “القوات تستمر في ملاحقة فلول الأسد، وفق الخطط العملياتية المعتمدة”، وذكر المتحدث باسم الوزارة حسن عبد الغني: “تستمر قواتنا في ملاحقة الفلول وفق الخطط العملياتية المعتمدة”، مضيفا “ندعو من قدم إلى الساحل بالعودة إلى مناطقهم والأوضاع تحت السيطرة الكاملة”.

وتابع: “قواتنا تحقق تقدما ميدانيا سريعا، في ملاحقة فلول النظام البائد التي اعتدت على قوات الأمن العام، وتنفيذ كمائن غادرة لهم”، وأشار إلى أن القوات قامت بـ”تطويق جميع المناطق ومحاصرة المطلوبين، ويتم تسليم جميع المقبوض عليهم للجهات الأمنية المختصة”.

يأتي ذلك فيما أعلن الأمن العام السوري اعتقال مجموعات غير منضبطة، بسبب ارتكابها انتهاكات بحق المدنيين في الساحل السوري، كما أرسل أرتالا إضافية لحماية الأهالي من أي تجاوزات.

وأمر الجيش السوري بإعادة غير المكلفين بمهام عسكرية من مناطق الساحل لتقتصر العمليات على فرق الجيش وقوى الأمن العام. كما أغلق الجيش مجموعة من الطرق المؤدية إلى الساحل.

ودعا الرئيس السوري أحمد الشرع، فلول النظام السابق إلى تسليم السلاح فورا، وقبل فوات الأوان وفق تعبيره. وعبر عن استنكاره لاعتداءات وقتل واقتحام للمستشفيات.

وأكد الشرع أهمية مواصلة ملاحقة فلول النظام السابق، وكل من اعتدى على حقوق السوريين، موضحا أن هذه الخطوة تهدف إلى محاسبتهم قانونيا، وحصر السلاح بيد الدولة، كما طالب الجيش بضبط النفس في تعامله مع فلول النظام السوري، موضحا أن أفرادا من فلول النظام السابق يتعمدون استفزاز الجيش السوري.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الرئيس السوري أحمد الشرع سوريا حرة المؤسسات المدنیة والعسکریة قوات سوریا الدیمقراطیة فلول النظام السابق الحکومة السوریة الدولة السوریة السوریة وقوات

إقرأ أيضاً:

عبد العاطي وويتكوف يبحثان جهود التوصل لاتفاق وقف النار بغزة

مصر – بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، جهود التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي جمع الجانبين، وفق بيان للخارجية المصرية، في ظل تباينات بشأن مقترح ويتكوف عقب تقديم حركة الفصائل السبت، ردها بشأنه، واعتبار المبعوث الأمريكي وفق منشور عبر منصة “إكس”، أنه “غير مقبول”.

ووفق بيان وزارة الخارجية المصرية، “تلقى الوزير بدر عبد العاطي اتصالا هاتفيا من ويتكوف، وذلك في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين مصر والولايات المتحدة إزاء الوضع في قطاع غزة وفي منطقة الشرق الأوسط”.

وتناول الاتصال الهاتفي “الجهود المشتركة التي تقوم بها مصر والولايات المتحدة وقطر للتوصل إلى صفقة تضمن وقف إطلاق النار في القطاع، وإطلاق سراح الأسرى والنفاذ الكامل للمساعدات”.

وشدد الوزير المصري خلال الاتصال على “الأهمية البالغة لوقف الحرب الحالية، والعدوان الإسرائيلي على غزة، والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية للقطاع من أجل رفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني”.

ووفق البيان “تم التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل دائم للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، بما يحقق تطلعات شعوب المنطقة، ويجسد رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعية لتحقيق السلام الشامل في المنطقة”.

من جانبه، أكد ويتكوف علي تقدير بلاده للدور، الذي تضطلع به مصر والسيد الرئيس (عبد الفتاح السيسي)، في جهود الوساطة المبذولة حاليا للتوصل إلى اتفاق يوقف الحرب ويضمن إطلاق سراح الأسرى ونفاذ المساعدات إلى القطاع.

من جهتها، أعلنت حركة الفصائل، مساء الأحد، استعدادها للبدء فورا في جولة مفاوضات غير مباشرة مع الإسرائيليين للوصول إلى اتفاق حول نقاط الخلاف، بما يؤمّن إنهاء المأساة الإنسانية، وصولًا إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وقالت الحركة، في بيان نشر على منصة تلغرام، اليوم: “نرحب باستمرار الجهود القطرية والمصرية من أجل التوصّل إلى إنهاء الحرب التي يشنّها الاحتلال الصهيوني على شعبنا في قطاع غزة”.

وفي وقت سابق، أعربت مصر وقطر، في بيان مشترك الأحد، عن تطلعهما إلى سرعة التوصل لهدنة مؤقتة بين إسرائيل وحركة الفصائل، لـ 60 يوما، تؤدي إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقال البيان: “نواصل بالتنسيق مع الولايات المتحدة جهود تذليل العقبات التي تشهدها المفاوضات والنقاط الخلافية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بغزة بما يتيح استئناف المفاوضات غير المباشرة على أساس مقترح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف”.

وأعربا عن تطلعهما لسرعة “التوصل لهدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً، تؤدي إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بقطاع غزة، بما يسمح بإنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة بالقطاع، والسماح بفتح المعابر، وإدخال المساعدات، والتخفيف من المعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني بغزة”.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • إيران وإسرائيل .. بين فرص التوصل إلى اتفاق أو المواجهة !
  • مراسل سانا في حلب: بدء عملية تبادل الموقوفين بين مديرية الأمن الداخلي في حلب وقوات سوريا الديمقراطية، وذلك بعد استئناف تنفيذ بنود الاتفاق الموقع مع رئاسة الجمهورية العربية السورية
  • عبد العاطي وويتكوف يبحثان جهود التوصل لاتفاق وقف النار بغزة
  • الشرع في الكويت... زيارة رسمية للرئيس السوري تعيد رسم خريطة العلاقات السورية | تقرير
  • دمشق تعلن التوصل إلى اتفاق حول ملفات مهمة مع وفد قسد
  • العميد العايش لـ سانا: الطرفان أكدا التزامهما بالحوار البنّاء والتعاون المستمر، بما يصبّ في خدمة وحدة سوريا وسيادتها، وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار، وتم الاتفاق على تحديد اجتماع آخر في القريب العاجل، لاستكمال النقاش ومتابعة تنفيذ ما تم ال
  • سوريا في قبضة التوازنات .. صعود الشرع كواجهة ’’أمريكية_صهيونية’’ وتحجيم السيادة
  • ‏مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر
  • ‏الجيش الإِسرائيلي يعلن مقتل قائد الوحدة الصاروخية في منطقة "الشقيف" في حزب الله محمد علي جمول بغارة على "دير الزهراني" جنوبي لبنان
  • سفاح الساحل يعلن التمرد: مقداد فتيحة يتحدى الدولة ويقود تمرداً دموياً في قلب سوريا!