وسائل الاتصالات الحديثة تلغي ساعي البريد وتبقي على معتمد الدوائر الحكومية
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
مارس 11, 2025آخر تحديث: مارس 11, 2025
عبدالكريم إبراهيم
أصيب (كريم حاتم) الموظف الحكومي بالتعب من كثرة مراجعات بعض الدوائر الحكومية نتيجة تأخر المخاطبات الرسمية القائمة على نظام المعتمد، فيقول” يستغرق وصل إجابة أي كتاب من شهر ونصف إلى شهرين، وفي حال وجود نقص ،فعليك تعد نفس المدة كي يتم تصحيح الخطأ وهكذا هي الدورة “، ويتعجب حاتم من اعتماد هذا الأسلوب ” نحن اليوم في عصر السرعة ولكن اغلب الدوائر الحكومية مازالت تنتهج نظام المعتد في المخاطبات الرسمية بين دوائرها.
السؤال أين هو البريد الالكتروني (الايميل) الذي تذيل به اغلب الكتب الرسمية لأجل مراسلتها عليه؟ يبدو انه مجرد ديكور”. وبعيداً عن امتعاض كريم من أسلوب مخاطبة بعض الدوائر الحكومية، يؤكد (هادي سعدون) موظف حكومي ضرورة اعتماد البريد الالكتروني بدل المعتمد؛ لان الأخير معرض للحوادث بالتالي ضياع جهود وحقوق المواطنين الذين ينتظرون انجاز معاملاتهم بأسرع موقت ممكن ” نظام المعتمد أصبح لا يلبي التحول الرقمي فضلا عن انه فاقد الأمان، والحاجة إلى اعتماد الايميل في نظام الحوكمة الالكترونية “. ومن جهته عدَّ محمد جوحي مهندس برامجيات مشروع (الاستعلامات الالكترونية) الذي نوهت عنه الحكومة اخيراً بأنه خطوة مهمة في التحول الرقمي في المخاطبات ويضيف جوحي ” هكذا مشروع يمكن أن يختصر الجهد على الموظف والمراجع فضلاً عن القضاء على الروتين والفساد المالي والإداري” وخطت بعض الدوائر الحكومية خطوات جيدة باعتماد الحجز والمخاطبة الالكترونية كما الحال في البطاقة الوحدة والتموينية والوثائق الدراسية وغيرها.
بعدما شغل الناس ونال حصته من الأغاني والاشعار، أصبح ساعي البريد اليوم من الماضي كما يقول (حامد ناجي) ساعي بريد متقاعد ” كان لقدوم ساعي البريد في أي منطقة مدعاة للفرح والسعادة في نفوس الناس؛ لأنه يحمل بعض الاخبار عن المحبين البعدين، ويحصل على لقاء هذه الفرحة كلاص شربت أو قوطية بيبسي أوجكليته، لاسيما اذا حمل بشرى سعيدة تسر قلوب من ينتظرها “. يتميز ساعي البريد عن غيره من موظفي الدولة بملابس الرسمية ورفيقة دربه الدراجة الهوائية فهي خير وسيلة للتنقل بين الازقة والشوارع ” البايسكل هو الصديق الذي لا يمكن الاستغناء عنه لاسيما ان كانت الرقعة الجغرافية للتوزيع واسعة ” ويذكر ناجي انه طالما ادخل السرور في قلوب الناس بما حمله من اخبار مفرحة وفي المقابل قد يكون بعض الاخبار حزينة لاسيما البرقيات السريعة كأخبار وفيات الأحبة “. لأن المهمة ساعي البريد تطلب منه الانتقال بين المحلات والازقة وامتطاء الدراجة الهوائية ومواجهة المواقف الصعبة لذا أصبحت هذه الوظيفة حكراً على الرجال دون غيرهم.
تغنى الشعراء والمطربون بإطلالة ساعي البريد وعدوه مرسال المحبين الذي ينتظرونه كما يقول الباحث في التراث الشعبي العراقي (سهام حميد) ” الكثير من الأغاني حملت اسم ساعي البريد كأغنية انوار عبد الوهاب، ورضا الخياط، وبلقيس فالح فضلا عن كم هائل من اشعار الشعبية والفصحى تناولت ساعي البريد وانتظار رسائله “.
وربما كثرة تمجيد هذا الرجل لأنه كان الواسطة الوحيد لمعرفة الاخبار لاسيما من اكتووا بنار العشق. وبعد الثورة الهائلة في عالم الاتصالات الحديثة أصبح ساعي البريد ودراجته الهوائية صورة من الماضي محفوظة في مخيلة الشعر والاغاني القديمة ومن عاش تلك المرحلة الزمنية فضلاً عن بعض متاحف التراث الشعبي التي تريد ان تتعرف الأجيال المعاصرة عن رجل طالما كان واسطة للتقريب البعيد وبحث الاخبار حلوها ومرها.
ولكن هذا التطور التكنولوجي لم يلغ زميله معتمد الرسمي للدوائر الحكومية الذي مازال من أدوات الروتين والتأخير في إنجازات المعاملات الحكومية.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الدوائر الحکومیة ساعی البرید
إقرأ أيضاً:
«Zero Email» عندما تختار الشركات الاستغناء عن البريد الإلكتروني.. ماذا نتعلم من «Atos»؟
في زمن تتسارع فيه وتيرة التحول الرقمي، باتت أساليب التواصل التقليدية في بيئات العمل محل تساؤل، من بين هذه الأساليب، يبرز البريد الإلكتروني، الذي شكّل لعقود العمود الفقري للاتصال المؤسسي، إلا أنَّ هناك عدة عوامل تدفع العديد من الشركات اليوم إلى إعادة النظر في الاعتماد عليه منها :
وفي هذا السياق، برزت تجربة شركة "أتوس" (Atos) شركة تكنولوجيا المعلومات فرنسية لها فروع في العديد من دول العالم و من ضمنها المملكة " كنموذج لافت ففي عام 2011، أطلق الرئيس التنفيذي حينها، تييري بريتون، مبادرة طموحة بعنوان "Zero Email"، استهدفت القضاء على استخدام البريد الإلكتروني في الاتصالات الداخلية خلال ثلاث سنوات القرار جاء بعد اكتشاف أن موظفي الشركة كانوا يمضون أكثر من 20 ساعة أسبوعياً في التعامل مع البريد الإلكتروني، وهو وقت يمكن توجيهه نحو أنشطة أكثر إنتاجية، ولتحقيق هذا التحول، استعاضت "أتوس" عن البريد الإلكتروني بمنصات التعاون الفوري مثل:
مما ساهم في تعزيز:
دروس من التجربة
اليوم، وبعد أكثر من عقد على إطلاق المبادرة، تُظهر تجربة "أتوس" كيف يمكن للمنظمات الرائدة أن تعيد تصميم بيئة العمل بما يتماشى مع متطلبات العصر الرقمي، إذ لم يعد البريد الإلكتروني الخيار الأوحد، بل حلّت مكانه منصات رقمية مرنة تدعم ثقافة العمل التشاركي، ويبقى السؤال: هل ستتبع المزيد من الشركات هذا النهج؟ الواقع يشير إلى أن مستقبل التواصل في العمل يتجه بلا شك إلى ما بعد البريد الإلكتروني.
قد يعجبك أيضاًNo stories found.