اتفقت إسرائيل ولبنان، اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025، على إطلاق مفاوضات لترسيم الحدود البرية بين الجانبين ومعالجة ملف الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على لبنان، وفقًا لما أعلنته واشنطن وتل أبيب.

جاء ذلك عقب اجتماع عُقد في بلدة الناقورة اللبنانية الحدودية، في وقت سابق اليوم، بمشاركة ممثلين عن الجيش الإسرائيلي والولايات المتحدة وفرنسا ولبنان، بحسب ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية.

وجاء في البيان أنه خلال الاجتماع "تم الاتفاق على تشكيل ثلاث مجموعات عمل مشتركة لمعالجة القضايا العالقة"، والتي ستتناول "النقاط الخمس التي تسيطر عليها إسرائيل جنوب لبنان، ومناقشة الخط الأزرق والمسائل الحدودية الخلافية، وملف الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل".

وأضاف البيان أنه "بتنسيق مع الولايات المتحدة، وكبادرة حسن نية تجاه الرئيس اللبناني الجديد (جوزيف عون)، وافقت إسرائيل على الإفراج عن خمسة معتقلين لبنانيين"، كانوا قد اعتُقلوا خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجنوب اللبناني.

بدورها، أعلنت نائب المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، في بيان صدر عنها، أن الولايات المتحدة رعت المحادثات بين الجانبين بهدف "حل القضايا العالقة عبر الوسائل الدبلوماسية".

وقالت إن ذلك يشمل "الإفراج عن الأسرى اللبنانيين، والنقاط المتنازع عليها على طول الخط الأزرق، والمناطق الخمس التي لا تزال القوات الإسرائيلية منتشرة فيها". وأضافت أن "المباحثات بين الجانبين اختتمت اليوم في الناقورة، وأعقبها الإفراج عن خمسة أسرى لبنانيين".

وشددت على أن "جميع الأطراف ملتزمة بالحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذه بالكامل"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة "تتطلع إلى الإسراع في تشكيل مجموعات العمل الدبلوماسية لمعالجة القضايا العالقة، بالتعاون مع الشركاء الدوليين".

الرئاسة اللبنانية: تسلّم 4 أسرى من إسرائيل

في المقابل، ذكرت تقارير لبنانية أن إسرائيل أفرجت عن أربعة أسرى لبنانيين كانوا قد اختُطفوا من الأراضي اللبنانية خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير الماضيين، حيث نقلهم الصليب الأحمر الدولي إلى الجانب اللبناني في الناقورة.

وفي حين لم يصدر عن الجانب الرسمي اللبناني أي تعقيب على التفاهمات بشأن المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية؛ أكدت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية وصول الأسرى اللبنانيين المفرج عنهم إلى مستشفى في صور، جنوبي لبنان.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن "الصليب الأحمر تسلم معتقلين لبنانيين كان جيش العدو الإسرائيلي اعتقلهم أثناء الحرب على لبنان". وأفادت بـ"وصول الأسرى اللبنانيين المفرج عنهم إلى المستشفى اللبناني - الإيطالي في صور".

وأعلنت الرئاسة اللبنانية في منشور على منصة "إكس" أن الرئيس جوزيف عون تلقى بلاغًا بتسلّم لبنان أربعة أسرى لبنانيين كانت القوات الإسرائيلية قد احتجزتهم خلال الحرب الأخيرة، مشيرةً إلى أنه سيتم تسليم أسيرٍ خامس يوم غد، الأربعاء.

وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار، الموقع في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، أكثر من عام من المواجهات بين حزب الله وإسرائيل. وجاء الاتفاق بعد تصعيد إسرائيلي واسع النطاق في أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث كثّفت تل أبيب هجماتها على مواقع الحزب واغتالت قادته وفي مقدمتهم أمينه العام، حسن نصر الله.

وبالرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، استمرت إسرائيل في تنفيذ ضربات داخل الأراضي اللبنانية، مدعية أنها تهدف إلى منع حزب الله من التعافي وإعادة تسليح نفسه أو إعادة تموضع قواته في الجنوب.

وتتطلب الهدنة من حزب الله اللبناني التراجع إلى شمال نهر الليطاني، على بعد حوالي 30 كيلومترا من الحدود، وتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب، وانتشار الجيش اللبناني في المنطقة لضمان ذلك.

ورغم انتهاء مهلة سحب إسرائيل لقواتها من جنوب لبنان بموجب وقف إطلاق النار في 18 شباط/ فبراير، إلا أنها أبقت على وجودها في خمس نقاط إستراتيجية في الجنوب اللبناني على امتداد الحدود، ما يخولها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية.

بن غفير ولبيد يهاجمان إطلاق مفاوضات لترسيم الحدود مع لبنان: "تعبيرٌ عن الضعف"

وفي تعليقه على التفاهمات بين بيروت وتل أبيب، قال حزب "ييش عتيد"، إنه "عندما وقّعت حكومة يائير لبيد على اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي حافظ على المصالح الاقتصادية والأمنية لإسرائيل، أطلقت ماكينة التحريض التابعة لنتنياهو حملة هستيرية، نشرت خلالها أكاذيب قذرة، وحرضت واتهمت الحكومة بالخضوع لحزب الله".

وأضاف الحزب في بيان أنه "بعد عامين، وتحت ولاية نتنياهو، أقام حزب الله مواقع في الأراضي الإسرائيلية، ووقعت أكبر كارثة للشعب اليهودي منذ المحرقة، وتم إخلاء شمال البلاد وقصفه، والآن، رئيس الحكومة الذي باع للجمهور قصصًا عن الردع يدير مفاوضات بشأن الأراضي والإفراج عن إرهابيين إلى لبنان".

واعتبر "يش عتيد" أن "الحملات الدعائية والخطابات الصادرة عن مجموعة فاقدي العمود الفقري المحيطة بنتنياهو لن تخفي الحقيقة: الرجل الذي صرخ 'لن نتنازل عن شبر واحد' يتنازل عن كل شيء – فقط للبقاء سياسيًا واسترضاء دول العالم".

بدوره، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إيتمار بن غفير، إن الحكومة الإسرائيلية "تواصل إظهار ضعفها"، معتبرا أنها "تقدم تنازلات غير مفهمومة للبنان تتضمن انسحابًا من خمس نقاط إستراتيجية".

وجاء في بيان صدر عن بن غفير أنه "من الصعب فهم سبب مواصلة الحكومة هذه التنازلات وتوقيع اتفاقية تعني عمليًا التنازل عن نقاط حيوية تسيطر على بلدات إسرائيلية شمالية"، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس ضعفًا مشابهًا لما جرى في قطاع غزة .

وأضاف بن غفير "بدلًا من الانسحاب، على الحكومة أن تفعل العكس تمامًا – أن توسّع سيطرتها على جنوب لبنان وتعيد الشعور بالأمن لسكان الشمال. حان الوقت لاستعادة الرشد!".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية السعودية تطالب بضغط دولي على إسرائيل لإعادة الكهرباء إلى غزة دون شروط أنصار الله: رفعنا الجاهزية وسوف نبادل حصار غزة بحصار إسرائيل ماركو روبيو: المحادثات مع حماس لم تؤت ثمارها الأكثر قراءة 80 ألف مصل يؤدون صلاتي العشاء والتراويح بالمسجد الأقصى محدث: القمة العربية تتبنى الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة سوا تنشر نص البيان الختامي الصادر عن القمة العربية حماس تعلن ترحيبها بالخطة العربية لإعمار غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الأسرى اللبنانیین وقف إطلاق النار فی الجنوب حزب الله بن غفیر

إقرأ أيضاً:

فرنسا تدعو إسرائيل للانسحاب الفوري من لبنان

فرنسا تدين الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وتطالب إسرائيل بالانسحاب الفوري، وتحثّ على الالتزام بوقف إطلاق النار لحماية أمن المنطقة. اعلان

أدانت فرنسا الجمعة بشدة الغارات الجوية التي شنّتها إسرائيل مساء الخميس على الضاحية الجنوبية لبيروت، ودعت إلى انسحاب إسرائيلي فوري من جميع الأراضي اللبنانية.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: "فرنسا تدين التصعيد الإسرائيلي الأخير، وتدعو إسرائيل إلى العودة الفورية إلى الحدود المعترف بها دولياً، واحترام سيادة لبنان ووحدته الترابية".

وأكدت الخارجية أن هذه الغارات هي الأكثر عنفاً منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في نوفمبر 2024، مشيرة إلى أنها تتسبب في تهديد استقرار الوضع بالمنطقة.

Relatedبعد 25 عامًا على الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان.. هل تدخل "مزارع شبعا" مرحلة التفاوض؟غارة إسرائيلية تقتل شخصاً جنوب لبنان وسط تصعيد عسكري متواصلالجيش اللبناني يهدد بوقف التعاون مع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بسبب التصعيد الإسرائيلي

وشددت فرنسا على ضرورة التزام جميع الأطراف ببنود الاتفاق، مؤكدة أن آلية المراقبة الدولية الموضوعة ضمن الاتفاق معدة لمساعدة الأطراف على مواجهة التحديات ومنع أي تصعيد مستقبلي.

وأشار البيان إلى أن مهمة تفكيك المواقع العسكرية غير المرخصة داخل لبنان تقع أولاً على عاتق الجيش اللبناني، وبمساندة من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).

بدوره، ندد الرئيس اللبناني جوزيف عون بالغارات الأخيرة، ووصفها بأنها "انتهاك صارخ" لاتفاق وقف إطلاق النار.

يذكر أن آخر غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية كانت قد وقعت في 27 أبريل، قبل أن تشهد المنطقة هدوءاً نسبياً حتى الهجمات الجديدة مساء الخميس.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • فرنسا تدعو إسرائيل للانسحاب “سريعا” من كامل الأراضي اللبنانية
  • مصادر: الحكومة اللبنانية كانت على علم ببناء حزب الله مسيرات قبل أسبوع من الضربة الإسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية
  • إسرائيل تتوعّد حزب الله مجدداً وتُصعّد عملياتها في غزة: لن نسمح للحزب بإنتاج أسلحة مجدداً
  • فرنسا تدعو إسرائيل للانسحاب الفوري من لبنان
  • إسرائيل منعت الجيش اللبناني تفتيش موقع بالضاحية الجنوبية قبل قصفه
  • الخارجية الفرنسية تدعو إسرائيل ولبنان إلى الالتزام بوقف إطلاق النار
  • الجيش اللبناني يُدين الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب
  • ‏الجيش اللبناني: إسرائيل تواصل اعتداءاتها اليومية على سيادة لبنان غير مكترثة بآلية وقف إطلاق النار
  • بيان عاجل من الجيش اللبناني بشأن خروقات قوات الاحتلال لوقف إطلاق النار
  • الغارات الإسرائيلية.. رسالة إلى الحزب ولبنان الرسمي وواشنطن