تصاعد الانتهاكات ضد العاملين الإنسانيين في مناطق الحوثيين وسط صمت دولي
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن تصعيدًا خطيرًا في استهداف العاملين في المجال الإنساني، حيث تزايدت حالات الاعتقال والوفيات أثناء الاحتجاز، في ظل تراجع الاستجابة الدولية لحماية موظفي الإغاثة وضمان استقلالية العمل الإنساني.
وأثار اعتقال ووفاة هشام الحكيمي، مدير الأمن والسلامة في منظمة "أنقذوا الأطفال"، في سبتمبر 2023، تساؤلات حول التدخلات الحوثية المتزايدة في العمل الإنساني.
ومنذ حادثة الحكيمي، صعّد الحوثيون حملتهم ضد العاملين في المجال الإنساني والمجتمع المدني. ففي يونيو 2024، نفذت الجماعة حملة اعتقالات طالت أكثر من 50 شخصًا، بينهم 13 موظفًا في الأمم المتحدة، ثم أوقفت ثمانية آخرين من موظفي الأمم المتحدة في يناير 2025. ولم يُعرف حتى الآن مصير العديد من المعتقلين، فيما توفي أحد موظفي الأمم المتحدة في فبراير أثناء احتجازه، ما زاد من المخاوف بشأن سوء المعاملة داخل سجون الحوثيين.
الاعتقالات وتحويل المساعدات
ووثّقت منظمات حقوقية يمنية مئات حالات الاعتقال التعسفي منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014، حيث استهدفوا الصحفيين والناشطين والمعارضين السياسيين، إضافة إلى العاملين في المجال الإنساني. وتُتهم الجماعة باستخدام بعض المحتجزين كأوراق مساومة في عمليات تبادل الأسرى، أو لابتزاز المنظمات الإنسانية للحصول على امتيازات.
كما كشفت تقارير عن تورط الحوثيين في تحويل المساعدات الإنسانية إلى قنوات خاصة، حيث فرضوا قيودًا على تنقل وكالات الإغاثة، ومنعوا تقييمات مستقلة للاحتياجات، كما ضغطوا على المنظمات لاستخدام الوزارات التابعة لهم كشركاء منفذين. وتشير شهادات موظفين إغاثيين إلى أن الحوثيين يفرضون رقابة مشددة على عمليات توزيع المساعدات، ويحولون جزءًا منها لصالح مقاتليهم أو يبيعونها في السوق السوداء.
وقالت نيكو جفارنيا، الباحثة في هيومن رايتس ووتش، إن المنظمات الإنسانية لا تمارس ضغوطًا كافية على الحوثيين، مشيرة إلى أن استمرار هذه الانتهاكات دون رد فعل دولي قوي يعرض المزيد من الموظفين للخطر.
مخاوف من تصاعد القمع
يتزامن تزايد الانتهاكات بحق العاملين الإنسانيين مع توسع الحوثيين في فرض سيطرتهم على قطاعات حيوية، مثل الاتصالات والتعليم والصناعات الدوائية، مستغلين الدعم الإقليمي الذي حصلوا عليه مؤخرًا بعد استهدافهم للملاحة في البحر الأحمر بذريعة الرد على الحرب في غزة.
ويحذر خبراء من أن التغاضي عن انتهاكات الحوثيين ضد العاملين في المجال الإنساني قد يؤدي إلى فقدان استقلالية المساعدات الدولية، ويزيد من تعرض المنظمات لضغوط سياسية. كما يطالب أقارب المحتجزين المنظمات الإنسانية باتخاذ مواقف أكثر صرامة لحماية موظفيها، والضغط دوليًا للإفراج عن المعتقلين وإنهاء التدخلات الحوثية في عمليات الإغاثة.
ومع استمرار الأزمة الإنسانية في اليمن وتراجع تمويل المساعدات، يخشى مراقبون أن يؤدي غياب الاستجابة الدولية الحازمة إلى تفاقم معاناة المدنيين الذين يعتمدون بشكل أساسي على الدعم الإغاثي، في ظل استمرار الحرب وتردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: العاملین فی المجال الإنسانی
إقرأ أيضاً:
وزراء خارجية 27 دولة بينها بريطانيا وفرنسا يصدرون بيانا مشتركا بشأن الوضع الإنساني في غزة
عواصم - الوكالات
أصدر وزراء خارجية 27 دولة، من بينها المملكة المتحدة وفرنسا، بياناً مشتركاً أعربوا فيه عن قلقهم البالغ إزاء الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
وجاء في البيان المشترك دعوة إسرائيل إلى السماح بإدخال جميع شحنات المساعدات التي ترسلها المنظمات غير الحكومية الدولية دون عوائق، مشددين على ضرورة اتخاذ خطوات فورية ودائمة وملموسة لتسهيل وصول منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والشركاء الآخرين على نحو آمن وواسع النطاق.
وأكد الوزراء في بيانهم على وجوب عدم استخدام القوة الفتاكة في مواقع توزيع المساعدات الإنسانية، مؤكدين على ضرورة حماية المدنيين والعاملين في المجالات الإنسانية والطبية من أي خطر.
وشدد البيان على أهمية التعاون الدولي لضمان حماية حقوق المدنيين وتقديم الدعم اللازم لإنقاذ الأرواح في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان غزة.