سلّط تقرير نشره موقع "تي في 5 موند" الفرنسي الضوء على ما سماه الأثر العميق الذي تركه البابا فرنسيس في القارة الأفريقية من خلال زياراته الدبلوماسية المتعددة، ومواقفه تجاه القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وحسبما قال الموقع، فإن تحركات البابا في أفريقيا جاءت امتدادًا لرؤيته التي تمزج بين البعد الروحي والدور السياسي للكنيسة، حيث ركّز على ملفات السلام والعدالة والاستدامة البيئية، مع تأكيده على ضرورة أن يكون للكاثوليكية الأفريقية طابعها المستقل بعيدًا عن الهيمنة الغربية.

دوره في المصالحة بأفريقيا الوسطى

في عام 2015، زار البابا فرنسيس جمهورية أفريقيا الوسطى في خضم حرب أهلية طاحنة بين الجماعات المسيحية والمسلمة والأنيمية.

بابا الفاتيكان فرنسيس (الفرنسية)

ورغم المخاطر الأمنية، زار العاصمة بانغي، حيث صلّى في كاتدرائيتها، كما توجّه إلى مسجد في حي بي كي 5، أحد أكثر المناطق تضررًا بالعنف الطائفي.

كان لهذه الزيارة أثر ملموس في تهدئة التوترات، إذ أعقبها بفترة قصيرة تنظيم انتخابات، في خطوة شكلت بداية لمسار المصالحة الوطنية.

ولم يكتفِ البابا بإطلاق دعوات عامة للسلام، بل انخرط فعليًا في جهود الوساطة الميدانية بين الأطراف المتنازعة.

تحذيراته من العنف بالكونغو الديمقراطية

لم تتوقف جهود البابا عند جمهورية أفريقيا الوسطى، بل امتدت إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث حذّر بشدة من تصاعد العنف في شرق البلاد.

إعلان

بحسب تقرير الموقع، كان البابا فرنسيس أكثر انخراطًا في القضايا السياسية والاجتماعية الأفريقية مقارنة بسلفه بنديكيت السادس عشر (2005-2013)، ويمكن مقارنته في هذا الصدد بالبابا يوحنا بولس الثاني، الذي كان له أيضًا تأثير بارز في القارة.

غير أن فرنسيس ركّز بشكل خاص على الملفات الاقتصادية والاجتماعية، متحدثًا بلغة قريبة من خطاب منظمات المجتمع المدني، خصوصًا فيما يتعلق بقضايا تجارة الأسلحة ونهب الموارد الطبيعية.

تعزيز دور أفريقيا في الكنيسة الكاثوليكية

ضمن إستراتيجيته لتعزيز الحضور الأفريقي داخل الكنيسة الكاثوليكية، قام البابا فرنسيس بتعيين اثنين من الكرادلة الأفارقة: الكاردينال فريدولين أمبونغو من الكونغو الديمقراطية، والكاردينال ديودوني نزابالينغا من جمهورية أفريقيا الوسطى.

يعكس هذا التوجه إدراك الفاتيكان المتزايد لأهمية أفريقيا داخل الكنيسة، التي لم تعد محصورة في أوروبا، بل باتت تمتد بشكل متزايد في أفريقيا وأميركا اللاتينية.

زيارة البابا لجمهورية الكونغو الديمقراطية (الفرنسية) تحديات الكاثوليكية الأفريقية

سعى البابا فرنسيس إلى تعزيز نموذج كاثوليكي أكثر انفتاحًا على الهويات المحلية، منح الكنائس الأفريقية استقلالية أكبر عن النمط الغربي.

غير أن هذا التوجه واجه تحديات، لا سيما في القضايا العقائدية الحساسة.

فعندما طرح البابا إمكانية تقديم بركة للأزواج من الجنس نفسه، قوبل هذا الاقتراح برفض واسع من الأسقفيات الأفريقية التي تمسّكت بقيمها الثقافية المحلية المناهضة لهذه التوجهات.

يعكس هذا التباين التوتر القائم بين السعي لترسيخ كاثوليكية عالمية من جهة، والاعتراف بخصوصيات الكنائس المحلية من جهة أخرى، مما قد يشكل أحد أكبر التحديات التي تواجه الكنيسة في أفريقيا خلال السنوات المقبلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان أفریقیا الوسطى البابا فرنسیس

إقرأ أيضاً:

تحت جنح الظلام.. فرار لاجئين سودانيين من معسكر نزوح بإفريقيا الوسطى

متابعات-  تاق برس- وصلت البلاد عشرات الأسر السودانية من اللاجئين في جمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة في الحدود الغربية، بسبب ما وصفوه بالانتهاكات والعنف ضدهم من المجتمعات المحلية في مخيم “براو”.

وقال آدم الحسن أحد اللاجئين العائدين إلى مدينة “أم دافوق” بولاية جنوب دارفور في حديث لـ(دارفور 24) أنهم واجهوا حملات عنف وانتهاكات متكررة من مجتمع قبيلة “الكارا” في محافظة “براو” الحدودية مع السودان.

وأضاف الحسن أن عشرات الأسر من اللاجئين معظمهم من الشباب والنساء والاطفال فروا ليلاً من مخيم “براو” وعادوا مجدداً “الأربعاء” للسودان بسبب العنف الأهلي وحملات التحريض ضد اللاجئين.

وأشار الجسم إلى أن هناك مجموعات أخرى في طريقها للعودة إلى السودان.

وبدورها كشفت إحدى النساء العائدات لـ (دارفور24) أن مجموعة أخرى من الفارين تحركوا قبلهم في نهار “الثلاثاء” الماضي تعرضوا إلى حادث نهب من قبل مسلحين من الشباب المحلين وقاموا بنهب ممتلكاتهم واغتصاب (4) فتيات في منطقة تبعد نحو 6 كيلومترات من مدينة “براو”

 

وفي الأسبوع الماضي تعرض اللاجئون السودانيون إلى عملية نهب بعد صرفهم مبالغ مالية عبارة مساعدات إنسانية.

لافتا إلى أن أسباب الحادث تعود إلى نتيجة غبن من المجتمع المحلي تجاه اللاجئين، وذلك بعد أن أبعدت المنظمة المانحة مئات الأسماء من المجتمع المحلي كانوا ضمن كشوفات اللاجئين في مخيم “براو”

ووفقاً لأحد قيادات المخيم أن اللاجئين ظلوا يتعرضون لعنف متكرر من مجتمع قبيلة “الكارا” في محافظة “براو”، وأن الأوضاع آخذة في التوتر في المخيم يوما بعد يوم.

ويعاني اللاجئون السودانيون في جمهورية إفريقيا الوسطى من نقص الغذاء وتعرضهم للاستغلال الجنسي مقابل المساعدات في معسكرات مدينة “بُراو”، التي تقع على بعد حوالي 60 كيلومترًا من الحدود الغربية للسودان مع إفريقيا الوسطى.

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة فإن عدد اللاجئين السودانيين في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل العام الماضي ارتفع بنسبة 82% مقارنة بالعام 2022م معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.

إفريقيا الوسطىلاجئون سودانيونمخيم بيراو

مقالات مشابهة

  • ترامب يسعى لتوسيع اتفاقات التطبيع لتشمل أذربيجان ودول في آسيا الوسطى
  • إدارة ترامب تسعى لضم أذربيجان إلى «اتفاقات إبراهيم» مع إسرائيل
  • مصادر: ترامب يتطلع لضم أذربيجان ودول بآسيا الوسطى لاتفاقيات أبراهام
  • الكنيسة الأرثوذكسية في قبرص تشارك بالتصويت في انتخابات الشيوخ
  • تحت جنح الظلام.. فرار لاجئين سودانيين من معسكر نزوح بإفريقيا الوسطى
  • الكنيسة القبطية تشارك في حفل السفارة المغربية
  • البابا لاوُن الرابع عشر يوافق على منح لقب ملفان الكنيسة للقديس جون هنري نيومان
  • نمو سوق الرياضات الإلكترونية بأفريقيا رغم مشكلات الإنترنت
  • «حكايات الشجرة المغروسة» (6).. جذور الكنيسة الأرثوذكسية في عظة البابا تواضروس
  • بعد وساطة الصين.. تايلند وكمبوديا تؤكدان التزامهما بوقف إطلاق النار