الزينة التراثية الشعبية في رمضان بين الأمس وتقنيات اليوم
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
دمشق-سانا
الفوانيس والقناديل التي تنير الطرقات والبيوت أحد أبرز مظاهر احتفال السوريين بقدوم شهر رمضان المبارك، وعلى مر السنين تغيرت الأشكال وتنوعت مع تطور التصاميم والتقنيات، لكنها ظلت تراثاً أصيلاً ورثوه عن أجدادهم حاضراً في تفاصيل يومياتهم خلال الشهر الفضيل، وحمل هذا العام فرحةً مضاعفة مع الخلاص من النظام البائد.
فانوس رمضان الذي يعد أحد أهم علامات الزينة، بدأ المسلمون باستخدامه وفق الباحثة في التراث الدكتورة نجلاء الخضراء، حين جاء الصحابي تميم بن أوس من الشام إلى المدينة المنورة حاملاً معه قناديل وزيتاً، أضاء فيها مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، والذي عندما خرج إلى المسجد في تلك الليلة وجده يضيء بشدة فقال: “من فعل هذا”؟ قالوا: تميم يا رسول الله فقال: “نورت الإسلام، نور الله عليك في الدنيا والآخرة”.
وتوضح الدكتورة الخضراء أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر بإنارة الجوامع وتزيينها بالقناديل بدءاً من اليوم الأول من رمضان حتى يتسنى للمسلمين إقامة صلاة التراويح وإحياء شعائرهم الدينية، وتطورت الإضاءة من أسرجة بسيطة تشعل بالزيت إلى قناديل مزخرفة بلورية متقنة الصنع، علقت بعضها على جدار الكعبة فيما بعد.
وفي العصر العباسي أمر الخليفة المأمون بالإكثار من وضع القناديل المزخرفة في المساجد، وحث الناس على إضاءتها في الأزقة وأمام البيوت في شهر رمضان المبارك، وتفنن الحرفيون بصناعة القناديل وتشكيلاتها، ولا تزال المصابيح القديمة تزين جدران بعض المساجد القديمة وأسقفها إلى اليوم.
وحول ارتباط الفوانيس بالتراث السوري في رمضان تبين الدكتورة الخضراء أنه تم استخدامها علامة تعريفية وقت الفطور والسحور في الريف، بسبب بعد المنازل عن بعضها وانتشارها على مساحات واسعة، فكانت تشعل من أذان المغرب إلى وقت السحور.
وتشير إلى أنه في حارات الشام والأماكن المكتظة كان الدومري وهو الرجل الذي يشعل القناديل في الأزقة ليلاً يضيف خلال رمضان عدداً من الفوانيس لترتدي الحارات والأسواق والمقاهي حلتها الجديدة، فكانت الأضواء تتصل بين المآذن والساحات وأبواب المنازل والشرفات، لتتألق وكأنها نجوم السماء وقد أنارت الأفق.
ومن التراث المرتبط برمضان أيضاً رمزا النجمة والهلال، حيث تلفت الدكتورة الخضراء إلى أنهما يعبران عن بداية الشهر القمري ونهايته، إضافة إلى اللافتات التي تُكتب عليها عبارات المباركة برمضان وتذكير الناس بقيمه السامية، مع الزخارف الإسلامية المطرزة على الأقمشة وأغطية الكراسي والطاولات.
وعن تطور زينة رمضان في وقتنا الحالي تفيد الدكتورة الخضراء بأنها أصبحت متنوعة تستخدم فيها الألوان والزخارف الفنية الحديثة، كما استُخدمت الإضاءة الذكية التي يتم التحكم بها عن طريق الجوال، ما جعل رموز الشهر الفضيل مزيجاً من التقاليد القديمة والعناصر الجديدة.
وترى الباحثة في التراث أن زينة شهر رمضان تعكس أجواء روحانية، وتغذي الذاكرة الشعبية وتساعد في الحفاظ على التراث الثقافي الديني، كما أن مشاركة الأطفال في صناعتها وتعليقها تغرس فيهم قيم التعاون والإبداع، وتعودهم على الاحتفال بالشهر الكريم والشعور بخصوصيته.
وتذكر أنه في الظروف القاسية التي مر بها الشعب السوري خلال سنوات الثورة، تراجع استخدام الزينة على الشرفات ومداخل البيوت، بينما عمدت بعض ربات البيوت إلى تزيين المنازل من الداخل بصورة بسيطة ليشعر الأطفال بفرحة رمضان، التي باتت منقوصة بعد أن حرم النظام البائد السوريين من المظاهر الرمضانية الشعبية كالمسحر ومدفع رمضان والحكواتي وغيرها من الخصوصية الثقافية الدينية.
وتقول الدكتورة الخضراء: إن شهر رمضان المبارك يأتي هذا العام بطعم الحرية، محملاً بالخير والأمل بمستقبل أفضل، حيث زينت المباني والشوارع احتفالاً بالشهر الفضيل وبالتحرير والخلاص من ظلم النظام البائد واستبداده، وعودة المهجرين والثوار لتجتمع العائلات مجدداً على مائدة الإفطار وتستعيد سهراتها وجلساتها الرمضانية.
وتختم الدكتورة الباحثة في التراث حديثها بالتأكيد أنه لطالما عبر الشعب السوري عن تمسكه بقيمه الدينية والثقافية وحافظ على طقوسه وتقاليده الرمضانية ببساطتها ومفاهيمها التي تحمل الفرحة بقدوم الشهر الكريم وروحانياته المباركة مهما تغيرت وتطورت، ورسخ فضائل الشهر المتمثلة بالعبادات والمعاملة الحسنة وتصفية النفوس والسمو على الخلافات، لتكون بمجملها الزينة الإنسانية التي تعكس الشخصية التي يتحلى بها المسلمون.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الدکتورة الخضراء شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
شمال كردفان تستقبل قافلة الإسناد زاد الميارم فيلق الشهيدة الدكتورة هنادي
استقبل اللواء شرطة الدكتور عبد الله عبد الرحمن عبدالله آدم بمكتبه برئاسة شرطة الولاية الوفد الاتحادي الزائر فيلق الشهيدة الدكتورة هنادي حرائر السودان قافلة الاسناد لولاية شمال كردفان زاد الميارم لعدد 10 ولايات برعاية كريمة من السيد وزير الدفاع .وتراس الوفد كل من سعادة اللواء الركن معاش جمال الدين طه بشير شاور رئيس لجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية ولاية شمال كردفان وسعادة اللواء شرطة حقوقي معاش الهادي احمد الدحيش نائب رئيس لجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية ولاية شمال كردفان والوفد النسائي الزائر برئاسة الاستاذة اشراقة عثمان رئيسة الوفد والاستاذة سعدية احمد ابراهيم رئيس المبادرة وقيادات المرأة .وعبر السيد رئيس لجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية ولاية شمال كردفان سعادة اللواء الركن معاش جمال الدين طه بشير شاور عن سعادته بزيارتهم لرئاسة شرطة الولاية التي قدمت العديد من الشهداء بمعركة الكرامة وتقف مع القوات المسلحة والقوات المساندة لها ذودا عن حياض الوطن .واشاد بمجاهدات المراة السودانية ودفاعها عن تراب الوطن من خلال معركة الكرامة باسنادها للقوات المسلحة محييا استبسال القوات المسلحة السودانية وذودها عن حياض الوطن بوطنية ومهنية واحترافية.كما عبرت الاستاذة سعدية احمد ابراهيم رئيس المبادرة للوفد الزائر عن سعادتها بزيارتهم لرئاسة شرطة الولاية مشيرة إلى فيلق الشهيدة الدكتورة هنادي لاسناد القوات المسلحة والقوات المساندة لها يضم عدد 10 ولايات من ولايات البلاد وانطلقت المبادرة عبر رئاسة لجنة المراة في لجان المقاومة الشعبية على مستوى البلاد لاسناد القوات المسلحة والقوات المساندة لها بمعركة الكرامة.وشكرت الاستاذة اشراقة عثمان رئيسة الوفد على حفاوة الاستقبال من قبل السيد مدير شرطة ولاية شمال كردفان مشيرة بان الهدف من الزيارة للولاية هو تقديم الزاد والوقوف مع حكومة الولاية لدحر المليشيا المنحلة الارهابية من التراب الكردفاني وكافة اصقاع البلاد باذن الواحد الاحد ودعم المراة بولاية شمال كردفان.وأشاد السيد مدير شرطة ولاية شمال كردفان اللواء شرطة الدكتور عبد الله عبد الرحمن عبد الله آدم بمجاهدات وشجاعة السيد نائب رئيس لجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية ولاية شمال كردفان سعادة اللواء شرطة حقوقي معاش الهادي احمد الدحيش لقتله لمجموعة من عناصر المليشيا المتمردة الارهابية واعتقاله من قبلهم ومواجهته لهم بثبات وعزيمة قوية حتي فك الله اسره وعاد الينا سالما غانما يدافع عن تراب الوطن السوداني.وقال إن العبء الاكبر بمعركة الكرامة والتضحيات كانت للنساء على مستوى البلاد واللائي قدمن دروس في الوطنية والتضحية والايثار وقدمن الشهيدات.وقال أنه قد تم استهداف شرطة ولاية شمال كردفان من قبل المليشيا الارهابية المتمردة وقدمت اكثر من 18 شهيد وحيا أيقونة المرأة الشهيدة الدكتورة هنادي واداورها البطولية الكبيرة التي الهمت كافة النساء بالبلاد.واستعرض أدوار الشرطة السودانية بمختلف فئاتها وأدوارها في تحقيق السلام والاستقرار والأمن وحماية المواطن .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب