جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-08@23:07:42 GMT

قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا

تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT

قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا

 

 

بدر بن علي الهادي

 

الحديث عن استقلال الدول العربية وقيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن النفوذ الأمريكي يشكل نقطة محورية في إعادة التفكير في دور المنطقة في العالم؛ حيث بدأنا نُلاحظ تحركات سعودية جريئة في الآونة الأخيرة تعكس رغبة حقيقية في التوجه نحو استقلال سياسي واقتصادي يتماشى مع مصلحة الدول العربية والإسلامية في المستقبل.

لاحظنا سعي المملكة العربية السعودية، باعتبارها واحدة من أبرز القوى في المنطقة، إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية، وبدء مشروع نهضة يُركز على الاقتصاد والصناعة بدلًا من الحروب والاعتماد على النفط.

منذ عقود، كانت السياسة الأمريكية تشكل عاملًا رئيسيًا في تحديد مصير العديد من دول المنطقة، من خلال التدخلات العسكرية أو النفوذ السياسي، فضلًا عن الوجود العسكري الذي أدى إلى استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط، إلّا أن السعودية، رغم أنها كانت في كثير من الأحيان حليفًا وثيقًا لأمريكا، بدأت مؤخرًا في التوجه نحو تنويع تحالفاتها، مستفيدة من الفرص الجديدة مع قوى مثل الصين وروسيا. وهذا التحول جاء نتيجة لما وصفه البعض بأنه ضرورة استراتيجية لتجنب الاعتماد الكامل على واشنطن.

تسعى السعودية إلى اتخاذ قرارات سيادية بعيدًا عن الضغوط الأمريكية، خاصة في مجالات التجارة والأمن، فالمملكة قد بدأت بالتحرك في عدة محاور:

 1. تنويع التحالفات: عبر تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين، وهو ما يعد تحولا استراتيجيا يعكس استقلالية في السياسة الخارجية.

 2. الاستقلال الاقتصادي: بدأ يظهر التركيز على تطوير الصناعات المحلية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي من خلال مشروعات "رؤية 2030"، بالإضافة إلى تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة.

 3. إصلاح الصناعات الدفاعية: في خطوة نحو تقليل الاعتماد على السلاح الأمريكي، بدأت السعودية بتطوير الصناعات العسكرية المحلية وتعزيز قدراتها الدفاعية، وهو ما يُعد حجر الزاوية في تعزيز الاستقلال العسكري.

 4. تطوير القوة العسكرية: يمكن أن تشكل القيادة العسكرية العربية المشتركة بديلًا حقيقيًا للوجود الأمريكي في المنطقة، وتحقيق الاستقلال الأمني الذي يوفر حماية حقيقية للدول العربية بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.

إلا أن هناك تحديات وملفات تضغط عليها الولايات المتحدة في التعاطي من التطور السعودي حيث تعد المملكة العربية السعودية مثلها مثل العديد من الدول الأخرى، تواجه تحديات كبيرة في طريق الاستقلال عن أمريكا.

وأبرز هذه التحديات هو التهديد الأمريكي في استخدام الملفات القديمة، مثل قضية 11 سبتمبر وحقوق الإنسان، كورقة ضغط على الرياض.

ومن أجل تجاوز المملكة هذه العقبات، يجب على السعودية أن تتحرك بحذر وأن تعمل على تعزيز الجبهة الداخلية من خلال التعليم، والإعلام، والاقتصاد. كما إن توحيد الصف العربي والإسلامي يمكن أن يكون قوة داعمة لهذا الاتجاه؛ حيث إن وجود إيمان حقيقي بالقدرة على التغيير، يدعم السعودية في قيادة مشروع وحدوي يركز على النهضة الاقتصادية بعيدة عن الحروب، وتحقيق الوحدة الثقافية بين العرب والمسلمين من خلال إصلاح التعليم وتنمية اقتصادات دول المنطقة.

وإذا تمكنت السعودية من الإيمان بقدرتها على التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية، يمكنها أن تصبح القيادة الفعلية للشرق الأوسط الجديد، وتعيد رسم خارطة القوى في المنطقة.

الطريق نحو الاستقلال العربي وقيادة الشرق الأوسط ليس سهلًا، لكنه ممكن، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والشعبية. فالسعودية ومن خلال قوتها الاقتصادية والسياسية، قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، لكن التحديات، خاصة تلك التي قد تفرضها الولايات المتحدة، ستظل حاضرة، وستحتاج المملكة إلى اتخاذ قرارات جريئة تضمن مستقبلًا مشرقًا للدول العربية والإسلامية بعيدًا عن التبعية للقوى الغربية.

لذا يجب على المحيط الخليجي دعم المملكة العربية السعودية في رؤيتها لقيادة الشرق الأوسط وبناء شرق أوسط جديد مهتم برفاه الإنسان من خلال النشاط الاقتصادي والتجاري ومشاركة العالم في البناء بعيدا عن الحروب التي أهلكت الشرق الأوسط لأكثر من قرن مصلحة عامة لجميع دول العالم وأولى اتباعها ودعمها لتنتفع به بقية الدول.

الإنسان العربي يحتاج ليعيش كشعوب العالم الأخرى بعيدا عن الحروب وإراقة الدماء. فهل من مستمع وهل من مجيب؟!

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أمانة الشرقية تطلق فعاليات الاحتفاء بعيد الأضحى المبارك 1446

تطلق أمانة المنطقة الشرقية عدد من الفعاليات المتنوعة بمناسبة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هـ، وذلك ضمن جهودها لتعزيز أواصر المجتمع وإثراء التجربة الترفيهية والثقافية لسكان وزوار المنطقة الشرقية.
وتتنوع الفعاليات التي تطلقها الأمانة بعدد من البلديات في عدد من المواقع المفتوحة والمرافق العامة، ليستمتع الأهالي بأجواء العيد وسط فعاليات تناسب جميع أفراد الأسرة.
أخبار متعلقة أمير الشرقية ونائبه يؤديان صلاة عيد الأضحى مع جموع المصلين ويستقبلان المهنئينالشرقية.. تهيئة 979 حديقة و14 واجهة بحرية لاستقبال الزوار بعيد الأضحىالأحساء.. تفعيل تصاريح ذبح الأضاحي المؤقتة للمطاعم والمطابخ .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أمانة الشرقية تطلق فعاليات الاحتفاء بعيد الأضحى المبارك 1446 - إكسالفعاليات المتنوعة في المناطقففي مدينة الدمام، تنظم الأمانة فعالية "احتفال الأهالي بيوم عيد الأضحى المبارك" في حديقة الميادين، خلال ثاني وثالث أيام العيد، من الساعة الرابعة عصرًا حتى الثانية عشرة منتصف الليل، وتشتمل على عروض فنية وتراثية أبرزها العرضة السعودية، إلى جانب فقرات موسيقية، والعازفين وعروض كرنفالية وسيرك متجولة، بالإضافة إلى أركان تفاعلية للأطفال، وأركان السوق، وركن التصوير، وتوزيع الهدايا على الزوار.
وفي محافظة الخبر، فتتجدد الاحتفالات مع أول أيام العيد من خلال فعاليتين تراثيتين، تُشرف عليهما بلدية المحافظة. الأولى تُقام في ساحة الكورنيش من الساعة 4:30 عصرًا حتى 9 مساءً، والثانية في ميدان العرضة بالتوقيت ذاته. وتتميز الفعاليتان بتقديم العرضة السعودية، التي تعبّر عن الفرح، وتشكل جزءًا أصيلاً من الموروث الثقافي الوطني.
أما في محافظة رأس تنورة، تُشرف بلدية المحافظة على فعالية "عيدنا يجمعنا" في المركز الحضاري خلال ثاني وثالث أيام العيد، من الرابعة عصرًا حتى الحادية عشرة مساءً. وتضم الفعالية باقة من الفقرات العائلية والترفيهية، منها ألعاب الأطفال، وأركان الأسر المنتجة، والعرضة السعودية التي تضفي طابعًا تراثيًا ووطنيًا على الاحتفال.
وتأتي هذه الفعاليات في إطار استراتيجية أمانة المنطقة الشرقية الرامية إلى تفعيل المناسبات الوطنية و الأعياد الرسمية من خلال مبادرات تُعزز التفاعل المجتمعي، وتدعم جودة الحياة، وتُسهم في تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية في المنطقة، بما يعكس التقدم التنموي والحضاري الذي تشهده مدن ومحافظات الشرقية.)

مقالات مشابهة

  • العرضة السعودية تُحيي ثالث أيام عيد الأضحى في المنطقة الشرقية
  • الرئيس الأوكراني ينتقد إرسال أمريكا 20 ألف صاروخ للشرق الأوسط بدلا من مساعدته
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره التركي تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط
  • الإمارات مركز بارز للتكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط
  • محادثات حول تركيا وسوريا في البيت الأبيض
  • من هو مرشح ترامب لقيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط؟
  • وزير الأوقاف: كما نتوجه بجزيل الشكر والعرفان إلى المملكة العربية السعودية، ملكاً وحكومةً وشعباً، على ما تقدمه من جهود مباركة وتسهيلات مشهودة في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام سائلين الله تعالى أن يجزيهم خير الجزاء وأن يديم على بلاد الحرمين الشريفين أمنها
  • أمانة الشرقية تطلق فعاليات الاحتفاء بعيد الأضحى المبارك 1446
  • الهيئة السعودية للمهندسين تختتم سلسلة لقاءات المهندسين في عدد من مدن المملكة
  • مصادر تكشف لـCNN عن تحويل الجيش الأمريكي وسيلة تستخدمها أوكرانيا لمكافحة المسيرات إلى قواته بالشرق الأوسط