وجهت إحدى الفتيات سؤالا، إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، تقول فيه (شخص نوى وخطط للانتحار لكن سبقه قدره ومات بحادث.. كيف سيحاسب؟

ما حكم القتل الرحيم للمريض بمنع العلاج عنه؟.. علي جمعة يجيبحكم الدعاء بقضاء حوائج الدنيا في الصلاة.. علي جمعة يوضح

وقال الدكتور علي جمعة، في إجابته على السؤال، خلال برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، إن هذا الأمر ينطبق عليه المثل الذي يقول (لو صبر القاتل على المقتول) فالله لا يحاسبنا فيما حدثت به أنفسنا.

وأضاف أن الفقهاء يقولون (مراتب القصد خمسة: هاجس ذكر فخاطر فحديث النفس فاستمع، يليه هم فعزم كلها رفعت سوء الأخير ففيه الأخذ قد وقع).

وأشار إلى أن المعنى أن القصد للإنسان مرتب على خمس درجات، الدرجة الأولى أن يغمض عينيه ويرى زجاجة خمر أمامه فهذا هو الهاجس، فإذا ثبتت صورة الخمر أمام عينيه فهذا هو الخاطر، ولو حدثت نفسه أن يجرب الخمر فهذا حديث النفس، فإذا عزم على التجربة في الواقع وعزم على الشرب، فهنا سيحاسب على هذه النية للعزم على شرب الخمر، أما ما قبل العزم فلن يحاسبه الله عليه.

وأوضح أنه بالنسبة لواقعة السؤال فإنه سيحاسب أمام الله لأن الأمر وصل معه إلى مرحلة النية وعزم على الفعل.

حكم الانتحار

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن طلب الرّاحة في الانتحار وهم، وترسيخ الإيمان، والحوار أهم أساليب العلاج، مشيرًا إلى أنجعل الإسلام حفظ النفس مقصدًا من أَولىٰ وأعلىٰ مقاصده حتىٰ أباح للإنسان مواقعة المحرم في حال الاضطرار؛ ليُبقي علىٰ حياته ويحفظها من الهلاك.

وقال المركز عبر صفحته بـ«فيسبوك»، أن الإسلام جاء بذلك موافقًا للفطرة البشرية السّوية، ومؤيدًا لها،لذا كان من العجيب أن يُخالِف الإنسان فطرته، وينهي حياته بيده؛ ظنًا منه أنه يُنهي بذلك آلامه ومُشكلاته.

وتابع: ولكن الحق علىٰ خلاف ذلك، لا سيما عند من آمن بالله واليوم الآخر، فالمؤمن يعلم أنّ الدنيا دار ممر لا مقر، وأن الآخرة هي دار الخُلود والمُستقَر، وأن الموت هو بداية الحياة الأبدية لا نهايتها.

وأشار إلى أن الآخرة دار حساب وجزاء، وأن الدنيا لا تعدو أن تكون دار اختبار وافتتان ومكابدة؛ قال سبحانه: «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ» [البلد: 4]، وقال عز من قائل: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ» [الأنعام: 165]، موضحًا:وهذا بلا شك يوضح دور الاعتقاد والإيمان في الصبر علىٰ الحياة الدنيا وبلاءاتها، وتجاوز تحدياتها.

ولفت إلى أن المؤمن يرىٰ وجود الشَّدائد والابتلاءات سُنّة حياتيّة حتميّة، لم يخلُ منها زمانٌ، ولم يسلم منها عبد من عباد الله؛ بَيْدَ أنها تكون بالخير تارة، وبالشَّر أخرىٰ، بالعطاء أوقاتًا، وبالحرمان أخرىٰ، قال سُبحانه: «وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ» [الأنبياء: 35]،ويعلم حقيقة الابتلاء الذي يحمل الشَّر من وجه، ويحمل الخير من وجوه؛ إذ لا وجود لشرٍّ محض.

وواصل: ويستطيع ذَووا الألباب أن يُعددوا أوجه الخير في كل محنة، والله سبحانه وتعالىٰ قال عن حادثة الأفك في القرآن الكريم: «إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ...» [النور: 11]، رغم ما كان فيها من الشِّدة والبلاء علىٰ سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وزوجه أم المؤمنين السّيدة عائشة رضي الله عنها، والمجتمع الإسلامي كله.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة الأزهر نور الدين والدنيا النية الانتحار حكم الانتحار المزيد علی جمعة إلى أن

إقرأ أيضاً:

أسمر من آل البيت ..علي جمعة يصف شكل وملامح وهيئة الإمام المهدي

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، المهدي اسمه محمد أو أحمد، لما رواه أبو دواد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا تذهب-أو :لا تنقضي-  الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي) [رواه أبو داود]، وقد يكون اسم أبيه عبد الله، وذلك لما ورد في رواية ابن أبي شيبة من زيادة على حديث أبي داود، فقد زيد في آخره (واسمُ أبيه اسمَ أبي).

وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، هو من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لقوله صلى الله عليه سلم : (المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة) [رواه أحمد]، من ولد السيدة فاطمة عليها السلام؛ لما ورد: (المهدي من عترتي ، من ولد فاطمة)، والأرجح أنه من أبناء الحسن بن علي عليه السلام، وذلك لما رواه الذهبي : (أنه نظر إلى الحسن. فقال : سيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم، يشبهه في الخلق  ولا يشبهه في الخلق ، يملأ الأرض قسطًا) [ذكره الذهبي في المنتقى].
وعن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لطول الله ذلك اليوم، حتى يبعث رجلاً من ولدي، اسمه كإسمي، فقال: سلمان: من أي ولدك يا رسول الله؟ قال: من ولدي هذا، وضرب بيده على الحسين عليه السلام) [ذخائر العقبى، للمحب الطبري ص 136]

من أعجبه شيئا ويتمنى أن يرزقه الله بمثله.. ردد هذا الدعاءحكم ترك الدعاء لتأخر الإجابة ؟.. الإفتاء ترد

وقد أكد على ذلك المعنى ابن تيمية حيث قال : (وقول أمير المؤمنين في أنه حسني، لا حسيني صريح، ذلك لأن الحسن والحسين مشبهان من بعض بإسماعيل وإسحاق، وان لم يكونا نبيين ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم (أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة) ، ويقول : (إن إبراهيم كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق)، وكان إسماعيل هو الأكبر والأحلم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يخطب على المنبر، والحسن معه على المنبر : (إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين) [أخرجه البخاري]، فكما أن غالب الأنبياء كانوا من ذرية إسحاق، فهكذا كان غالب السادة الأئمة من ذرية الحسين، وكما أن خاتم الأنبياء، الذي طبق أمره مشارق الأرض ومغاربها، كان من ذرية إسماعيل، فكذلك الخليفة الراشد المهدي، الذي هو آخر الخلفاء ، يكون من ذرية الحسن). [رسالة فضل أهل البيت وحقوقهم - تعليق أبي تراب الظاهري - جدة 1984 ص 47 ].

ورأى ابن القيم سرًا لطيفًا في كون المهدي من ولد الحسن، فقال : (وفي كونه من ولد الحسن سرٌ لطيف، وهو أن الحسن -رضي الله تعالى عنه- ترك الخلافة لله؛ فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق.. وهذه سنة الله في عباده أنه من ترك لأجله شيئًا أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه) [المنار المنيف ص 139].

 إنه فيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أنه وصف لنا المهدي المنتظر وأخبرنا عن ملامحه وصفاته الشكلية بالتفصيل.

 صفات المهدي المنتظر الشكلية

هي: أنه رجل طويل القامة آدم -أي أسمر- وجهه كالكوكب الدري في الحسن والوضاءة، أجلى الجبهة -ومعنى أنه أجلى الجبهة أي عريض الجبهة لانحسار الشعر عن مقدم رأسه- ، أقنى الأنف -تعني أنه طويل الأنف، مع دقة في أرنبته ، وحدب في وسطه-، أكحل العينين واسعهما.

وتابع: وأزج- أي دقيق الحاجبين طويلهما- أبلج- أي مفروق الحاجبين غير مقرونهما – في خده الأيمن خال أسود، كث اللحية، أفرق الثنايا -بين أسنان فراغات يسيرية-، وثناياه براقة، يكون عليه عباءتان قطوانيتان -والعباءة القطوانية : البيضاء القصيرة الخمل-. وقد ورد بهذه الصفات آثار رواها أبوداود والطبراني وغيرهما.

واستشهد بما رواه أبو داود، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : «المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت جورًا وظلمًا، يملك سبع سنين»، وعن أبي أمامة أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : «سيكون بينكم وبين الروم أربع هدن، تقوم الرابعة على يد رجل من أهل هرقل، يدوم سبع سنين، فقال له رجل من عبد آلاف يقال له المستورد بن خيلان : يا رسول الله، من إمام الناس يومئذ ؟ قال : من ولد أربعين سنة، كأن وجهه كوكب دري، في خده الأيمن خال أسود، عليه عباءتان قعوايتان، كأنه من رجال بني إسرائيل، يملك عشرين سنة يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك» أحمد، الطبراني في الكبير.

طباعة شارك المهدي المنتظر شكل وملامح وهيئة المهدي المنتظر من هو المهدي المنتظر هل المهدي المنتظر من علامات يوم القيامة

مقالات مشابهة

  • علي جمعة يكشف عن وصف السيدة عائشة لعمل النبي
  • سبيل السعادة في الدنيا والآخرة .. خطيب المسجد النبوي: أعظم نعم الله
  • سنن الجمعة.. مفتاح البركة ومضاعفة الحسنات ونيل السعادة في الدنيا والآخرة
  • شعر عن يوم الجمعة
  • خواطر يوم الجمعة للزوج
  • رسائل واتس آب صباحية في يوم الجمعة 
  • كيف نتعلم إدارة الوقت؟ أيمن أبو عمر يجيب
  • إصابة 9 أشخاص في تصادم سيارتين على الطريق الدائري بالقليوبية
  • هل التسبيح أثناء خطبة الجمعة يبطل الصلاة.. عطية لاشين يجيب
  • أسمر من آل البيت ..علي جمعة يصف شكل وملامح وهيئة الإمام المهدي