دراسة: الذكاء الاصطناعي قد يجبر 1.7 مليون فرنسي على تغيير وظائفهم بحلول 2030
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف معهد ماكينزي العالمي، في دراسة أجراها حول تأثير الذكاء الاصطناعي على العمالة في فرنسا بحلول عام 2030، أن هذه التكنولوجيا ستؤدي 27% من المهام الوظيفية بحلول تلك الفترة، وقد يضطر 1.7 مليون شخص إلى تغيير وظائفهم بحلول 2030، وهو ما يمثل 6.3% من الموظفين الفرنسيين.
وقام مركز الأبحاث العالمي، في الدراسة التي جاءت بعنوان "الذكاء الاصطناعي وتطور المهارات في فرنسا"، بتحليل كيف يمكن للذكاء الاصطناعي في فرنسا أن يزيد أو يقلل الوقت المستغرق في 850 مهنة، في أداء 2100 مهمة تتضمنها؛ وذلك في محاولة للإجابة على السؤال الذي يثيره الموظفون الفرنسيون حول ما إذا ستحل الروبوتات محلهم أو ستُستخدَم الخوارزميات لأداء جزء من المهام المسندة إليهم، في وقت يشهد فيه الذكاء الاصطناعي طفرة نوعية ملموسة.
وفي هذا السياق، نقلت مجلة "لوبوان" الفرنسية عن فلورا دونسيموني، المدير العام لمعهد الأعمال الفرنسي - الذي كلف معهد ماكينزي بإجراء الدراسة - قولها "بحلول عام 2030، قد يتم تكليف الذكاء الاصطناعي بـ 27% من المهام؛ ومع ذلك، فإن هذا التغيير لن يكون موحدًا ولا عفويًا؛ إذ تُظهِر قطاعات التكنولوجيا والخدمات المالية بالفعل نضجًا أكبر في دمج هذه التقنيات، في حين تتقدم قطاعات أخرى من أوائل المتبنين، مثل الرعاية الصحية وتجارة التجزئة، بشكل تدريجي".
ومع ذلك، تقول الدراسة إن هذا لا يعني خسارة كبيرة في عدد الوظائف، لأن السياق الفرنسي الحالي، مع شيخوخة السكان وتقليص ساعات العمل، أدى إلى ارتفاع عدد الوظائف الشاغرة إلى مستوى تاريخي؛ فقد ارتفع معدل الشواغر الوظيفية بالفعل إلى 3.4% في عام 2022، وهو أكثر من ثلاثة أضعاف مستواه في عام 2013، ويتجاوز حتى المتوسط الأوروبي البالغ 2.9%.
وأوضحت أن ما سيتغير في السنوات القادمة هو نوع المهارات المطلوبة أكثر من عدد الوظائف؛ وبالتالي، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي (الذي ينتج البيانات: الصور والنصوص والأصوات) من شأنه أن يزيد من أتمتة العمل في خدمة العملاء أو بعض المهام الإدارية: على سبيل المثال، إدخال البيانات أو معالجتها، والكتابة، والاتصالات البسيطة؛ ولذلك ينبغي للوظائف التي تتطلب هذه المهام أن تتطور.
كما خلصت توقعات معهد ماكينزي إلى توسع في استخدام الذكاء الاصطناعي ليشمل المهام "التي تتطلب الإبداع والحكم النقدي، مثل التدريس والتدريب، والمهن الفنية والعلمية والتقنية والقانونية والتجارية والإدارية، وما إلى ذلك. وبالتالي، لن يكون أمام العديد من القطاعات خيار سوى التطور باستخدام الذكاء الاصطناعي وتحويل نفسها".
وعلى العكس من ذلك، لن تتأثر الوظائف التي تتطلب معالجة معلومات معقدة، أو التفكير النقدي، أو المهارات الإبداعية بالذكاء الاصطناعي، وقد سلطت الدراسة الضوء على أن "حوالي 44% من المديرين الفرنسيين الذين شملهم الاستطلاع أفادوا بالفعل بوجود نقص في العمال الذين يتمتعون بهذه المهارات".
ووفقًا للدراسة، هناك بالفعل طلب على مهارات معينة لقيادة هذا التحول في المهن مع الذكاء الاصطناعي؛ وهذه "المهارات العاطفية" تتطلب القيادة والتعاطف، وخاصة لدعم الموظفين الأكبر سنا. ومن المتوقع أن يزداد الطلب على هذه الوظائف بنسبة 11% بحلول عام 2030. وبالمثل، "هناك تقديرات معقولة بأن تزداد نسبة الطلب على العاملين في المجالات العلمية والتقنية والهندسية والرياضية بنحو 16% بحلول عام 2030، أي ما يقارب 300 ألف موظف".
وأكد مؤلفو الدراسة أن تدريب 300 ألف شخص في خمس سنوات ليست مهمة مستحيلة منوهين الى التحول الذي شهدته مهنة مشغلي الهاتف بين عشرينيات وأربعينيات القرن العشرين، الذي لم يسبب صدمة اقتصادية. مستشهدة بمثال حديث على مرونة سوق العمل وهو قيام 300 ألف موظف فرنسي بتغيير وظائفهم بين عامي 2019 و2022، بسبب جائحة "كوفيد-19".
وبحسب الدراسة، هناك بعض المناطق التي لديها بالفعل احتياجات توظيفية كبيرة، كما هو الحال في قطاع الصحة. ومن المتوقع أن يرتفع الطلب عليها بنسبة تتراوح بين 23% و28%، أو 800 ألف وظيفة إضافية، لتلبية الاحتياجات المرتبطة بشيخوخة السكان. ولا يزال يتعين بذل الجهود لجعل هذه القطاعات أكثر جاذبية.
وفي الختام، طرح معهد ماكينزي، في دراسته، حلولًا لمواجهة هذا التحدي: الأول هو رفع مهارات وإعادة تدريب بعض الموظفين الموجودين بالفعل في مناصبهم - وهذا يمكن أن يؤثر على 31% من القوى العاملة الحالية - والثاني هو استقطاب المواهب الجديدة لـ24% من الوظائف، خاصة بالنسبة للمناصب التي تتطلب مؤهلات عالية؛ والثالث هي الاستعانة بمصادر خارجية للمهام، وذلك لـ 18% من الوظائف.
وشددت الدراسة على أنه يتعين على الشركات بذل جهد ونشر المرونة للتعامل مع هذا التحول. وتقول المدير العام لمعهد الأعمال الفرنسي فلورا دونسيموني: "لا يمكن أن ينجح هذا التحول بدون حوار اجتماعي بناء وتعاون وثيق بين الشركات والسلطات العامة. إن هذا الحوار هو المفتاح للتقدم الاقتصادي والاجتماعي المشترك، وهو ما ندعو إليه".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي فرنسا الذکاء الاصطناعی بحلول عام 2030 التی تتطلب
إقرأ أيضاً:
دراسة أمريكية: الزبدة والسمن الحيواني قد يحميان القلب ويقللان خطر السكري!
شمسان بوست / متابعات:
في دراسة أمريكية حديثة نشرتها المجلة الأوروبية للتغذية السريرية، توصل باحثون من جامعة بوسطن الأمريكية لنتائج خالفت المفاهيم الغذائية السائدة لعقود.
فقد كشفت الدراسة أن تناول الزبدة والسمن الحيواني بكميات معتدلة، يقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بداء السكري وأمراض القلب.
وتفيد الدراسة إن تناول كميات منضبطة من هاتين المادتين من شأنه أن يقلل مخاطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، بنسبة تصل إلى 31%، كما تساعد في زيادة مستويات الكوليسترول “الجيد”، وتقليل الدهون الضارة التي تسبب أمراض القلب والسكتات الدماغية.
وهذا ما كانت الاعتقادات القديمة ترفضه وتحذر منه والتي ظلت تحذر من أن الدهون المشبعة الموجودة في الزبدة مضرة بصحة القلب، تشير نتائج هذه الدراسة الحديثة إلى أن مكونات الزبدة الطبيعية قد تكون مفيدة للصحة.
وحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، فقد أجريت تجارب على نحو 2500 رجل وامرأة فوق سن الثلاثين، وتمت متابعتهم على مدى سنوات، ورصد أنماطهم الغذائية ودراسة علاقتها بداء السكري وأمراض القلب.
وبينما تم الترويج للسمن النباتي كبديل صحي عن هاتين المادتين الدهنيتين، وجدت الدراسة أنه يزيد من خطر الإصابة بداء السكري بنسبة تزيد عن 40%، وأمراض القلب بنسبة تتجاوز 30% وذلك بسبب احتوائه على دهون متحولة غير صحية.
وتوافقت العديد من الدراسات حول مثل هذا النتائج ، فقد كشفت دراسات مماثلة أجراها باحثون من جامعة هارفارد واستمرت لثلاثة عقود، أن مركبات الفيتوستيرول، وهي مركبات شبيهة بالكوليسترول الموجودة في الأطعمة النباتية مثل المكسرات والبذور والخضراوات والحبوب الكاملة، تقي بشكل فعال من أمراض القلب والسكري، وتحسّن من عملية الأيض وتنظيم الأنسولين وتقلل الالتهابات.
ويعد داء السكري من النوع الثاني أكثر أشكال داء السكري شيوعاً على مستوى العالم، إذ يُعاني منه أكثر من 37 مليون بالغ في الولايات المتحدة وحدها وفقاً للصحيفة.
تأتي هذه الدراسات بنتائج ونسب قد تنسف كل المعتقدات والتحذيرات السائدة، وتسلط الضوء على أهمية إعادة النظر في النظم الغذائية التقليدية، وتشجيع الاعتماد على الأطعمة الطبيعية غير المصنعة لتحقيق أفضل توازن غذائي يلقي بظلاله على أمراض لم يتم التوصل لعلاج لها بعد