الصوراني: ماذا على الفلسطينيين أن يفعلوا.. هل يموتوا بصمت؟
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
قال موقع ميديا بارت إن إسرائيل استأنفت قصفها لقطاع غزة بعد رفض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للشروط الإسرائيلية الجديدة التي تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 15 يناير/كانون الثاني، وهذا أسفر عن مقتل مئات المدنيين خلال الساعات القليلة الأولى من الهجوم، والعودة لاقتراف الإبادة الجماعية التي لم تكد تتوقف خلال التهدئة.
ووصف الموقع -في مقابلة مع المحامي الغزاوي راجي الصوراني- كيف قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شن غارات جوية على سكان غزة الذين كانوا يحاولون قدر استطاعتهم، وسط الحرمان المفروض والحداد الذي لا نهاية له، الاحتفال بشهر رمضان.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وثائق كينيدي كشفت عمليات ضد كوبا واليساريين العربlist 2 of 2ماذا سيحدث لو توقف الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل؟end of listوذكّر الموقع بأن نتنياهو كان أول من خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه مع حماس، متذرعا -حسب بيان أصدرته حكومته- "برفض حماس المتكرر إطلاق سراح الرهائن ورفضها لكل المقترحات التي تلقتها من المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف والوسطاء".
واستعرض ميديا بارت الأحداث التي سبقت استئناف الحرب، عندما شكك نتنياهو في جدية اتفاق وقف إطلاق النار، وطالب بتمديد المرحلة الأولى منه، والإفراج فورا عن جميع المحتجزين، مدعوما من قبل المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، ثم قطع كل المساعدات الإنسانية عن القطاع قبل أن يقطع الكهرباء، بعد قتل ما لا يقل عن 100 شخص خلال الهدنة.
إعلان درس قاس للدول الغربيةفي هذه السياق التقى موقع ميديا بارت في باريس مع مؤسس ومدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان راجي الصوراني، وسألته غوانيل لونوار هل تفاجأ باستئناف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة والمجزرة التي ارتكبت الليلة الماضية؟ ليرد بالنفي.
وأوضح الصوراني أن الإبادة الجماعية التي استمرت 18 شهرا أو أكثر لم تتوقف خلال فترة وقف إطلاق النار، وإن كان مستوى القتلى قد انخفض، والآن تعود إسرائيل بكامل قوتها لتلك الإبادة، لأنه لا أحد يحاسبها، ولا حتى ينتقد الإبادة الجماعية المستمرة، بل ولا أحد يريد إنهاءها، ولذلك تعتبر إسرائيل أن لها الحق في القتل وفعل ما تريد.
وأشار الموقع إلى أن المحامي عمل مع جنوب أفريقيا في إعداد وتقديم شكوى الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، ولكن حتى الآن لم تسفر قرارات هذه الهيئة وقرارات المحكمة الجنائية الدولية، وأوامر الاعتقال الصادرة بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، عن أي نتائج ملموسة، وسألته هل فشلت العدالة الدولية؟
وفي رده، ذكر المحامي أن جنوب أفريقيا قامت بعمل جيد وصنعت التاريخ عندما عرضت القضية على محكمة العدل الدولية نيابة عن فلسطين والفلسطينيين، ولفتت انتباه العالم إلى مفهوم سيادة القانون، مشيرا إلى أنها لقنت درسا قاسيا للدول الغربية الاستعمارية والعنصرية التي لم تكتف بمشاهدة الإبادة الجماعية من دون أن تفعل شيئا، بل دعمتها بالقول إن إسرائيل تمارس الدفاع عن النفس.
أما من الناحية القانونية، فأكد الصوراني أن هناك شيئا يتحرك، مشيرا إلى أن العدالة بطيئة في هذه المحاكم، ولا أحد يتوقع أن تنتهي الأمور في 6 أشهر ولا عام، خاصة أن المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية لا تمتلكان جيشا ولا هيئة لإنفاذ القانون وإنما تستعينان بالدول، وإذا كانت الديمقراطيات الغربية المستنيرة لا تحترم قراراتها فمن الذي سينفذها؟
إعلانونبه الصوراني إلى أن القانون الدولي أصبح انتقائيا ومسيسا، وذكّر بأن حق تقرير المصير الذي اعتمدته الأمم المتحدة، يعني أن أي شعب يتعرض للقمع أو الظلم أو الاستعمار له الحق في تقرير مصيره ومستقبله بأي وسيلة، وهو ما حصلت عليه أوكرانيا عندما غزتها روسيا واحتلتها.
هل مات القانون الدولي؟وتساءل المحامي الغزاوي هل على الفلسطينيين من لوم إذا لجؤوا إلى القانون الدولي؟ وأكد أن المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ليست من اختراع الفلسطينيين، وليسوا كذلك هم من اخترع اتفاقية منع الإبادة الجماعية، ولكنهم يستخدمونها بفعالية، إلا أن العالم اليوم يسود فيه قانون الغاب، لا حكم القانون.
وعند سؤاله هل مات القانون الدولي في غزة؟ وهل عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للبيت الأبيض وتصريحاته ومواقفه من شأنها أن تضعف القانون الدولي، رد الصوراني بأنهم "يريدون ذلك. يريدون أن تصبح غزة مقبرة للقانون الدولي".
وأشار الصوراني إلى أنه لا يجب على العالم أن يتصرف وفقا لمزاج ترامب الذي شن هجوما شديدا وغير مسبوق على نظام العدالة العالمي، ولا وفقا لمزاج قادة فرنسا الذين قالوا، في خضم الإبادة الجماعية، إن نتنياهو سيكون في موضع ترحيب إذا زار فرنسا.
وقال المحامي الفلسطيني: "نحن لا نطلب منكم إرسال الأسلحة إلى فلسطين. نحن لا نطلب منكم إرسال متطوعين لحمل السلاح والقتال إلى جانبنا. نحن لا نطلب منكم دعمنا قانونيا ولا غير ذلك، ولكن على الأقل اتخاذ موقف أساسي ومناسب ضد ما يحدث"، وذكّر بأن هناك إبادة جماعية تجري، ويتم بثها على الهواء مباشرة، والعالم أجمع يشاهدها، والفرنسيون يعرفون ذلك وأوروبا تعرفه، وهم يعرف أن هذه جريمة ضد الإنسانية، و"مع ذلك لا يفعلون شيئا لوقف ذلك. هذا غير عادل".
وفي نهاية المطاف، كانت ردود الصوراني صرخة استغاثة أمام الفظائع المرتكبة في غزة، وتحذيرا من احتمال تلاشي القانون الدولي أمام غياب المساءلة، ودعوة لاتخاذ خطوات حقيقية لوقف الإبادة الجماعية، وإعادة احترام حقوق الإنسان، وضمان العدالة للفلسطينيين، وللوقوف ضد أبعاد أخلاقية وقانونية تتجاوز المنطقة وتهدد نزاهة النظام القانوني الدولي بأسره.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الإبادة الجماعیة وقف إطلاق النار القانون الدولی العدل الدولیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحذير إسرائيلي: مشاهد الجوع غير الأخلاقية في غزة أفقدتنا الشرعية الدولية التي نحتاجها
بينما يزعم الاحتلال أنه شرع بتنفيذ عملية "عربات عدعون" ضد الفلسطينيين في غزة، فإنه يفتقر لإجماع داخلي، والدعم الخارجي، بل إن الضغوط الدولية المتزايدة لإنهاء الحرب تشكل، قبل كل شيء، أخباراً سيئة للغاية بالنسبة للأسرى وعائلاتهم.
وزعمت دانا فايس محللة الشؤون السياسية في القناة 12، أنه "في كل مرة ينشأ لدى حماس انطباع بأن العالم سيوقف القتال في غزة، أو أن الأميركيين سيوقفون نتنياهو، تُظهِر مزيدا من التشدد في مواقفها في المفاوضات، وتصر على التمسك بها، وترسيخها، ولذلك فإن التقارير عن الخلافات بين الاحتلال والولايات المتحدة والدول الأوروبية تلعب على حساب الرهائن، لأن حماس تعتقد حقاً أن جهة أخرى ستقوم بالعمل نيابة عنها، وتضغط على الاحتلال لإنهاء الحرب".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "الوقائع الميدانية تؤكد ان الاحتلال لم تقم بعد بتحدي حماس بشكل حقيقي، وفي الوقت ذاته، لا يزال يرفض الدخول لغرفة إجراء مفاوضات حقيقية حول صفقة واحدة شاملة، تتضمن معايير إنهاء الحرب، رغم التوافق مع الولايات المتحدة على أن حماس لا يمكن أن تظل السلطة الحاكمة في غزة، لكن اتباع أسلوب الضرب وحده هو نتاج عدم رغبة رئيس الوزراء نتنياهو بإنهاء القتال بهذه المرحلة".
وأشارت إلى أن "الوزراء ونتنياهو نفسه يتحدثون فقط عن "الإخضاع" و"التدمير"، وهي تعبيرات غامضة للغاية وغير واضحة بشأن ما تشير إليه، لأن اليوم تحتاج الدولة لأن تسأل نفسها: ماذا تبقى من حماس، بعد أن تم القضاء بالفعل على معظم القيادات التي كانت في السابع من أكتوبر".
وتابعت، "لو أراد أحد أن يسوق ذلك على أنه "صورة النصر"، فإن بإمكانه الزعم أننا قضينا على آخر القادة الذين قاتلوا في الأنفاق، وهو محمد السنوار، وقضينا على معظم كتائب حماس، ومقاتلوها لم يعودوا يقاتلون الجيش، بل ينفذون فقط عمليات حرب عصابات".
وأكدت أن "أي إسرائيلي إن أراد الترويج "لإنجازات" استثنائية فبإمكانه أن يفعل ذلك في هذه المرحلة من الزمن، لكن هذا لن يحدث، لأن نتنياهو يعزز موقفه، ويريد مواصلة الحرب، مع الإشارة أن بيان الدول الأوروبية وكندا ضد الدولة يذكر "حكومة نتنياهو"، ولا يتحدث عن الدولة بذاتها، وكأنهم يفرقون بينهما".
وأوضحت أن "مناقشات مجلس الوزراء، شهدت تأكيد وزير الخارجية غدعون ساعر أن هناك ضغوطا دولية بشأن قضية المساعدات الإنسانية، وهو ما اعترف به نتنياهو نفسه من خلال ما وصله من مراسلات واتصالات من أصدقائه الكبار في الكونغرس الذين أكدوا له أن مشاهد المجاعة في غزة لا يمكن التسامح معها".
كما أكدت أن "الأميركيين ضغطوا على الاحتلال في موضوع المساعدات الإنسانية لأنه ثمن تحرير الجندي عيدان ألكساندر، رغم أن ذلك يطرح سؤالا أخلاقيا هاما حول عدم مشروعية أسلوب الحصار الذي تطبقه الدولة على الفلسطينيين في غزة، لأن التجويع ليس أداة مشروعة للحرب، ولا ينبغي أن يظل خياراً قائماً، ليس هذا فحسب، بل إنه طريقة غير حكيمة من الناحية التكتيكية أيضاً".
وختمت بالقول أن "حكومة الاحتلال تقود الدولة حاليا إلى حالة من القتال ببطارية فارغة من الشرعية الدولية، مع أنها لم تدخل حروباً وعمليات قط دون إجماع داخلي، ودون شرعية دولية، لكنها الآن تجد نفسها من دونهما على الإطلاق".