لجريدة عمان:
2025-05-12@21:43:32 GMT

ابتكارات الشباب.. بين الاستعراض والاستثمار

تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT

مساء السبت الماضي زرت معرض الشركات الطلابية 2025 الذي نظمته مؤسسة إنجاز عُمان غير الربحية، حيث تجولت بين الأركان المشاركة وشاهدت عن قرب الجهود الكبيرة التي يبذلها الشباب العماني في مجالات الابتكار وريادة الأعمال، وقد لفت انتباهي حجم الإبداع الذي تجسده هذه المشاريع التي لم تكن مجرد أفكار عابرة بل تجسد طموحًا حقيقيًّا ورغبة صادقة في تحقيق النجاح وبناء مستقبل يعتمد على الكفاءة والتميز، فقد رأيت أفكارًا خلاقة ومشاريع تتجاوز حدود المألوف في مجالات متنوعة من التقنية إلى البيئة والطاقة والصناعة وريادة الأعمال، وكلها مشاريع تعكس مدى وعي الشباب بأهمية الابتكار كوسيلة لمواكبة متطلبات العصر والمساهمة في التنمية المستدامة.

إن ما يقدمه هؤلاء الشباب يستحق الاهتمام والتقدير، فهم لا ينظرون إلى أنفسهم كطلاب فقط بل كرواد أعمال مستقبليين يسعون إلى تحقيق التميز من خلال تطبيق أفكارهم على أرض الواقع وتحويلها إلى مشاريع اقتصادية منتجة، وهذا يتطلب بيئة داعمة تحفزهم على الاستمرار والتطور، حيث إن أحد أهم التحديات التي تواجه الشركات الطلابية هو التمويل والدعم الفني فالكثير من الأفكار الواعدة لا تصل إلى الأسواق بسبب نقص الموارد المالية أو عدم توفر التوجيه المناسب، وهذا ما يستدعي أن يكون هناك منظومة متكاملة تسهم في تمكين هؤلاء الشباب من تحقيق أهدافهم.

إن دعم المبتكرين ورواد الأعمال الطلبة لا يجب أن يكون مجرد مبادرات فردية أو مناسبات موسمية بل يجب أن يكون ضمن رؤية استراتيجية تضع الشباب في قلب التنمية الاقتصادية، فالمؤسسات الحكومية والخاصة تستطيع أن تلعب دورًا محوريًّا في هذا المجال من خلال تقديم الدعم المالي وتوفير الحاضنات التي تساعدهم على تطوير أفكارهم وصقل مهاراتهم وربطهم بشبكات من الخبراء والمستثمرين الذين يمكنهم مساعدتهم في تحويل مشاريعهم إلى نماذج ناجحة وقابلة للتوسع، كما أن الجامعات والكليات يمكن أن تعزز هذا التوجه عبر دمج ريادة الأعمال والابتكار في المناهج التعليمية ليكون الطلاب على دراية بمفاهيم الأعمال والتسويق والإدارة المالية منذ المراحل الأولى لدراستهم.

من الضروري أن تتاح لهؤلاء الشباب الفرصة لعرض أفكارهم والترويج لمنتجاتهم وخدماتهم في منصات أوسع، فالمعارض مثل معرض الشركات الطلابية تمثل فرصة ذهبية، لكنها يجب أن تتبعها خطوات عملية لدعم استمرارية المشاريع، فمن المؤسف أن نرى بعض الشركات الطلابية تختفي بعد فترة قصيرة بسبب قلة الدعم المؤسسي أو غياب استراتيجيات الاستدامة، ولذلك فإن التحدي الحقيقي ليس فقط في توفير الدعم الأولي ولكن في ضمان استمرارية هذه المشاريع ونقلها من مرحلة الفكرة إلى مرحلة الإنتاج الفعلي والتوسع في الأسواق.

إن الاستثمار في الشباب المبتكرين هو استثمار في مستقبل عُمان، فالمجتمعات التي تنهض وتحقق التنمية الحقيقية هي تلك التي تراهن على العقول المبدعة وتمكنها من الوصول إلى أقصى إمكانياتها، وهذا يتطلب تغييرا في الثقافة المجتمعية بحيث ننظر إلى الابتكار وريادة الأعمال كجزء أساسي من الاقتصاد وليس مجرد نشاط طلابي أو تجربة تعليمية.

إن الشباب العماني يمتلك من القدرات والمهارات ما يؤهله للمنافسة على مستوى إقليمي وعالمي لكنه يحتاج إلى مزيد من الدعم والتشجيع ليتمكن من تحقيق أحلامه وتحويل أفكاره إلى مشاريع ناجحة تسهم في دفع عجلة التنمية وتحقيق «رؤية عُمان 2040».

ما شاهدته في معرض الشركات الطلابية يؤكد أن هناك طاقات هائلة تستحق الاهتمام وما نحتاجه اليوم هو أن يكون هناك التزام حقيقي من قبل المؤسسات والأفراد لدعم هؤلاء الشباب ليس فقط بالتمويل بل بالتوجيه والتدريب والتشارك مع رواد الأعمال والخبراء وتوفير البيئة المناسبة التي تضمن لهم النجاح والاستدامة، فالمستقبل يبنى بسواعد المبتكرين ورواد الأعمال الذين يستطيعون إحداث التغيير الحقيقي إذا ما توفرت لهم الأدوات والفرص اللازمة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشرکات الطلابیة أن یکون

إقرأ أيضاً:

3 ابتكارات عمانية في المعرض الدولي للعلوم بأوهايو

تشارك سلطنة عمان ممثلة بوزارة التربية والتعليم في المعرض الدولي للعلوم والهندسة بكولومبوس بولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية في الفترة (10-16 مايو)، ويعد المعرض أكبر مسابقة علمية دولية مخصصة لطلبة المرحلة ما قبل الجامعية، المنظم من قبل جمعية العلوم (Society for Science).

وتشارك الوزارة في هذا المعرض الدولي بثلاثة مشاريع ابتكارية، وهي: نهج قائم على التعلم الهجين لتحسين صور الرئة، وتشخيص الأورام، والتليف الرئوي بشكل أكثر دقة، وفعالية للطالبة في بنت سالم المحروقية من مدرسة دوحة الأدب (10-12) بتعلمية محافظة مسقط، وبإشراف المعلمة إيمان بنت علي الرحبية، والمشروع الثاني من تقديم سخاء بنت أحمد البلوشية، وريان بنت ناصر السيابية من مدرسة الأمل (10-12) بتعليمية محافظة جنوب الباطنة بعنوان: مشروب طاقة مبتكر بتركيبة مستخلصات طبيعية لتلبية الاحتياجات السكانية والمهنية المختلفة، وبإشراف المعلمة فخرية بنت سيف الشيبانية، وتقدم الطالبتان عهود بنت خالد الشقصية، واباء بنت هلال المفرجية، من مدرسة عائشة الريامية (10-12) بتعليمية محافظة الداخلية، وبإشراف من المعلمة روان بنت سيف الهميمية، مشروع تطوير طائرة شمسية بدون طيار مزودة بنظام ذكي لنقل، وقياس بيانات تلوث الهواء، وإرسالها بشكل مُباشر في المناطق الصناعية بسلطنة عُمان.

ومرت عملية اختيار الطلبة المشاركين في المعرض، وتدريبهم على عدد من المراحل، ففي المرحلة الأولى تم اختيار الفرق المشاركة من الأولمبياد الوطني للابتكارات العلمية والروبوت والذكاء الاصطناعي، بعدها نفذت لقاءات افتراضية، وزيارات ميدانية من قسم الابتكار لمراجعة كافة متطلبات المشاركة (استمارات - تقرير- ملصق- فيديو)، والمرحلة الثالثة تمثلت في متابعة استعداد الفرق من خلال جلسات افتراضية لتدريب، وتقييم الابتكارات مع مختصين من مؤسسات بحثية.

ويهدف المعرض الدولي للعلوم والهندسة (ISEF) إلى تنمية جيل قادر على الربط بين مجالات العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات (STEM)، وتوظيفها في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات المعاصرة، وتطوير المهارات الشخصية للطلبة مثل التفكير النقدي، والعمل الجماعي، والقدرة على حل المشكلات، وتعزيز الوعي التكنولوجي لدى الطلبة، وتمكينهم من فهم أدوات المستقبل واستخدامها بطرق فعالة ومسؤولة، وإتاحة الفرصة للطلبة لـتبادل الخبرات، والمعارف في مجالات الابتكار والبحث العلمي مع أقرانهم من مختلف دول العالم، بما يسهم في توسيع آفاقهم العلمية والثقافية.

والجدير بالذكر أن المعرض يستقطب ما يقارب (1700) طالب من أكثر من (75) دولة ومنطقة حول العالم، حيث يتنافس المشاركون في (22) مجالًا علميًا، تشمل: الهندسة، وعلوم الحاسوب، وعلم الاجتماع، وغيرها، وتعد هذه المسابقة منصة بارزة لعرض البحوث العلمية والابتكارات الطلابية على المستوى الدولي.

مقالات مشابهة

  • مشاركة المرأة في القطاع الخاص تخطت 35.5% .. الراجحي: 8 مليار ريال من “التنمية” لريادة الأعمال والمنشأت
  • وزير قطاع الأعمال العام يستقبل وفدًا صينيًا يضم 37 مستثمرًا وممثلًا لكبرى شركات الغزل والنسيج لبحث فرص الشراكة والاستثمار
  • وحدة السكان بالأقصر تنفذ برنامج تدريبي لإدارة المشروعات
  • لأول مرة.. المناطق الحرة العامة تستضيف الشركات الناشئة المصدرة للخدمات
  • لأول مرة.. المناطق الحرة العامة تستضيف الشركات الناشئة المُصدرة للخدمات
  • “جسور”… مشروع لتدريب الشباب على التجارة الإلكترونية‏ والمشاريع الرقمية
  • 3 ابتكارات عمانية في المعرض الدولي للعلوم بأوهايو
  • جامعة حلوان في قلب المشروع القومي لتنمية الأسرة: المرأة ركيزة التنمية ووعي الشباب أولوية وطنية"
  • أبو هشيمة: ندعم المشروعات الناشئة لاكتشاف رواد الأعمال بالمحافظات
  • غدا انطلاق هاكاثون 17.. وحلول تكنولوجية لأهداف التنمية الاكثر الحاحا التعليم والصحة والطاقة والتنمية والمناخ