يعد شهر رمضان من الأشهر التي يحتاج خلالها الصائمون إلى مراعاة العديد من الجوانب الصحية لضمان التوازن بين العبادة والمحافظة على صحتهم، وفي هذا السياق، تحدث الدكتور أحمد أبو خلبة الحضري، أخصائي العيون بمستشفى السلطان قابوس بصلالة، عن تأثير الصيام على صحة العينين وكيفية الحفاظ على بصر جيد خلال هذا الشهر الفضيل.

وأوضح الدكتور الحضري أن الصيام نفسه لا يؤثر بشكل مباشر على صحة العينين، ولكن بعض العوامل المرتبطة به قد تؤثر على راحة العين، مثل الجفاف وقلة النوم، ففي رمضان يعاني العديد من الأشخاص من جفاف العين بسبب قلة تناول السوائل، خاصة خلال ساعات الصيام، وهذا الجفاف يمكن أن يؤدي إلى تهيج العينين أو الشعور بعدم الراحة؛ لذا يُنصح بالترطيب الجيد للعين بعد الإفطار والسحور.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يحتاجون إلى استخدام قطرات أو مراهم للعيون، أشار الدكتور الحضري إلى أنه يمكن تعديل مواعيد الأدوية في رمضان، بحيث تتناسب مع أوقات الإفطار أو السحور، وفي حال كانت الأدوية تُستخدم باستمرار خلال النهار، يمكن للطبيب تعديل الجرعات لتناسب أوقات ما بعد الإفطار أو السحور، مع مراعاة تعليمات الطبيب لتجنب تسرب الأدوية إلى الحلق.

وأكد أن بعض الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم قد تؤثر على صحة العين إذا كانت تؤدي إلى جفاف العين أو تغييرات في الرؤية، لذا من الضروري أن يتحدث المريض مع الطبيب المعالج حول الأدوية التي يتناولها أثناء رمضان، وتحديد الأوقات المناسبة لتناولها لضمان الراحة والسلامة للعينين.

أطعمة تدعم صحة العين

أكد الدكتور الحضري أن تناول بعض الأطعمة يمكن أن يساعد في تحسين صحة العين خلال رمضان، ومن بينها الأطعمة الغنية بفيتامين A مثل الجزر والسبانخ التي تسهم في تعزيز الرؤية وحماية العين من الأمراض التنكسية، كما أن الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية "أوميجا-3" مثل السمك والبيض مفيدة لصحة العينين، حيث تساعد على تقليل خطر الإصابة بالجفاف والتهابات العين.

وحذر الدكتور من الإفراط في تناول الحلويات، حيث يمكن أن تؤدي السكريات الزائدة إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يؤثر على الأوعية الدموية في العين ويزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل اعتلال الشبكية السكري، لذا يجب الاعتدال في تناول الحلويات والحرص على تغذية متوازنة.

العلامات المبكرة

أوصى الدكتور الحضري مرضى العيون بالانتباه لبعض العلامات التي قد تشير إلى مشاكل صحية في العين، مثل الحكة المستمرة، والجفاف، والرؤية الضبابية أو الازدواجية، أو الإحساس بألم أو ضغط في العين، وإذا ظهرت أي من هذه الأعراض، يجب استشارة الطبيب لتحديد السبب واتخاذ الإجراءات اللازمة.

كبار السن ومرضى السكري

وأوضح الدكتور الحضري أن كبار السن قد يكونون أكثر عرضة لمشاكل العين مثل جفاف العين أو الأمراض التنكسية مثل التنكس البقعي، لذلك من المهم مراقبة النظام الغذائي واستخدام الأدوية بانتظام لتجنب تفاقم المشاكل.

أما بالنسبة لمرضى السكري، فيجب أن يكونوا حذرين للغاية أثناء رمضان، ويُنصح بالحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق الطبيعي، حيث إن الارتفاع أو الانخفاض في مستويات السكر يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في العين مثل اعتلال الشبكية السكري، وينبغي على هؤلاء المرضى متابعة مستويات السكر مع الطبيب وضبط جرعات الأدوية لتتناسب مع مواعيد الإفطار والسحور.

جفاف العين

أشار الدكتور الحضري إلى أن الصيام لفترات طويلة يمكن أن يزيد من تفاقم مشاكل جفاف العين، وقلة شرب الماء وعدم الترطيب الكافي خلال النهار قد يؤديان إلى جفاف العين ويزيدان من التهيج، لذلك، يجب على الأشخاص الذين يعانون من جفاف العين شرب الكثير من السوائل خلال فترات الإفطار والسحور واستخدام قطرات مرطبة إذا لزم الأمر.

وأوصى الدكتور الحضري الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الشبكية أو المياه الزرقاء بمتابعة حالتهم مع الطبيب بشكل منتظم، ويجب عليهم تجنب المجهود الزائد والتأكد من عدم وجود أي تغييرات في الرؤية، كما يجب تناول الأدوية في الوقت المحدد وعدم إغفال أي جرعات للحفاظ على مستويات الضغط داخل العين.

نصائح

وقدم الحضري مجموعة من النصائح لمرضى العيون خلال شهر رمضان، أبرزها الترطيب الجيد، فمن الضروري شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور للحفاظ على الترطيب المناسب للعين، والحصول على قسط كافٍ من النوم، حيث يساعد النوم الجيد على تقوية صحة العين والوقاية من الإجهاد، وتقليل التعرض للضوء الساطع، ففي حال استخدام العدسات اللاصقة أو وجود مشاكل في العين، يُنصح بتقليل التعرض لأضواء شديدة، والحفاظ على النظافة وتجنب لمس العينين بأيدٍ غير نظيفة.

وإذا شعر الشخص بأي أعراض غير معتادة مثل زيادة الجفاف، أو ألم في العين، أو تغييرات في الرؤية، أو احمرار مستمر، يجب عليه التوجه للطبيب فورًا لتقييم حالته، ولا يجب الانتظار حتى نهاية رمضان إذا كانت الأعراض تشير إلى مشكلة صحية خطيرة.

وأكد الدكتور الحضري أهمية الحفاظ على نظافة العدسات اللاصقة، وعدم استخدامها لفترات طويلة بدون راحة، وبالنسبة لمستخدمي النظارات، يجب التأكد من أن العدسات خالية من الخدوش لضمان وضوح الرؤية.

وأوضح الدكتور الحضري أنه يمكن لمرضى العيون السفر خلال رمضان، ولكن يجب عليهم اتخاذ بعض الاحتياطات، فمن الضروري حمل الأدوية اللازمة مثل القطرات أو المراهم للعيون، والتأكد من توفر كمية كافية من الماء للترطيب، كما ينبغي تجنب المكوث في بيئات جافة لفترات طويلة مثل الأماكن ذات التكييف الشديد، واستخدام النظارات الشمسية لحماية العينين من أشعة الشمس المباشرة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الإفطار والسحور مستویات السکر على صحة العین جفاف العین فی العین یمکن أن

إقرأ أيضاً:

أستاذ جلدية : الصلع الوراثى لا يمكن علاجه بخلطات عشبية أو زيوت مجهولة


يشهد مجال علاج تساقط الشعر والصلع تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، مدفوعًا بتقدم البحث العلمى وظهور تقنيات جديدة تعتمد على الطب التجديدى. وبالرغم من هذا التقدّم، لا تزال الإعلانات المضللة فى الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعى تُربك الجمهور وتقدّم وعودًا غير واقعية، مما يستدعى توضيح الصورة للقراء بعيدًا عن المبالغات التجارية.
يقول الدكتور محمد لطفى الساعى أستاذ الامراض الجلدية وتجميل الجلد والليزر بالمركز القومى للبحوث عضو لجنة الصحة بمجلس الشيوخ يُعد الصلع الوراثى من أكثر مشكلات الشعر شيوعًا، ويعود لأسباب جينية وهرمونية تتعلق بحساسية بصيلات الشعر لهرمون الـ DHT ومع ذلك، فإن الطب الحديث قدّم حلولًا فاعلة تسمح بالسيطرة على الحالة وتحسين مظهر الشعر بدرجة كبيرة.
ان العلاجات المثبتة علميًا ما زالت تشمل المينوكسيديل كخيار موضعى، والفيناسترايد كخيار فموى يقلّل تأثير الهرمونات على البصيلات. لكن الأبرز خلال السنوات الأخيرة هو دخول تقنيات الطب التجديدى، وعلى رأسها:
حقن البلازما الغنية بالصفائح (PRP): التى تعتمد على استخراج عوامل نمو من دم المريض نفسه، وإعادة حقنها لتحفيز البصيلات الخاملة.
النانوفات والخلايا الجذعية المشتقة من الدهون: وهى تقنيات متطورة تعمل على تنشيط الأنسجة الحية فى فروة الرأس وتحسين بيئة نمو الشعر، وقد أثبتت الدراسات فاعلية واضحة فى زيادة السُمك وحيوية الشعر.
الـExosomes: وهى رسائل خلوية دقيقة تحمل بروتينات محفزة للنمو، وتُعتبر من أكثر التقنيات الواعدة رغم أنها ما زالت تحتاج المزيد من التقييم العلمى.

الدكتور محمد لطفى الساعى 


زراعة الشعر الحديثة بتقنيات FUE وDHI التى أصبحت تمنح مظهرًا طبيعيًا جدًا ونتائج دائمة فى معظم الحالات المناسبة.
هذه التطورات جعلت علاج الصلع أكثر فعالية مما كان عليه قبل عشر سنوات، بشرط التشخيص السليم والبدء المبكر بالعلاج.
رغم التقدم الطبى، لا تزال الإعلانات المضللة تحتل مساحة واسعة فى الفضائيات، وتعرض مستحضرات تدّعى «إنبات الشعر خلال أسبوع» أو «القضاء على الصلع نهائيًا». المشكلة هنا ليست فقط غياب الأساس العلمى، بل استغلال احتياجات الناس ودفعهم لشراء منتجات لا تملك أى ترخيص أو دليل طبى.
هذه الإعلانات تقدم وعودًا مستحيلة، لأن الصلع الوراثى لا يمكن علاجه بخلطات عشبية أو زيوت مجهولة. بل إن بعض هذه المنتجات قد يسبب التهابات أو حساسية بفروة الرأس. وعلى المواطن أن يدرك أن العلاج الحقيقى يبدأ من عيادة طبيب متخصص، وليس من إعلان تجارى مبالغ فيه.
ويضيف الدكتور محمد لطفى الساعى الصلع الوراثى ليس «مرضًا» بالمعنى التقليدى، بل هو حالة جينية شائعة جدًا، لكنه قابل للعلاج والتحكم بنسبة كبيرة. يمكن إيقاف تطور الحالة، ويمكن تحسين كثافة الشعر بدرجات مختلفة حسب عمر المريض ومرحلة الصلع ونوعية البصيلات المتبقية. كما أن الزراعة تمنح حلًا فعالًا للحالات المتقدمة.
إذن، نعم.. الصلع يمكن علاجه، لكن وفق بروتوكولات علمية وليس من خلال منتجات مجهولة فى الفضائيات.
الإكزيما من أكثر الأمراض الجلدية انتشارًا، وتتميز بالحكة والجفاف والالتهابات الجلدية. علاجها يعتمد على عدة محاور، أهمها:
المرطبات الطبية: وهى الأساس فى العلاج، لأنها تعيد بناء حاجز الجلد وتقلل الالتهاب.
الكورتيزون الموضعى: بجرعات محسوبة وتحت إشراف طبى، ومن الضرورى معرفة كيفية استخدامه بشكل آمن.
مثبطات المناعة الموضعية مثل تاكروليموس: بديل مهم خصوصًا للأطفال أو فى المناطق الحساسة.
العلاجات البيولوجية الحديثة مثل Dupilumab: والتى أحدثت ثورة حقيقية فى علاج الحالات الشديدة المزمنة التى لا تستجيب للعلاجات التقليدية.
تجنب المحفزات مثل العطور والمنظفات القوية والتوتر.
ورغم أن الإكزيما مرض قد يميل إلى العودة، إلا أن السيطرة عليه اليوم أصبحت أفضل بكثير بفضل العلاجات الحديثة.
 

مقالات مشابهة

  • أستاذ جلدية : الصلع الوراثى لا يمكن علاجه بخلطات عشبية أو زيوت مجهولة
  • مجموعة CFI تعزّز مبادراتها التعليمية بتنظيم 11 ندوة إقليمية مباشرة في يوم واحد
  • تعزّز مبادراتها التعليمية بتنظيم 11 ندوة إقليمية مباشرة في يوم واحد
  • هكذا تواجه جفاف العين
  • الأعلى مستوى.. عصام الحضري يعلق على أداء شوبير في مباراة الأهلي والجيش
  • آثار غير متوقعة للصيام المتقطع على الجسم.. تعرف عليها
  • الأزمات الاقتصادية.. تأثيرات على استقرار الحياة الأسرية ومستوى المعيشة
  • الداخلية تضبط 10 أطنان دقيق خلال حملة مكبرة ضد التلاعب بأسعار الخبز
  • مساعٍ سورية- دولية لمواجهة شحة المياه والجفاف
  • الدكتور لبوزة: سنتحرك لطرد الغزاة بالمحافظات المحتلة في الوقت المناسب