الاقتصاد نيوز - متابعة

بعض مسؤولي البنوك المركزية والرقابية في أوروبا يتساءلون عن مدى إمكانية الاعتماد على الفدرالي الأميركي في توفير التمويل بالدولار خلال فترات الاضطراب في الأسواق، وفقاً لما ذكره ستة أشخاص مطلعين على الأمر، مما يثير بعض الشكوك حول أحد دعائم الاستقرار المالي.

ومع ذلك، أكدت المصادر لوكالة رويترز أنها ترى من غير المرجح إطلاقاً أن يتراجع الفدرالي عن دعم آليات التمويل، كما أن البنك المركزي الأميركي نفسه لم يرسل أي إشارات تدعو إلى ذلك.

لكن المسؤولين الأوروبيين أجروا مناقشات غير رسمية حول هذا الاحتمال، وذلك بسبب تراجع ثقتهم في الحكومة الأميركية نتيجة بعض سياسات إدارة ترامب.

ضغوط محتملة للإدارة الأميركية على الفدرالي

فقد اتخذ الرئيس دونالد ترامب مواقف حادة تتعارض مع النهج الأميركي التقليدي في عدة قضايا، مثل إظهاره دعماً لموقف روسيا بشأن أوكرانيا، مما أثار تساؤلات حول التزام الولايات المتحدة بأمن أوروبا، فضلاً عن فرضه تعرفات جمركية على حلفائها.

وفي بعض المنتديات الأوروبية التي تُقيّم المخاطر المحتملة على النظام المالي، ناقش المسؤولون سيناريوهات قد تمارس فيها الحكومة الأميركية ضغوطاً على الفدرالي لتعليق برامج دعم التمويل بالدولار، وفقاً لمصدرين مطلعين.

وقال المصدران إن بعض المسؤولين بدأوا بدراسة خيارات بديلة لمواجهة احتمال اضطرارهم للاستغناء عن الفدرالي الأميركي. فمنذ فترة طويلة، يوفر الفدرالي إمكانية الوصول إلى التمويل بالدولار للبنك المركزي الأوروبي ومؤسسات رئيسية أخرى في أوقات اضطراب الأسواق.

لكن الخلاصة التي توصلت إليها هذه النقاشات، وفقاً للمصادر الستة، هي أنه لا يوجد بديل حقيقي يمكن أن يحل محل الفدرالي بفعالية. وتشمل هذه المصادر مسؤولين كباراً في البنك المركزي الأوروبي وجهات إشرافية مصرفية في الاتحاد الأوروبي على دراية مباشرة بهذه المناقشات.

الفدرالي مؤسسة مستقلة تخضع للمساءلة أمام الكونغرس، ولم يُظهر أي مؤشر على أنه قد يتراجع عن التزاماته بتوفير خطوط الدعم، التي تشكل خط الدفاع الأول ضد انتقال الأزمات الاقتصادية أو المالية الخارجية إلى الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، قال خمسة مسؤولين كبار في بنوك مركزية بمنطقة اليورو إن هذه النقاشات غير الرسمية، التي جرت خارج إطار الاجتماعات الدورية لصناع القرار، لم تكن مدفوعة بأي إشارات من الفدرالي أو من قيادة البنك المركزي الأوروبي.

وأوضح أحد المصادر المطلعة مباشرة على هذه المناقشات أن الموضوع طُرح خلال الأسابيع الأخيرة في مجموعات عمل متخصصة تُعنى بدراسة القضايا المالية، وشارك فيها مسؤولون بارزون في البنوك المركزية الأوروبية وجهات الإشراف المصرفي.

وأضاف مصدر آخر أن مسألة مدى قدرة أوروبا على الاعتماد على خطوط الدعم من الفدرالي قد تُطرح قريباً في نقاشات رسمية أكثر.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار

إقرأ أيضاً:

مجلة بريطانية: لماذا ينقلب اليمين الأميركي على إسرائيل؟

كشفت مجلة "نيو ستيتسمان" البريطانية أن تحولا جذريا يحدث في أوساط اليمين الأميركي، إذ بعد مسيرة دعم طويلة لإسرائيل في السراء والضراء، بدأ ينقلب عليها تدريجيا.

وكمثال على ذلك، ظهر عالم السياسة البارز جون ميرشايمر في بودكاست الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون، معلنا أن المشروع الصهيوني عنصري ويدور حول التطهير العرقي منذ البداية، كما يقول كاتب المقال في المجلة لي سيغل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوموند: في تعامله المأساوي مع غزة نتنياهو هارب إلى الأمام فأوقفوهlist 2 of 2صحف عالمية: خطة نتنياهو المتهورة بشأن غزة ستؤدي إلى إقالته من منصبهend of list

وبحسب الكاتب، لم يكن هناك أي مفاجأة على الإطلاق في تأكيد ميرشايمر، ولا في انفتاح كارلسون عليه، إذ كان ميرشايمر يُعيد طرح أحد مواضيع كتاب "اللوبي الإسرائيلي"، وهو كتاب مثير للجدل نشره مع ستيفن والت عام 2007، رأيا فيه أن الفصائل المؤيدة لإسرائيل في واشنطن كانت مسؤولة عما اعتبراه ولاء الولايات المتحدة للدولة العبرية.

ودفع لي سيغل حجة ميرشايمر ووالت القائلة إن الفصائل المؤيدة لإسرائيل في واشنطن مسؤولة عن ولاء أميركي محبط لدولة إسرائيل، وأوضح أن الحرب الباردة كانت سبب ولاء أميركا لإسرائيل، كما أن جشع رجال النفط الأميركيين هو الذي دفع أميركا إلى غزو العراق، لا اللوبي الإسرائيلي.

ومع ذلك، وبعد 18 عاما في فترة ما بعد الحرب الباردة، وما يقرب من عامين من إبادة الفلسطينيين من غزة، تبدو الفرضية الأساسية للمؤلفين صحيحة، مع أنهما -ميرشايمر ووالت- استهدفا بشكل خاص المحافظين الجدد، واتهموهم بالارتباط بمصالح إسرائيل التي تقوض المصالح الأميركية، لكنهما أغفلا "المحافظين القدماء"، في أقصى يمين السياسة الأميركية، يتابع الكاتب.

ويزيد لي سيغل "قديما غنى توم ليرر أن "الجميع يكره اليهود"، وواصل السيناتور جوزيف مكارثي معاداة السامية التي انتهجها أقصى اليمين، حيث كانت الغالبية العظمى من ضحاياه في جلسات الاستماع المناهضة للشيوعية في الخمسينيات من اليهود، وكأنه وضع النموذج لمغازلة الرئيس دونالد ترامب لمعاداة السامية في اليمين و"دفاعه" المخادع عن طلاب الجامعات اليهود في الوقت نفسه"، كما يقول الكاتب.

ترامب رغم تلميحاته العابرة بنفاد صبره، سيبقي الولايات المتحدة وراء نتنياهو مهما فعل في غزة، مكتفيا بدفعه من حين لآخر ليبدو معتدلا من أجل تليين منتقدي إسرائيل

وكان اليمين المتطرف، مليئا بمعاداة السامية -حسب الكاتب- ونظرا لأن اليمين المتطرف أصبح سائدا وقد اجتاح تقريبا التيارات التي توصف بالمعتدلة في التيار المحافظ، فلا ينبغي أن يكون مفاجئا أن معاداة السامية التي كانت دائما عنصرا أساسيا فيه في طور التعميم.

إعلان

وتصاحب ذلك مجموعة جديدة تماما من الظواهر -يزيد لي سيغل- أولها أن ترامب رغم تلميحاته العابرة بنفاد صبره، سيبقي أميركا وراء رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مهما فعل في غزة، مكتفيا بدفعه من حين لآخر ليبدو معتدلا من أجل تليين منتقدي إسرائيل.

وثانيها أن ترامب يعلم جيدا أن الانتقادات التي يطلقها لإسرائيل من حين لآخر سترضي المعادين للسامية في أقصى اليمين الذين تتداخل معاداتهم للصهيونية مع معاداتهم للسامية، على حد وصف الكاتب.

ومن سمات هذا الوضع الجديد لليهود -كما يقول لي سيغل- تلاعب اليمين بما يزعم أنه حماسة مؤيدة للفلسطينيين تجتاح اليسار وتشكل أساسا لشعبوية يسارية، وهي مجرد ذريعة لتشتيت الانتباه، لأن فلسطين، وحتى فظائع غزة وعذاباتها، لا تلعب دورا يذكر في المخيلة الأخلاقية للأميركيين، ولن ينجرف الليبراليون الأميركيون بعيدا عن خلافاتهم بسبب صراع خارجي لا عواقب له.

إثقال كاهل اليسار

ويضيف الكاتب أن ما يحققه اليمين، من خلال التظاهر بأن الحماس المؤيد للفلسطينيين لدى اليسار التقدمي يشكل تهديدا لنجاحه الشعبوي، له هدفان: الأول هو إثقال كاهل اليسار باتهامات معاداة السامية، والثاني هو تغذية الجناح المعادي للسامية المتنامي في حركة "ماغا" بفكرة جعل اليهود يبدون في قلب كل اضطراب خارجي وداخلي.

يتم وضع اليهود ببطء من قبل اليمين كنوع من التحفيز الذي يهدف إلى إثارة نوع من ردود الفعل بين الناخبين، وبالتالي لن يتخلى ترامب عن نتنياهو، سيشجعه على فظائعه ثم يستخدمه لإثارة كراهية اليهود بين اليمين، كل ذلك في حين يحتج على الحب الأبدي لإسرائيل ولليهود، كما يقول الكاتب.

وليس من قبيل المصادفة أن المسيحي الإنجيلي مايك هاكابي هو سفير ترامب في إسرائيل، وهو من أصحاب الاعتقاد بأن اليهود الذين لا يقبلون المسيح سيتم تدميرهم في آخر الزمان خلال "محنة" مدتها 7 سنوات، وبالتالي فإن مكافحة معاداة السامية أمر حيوي كمسار إما إلى اعتناق اليهود جماعيا للمسيحية، أو إلى تدميرهم جماعيا، وهو شرط أساسي لمجيء المسيح، يشرح لي سيغل.

وبهذا المعنى، يمثل كل من التعلق بإسرائيل ومعاداة الصهيونية لدى اليمين مكملين مثاليين لمعاداة السامية المتصاعدة لدى اليمين -حسب الكاتب- مع أن هذا التقارب اليميني المعقد مع إسرائيل بعيد كل البعد عن احتضان المحافظين الجدد غير الواقعي لها.

مقالات مشابهة

  • سعر الدولار في البنك المركزي اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025
  • نائب الرئيس الأميركي: نعمل على لقاء بين بوتين وزيلينسكي
  • مجلة بريطانية: لماذا ينقلب اليمين الأميركي على إسرائيل؟
  • إيما تومسون: كنت سأغير التاريخ الأميركي لو قلت نعم لترامب
  • الفدرالي ومكتب إحصاءات العمل.. مرايا الاقتصاد الأميركي المزعجة
  • قبل قمة ترامب وبوتين.. زعماء أوروبيون يطالبون بالضغط على روسيا
  • زعماء أوروبيون يدعون لممارسة مزيد من "الضغط" على روسيا
  • تعهد إيراني بمنع الممر الأميركي في القوقاز
  • مسؤولون من دول كبرى يجتمعون اليوم في بريطانيا قبل لقاء ترامب وبوتين
  • أمريكا وأوكرانيا وحلفاء أوروبيون يجتمعون في بريطانيا قبل قمة ترامب وبوتين