بنيس: نمطية السياسة مهد لظهور جيل "رقمي" يريد ممارسة الرقابة وتعميق الشعور بالمواطنة
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
قال سعيد بنيس، أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة محمد الخامس، إن تراجع المعارضة المؤسساتية وخفوت حركية المجتمع المدني، بالإضافة إلى نمطية الخطاب السياسي، فتح الباب أمام ظهور جيل رقمي جديد يمارس المعارضة الرقمية بنفس الرقابة وتعميق الشعور بالمواطنة.
وأوضح بنيس، أثناء مداخلته، بندوة من تنظيم مؤسسة « الفقيه التطواني »، مساء أمس السبت، أن هذه المعارضة، باتت تتكون من فاعلين جدد في الفضاء العام الافتراضي، مثل صناع المحتوى والمؤثرين، بالإضافة إلى تنسيقيات، إلترات، مجموعات نسائية أو رجالي، المدافعين عن المدينة أو البيئة، هؤلاء بحسب، بنيس، ينحتون نوعا جديدا من النضال، كما أنهم يتفاعلون مع متابعيهم بشكل مباشر وحميمي.
وأضاف أستاذ العلوم الاجتماعية، أن هؤلاء الفاعلين الجدد، يتميزون بأنهم جيل متصل رقميًا، نشأ خارج البنيات التقليدية، ويسعى لتعميق الشعور بالمواطنة وممارسة الرقابة ونهج خطاب سياسي وصدامي.
وأشار إلى أن التعبئة افتراضية تجد شرعيتها عبر الجسر الافتراضي، قائلا إنه « بدون افتراضي ليس هناك احتجاج ».
وأشار الباحث بنيس، إلى أن هذه المعارضة الجديدة، باتت تختلف عن المعارضة التقليدية، حيث تستخدم أدوات رقمية وتستغل المنطق الافتراضي للتعبئة والتشارك.
بنيس الذي تحدث باسهاب عن ظهور نوع جديد من المعارضة يطلق عليه « المعارضة الديجيتالية »، والتي تعتمد على الفضاءات الافتراضية وتقنيات رقمية للتعبير عن الاحتجاجات والمطالب، شدد على أنه انتقلنا من الإيديولوجيا إلى الإيميجولوجيا، التي باتت تتحكم في الاحتجاجات والنضالات الواقعية، والتي أصبحت، بحسبه، دون جدوى دون دعائم افتراضية.
وأوضح أن هناك ثلاثة مصطلحات في العالم الرقمي، وهي: الافتراضي والرقمي والديجيتالي، مبيناً أن الافتراضي يشير عادةً إلى البيئة العامة، أما الرقمي فيشير إلى ما هو رقمي، بينما الديجيتالي فيشير إلى ما هو إنساني.
ولهذا استعمل بنيس مصطلح « المعارضة الديجيتالية » بدلاً من « المعارضة الرقمية »، قائلا: « إنها معارضة افتراضية بتقنيات وأدوات رقمية يتم تفعيلها ديجيتاليا، وطبيعتها احتجاج عبر الفضاء الافتراضي ».
كلمات دلالية المعارضة الرقمية سعيد بنيس مؤسسة الفقيه التطواني
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المعارضة الرقمية سعيد بنيس مؤسسة الفقيه التطواني
إقرأ أيضاً:
زيارة مستشار ترامب: جديد السياسة الامريكية تجاه ليبيا
حل مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط وأفريقيا، ضيفا على طرابلس وبنغازي، ومع زياراته تعدد التكهنات حول أسباب الزيارة، ونوايا البيت الأبيض حيال الأزمة الليبية، وظلت تلك التكهنات رهينة القبول والرفض، ذلك أن تصريحات بولس أثناء الزيارة لم تتعد المتعارف عليه من المسائل التي تتقدم أجندة معالجة النزاع الليبي من منع الانزلاق للعنف ودعم المسار السياسي وتوحيد الميزانية...ألخ.
في ظل عدم الإفصاح عن أسباب الزيارة والتعتيم حول ما نقله بولس للساسة الليبيين في الغرب والشرق، فإن تلمس ملامح الموقف الأمريكي تجاه الأزمة الليبية في العهد الثاني من حكم ترامب يمكن أن يستجلى من خلال الرؤية والسياسات والخيارات التي تحكم سلوك ومواقف البيت الأبيض من مختلف القضايا خارج الحدود الامريكية، والتي يمكن أن تستنطق من تصريحات المسؤولين الأمريكين بداية من الرئيس ثم وزارئه ومستشاريه.
عاد بولس إلى واشنطن محملا بتقييمه النهائي واستشاراته إلى ترامب والمسؤولين الأمريكيين حيال النزاع، وإذا كانت مواقف ترامب ومساعديه على ما هي عليه فإن البصمة الأمريكية ستظهر بشكل جلي في خارطة الطريق التي ستعلن عنها المبعوثة الخاصة للأمين العام لليبيا الشهر القادم، وهذا يعني أن تطورات مهمة في الأزمة الليبية قد تطفوا على السطح قريبا.في تصريح للرئيس الأمريكي حول زياره بولس لليبيا ذكر بشكل صريح أنه لا يقبل بالوضع الراهن في البلاد، وأن هناك ضرورة للتقدم في المسار السياسي باتجاه التغيير على أسس ديمقراطية، وأن قادة جدد ينبغي أن يكونوا في مقدمة هذا التغيير.
بولس نفسه في كلام له عن تقييم الحالة الليبية سبق الزيارة بفترة أشار بوضوح إلى الحاجة لتغيير شامل يقلب المشهد الراهن رأسا على عقب، بداية من عدم قبول الطبقة السياسية الراهنة، مرورا بألية فعالة لدفع المسار السياسي إلى الامام، وصولا إلى تصدر قيادات مستقلة ليست متورطة في عبث السنوات الماضية للمشهد.
وتبدوا تصريحات الساسة الأمريكان جانحة لمصلحة ليبيا والليبية، غير أن هذا لا يلغي حقيقة دامغة وهي أن أي مقاربة لواشنطن لتسوية أزمة أو تفكيك نزاع تحركها أولا المصالح الأمريكية، والساسة الأمريكيون لا يسوسون بدافع إنساني بحت، فالولايات المتحدة متورطة في الكارثة التي تواجهها غزة، وتجويع سكان غزة هو ضمن خطة تقرها واشنطن.
في لقاء متلفز عقب زيارة مسعد بولس لخمس دول في القارة الأفريقية، وبالتركيز على النزاع بين الكنغو وروندا، والدور الذي لعبته الإدارة الأمريكية في التوصل إلى إعلان مبادئ بين الطرفين والدفع باتجاه اتفاقية سلام شامل، عرج بولس على المعادن التي تمتلك منها الكونغو مخزونا كبيرا، وحاجة الولايات المتحدة لهذه الثروة المعدنية، وكيف أنها تنافس الصين المستفيد الأكبر من خيرات القارة السمراء.
بولس في حديثه الحماسي حول ما تمتلكه أفريقيا من ثروات هائلة، إنما يعكس المنطق والتفكير الذي يؤطر عقل ترامب ونزوعاته، الرجل الذي يندفع في اختياراته بدافع مصلحي اقتصادي بحت، ولا يجد حرجا في التصريح بذلك، وبالتالي فإن الاقتراب من ليبيا لن يخلو من مصالح لا تخرج عن البعدين الاقتصادي والأمني.
بولس أشار في أكثر من مناسبة إلى ثنائية القوة والشراكات الاقتصادية لمعالجة الأزمات في المناطق التي تعتبرها الولايات المتحدة حيوية بالنسبة لها، فالقوة تفرض الحل وتبعد كل العراقيل أمامه، والشراكات تعززه وتكون أداة قطف الثمار بالنسبة لواشنطن، وهذا سيكون المسار ذاته في حال استمرت الولايات المتحدة في الدفع باتجاه تحريك المسار السياسي في ليبيا الذي أصابه الموات، واتجهت إلى تنفيذ خطتها للتغيير في البلاد، ذلك أن أي تطورات خطيرة تتعلق بقضايا كبرى كالحرب الروسية الأوكرانية والمواجهة المبطنة مع الصين والحرب على غزة قد تدفع البيت الأبيض إلى صرف النظر عن المسألة الليبية.
عاد بولس إلى واشنطن محملا بتقييمه النهائي واستشاراته إلى ترامب والمسؤولين الأمريكيين حيال النزاع، وإذا كانت مواقف ترامب ومساعديه على ما هي عليه فإن البصمة الأمريكية ستظهر بشكل جلي في خارطة الطريق التي ستعلن عنها المبعوثة الخاصة للأمين العام لليبيا الشهر القادم، وهذا يعني أن تطورات مهمة في الأزمة الليبية قد تطفوا على السطح قريبا.