الروائي الفلسطيني نافذ الرفاعي يكشف لـ "البوابة نيوز" مستقبل الرواية بعد حرب غزة
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف الروائى الفلسطينى نافذ الرفاعى، عن مستقبل الرواية بعد حرب غزة، لافتًا إلى أنها سيكون لها حضور قوي، وخاصة أنها تمسك بالأحلام والصمود والموت والفقد وجنون القنابل في سيمفونية واحدة، تعلي الإنسان وتحط من قدر الحروب والقتل والإبادة، إنها تطرح سؤالا أخلاقيا عالميا حول حقوق الإنسان، وسقوط الغرب الأخلاقي.
وقال نافذ الرفاعى فى تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، إن ما بعد الحرب هناك دعوة لكتابة حكايات ٦٠ ألف شهيد ومائة وخمسين ألف جريح ومريض، ومليوني مهجر، وفي ثنايا العناوين الكبيرة توجد تفاصيل لأنهم ليسوا مجرد أرقام بل بشر لهم سيرة حياة وأحلام.
وأضاف: "الرواية بعد غزة تواجه منعطفا خطيرا في اعتقادى أن تحمل حكاية غزة وتفوز في سردها بتفاصيل من قضوا ومن نجوا ومن عنى وجاع وعطش ومكث تحت الردم،".
وتابع الروائى الفلسطينى: "أو تسقط في الفشل إذا لم تتمكن من حصاد الحكايا وتصطاد غير الألوف وتدخل في ثنايا أحلام غزة وفلسطين والمدن العالمية التي انتفضت من هول القتل، وحراك الطلبة والجامعات، إذن على الكتاب كما اجتمعوا في مواجهة فرانكو في إسبانيا وأنشدوا وسردوا".
نافذ الرفاعي، هو كاتب وروائي فلسطينى، من الأسماء البارزة في الأدب الفلسطيني المعاصر، تولّى رئاسة اتحاد الكتاب والأدباء الفلس يُظهر، في أعماله التزامًا قويًا بالقضايا الوطنية والاجتماعية، مع تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني، مما يجعله صوتًا مهمًا في الأدب العربي الحديث. أصدرت له العديد من الروايات أبرزها "قيثارة الرمل"، "امرأة عائدة من الموت"، "الخنفشاري"، و"حارس الفنار"، "أحلام القعيد".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حكاية غزة
إقرأ أيضاً:
وداعاً نغوجي واثيونغو
وداعاً نغوجي واثيونغو
عمر الدقيرعمر الدقير
أعلنت عائلة الأديب الكيني نغوجي واثيونغو وفاته، أول أمس الأربعاء ٢٨ مايو ٢٠٢٥، بعد معاناة مع مشاكل صحية في الكلى.
لم يكن نغوجي واثيونغو مجرد روائي بارع ظل اسمه يتردد خلال مواسم الترشيح لجائزة نوبل للأدب، بل كان صوتاً قوياً في بريّة الهيمنة الثقافية واللغوية، مُشهِراً قلمه سيفاً في مواجهة هذه الهيمنة، ومعتصماً بالمسرح خندقاً لمقاومتها.
هو الذي أعلن المقاومة من رحم الأدب، معتبراً اللغة ساحة المعركة الأولى للتحرر ومؤكداً أن “اللغة ليست مجرد وسيلة تواصل، بل وسيلة تفكير وتصوّر للعالم. حين نُقصَى عن لغتنا، نُقصَى عن ذواتنا”، فكان أنْ هجر الكتابة باللغة الإنجليزية وكتب بلغته الأم “الكيكويو” معتزاً بها، ومبرهناً على قدرتها على حمل الأفكار والرؤى، ومُصرّاً على أن تُترجم أعماله منها لا إليها.. كما ألّف العديد من المسرحيات وأنشأ مسرح “كمريثو” وسط القرى الكينية النائية ليشعل شموع الوعي في مناطق التهميش والنسيان، لكن ذلك لم يكن بلا ثمن؛ ففي عام ١٩٧٧ اعتُقِل على إثر مشاركته، مع عمالٍ ومزارعين من قريته، في عرض مسرحية “سأتزوج عندما أريد” التي كانت دفاعاً عن حقوق المزارعين والعمال والنساء في مواجهة السلطة والكنيسة.. وفي داخل المعتقل – حيث ينعدم الورق – استخدم لفافات مناديل الحمّام لكتابة رواية “الشيطان على الصليب” بلغة “الكيكويو”.
لم تكن قضية نغوجي محلية كينية، بل كان من أنصار الأفروعمومية (Pan-Africanism)، داعياً إلى إحياء اللغات والثقافات الإفريقية وربطها برؤية مشتركة، وموقناً بأن نهضة أفريقيا يجب أن تكون على أساس قاري جماعي.
منذ أن نشر روايته الأولى “لا تبكِ أيها الطفل”، مروراً بـ “حبة قمح” و”بتلات الدم” وكتاب “تصفية استعمار العقل” – الذي يمثل زبدة مشروعه الثقافي، والذي ترجمه للعربية الشاعر العراقي سعدي يوسف – سَخّر نغوجي قلمه لمقاومة “الاستعمار الجديد” بكل تجلياته. جسّد بأعماله العديدة والمتنوعة النسخة الأكثر نضجاً من أدب الهوية الأفريقية، متخذاً من اللغة أداةً للتحرر، ومن الأدب منصةً للكرامة.
رغم أن نغوجي لم يقتفِ آثار تيار “الزنوجة” في الأدب الفرنكفوني الذي أطلقه ليوبولد سنغور وإيمي سيزير وليون داماس في ثلاثينيات القرن الماضي، إلا أن مشروعه الأدبي والثقافي تلاقى مع هذا التيار في صرخة الاعتراف بالذات والاعتزاز بالهوية الأفريقية. لكنه سرعان ما تجاوز ذلك، مؤمناً بأن التحرر لا يكتمل بمجرد الاعتزاز بالذات، بل أيضاً بلغة الذات ومعارفها وثقافتها وبيئتها، دون أن يعني ذلك الانغلاق والقطيعة مع المعارف والثقافات الإنسانية الأخرى.. لم يتحمّس نغوجي لميل تيار “الزنوجة” للرمزية، وانحاز إلى أدب شعبي ثوري مباشر يخاطب الناس بلغتهم ويحرض على التحرر.
برحيل نغوجي واثيونغو تفقد أفريقيا أحد أعظم المدافعين عن ذاتها الثقافية وحقها المشروع في التقدّم من موقع الندية لا التبعية.. سيحتضن الأسلاف ابنهم التحرري ويحتفون به؛ أما الأحياء، فقد ترك لهم إرثه المعرفي والأدبي مساهمةً منه في السعي من أجل كرامة ونهضة أفريقيا الأم.
لروحه السلام.
الوسومأفريقيا الأديب الكيني نغوجي واثيونغو الأفروعمومية الكيكويو اللغة الإنجليزية جائزة نوبل للأدب عمر الدقير ليوبولد سنغور ليون داماس