يمانيون../
تعرض البحرية الأمريكية لأزمة عميقة في البحر الأحمر، حيث تواجه عمليات استنزاف متواصلة تضعف قدراتها الدفاعية، وتفرض عليها واقعًا عسكريًا جديدًا غير متكافئ مع القوات اليمنية. تقرير جديد نشره موقع Medium للخبير العسكري د. آدم تبريز، يكشف أن واشنطن باتت أمام مأزق استراتيجي وجودي بسبب تكاليف العمليات الهائلة، ونفاد مخزون الصواريخ، وغياب القدرة على الاحتفاظ بتفوقها البحري.

نزيف مالي مستمر: 50 صاروخًا أمريكيًا ضد كل طائرة مسيرة يمنية!
يشير التقرير إلى أن التكلفة الاقتصادية باتت أحد أكبر تحديات البحرية الأمريكية، حيث يعتمد اليمن على صواريخ ومسيرات منخفضة الكلفة لكنها ذات فاعلية عالية، في حين تضطر الولايات المتحدة إلى استخدام صواريخ اعتراض مكلفة مثل SM-3 وSM-6، والتي تتراوح تكلفة الواحد منها بين 10 و30 مليون دولار.

ويكشف التقرير أن البحرية الأمريكية تطلق ما يقارب 50 صاروخًا في كل مواجهة ضد طائرات مسيرة يمنية لا تتجاوز قيمتها بضعة آلاف من الدولارات، مما يخلق نزيفًا اقتصاديًا لا تستطيع واشنطن تحمله على المدى الطويل.

أزمة إعادة تحميل الصواريخ.. نقطة ضعف قاتلة
واحدة من أكبر المشكلات التي تواجهها البحرية الأمريكية، وفقًا للتقرير، هي عدم قدرتها على إعادة تحميل صواريخها وسط البحر. هذا يعني أن أي سفينة تستهلك مخزونها من الصواريخ تحتاج إلى العودة إلى القواعد العسكرية لإعادة التسلح، وهو ما يستهلك وقتًا طويلًا، ويضعف الكفاءة العملياتية، ويجعل السفن الأمريكية عرضة للخطر في حال استمرت الهجمات.

كما أن عمليات الاستبدال والإمداد محدودة، حيث تعاني واشنطن من تآكل مخزونها الصاروخي، خاصة مع استمرار التوترات في مناطق استراتيجية أخرى مثل المحيط الهادئ في مواجهة الصين، ما يفرض ضغوطًا إضافية على وزارة الدفاع الأمريكية.

البحرية الأمريكية في معركة استنزاف خطيرة.. ومخاوف من تقليص التواجد
يرى التقرير أن استمرار استنزاف القوات الأمريكية في البحر الأحمر قد يدفع واشنطن إلى إعادة النظر في وجودها العسكري بالمنطقة.

ويوضح التقرير أن البحرية الأمريكية تواجه أزمة غير مسبوقة، حيث لم تتوقع واشنطن أن تتمكن القوات اليمنية من فرض معادلة ردع فعّالة بهذا الشكل، مما قد يجبرها على اتخاذ قرارات صعبة مثل:

تقليص عدد السفن الحربية في البحر الأحمر لتقليل الاستنزاف.

إعادة تقييم العمليات العسكرية والبحث عن بدائل دفاعية أقل كلفة.

اللجوء إلى خيارات سياسية أو دبلوماسية لتجنب التورط في صراع غير محسوم.

اليمن يفرض قواعده.. وواشنطن أمام مأزق غير متوقع
يقرّ التقرير بأن الولايات المتحدة لم تحسب حساب قدرة اليمن على الصمود بهذا الشكل، مشيرًا إلى أن القوات اليمنية استطاعت خلال السنوات الماضية بناء قدرات عسكرية متطورة مكنتها من تغيير معادلات القوة في البحر الأحمر.

ويخلص التقرير إلى عدة نقاط رئيسية:

القوات اليمنية نجحت في استنزاف القدرات العسكرية الأمريكية بشكل غير مسبوق.

التفوق العسكري الأمريكي لم يعد مستدامًا بسبب ارتفاع التكاليف ونقص المخزون الصاروخي.

واشنطن عالقة في معركة لا يمكنها حسمها عسكريًا، مما قد يجبرها على تقديم تنازلات سياسية.

البحرية الأمريكية قد تضطر إلى تقليص وجودها في البحر الأحمر، مما يمنح صنعاء نفوذًا أكبر في رسم مستقبل المنطقة.

ختامًا: هل تقترب واشنطن من الانسحاب؟
التقرير يضع صورة قاتمة لمستقبل الوجود الأمريكي في البحر الأحمر، حيث تواجه البحرية الأمريكية ضغطًا اقتصاديًا وعسكريًا غير مسبوق، في حين تثبت صنعاء أنها أصبحت لاعبًا رئيسيًا في رسم قواعد الاشتباك.

وإذا لم تجد الولايات المتحدة استراتيجية جديدة لمواجهة هذا التحدي، فقد تجد نفسها أمام خيار وحيد وهو الانسحاب التدريجي من المنطقة، تاركة المجال مفتوحًا أمام قوى جديدة لإعادة تشكيل المشهد الإقليمي.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: البحریة الأمریکیة فی البحر الأحمر القوات الیمنیة

إقرأ أيضاً:

في ذكرى التأميم.. رئيس هيئة قناة السويس يدعو لتخفيض تأمين السفن العابرة بالبحر الأحمر

شهد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الخميس، الاحتفال بالذكرى الـ 69 لتأميم قناة السويس وافتتاح عدداً من المشروعات التنموية والمجتمعية، بحضور الدكتور هاني سويلم وزير الري والموارد المائية، واللواء طيار أ.ح/ أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية، واللواء أ.ح / محب حبشي محافظ بورسعيد، واللواء أ.ح / طارق حامد الشاذلي محافظ السويس، والفريق أشرف عطوة نائب رئيس الهيئة، واللواء أحمد مهدي قائد الجيش الثالث الميداني، واللواء محمد عامر مدير أمن محافظة الإسماعيلية، والدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس، وكوكبة من السادة الإعلاميين و الصحفيين، وذلك بمبنى المارينا الجديدة بمحافظة الإسماعيلية.

خلال الاحتفالية، وجه الفريق أسامة ربيع عدة رسائل هامة أكد خلالها أن قناة السويس هي قناة عالمية حفرت بأيدي مصرية ويديرها مصريون وفقا للمواثيق الدولية وتخضع للسيادة المصرية الكاملة وتعمل على خدمة حركة التجارة العالمية انطلاقاً من كونها أقصر طريق بحري يربط بين الشرق والغرب والأكثر أماناً بين كافة الطرق التجارية المنافسة.

كما وجه رئيس الهيئة الدعوة لشركات التأمين لإعادة النظر في قيمة التأمين المفروضة على السفن المارة بالبحر الأحمر، وبث رسائل طمأنة للخطوط الملاحية للعودة للعبور من منطقة البحر الأحمر وقناة السويس.

طباعة شارك قناة السويس اخبار قناة السويس محافظة الاسماعيلية

مقالات مشابهة

  • في ذكرى التأميم.. رئيس هيئة قناة السويس يدعو لتخفيض تأمين السفن العابرة بالبحر الأحمر
  • مركز أمريكي: العقوبات والحملة العسكرية الأمريكية يفشلان في وقف هجمات صنعاء
  • واشنطن تنسحب.. وصنعاء تسيطر.. الحصار البحري اليمني على الكيان يعيد رسم معادلات البحر الأحمر
  • تقرير بريطاني: اليمن غيّر قواعد الاشتباك في البحر الأحمر
  • استسلام سياسي أم مأزق وجودي؟ نتنياهو يلوّح بالحكم العسكري بغزة ويهدد بالمستوطنات بعد فشل صفقة التبادل
  • مستقبل وطن بالبحر الأحمر ينظم كورسات رسم مجانية للأطفال لتنمية المواهب الفنية
  • هل يمكن تفكيك اقتصاد حزب الله؟.. تقرير لشبكة CNBC يُجيب
  • واشنطن تقر : لا سفن أميركية في البحر
  • مجلة أمريكية: فيديو طاقم سفينة “إتيرنيتي C” يشعل ارتباكًا في واشنطن وتل أبيب
  • الحوثيون يبثون تسجيلات لطاقم سفينة أغرقوها بالبحر الأحمر