محمد كركوتي يكتب: الطاقة النظيفة في الصين
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
يبدو واضحاً النمو الكبير والمتسارع في التحول الصيني المحلي نحو مصادر الطاقة النظيفة. وهذه نقطة مهمة للغاية، في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وفي بلد اعتمد لعقود على الوقود الأحفوري والفحم، إلى جانب الواردات من النفط والغاز.
البعض ينظر إلى هذه المسألة، على أنها «ثورة»، لكن في الواقع هي حاجة ملحة للصين، في ظل التحولات المناخية السلبية على المستوى الدولي.
الصين أصبحت اليوم أكبر منتج للطاقة من مصادر «طاقات» الرياحية والشمسية والكهرومائية على مستوى العالم، وترجح التوقعات استثمارات محلية تصل إلى 6 تريليونات دولار في مشاريع الطاقة النظيفة بحلول عام 2040.
وبالرغم من هذه التوجهات والإنجازات، ستبقي البلاد وتيرة الطلب على النفط حتى عام 2050. فالحراك التنموي الصيني يتطلب زخماً كبيراً من كل مصادر الطاقة في العقدين المقبلين على الأقل. لكن بلا شك، ستواصل بكين تقدمها في ساحة الطاقة النظيفة، مدعومة في السنوات المقبلة، من السيطرة على التقنيات المستخدمة في هذا النطاق، إلى جانب التوجه الأميركي الراهن في ظل الرئيس دونالد ترمب، الذي يركز بقوة على الوقود الأحفوري، بما ذلك استخدام تقنية التكسير التي تواجه سيلاً من الانتقادات حول العالم.
في عام 2023، بلغت الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة 700 مليار دولار، وكانت حصة الصين منها مرتفعة جداً. ماذا أدى ذلك؟ أدى إلى ارتفاع حصة التقنية الخضراء بأكثر من 10% من نمو الاقتصاد الصيني العام الماضي. وفي السنوات الماضية، تفوقت بكين على أوروبا من جهة إنتاج الطاقة الشمسية، وفي عام 2023. بلغ إنتاج البلاد ضعف الإنتاج الأوروبي من طاقة الرياح. مسار الطاقة النظيفة يمضي بسرعة في الصين البلد الذي كان يوصف، بأنه الأكثر مساهمة في التلوث عبر اعتماده المفرط على الطاقة غير النظيفة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كلام آخر محمد كركوتي الطاقة النظيفة الصين الطاقة النظیفة
إقرأ أيضاً:
شلالات أوزود.. كنز إيكولوجي ينتظر استثمارات مهيكلة
زنقة 20 | بني ملال
وسط جبال الأطلس المتوسط، تنساب شلالات أوزود على علوّ يزيد عن 110 أمتار، في لوحة طبيعية خلابة صنّفها خبراء البيئة ضمن أجمل عشرة شلالات في العالم، والأول من نوعه على الصعيد الإفريقي. ورغم هذه القيمة البيئية والسياحية المرموقة، لا تزال هذه الجوهرة الطبيعية تعاني من تهميش تنموي واضح، في ظل غياب تدخل فعّال من الجهات المعنية، وعلى رأسها مجلس جهة بني ملال–خنيفرة، والسلطات الإقليمية، ووزارتا السياحة والداخلية.
https://rue20.com/wp-content/uploads/2025/06/VID-20250608-WA0009.mp4معلمة طبيعية بطموحات سياحية عالمية:
تستقطب شلالات أوزود سنويًا، لاسيما خلال فصل الصيف، أكثر من 35 ألف زائر من مختلف الجنسيات، خصوصًا من أوروبا وأمريكا وآسيا، مما يجعلها واحدة من أبرز الوجهات البيئية بالمغرب. غير أن البنية التحتية الحالية لا ترقى إلى هذا الزخم السياحي؛ فالمسالك الطرقية تعاني من التدهور، والخدمات الأساسية تعيش ارتباكًا، في ظل غياب استثمارات مهيكلة قادرة على تحويل المنطقة إلى قطب سياحي مستدام ومتكامل.
_جماعة أيت تكلا: بين محدودية الموارد وكثرة التحديات:
تقع شلالات أوزود ضمن النفوذ الترابي لجماعة أيت تكلا، وهي جماعة قروية تواجه صعوبات مالية وبشرية كبيرة، تحول دون مواكبة متطلبات التنمية السياحية. وتبرز الحاجة اليوم إلى دعم ملموس من طرف مجلس الجهة والمؤسسات الوزارية المختصة، من أجل تهيئة الفضاء العام، تنظيم المرافق السياحية، تطوير الإيواء البيئي، وتعزيز شروط النظافة، الأمن، والولوج.
مونديال 2030: فرصة لا تتكرر:
مع اقتراب احتضان المملكة المغربية، بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، لكأس العالم 2030، تلوح في الأفق فرصة ذهبية لربط السياحة الرياضية بالسياحة الإيكولوجية. ويمكن لشلالات أوزود أن تتحول إلى محطة جذب رئيسية ضمن برامج مرافقة للمونديال، خاصة بالنظر لقربها النسبي من مدن مراكش وفاس، مما يتيح توزيعًا عادلًا للعائدات السياحية خارج المراكز الحضرية الكبرى، ويمنح الزائر تجربة أصيلة في قلب الطبيعة.
_الإنصاف المجالي يبدأ من الأطلس:
إن النهوض بشلالات أوزود لا يتعلق فقط بتعزيز صورة المغرب خارجيًا، بل يرتبط أيضًا بتحقيق العدالة المجالية، ورد الاعتبار للمناطق الجبلية التي لطالما شكلت خزانا للثروات الطبيعية، دون أن تستفيد بالشكل الكافي من ثمار التنمية. وفي هذا السياق، تبرز الحاجة إلى برنامج خاص لإعادة تأهيل الفضاء الإيكولوجي، يدمج البنية التحتية، التكوين المهني، السياحة المستدامة، والحفاظ على التنوع البيولوجي.
_ أوزود تستحق أكثر:
إن إنقاذ شلالات أوزود من التدهور، وتثمينها كمنتوج سياحي بيئي، ليس ترفًا بيئيًا أو ترفًا إعلاميًا، بل رهانًا استراتيجيًا لإنجاح النموذج السياحي الوطني، ورافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بجماعة أيت تكلا، ومحيطها الجبلي. ومع اقتراب حدث عالمي بحجم كأس العالم، فإن ساعة الاستثمار قد دقّت… وأوزود تستحق الإنصاف.