الخرطوم- رويترز

قال عاملون في مجال الإغاثة إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي تخوض حربا مع الجيش السوداني فرضت قيودا جديدة على توصيل المساعدات إلى المناطق التي تسعى إلى تعزيز سيطرتها عليها، بما في ذلك أجزاء تتفشى فيها المجاعة.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه قوات الدعم السريع إلى تشكيل حكومة موازية في غرب البلاد، بينما تتقهقر على نحو سريع في العاصمة الخرطوم، وهي تطورات قد تزيد من خطر انقسام البلاد التي انفصل عنها جنوب السودان في عام 2011.

كما يهدد ذلك مئات الآلاف من الأشخاص بالمجاعة في دارفور بغرب البلاد الذين نزح الكثير منهم في جولات سابقة من الصراع. وسبق أن اتهم موظفو الإغاثة مقاتلين من قوات الدعم السريع بنهب المساعدات خلال الحرب المستعرة منذ نحو عامين. كما اتهموا الجيش بمنع أو عرقلة الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مما أدى إلى تفاقم الجوع والمرض.

وقال عدد من موظفي الإغاثة، الذين تحدثوا لرويترز شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إن قوات الدعم السريع بدأت منذ أواخر العام الماضي في المطالبة برسوم أعلى والإشراف على العمليات التشغيلية مثل تعيين الموظفين المحليين والأمن، وهي ممارسات تستخدمها السلطات الموالية للجيش، فضلا عن زيادة تضييق الخناق على توصيل المساعدات. ولم ترد تقارير من قبل عن تحركات قوات الدعم السريع، وتحاول منظمات الإغاثة التصدي لتلك الممارسات.

وتسببت الحرب، التي اندلعت بسبب الصراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما تصفه الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم وأكثرها تدميرا.

ويعاني حوالي نصف سكان السودان البالغ عددهم 50 مليون نسمة من الجوع الشديد، ومعظمهم في الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع أو تقع تحت تهديدها. ونزح أكثر من 12.5 مليون. ولم تتمكن وكالات الإغاثة من توفير المساعدات الكافية، ومن المتوقع أن يزيد تجميد تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من الصعوبات.

وفي ديسمبر، أصدرت الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية، التي تشرف على المساعدات لصالح قوات الدعم السريع، توجيهات اطلعت رويترز على نسخ منها، تطالب منظمات الإغاثة بالتسجيل عبر "اتفاقية تعاون" والقيام بعمليات مستقلة على مستوى البلاد في الأراضي الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع. وعلى الرغم من موافقة الوكالة الشهر الماضي على تعليق العمل بالتوجيهات حتى شهر أبريل، إلا أن منظمات الإغاثة تقول إن القيود لا تزال مستمرة. وقال موظفو الإغاثة إن تشديد الضوابط البيروقراطية يرجع لأسباب منها سعي قوات الدعم السريع للحصول على الشرعية الدولية، ولكنه يوفر أيضا وسيلة لجمع الأموال لفصيل يواجه انتكاسات عسكرية بينما لا يزال يسيطر على مساحات شاسعة من البلاد بما في ذلك معظم دارفور.

وعلى مدى الحرب، تأرجحت القوة الدافعة في ساحة المعركة بين الطرفين مع استعانة كل منهما بدعم محلي وأجنبي، وسط قليل من المؤشرات على حدوث انفراجة حاسمة.

لكن في الأيام القليلة الماضية، استعاد الجيش على نحو سريع السيطرة على مناطق في العاصمة كانت قوات الدعم السريع قد استولت عليها في بداية الحرب، ومنها القصر الرئاسي في الخرطوم، وهو تقدم وثقه صحفي من رويترز.

يقول موظفو الإغاثة إن عدم التسجيل لدى الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية يؤدي إلى تأخيرات تعسفية ورفض تصاريح السفر، في حين أن الامتثال للتوجيهات قد يؤدي إلى التعرض للطرد من قبل الجيش والحكومة المتمركزة في بورتسودان المتحالفة معه.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

لازاريني يدق ناقوس الخطر بشأن المجاعة بغزة والمطبخ العالمي تستأنف نشاطها

أكد المفوض العام لوكالة الأونروا الأممية فيليب لازاريني أمس السبت أن مليوني فلسطيني في قطاع غزة يتعرضون للتجويع، متهما إسرائيل باستخدام الطعام سلاحا لتجريدهم من إنسانيتهم، في حين أعلنت منظمة المطبخ المركزي العالمي استئناف عملياتها بالقطاع بعد انقطاع دام 12 أسبوعا.

وانتقد لازاريني -في كلمة ألقاها خلال اجتماع الدورة الـ51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في مدينة إسطنبول أمس- آلية المساعدات التي أُنشئت مؤخرا في غزة بدعم أميركي وإسرائيلي، معتبرا أنها عمل بغيض يهين الفلسطينيين، وقد تحولت إلى فخ للموت.

وأضاف المسؤول الأممي أن آلية المساعدات تمثل ذروة 20 شهرا من الرعب والتقاعس والإفلات من العقاب.

وشدد على أن مليوني شخص يتعرضون للتجويع في قطاع غزة، حيث يجرد الفلسطينيون من إنسانيتهم دون أي عواقب.

ووصف لازاريني ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنه مشروع طويل الأمد لتقويض الدولة الفلسطينية، ويعكس رغبة إسرائيلية في تجريد اللاجئين الفلسطينيين من حقوقهم، وقطع صلتهم بأرضهم.

وأشار إلى أن وكالة الأونروا أصبحت هدفا في هذه الحرب، وأن موظفيها يواصلون أداء مهامهم رغم ما يتعرضون له من اعتقالات وترهيب ومضايقات من الجيش الإسرائيلي.

كما حذر المسؤول الأممي من أن الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة هُجّروا من مخيماتهم في الشمال بمستويات لم يشهدها العالم منذ عام 1967.

المطبخ العالمي

إلى ذلك، أعلنت منظمة المطبخ المركزي العالمي استئناف عملياتها بقطاع غزة بعد انقطاع دام 12 أسبوعا، ووصفت الخطوة بأنها إنجاز مهم، وسط استمرار الإبادة الجماعية الإسرائيلية بدعم أميركي في القطاع.

وقالت المنظمة، في منشور عبر حسابها على منصة إكس، أمس السبت إن آثار الجوع المزمن في غزة لا تزول سريعا، مؤكدة ضرورة تمكين السكان في القطاع من الحصول على الطعام بشكل آمن ومستمر.

إعلان

وأكدت المنظمة وصول شاحنات تابعة لها محملة بالمساعدات إلى فرقها في غزة لأول مرة منذ أكثر من 12 أسبوعا، وقالت "استأنفنا اليوم الطهي في مطابخ مختارة، وهي خطوة حاسمة نحو زيادة إنتاج الوجبات لتلبية الاحتياجات العاجلة للنازحين الفلسطينيين".

وأوضحت المنظمة أن انقطاع عملها الإنساني في غزة كان نتيجة للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع وإغلاق المعابر. كما أشارت إلى أن المساعدات التي تمكنت من إدخالها إلى قطاع غزة تسمح بطهي نحو 10 آلاف وجبة في اليوم الأول من استئناف العمليات.

إقرار بفشل "آلية المساعدات"

من جانب آخر، أكدت ما تعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، الممولة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، الحاجة إلى مزيد من المساعدات، كما أقرت بعدم قدرتها على تلبية حاجة السكان إلى المساعدات بعد انتقادات شديدة لها من منظمات إغاثة أخرى وإطلاق نار مميت بشكل شبه يومي قرب نقاط التوزيع.

وادعى المدير التنفيذي المؤقت للمؤسسة جون أكري أن مؤسسته "تقدم المساعدات على نطاق واسع وبشكل آمن وفعال لكننا لا نستطيع تلبية الاحتياجات الكاملة بينما تظل مناطق واسعة من غزة مغلقة".

وأضاف أن المؤسسة "تعمل مع حكومة إسرائيل للوفاء بالتزاماتها وفتح مواقع إضافية في شمال غزة".

وأكد أكري أن "سكان غزة يحتاجون بشدة إلى مزيد من المساعدات، ونحن مستعدون للتعاون مع منظمات إنسانية أخرى لتوسيع نطاق وصولنا إلى أولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة أكثر من سواهم".

وكان الدفاع المدني الفلسطيني أعلن أمس السبت مقتل 17 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي أمس السبت، بينهم 8 أشخاص أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات قرب مراكز توزيع تشرف عليها "مؤسسة غزة الإنسانية".

كما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة أمس استشهاد 450 فلسطينيا وإصابة 3466 آخرين بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء المعروفة بالآلية الأميركية الإسرائيلية منذ 27 مايو/أيار الماضي، في حين لا يزال 39 في عداد المفقودين.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة إسرائيليا وأميركيا والمرفوضة من قبل الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • بسبب فضيحة أخلاقية.. العلاقة بين الحلو و”الدعم السريع” على كف عفريت
  • انقلاب ميداني في إقليم كردفان: الجيش السوداني يعلن التقدم والسيطرة على مناطق جديدة وهروب قوات الدعم السريع
  • لازاريني يدق ناقوس الخطر بشأن المجاعة بغزة
  • لازاريني يدق ناقوس الخطر بشأن المجاعة بغزة والمطبخ العالمي تستأنف نشاطها
  • معارك حاسمة بين الجيش السوداني و «الدعم»
  • تركوا جثثهم وهربوا.. درموت يسرد تفاصيل معركة الجيش السوداني ضد الدعم السريع
  • إعتقال صحفي سوداني في معبر أرقين بتهمة التعاون مع الدعم السريع
  • 44 شهيدًا فلسطينيًا في "مذبحة مساعدات" إسرائيلية.. و"اليونيسف": أطفال غزة يموتون عطشًا
  • الإندبندنت: المساعدات الإسرائيلية وسيلة قتل وتهجير في غزة
  • الأمم المتحدة تحذّر من تداعيات "الأعمال العدائية المتصاعدة" في السودان