استبعدت إيمان الشعراوي، الباحثة المتخصصة في الشأن الإفريقي، تطور الصراع بين إثيوبيا وإريتريا إلى حرب شاملة، موضحة أن هناك عدة أسباب رئيسية لذلك، أبرزها التكلفة الاقتصادية الضخمة لهذه الحرب في ظل الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها كلا البلدين، والصراعات الداخلية التي تواجه الحكومة الفيدرالية الإثيوبية، مثل التوترات مع إقليم أمهرة ومنطقة أوروميا، وكذلك تداعيات حرب تيجراي التي أضعفت الجيش الإثيوبي، موضحة أن هذه الاسباب قد تجعل من غير المرجح أن يتصاعد الصراع إلى مواجهة شاملة.

وأضافت إيمان الشعراوي أنه كان هناك صراعات سابقة بين البلدين لم تحسم بشكل نهائي، مشيرة إلى الحرب الحدودية العنيفة التي دارت بين 1998 و2000 وأودت بحياة نحو عشرات الالاف ، دون أن تؤدي إلى حل نهائي للنزاع، موضحة أن الذاكرة الجماعية لتلك الحرب لا تزال حية في أذهان الشعوب والنخب، مما يدفعهم للتردد في خوض مواجهة مشابهة، كما  أن الاشتباكات المحدودة أو الحرب بالوكالة تعد السيناريو الأكثر احتمالًا في العلاقات الإثيوبية-الإريترية، خصوصًا في ظل استمرار الخلافات التاريخية والعقبات التي تحول دون التوصل إلى تسوية دائمة.

وأشارت الباحثة في الشأن الأفريقي، إلى أن أي محاولة من إثيوبيا لفرض الوصول إلى البحر الأحمر من خلال الضغط العسكري أو السياسي، أو بتوقيع اتفاقيات مع أقاليم انفصالية، تعد انتهاكا صريحًا للقانون الدولي، مؤكدة أن إريتريا تعتبر أي مطالبة إثيوبية بالوصول إلى البحر الأحمر عبر أراضيها استفزازا مباشرا، خصوصا في ظل استمرار النزاع الحدودي حول مناطق مثل بادمي.

وعن مظاهر التصعيد بين أديس أبابا وأسمرة، ذكرت الشعراوي أبرز هذه المظاهر والتي تمثلت في وجود تعزيزات عسكرية إثيوبية على الحدود مع إريتريا، والتي تعتبر رسالة واضحة بقدرة إثيوبيا على التهديد الميداني إذا لزم الأمر، ووجود حملة إعلامية رسمية تؤجج المشاعر القومية الإثيوبية، عبر التذكير بـ"الحق التاريخي" في الوصول إلى البحر الأحمر، وربط هذا الملف بمسائل الهوية والكرامة الوطنية، فضلًا عن تصريحات رئيس الوزراء آبي أحمد التي تصف الميناء بأنه قضية وجودية، مما يعطي الانطباع بأن إثيوبيا مستعدة لخوض صراع طويل الأمد لتحقيق هذا الهدف.

وفسرت الباحثة  إيمان الشعراوي هذا التصعيد الإثيوبي الأخير تجاه إريتريا، على أنه استراتيجية مخططة تهدف إلى رفع سقف المطالب الإثيوبية وخلق ورقة ضغط استباقية قبل أي وساطة إقليمية أو دولية، مما يمنح أديس أبابا موقعًا أقوى في المفاوضات، وإجبار إريتريا على تقديم تنازلات مثل تسهيل الوصول إلى الموانئ أو إعادة ترسيم الحدود لتجنب مواجهة عسكرية مكلفة، وتحسين صورة آبي أحمد داخليا كزعيم قوي يدافع عن مصالح إثيوبيا الحيوية، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إثيوبيا إريتريا إيمان الشعراوي الشأن الإفريقي

إقرأ أيضاً:

وزير الأشغال يتفقد مشاريع طرق استراتيجية في معان والعقبة

صراحة نيوز ـ – تفقد وزير الأشغال العامة والإسكان، المهندس ماهر أبو السمن، اليوم الأحد، عدداً من مشاريع الطرق الاستراتيجية التي تنفذها الوزارة في محافظتي معان والعقبة.
واطّلع أبو السمن، خلال جولته، على سير العمل في مشروع صيانة وتأهيل طريق معان – الشيدية – المدورة الحيوي، الذي يربط الأردن بالسعودية عبر منفذ المدورة الحدودي، وتفقّد الأعمال ضمن العطاء الأول للمشروع، الذي يبلغ طوله 25 كيلومتراً.
وبحسب بيان الوزارة، بلغت نسبة الإنجاز في هذا العطاء 74 بالمئة، فيما تُنفذ حالياً أعمال طبقة إسفلتية ختامية عالية الجودة، بسماكة إجمالية تبلغ 13 سنتيمتراً، وفق أحدث المواصفات العالمية.
وتشمل الأعمال تركيب شواخص مرورية جديدة، ووضع عواكس ضوئية، وطلاء حواجز جانبية، وتعزيز الإشارات التحذيرية على طول المسار.
واطّلع الوزير أيضاً على الأعمال الجارية في العطاءين الثاني والثالث للمشروع، على امتداد 62 كيلومتراً (31 كم لكل عطاء)، فيما بلغت نسبة الإنجاز فيهما نحو 55 بالمئة.
وتشمل الأعمال إضافة 3 أمتار ليصبح عرض الطريق النهائي بين 10 و11 متراً، وتركيب نظام إنارة يعمل بالطاقة الشمسية عند تقاطع الشيدية لتعزيز السلامة المرورية ليلاً، إلى جانب تنفيذ أعمال “كندرين” لتحسين تصريف المياه في منطقة التقاطع.
وشدد أبو السمن على ضرورة تكثيف الجهود وتسريع وتيرة العمل لاختزال المدة الزمنية المطلوبة لإنجاز المشروع، نظراً للأهمية الاقتصادية الكبيرة لهذا الطريق، الذي يُعد شرياناً حيوياً لنقل البضائع والركاب بين الأردن والسعودية، كما يخدم حركة النقل الخاصة بمناجم الفوسفات في المنطقة.
وفي إطار الجولة، وجّه الوزير مديرية أشغال معان إلى إعداد دراسة فنية متكاملة لصيانة طريق الجفر – الحسينية، مع التركيز على تعزيز عناصر السلامة المرورية على طول المسار، ومتابعة ملاحظات ومطالب المواطنين والمؤسسات الرسمية في المنطقة.
واختتم الوزير زيارته بتفقّد مركز حدود المدورة، حيث سيُطرح عطاء خاص بأعمال الصيانة والتأهيل لمباني المركز، بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجهات الأمنية والجمركية العاملة فيه، كما زار مركز توزين شاحنات الفوسفات في منجم الشيدية.
واطّلع الوزير على آلية عمل القبان ونظام تحميل الشاحنات، موجّهًا المعنيين بضرورة تحسين كفاءة العمل والاستجابة السريعة لملاحظات العاملين في الموقع.
يشار إلى أن هذه المشاريع تأتي في إطار خطة الوزارة الرامية إلى تطوير البنية التحتية للطرق في المحافظات الجنوبية، وتعزيز شبكة المواصلات البرية لخدمة الحركة التجارية والسياحية بين الأردن والدول المجاورة

مقالات مشابهة

  • مفاوضات مباشرة في إسطنبول.. روسيا وأوكرانيا على الطاولة مجددا
  • مقتنيات أثرية| كرسي الشعراوي والقبلة القديمة.. معلومات مذهلة من مسجد السيدة زينب
  • اندلاع حريق بمصنع "سلك مواعين" بالقناطر الخيرية
  • أوكرانيا: ضرب 41 طائرة استراتيجية روسية
  • وزير الأشغال يتفقد مشاريع طرق استراتيجية في معان والعقبة
  • اندلاع حريق داخل مخازن لبيع السيراميك فى مؤسسة الزكاة بالمرج
  • ⛔ لاحظ التعابير التي استخدمها فيصل محمد صالح في هذا اللقاء
  • مصرع شخص بعد اشتعال سيارته على طريق مصر السويس الصحراوي
  • وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”
  • إصابة ثمانية أشخاص في هجوم بمسيرات روسية على خاركيف شرقي أوكرانيا