حماة-سانا

وسط أحياء مدينة حماة العتيقة، بدأت تتدلى فوانيس العيد على جدران المنازل المزينة، وتتعانق روائح الكعك المحمص مع ضحكات الأطفال، مجسدةً في ذلك مشهداً مميزاً ما بين أصالة التقاليد وحيوية الحداثة.

ففي وقفة عيد الفطر لهذا العام، التقت تقاليد الأجداد التي تحفظ أسرار النواعير والأزقة الضيقة، مع حداثة الأبناء الذين يحملون هواتفهم الذكية وأفكاراً مبتكرةً، لترسم لوحة احتفالية بهذه المناسبة تعكس تناغماً سورياً جميلاً مع بزوغ أولى خيوط فجر الغد، حيث سيتدفق المصلون نحو ساحات الصلاة المفتوحة.

وحول ذلك يقول الحاج أبو محمد البالغ من العمر 70 عاماً: “إن العيد هذا العام يزرع فينا الأمل والبهجة وخاصة مع التحرير الذي أعاد إلى قلوبنا الفرح والأمل”، وعن موائد الإفطار، تقول أم علي البالغة من العمر /55/ عاماً: “إن موائد شهر رمضان هذا العام احتفظت بنكهتها التراثية عبر أطباق مثل الزردة والكبة الحموية، فالطبخ هو لغتنا لرواية حكايات الأجداد”.

وإذا كانت التقاليد تحفظ في قلوب الكبار، فإن الشباب يعيدون صياغتها بلغة العصر، فبينما كان الأجداد يتبادلون التهاني في الميادين العامة، ينظم الشباب اليوم فعاليات افتراضية عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويطلقون هاشتاغات مثل: (#أعياد حماة في ظل التحرير) لتوثيق لحظات الفرح التي يعيشها أبناء المدينة.

وتتحدث روان البالغة من العمر 22 عاماً، عن هذه الفعاليات التي شاركت بتنظيمها: “نريد أن نُثبت أن النظام البائد لم يقتل إبداعنا خلال السنوات الماضية، فنحن تعلمنا صنع الفرح من رماد المأساة”.

من جهة أخرى، أطلق شباب حماة مبادرة “كيس العيد الإلكتروني” لجمع التبرعات عبر منصات رقمية لتوزيع الهدايا على العديد من الأطفال، ورغم حداثة هذه المبادرات، إلا أن بعض كبار السن ما زالوا يرون أن هذه الممارسات تهدد هوية الأسرة، ويقول الحاج خالد البالغ من العمر 65 عاماً: “إن العيد هو لقاء الأرحام، ولا يمكن استبدال ضيافة البيوت بقلوب إعجاب على فيسبوك”، لكنّ الناشط الاجتماعي أحمد العبد الله البالغ من العمر 34 عاماً اعتبر أن التقاليد كالنواعير، تحتاج إلى ماء جديد كي تدور، إذ إن ابتكارات الشباب ليست قطيعة مع الماضي، بل هي محاولة لنشر الفرح بالوسائل الحديثة.

 هكذا هي حماة المدينة التي تُعيد اختراع فرحها دائماً، حاملةً تراثاً ثقيلاً على كاهلها، لكنها ماضية نحو المستقبل بمسار جديد، وبأمل لجيل يعشق التطوير والحداثة.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: من العمر

إقرأ أيضاً:

الشيخ المنيع يوضح: الأخ الفقير من مستحقي الزكاة باتفاق جمهور العلماء.. فيديو

الرياض

أكد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله المنيع جواز إعطاء الزكاة للأخ الفقير، مشيرًا إلى أن ذلك يتوافق مع ما ذهب إليه جمهور العلماء في تصنيف الأقارب.

وأوضح الشيخ المنيع أن الفقهاء قسموا الأقارب إلى ثلاثة أقسام: الأصول، وهم الآباء والأجداد؛ والفروع، وهم الأبناء وأبناء الأبناء؛ أما القسم الثالث فهو الحواشي، ويشمل بقية الأقارب كالإخوة والأخوات والأعمام والعمات وغيرهم.

وبيّن خلال حديثه عبر برنامج “فتاوى”، أن الأصول والفروع تُوجب الشريعة على المسلم النفقة عليهم إذا كانوا محتاجين، أما الحواشي فلا تجب نفقتهم شرعًا، ولذلك يجوز إعطاؤهم من الزكاة إذا كانوا من أهل الحاجة.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/RacfmyEONS-XRM7Q.mp4

إقرأ أيضًا:

الشيخ المنيع يوضح حكم اقتناء الكلب لغرض الحراسة.. فيديو

مقالات مشابهة

  • أجواء حارة إلى شديدة الحرارة.. “الأرصاد” يعلن حالة الطقس المتوقعة بالمشاعر المقدسة خلال موسم الحج الجاري
  • بإرث الأجداد وطموح الشباب.. رؤية ولي العهد لصناعة مستقبل السعودية
  • جنيفر لوبيز تشعل أجواء حفل جوائز الموسيقى الأمريكية وجانيت جاكسون تفوز بجائزة الأيقونة 2025
  • الفرح العام والفرح الخاص!!
  • شاهد | السفارة التركية بالقاهرة تنظم عرض أزياء عن تقاليد الزفاف في الأناضول
  • استشارية: الجينات والبيئة لها تأثير على توجه الأبناء
  • زواج على طريقة الأجداد في زمن الحرب
  • الشيخ المنيع يوضح: الأخ الفقير من مستحقي الزكاة باتفاق جمهور العلماء.. فيديو
  • كيف تستقبلين عيد الأضحى بميزانية محدودة؟
  • كيف كان إفطار النبي في عيد الفطر وعيد الأضحى؟.. أمين الفتوى يجيب