العيد في سوريا: فرحة مشوبة بمخاوف أمنية والشرع يصلي في قصر الشعب بدل الجامع الأموي
تاريخ النشر: 31st, March 2025 GMT
أثارت صلاة الرئيس السوري أحمد الشرع في القصر بدلاً من الجامع الأموي الكبير تساؤلات لدى البعض
شهدت المحافظات السورية صباح الاثنين أول صلاة عيد الفطر المبارك بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد. ومع الاحتفال بالمناسبة، تباينت المشاعر بين الفرح بالأجواء الجديدة والقلق من التحديات التي لا تزال تواجه البلاد.
ولأول مرة، شهدت ساحة الجندي المجهول فوق جبل قاسيون شمال العاصمة دمشق أداء صلاة العيد بمشاركة الآلاف من الرجال والنساء، في مشهد يعكس الأجواء الجديدة التي تعيشها البلاد. من جانبه، ارتأى الرئيس السوري أحمد الشرع أن يؤدي صلاة العيد في مصلى قصر الشعب الرئاسي وكان معه وزيرا الخارجية والدفاع أسعد الشيباني ومرهف أبو قصرة إلى جانب عدد من الوزراء ومفتي سوريا الشيخ أسامة الرفاعي أيضا.
وفي كلمة له عقب الصلاة، أكد الرئيس الشرع أن طريق سوريا نحو التعافي طويل وشاق، لكن البلاد تمتلك كل المقومات اللازمة للبناء على جميع المستويات. وأشار رجل دمشق القوي إلى أنه رفض فكرة المحاصصة في تشكيل الحكومة الجديدة، ورأى أن التقسيم السياسي سيؤدي إلى تعطيل عملها، ودعا السوريين إلى التوافق الوطني، معترفًا بأن القرارات لن ترضي الجميع.
العيد في دمشق: فرحة ممزوجة بالحذرفي العاصمة دمشق، كان هناك ازدحام كبير بعد صلاة العيد وسط إقبال على زيارة المقابر ومعايدة الأهالي لبعضهم البعض. يقول فارس، أحد سكان حي الميدان: "هذا أول عيد دون نظام بشار الأسد، وعودة الناس من المهجر جعلته مميزًا للغاية". وأضاف: "الأمن في دمشق جعل الحركة أفضل والتنقل بين الأحياء أكثر سهولة".
صلاة العيد في القصر الجمهوري بدل الجامع الأمويومع ذلك، أثارت صلاة الرئيس في القصر بدلاً من المسجد الأموي تساؤلات لدى البعض. يعلق فارس: "كنت أتوقع أن تكون الصلاة في المسجد الأموي، لكن اختيار القصر ربما يحمل دلالات خاصة".
أوضاع متباينة في الساحل السوري وحمصوعلى الرغم من الاستقرار النسبي الذي تعيشه مناطق مثل حمص وطرطوس وبانياس واللاذقية، إلا أن مظاهر العيد جاءت مختلفة عن السنوات السابقة. في حمص، وعلى الرغم من التحسن الأمني والحركة بين الأحياء، شهدت المدينة جريمة مروعة ليلة عيد الفطر في حي كرم اللوز، حيث راح ضحيتها عائلة علوية وضيوفهم السنة، الذين قُتلوا بطريقة وحشية ذبحا بالسكاكين وتقطيع لرؤوس القتلى. وقد أثارت هذه الجريمة الذعر في نفوس السكان، وفرضت قوى الأمن طوقًا أمنيًا حول المكان، بينما بدأت التحقيقات لكشف الدوافع وراء هذا العمل الوحشي.
وتقول دعاء ليورونيوز، إحدى سكان حمص: "خلال شهر رمضان شهدنا تحسناً كبيراً في الوضع الأمني، وحركة بين الأحياء كانت مبشرة بالخير، لكن هذه الجريمة وطريقتها أثارت لدينا شكوكًا ومخاوف. نأمل ألا تؤثر على أجواء العيد في الأيام المقبلة، وأن تشهد حمص انفراجًا أكبر على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي".
بانياس: جريمة جديدة تُلقي بظلالها على أجواء العيدوفي مشهد يعكس التباين الصارخ بين السعادة والحزن، شهدت بعض أحياء المدن الساحلية أجواءً من الفرح بحلول شهر عيد الفطر، أما القرى والأحياء التي تعرضت لأحداث دامية في بداية شهر رمضان فلم تكن الأجواء حاضرة، إذ أن هذه المناطق ما زالت تحمل ندوب المآسي والمجازر.
ففي حي القصور بمدينة بانياس، الذي ارتكبت فيه مجزرة كبيرة بداية رمضان لا تزال مظاهر البهجة غائبة تمامًا. فعشرات المنازل فارغة من سكانها، إما بسبب قتلهم أو لجوئهم إلى قرى أخرى هربًا من الرعب. أما من تبقى، فلا يخرجون إلا لشراء احتياجاتهم الأساسية، فيما يسيطر الحزن العميق على حياتهم اليومية.
"عدت إلى الحي منذ أسبوع"، يقول بشار أحد الناجين من المجزرة في حي القصور، "هناك استقرار أمني الآن، لكن الخوف واضح في نفوس العائدين. الجرح لا يزال ينزف، وما حدث ليس بالأمر الهين. نتمنى أن نتجاوز هذا الألم."
وفي الوقت الذي تأمل فيه مدينة بانياس وريف طرطوس في التماس بعض الراحة بعيد الفطر، جاءت أنباء جديدة صادمة لتزيد من الآلام. فقد شهدت منطقة حرف بنمرة بريف بانياس في أول أيام العيد مجزرة جديدة راح ضحيتها ستة أشخاص، في ظروف مروعة أعادت للأذهان ذكرى الأحداث الدامية التي شهدتها المنطقة سابقًا.
بحسب شهود عيان ليورونيوز، دخل ملثمان، قادمين من نقطة الديسنة القريبة جدًا من القرية، إلى أول منزل في البلدة. استقبلهما صاحب المنزل بلطف وقدم لهما ضيافة العيد قبل أن يسألاه عن المختار الذي أتى إلى المكان. ولم يمضِ وقت طويل، حتى انطلقت أعيرة نارية من الملثمين صوب المختار الذي كان قدم لمعرفة ما يحتاجه الزائران الغامضان اللذان أردياه قتيلا على الفور. وهكذا، اغتيل المختار وصاحب المنزل الذي استقبلهما، في مشهد يعيد للأذهان أساليب العنف الوحشية التي عانت منها البلاد على مدى سنوات.
في اللاذقية، تبدو الحركة خفيفة للغاية، ومظاهر الفرح قليلة مقارنة بالسنوات السابقة. الأحداث التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة ما زالت عالقة في أذهان السكان، مما ألقى بظلاله السلبية على الأجواء الاحتفالية. تقول مريم، وهي من سكان المدينة: "في السنوات الماضية، كان أوستراد شارع الجمهورية يكتظ بالناس، حيث كانت العائلات تأتي من مختلف المحافظات للاحتفال بالعيد في اللاذقية أو في منتجعاتها".
وتكمل مريم قولها: هذا العام، تبدو المنتجعات السياحية فارغة، والخوف يلف السكان من المدينة إلى الريف. حتى أن سكان المحافظات الأخرى لم يأتوا إلى اللاذقية كما جرت العادة، بسبب حجم المجازر والأحداث الدامية التي شهدتها المنطقة بين الفلول المسلحة وفصائل متعددة والجيش الجديد. وقد تركت هذه الأحداث تركت آثارًا نفسية عميقة، وأثرت بشكل مباشر على حياة الناس اليومية.
أما في مدينة جبلة، فالوضع مختلف قليلاً. تقول ماريا: "الحركة أفضل من الأيام السابقة، لكن التنقل بين الريف والمدينة ما زال محدودًا، والناس خائفة حتى اليوم من أي خرق أمني قد يحدث". وتضيف: "على الرغم من التطمينات الرسمية، لا تزال هناك مخاوف من المسلحين الأجانب الذين لم يغادروا المنطقة".
شهد الإعلان عن موعد عيد الفطر في سوريا حالة من التخبط والارتباك، حيث أعلنت وسائل إعلام محلية في بادئ الأمر أن يوم الأحد 30 مارس سيكون أول أيام العيد، قبل أن تتراجع وتؤكد ضرورة إتمام شهر الصوم ثلاثين يوما وأن عيد الفطر سيبدأ يوم الاثنين 31 مارس. وقد أثار هذا التباين في تحديد الموعد تساؤلات حول دقة اتخاذ القرارات وطريقة نشرها، وأظهر حجم الارتباك الذي تعيشه المؤسسات المعنية.
وفي محاولة لتفادي الوقوع في مثل هذه الأخطاء خلال صلاة العيد، أعلنت وزارة الأوقاف السورية أن صلاة عيد الفطر لهذا العام ستقام في تمام الساعة السابعة صباحًا بتوقيت دمشق. ويأتي هذا القرار ضمن جهود الوزارة لضبط الأمور بعد سلسلة من الاختلالات التي شابت بداية شهر رمضان، والتي تجلّت بشكل واضح في اختلاف توقيتات الأذان بين المساجد.
بلبلة حول أوقات الأذان خلال رمضانخلال شهر رمضان المبارك، عانى المصلون في بعض أحياء دمشق من بلبلة واضحة في أوقات أذاني الفجر والمغرب، حيث ظهرت فروقات زمنية تتجاوز الدقيقتين بين المساجد المتجاورة. وقد أثار هذا التشتت استياء المواطنين وأوقعهم في حيرة من أمرهم بشأن التوقيت الصحيح للإفطار أو بدء الصيام.
في عدد من الأحياء، كانت المساجد تعتمد على مصادر متباينة لتحديد أوقات الصلاة؛ فبعضها التزم بالتقويم الهاشمي المستخدم سابقاً، بينما التزمت أخرى بالتوقيت الجديد الذي أقرته الحكومة بناءً على "رابطة العالم الإسلامي". وأدت هذه الاختلافات إلى ارتباك كبير بين السكان، الذين أصبحوا غير قادرين على تحديد الوقت المناسب لأداء العبادات.
من جانبها، كانت وزارة الأوقاف قد أعلنت في وقت سابق عن اعتماد توقيت "رابطة العالم الإسلامي" كمعيار رسمي لأوقات الصلاة خلال شهر رمضان، وذلك بعد عملية تحرّ دقيقة لضبط التوقيتات قبل حلول الشهر الكريم. ومع ذلك، لم تلتزم بعض المساجد بهذا النظام الجديد، مما أدى إلى استمرار الاختلافات في أوقات الأذان.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية عيد مبارك بكل اللغات... شبكة يورونيوز تتقدم لكم بأسمى التهاني بمناسبة عيد الفطر إيران ترد على رسالة ترامب: لا مفاوضات مباشرة مع واشنطن.. وعليها إثبات جديتها أولًا عيد الفطر على وقع الانقسام بين الدول: مواعيد متعددة والجدل يحتدم عيد الفطرسورياأبو محمد الجولاني صلاة ـ صلواتالمصدر: euronews
كلمات دلالية: عيد الفطر دونالد ترامب صوم شهر رمضان روسيا إسرائيل قوات الدعم السريع السودان عيد الفطر دونالد ترامب صوم شهر رمضان روسيا إسرائيل قوات الدعم السريع السودان عيد الفطر سوريا أبو محمد الجولاني صلاة ـ صلوات عيد الفطر دونالد ترامب صوم شهر رمضان روسيا إسرائيل رمضان عبد الفتاح البرهان فولوديمير زيلينسكي ضحايا قوات الدعم السريع السودان إيران إيطاليا صلاة عید الفطر یعرض الآنNext صلاة العید شهر رمضان العید فی
إقرأ أيضاً:
الأزهر الشريف يتوسع في أروقة القرآن الكريم ليتجاوز 1400رواقا
أعلن الجامع الأزهر عن فتح 200 فرعًا جديدًا لرواق القرآن الكريم للطفل، يأتي هذا الإعلان تحت توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وحرصًا على توسيع نطاق تحفيظ القرآن الكريم ليشمل جميع محافظات الجمهورية.
بدأت هذه المبادرة في إبريل 2022، حيث تم افتتاح 507 فرعًا لرواق الطفل كمرحلة أولى موزعة على مختلف المحافظات، ومنذ ذلك الحين شهدت الأروقة إقبالًا كبيرًا من الدارسين، مما دفع إلى التوسع في عدد الفروع، واليوم يعلن الأزهر عن فتح 200 فرع إضافي، ليصل إجمالي عدد فروع رواق الطفل للقرآن الكريم إلى 1450 فرعًا، تقدم خدمات التحفيظ بالمجان للأطفال من سن الخامسة وحتى الخامسة عشرة.
وفي تصريح له، أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن "هذا التوسع يأتي نظرًا للإقبال الشديد على حفظ كتاب الله وتلبية للأفئدة المتعطشة للنهل من معين الأزهر الصافي، وهو جزء من رؤية الأزهر الشريف لنشر قيم القرآن الكريم وتعاليمه وخاصًة بين الأجيال الجديدة، لتعزيز هويتهم الثقافية والدينية، ونحن مهتمون بتوفير بيئة تعليمية مناسبة للدارسين، ونسعى جاهدين لتلبية احتياجات جميع الأطفال الراغبين في حفظ كتاب الله"، مشيرًا إلى دور الأزهر الرائد في نشر القيم الإسلامية وتعليم الأجيال الجديدة الاهتمام بحفظ القرآن الكريم ونشر تعاليم دينهم الحنيف، ليظل دائمًا النور الذي يهدي الأمة إلى الطريق الصحيح.
من جانبه، صرح الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، قائلاً: "إن الأزهر الشريف يضع على عاتقه مسؤولية كبيرة في تعزيز التعليم الديني وخاصةً تحفيظ القرآن الكريم، وتوفير فرص متساوية لجميع الأطفال، والتوسع في أروقة القرآن الكريم من أجل الوصول إلى المزيد من الأطفال في القرى والمدن المصرية ليشمل القريب منها والنائي، ليكونوا جزءًا من هذه التجربة التعليمية الفريدة، وهو خطوة هامة نحو تحقيق أهدافنا، فنحن نسعى إلى تخريج جيل متسلح بالمعرفة والإيمان"، لافتًا إلى أن فروع الرواق الأزهري تسهم في تحفيظ القرآن الكريم وتعليم مبادئه بالإضافة إلى نشر ثقافة الوعي الديني من خلال رواق العلوم الشرعية والعربية بكافة محافظات الجمهورية، مما يعكس اهتمام الأزهر الشريف بتعزيز الثقافة الإسلامية بين الشباب ونشر المنهج الوسطي الأزهري الذي يمثل صحيح الدين.